يتم التحميل...

زيارة الأربعين علامة المؤمنين

صفر

"اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الأوْصِياءِ..."

عدد الزوار: 42

زيارة الأربعين علامة المؤمنين
المناسبة: ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام


"اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الأوْصِياءِ..."،"..أشهَدُ أنَّكَ كُنتَ نوراً فِي الأَصلابِ الشّامِخَةِ، وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ، لَم تُنَجِّسكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنجاسِها، ولَم تُلبِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَأشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ، وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ..".

عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)، أنّه قال: "عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ إِحدى وخَمْسِينَ (الصلوات الواجبة اليومية و نوافلها)، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ (وضع الجبهة حال السجود على الأرض)، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

ما هو السرّ الذي يقف وراء ما تراه العيون من زحف بشري هائل نحو كربلاء؟

وما هو تفسيرنا لتلك الظاهرة والتظاهرة الجماهيرية نحو قبر الحسين (عليه السلام)؟

فعلى الرغم من الحقد الأموي والعباسي والسلطات الجائرة المتعاقبة على امتداد التاريخ التي حاولت بكل الوسائل منع هذه الظاهرة وقطع العلاقة بين الأمّة والحسين (عليه السلام) عبر قطع الأيدي والرؤوس، ولكن ذلك لم يمنع من بقاء الارتباط الوثيق، بل كان عاملاً في تمتين العلاقة والإصرار على زيارة الحسين (عليه السلام).

إنّها بالطبع ليست أسراراً عادية، بل هي ألطاف إلهية شملت أولئك الأحرار الذين عشقوا الحسين (عليه السلام) ولم يقبلوا أن يكونوا من جنس تلك الفئة الفاسدة التي امتدت سيوفها نحو نحر الحسين (عليه السلام)، فأعلنت رفضها لذلك المنهج الأموي المنافق.

لقد حدّثنا التاريخ عن القرارات التي أصدرها المتوكّل العباسي بقطع يد الزائر الذي حينما يهمّ بالدخول إلى الحضرة الحسينية يُطلب منه مدّ يده لقطعها فيعطيهم اليد اليسرى فيقولون له: بل نقطع اليمنى، وإذ به يفاجئ القوم قائلاً: لقد قطعتموها في العام الماضي.

زيارة الأربعين علامة المؤمنين:
ليس غريباً أن تكون زيارة الأربعين إحدى العلامات التي تميّز المؤمن، فهي علامة ينالها الإنسان بالتضحية والدم، وهي أصدق تعبير عن الحبّ والولاء لآل البيت النبوي في مقابل من التزموا طاعة الشيطان وآل أبي سفيان.

وهذه الزيارة هي واحدة من الأمور التي أرست خط استمرار النهج الحسيني، إن لم نقل أنّها حفظت هذا النهج وأبقت وهجه شعلةً لا تنطفئ إلى عامنا هذا، إنها المعين الذي استقى منه المجاهدون والشهداء روح التضحية والعطاء والفداء فبذلوا الأرواح والمهج لبقاء دين الله وشريعة النبي محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) ونهج آله المعصومين (عليهم السلام).

هي زيارة ضربت أعماق التاريخ ليصل صوتها ومداها إلى مسمع كلّ الأجيال تصرخ فيهم وتنادي بأنّ الحقّ كان ولا يزال يتطلب وقفة عزٍّ وتضحية وبذل وعطاء كالذي فعله الإمام الحسين (عليه السلام)، وأنّ هناك خطّين لن يلتقيا إلى يوم القيامة حيث يفصل الله تعالى بين عباده.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2016-11-17