يتم التحميل...

الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ومراحل حياته

صفر

نتقدّم من صاحب العصر والزمان ووليّ أمر المسلمين والأمّة الإسلاميّة وخصوصاً المجاهدين بأسمى آيات التهنئة والتبريك بولادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) في السابع من صفر.

عدد الزوار: 45

الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ومراحل حياته


نتقدّم من صاحب العصر والزمان ووليّ أمر المسلمين والأمّة الإسلاميّة وخصوصاً المجاهدين بأسمى آيات التهنئة والتبريك بولادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) في السابع من صفر.

النسب المشرق: الإمام الكاظم (عليه السلام) هو سابع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، الكبير القدر العظيم الشأن، الجادّ في العبادة المشهور بالكرامات، الكاظم الغيظ والعافي عن الناس، العبد الصالح وباب الحوائج إلى الله.

فأبوه: هو سادس أئمّة أهل البيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام) معجزة الإسلام ومفخرة الإنسانيّة على مرّ العصور وعبر الأجيال، لم تسمع الدنيا بمثله فضلاً ونُبلاً وعلماً وكمالاً.

وأُمّه: وهي السيّدة حميدة من تلكم النسوة اللاتي خصّها الله بالفضل، وعناها بالشرف فصارت وعاءً للإمامة والكرامة.

لُقّب الإمام الكاظم (عليه السلام) بـ«الكاظم»، لما كظمه من الغيظ عمّا فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاب حتّى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يُبدِ لأحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه. يقول ابن الأثير: إنّه عُرِف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشرّ بالإحسان.

و«باب الحوائج»، وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها انتشاراً، فقد اشتهر بين العامّ والخاصّ أنّه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه، وما استجار أحد بضريحه المقدّس إلا قُضيت حوائجه، وقد آمن بذلك الشيعة بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو عليّ الخلاّل يقول: «ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ».

قضى الإمام (عليه السلام) ما يقارب سبعة عشر عاماً في سجون بني العبّاس الذين تعدّوا في ظلمهم وطغيانهم ظلم بني أُميّة فكان ينقل من سجن لآخر حتّى استشهد (عليه السلام) في سجن السندي بن شاهك ببغداد.

انطباعات عن شخصيّة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)

قال أبوه الإمام الصادق (عليه السلام): «فيه العلم والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ».

وقال هارون الرشيد لابنه المأمون وقد سأله عنه: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه، وخليفته على عباده.

وقال له أيضاً: يا بني هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا.

وقال كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ: هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير، المجتهد الجادّ في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعيَ كاظماً، كان يُجازي المُسيء بإحسانه إليه، ويُقابِل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يُسمّى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله تعالى. كراماته تحار منها العقول.

من غرر أحاديث الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وصيّته الثمينة لهشام، وممّا ورد فيها:

«يا هشام لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس: في يدكَ لؤلؤةٌ ما كان ينفعُك وأنت تعلم أنَّها جوزَةٌ؟ ولو كان في يدكَ لؤلؤةٌ وقال الناسُ: إنّها جوزةٌ ما ضرَّكَ وأنتَ تعلمُ أنّها لؤلؤةٌ؟..
يا هشام إن كان يُغنيك ما يَكفيكَ فأدنى ما في الدُّنيا يكفيك. وإن كان لا يُغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدُّنيا يُغنيك..
يا هشامُ مَن صدقَ لسانُهُ زكا عملُهُ. ومن حَسُنت نيَّتُهُ زِيدَ في رزقِه. ومَن حَسُنَ بِرُّه بإخوانِه وأهله مُدَّ في عُمرِه..
يا هشام إنَّ أبدانكم ليس لها ثمنٌ إلا الجنَّة، فلا تبيعوها بغيرها».

2016-11-03