دوحة الولاية - العدد 220 - صفر 1438 هـ

"فضحَ الموتُ الدنيا. اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك".

الإمام الحسن عليه السلام

يلاقِ الإمام الحسن عليه السلام من الآخرين مثل المتاعب والمشاكل التي لاقاها من أصحابه وأتباعه. هؤلاء الأصحاب الذين لم يدركوا بعقولهم الصغيرة وأفكارهم الخاطئة ما الذي أراده إمام زمانهم، لذلك فقد كانوا يقفون في وجهه ويوجهون له الأذى وهم من تسبّب بهزيمته لمّا أقاموا المعاهدات والأحلاف مع أعدائه. كلما زادت المشاكل، كان أجرها أكبر وكانت ربوبيتها أكبر، فأن يتّجه الإنسان للإسلام في وقت الرفاه والرخاء والسعادة ليس شيئاً عظيماً، فالجميع جاهزون للدخول في الإسلام عندما يحين وقت قطاف ثماره. ولكن يوم تُواجِه الإسلام المتاعب ويوم تسيل الدماء ويتعذّب الناس من أجل الإسلام، وتواجه صدورهم العارية رؤوس الرماح والمدافع والدبابات، في ذلك اليوم فقط يُعرف الرجل من غيره، ويُعرف المسلم من غير المسلم، فذلك اليوم هو يوم الأجر.

الإمام الخميني قدس سره

لم إنّ تيّار الحقّ، أي تيّار الإمام الحسن عليه السلام ، يُعطي الأصالة للدّين، فبالنسبة إليه الأصل كان الدّين. فما هو الدّين؟ هو أن يبقى الإيمان والاعتقاد بالدين بين النّاس وأن يبقوا متعبّدين به ومتمسّكين بالإيمان والعمل، وأن يكون الدين حاكماً في إدارة المجتمع، وأن يكون النّظام هو النّظام الإسلاميّ. أمّا الحصول على السّيادة والحكومة والإمساك بزمام السّلطة فيأتيان بالمرتبة الثانية، والثالثة والرابعة وهكذا..

أمّا بالنّسبة إلى التيّار الثاني فقد كان الأصل عنده هو الإمساك بالسّلطة وبأيّ ثمنٍ كان يريد الحكومة... وكانت هذه هي السّياسة الحاكمة على التيّار الثاني.

الإمام الخامنئي دام ظله

نحن الذين بقينا على قيد الحياة نغبط هؤلاء الشهداء، نغبطهم ونبارك لهم، لأنهم انعتقوا وتحرّروا من سجن الدنيا الفانية الدنية وانطلقوا إلى تلك الحياة الأبدية الخالدة الأزلية، إلى الجنان الخالدة والنعيم الدائم، من السجن إلى ذلك النوع من الحياة، إلى جوار الله تعالى، حيث الكرامة والعزة والسلام والطمأنينة والأمن والأمان والسعادة وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. هناك الحياة الحقيقية، هناك الحياة التي يمكن أن يُقال إنها حياة، أما الحياة هنا فهي لعب

ولهو. أولاً: نغبطهم..
وثانياً: نشكرهم لكلّ ما قدّموه من أجلنا ومن أجل الناس ومن أجل الأمّة والمقدّسات والحاضر والماضي والمستقبل.

 سماحة السيد حسن نصر الله

عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا أدلُّكم على أكسل الناس وأبخل الناس وأسرق الناس وأجفى الناس وأعجز الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: أكسلُ النّاس عبد صحيح فارغ لا يذكُر الله بشفة ولا لسان، وأبخلُ النّاس رجل اجتاز على مسلمٍ فلم يسلّم عليه، وأمّا أسرقُ الناس فرجل يسرقُ من صلاته، تُلفُّ كما تُلفُّ الثوب الخلق فتضرب بها وجهه، وأجفى النّاس رجلٌ ذُكِرتُ بين يديه فلم يصلِّ عليّ، وأعجزُ النّاس من عجز عن الدعاء.

ذهبت السيدة زينب عليها السلام مباشرة إلى مسجد جدّها رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونعت الإمام الحسين عليه السلام عند قبر جدها، فاجتمع الهاشميون والهاشميات في مجلس عزاء مهيب. واستمرّت السيدة زينب عليها السلام في إقامة المآتم ومجالس البكاء على الإمام الحسين عليه السلام في المدينة المنورة، وكانت تؤلب الناس على القيام ضد بني أمية والثورة عليهم والأخذ بثأر الإمام الحسينخ، حتى خاف والي المدينة من أن ينقلب الناس على حكم بني أمية، فبعث برسالة إلى يزيد بن معاوية يخبره بالأمر، وأمره بأن يُخرج السيدة زينب عليها السلام من المدينة المنورة إلى حيث شاءت.

لقد عملت السيدة زينب عليها السلام في مرحلتين مهمتين من مراحل الثورة الحسينية المباركة، المرحلة الأولى والتي تمثلت في رد الشبهات عن الناس وتوضيح الحقائق وكشفها لهم، والمرحلة الثانية كانت في إظهار وتبيان ما جرى يوم عاشوراء على الإمام الحسين عليه السلام وإقامة مجالس البكاء عليه وإظهار مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، وكل ذلك بمرأى ومسمع من الإمام السجاد عليه السلام الذي اعتزل المعترك السياسي ظاهرياً.

جاء فقير يشكو حاله للإمام الحسن عليه السلام ولم يكن عنده شيء في ذلك اليوم فعزّ عليه الأمر واستحى من ردّه، فقال عليه السلام له: إنّي أدلّك على شيء يحصل لك منه الخير، فقال الفقير: يا ابن رسول الله ما هو؟ قال عليه السلام: اذهب إلى الوالي، فإنّ ابنته قد توفّيت وانقطع عليها، وما سمع من أحد تعزيةً بليغة، فعزِّهِ بهذه الكلمات يحصل لك منه الخير، قال: يا ابن رسول الله حفّظني إيّاها، قال عليه السلام: قُل له: «الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها، ولم يهتكها بجلوسها على قبرك»، وحفظ الفقير هذه الكلمات وجاء إلى الوالي فعزّاه بها، فذهب عنه حزنه وأمر له بجائزة، ثم قال له: أكلامك هذا؟ فقال: لا، وإنّما هو كلام الإمام الحسن عليه السلام ، قال الوالي: صدقت فإنّه معدن الكلام الفصيح، وأمر له بجائزة أخرى.

إخواني الثوار، أنصار أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، ها قد مضيت وعلى العهد بقيت ثائراً للأنبياء والأئمة عليهم السلام ، للأبرياء والشهداء الأحبة والأهل الأعزاء. ابقوا حصن الدين المنيع وانصروه بكُلّ ما آتاكم الله من عزمٍ وبأسٍ.

هذه أبواب الجنان قد شُرِّعت فهلُمُّوا إلى لقاء أوليائكم وإخوانكم الشهداء بذرف الدّم الكربلائي الزاكي.

الشهيد مصطفى محمد مزنر [صادق الجنوبي]

 س: هل يجوز إظهار ظلم أو خيانة بعض مسؤولي الإدارات أمام الناس؟
ج: لا مانع من إظهار ذلك لدى المراكز والمراجع المسؤولة لمتابعة ذلك وملاحقته بعد التأكد والاطمئنان منه، بل قد يجب ذلك فيما إذا عُدّ من مقدمات النهي عن المنكر. وأما الإظهار أمام الناس فلا وجه له، بل يحرم فيما إذا كان فيه الفتنة والفساد وتضعيف الدولة الإسلامية.

المناسبات الميلاديّة