الشهيد مرتضى مطهري المدافع عن الاسلام
الشهيد مرتضى مطهري
فيما يلي نشير إلى بعض النماذج التي تؤكد مدى ما كان يتمتع به من حساسية اتجاه القضايا الدينية:
عدد الزوار: 207
حساسيته
اتجاه القضايا الدينية
فيما يلي نشير إلى بعض النماذج التي تؤكد مدى ما كان يتمتع به من حساسية اتجاه
القضايا الدينية:
أـ في المجالات الثقافية
يقول آية الله خزعلي: "كان يتألم من الكتابات المنحرفة التي تصدر باسم
الإسلام. في الأيام التي صدر حكم ابعادنا، تخفيت في منطقة "كوى كن" حيث فتش عني
الشهيد مطهري ووجدني وكان شديد الاهتمام بي بالأخص في تلك الأيام الصعبة. قلت له
حينها: ماذا تكتب؟ قال: حول بعض الأمور التي تصدر باسم الإسلام. قلت له: قد وجدت
بعض الأشياء حول هذا الأمر. وقد بدأ السؤال والتفتيش عنه بعطش ونهم. ثم قلت له: إذا
وجدتم عيباً اذكروه وإذا وجدتم ما يستحق الكتابة فاثنوا عليه ليروا أنك منصف في
عملك، ولا يعتبروك مهاجماً.
قال لي: اعتمد في طريقتي ومنهجي هذا الأمر حيث اكتب الأمور الجيدة والجديرة بالذكر
ولكن المسألة أنهم يهاجمون الإسلام، وباسم الإسلام يوجهون ضربات موجعة للدين"1.
ب ـ الدفاع عن فدائيي الإسلام
من جملة الشواهد التي تشير إلى الغيرة الدينية للأستاذ مطهري، دفاعه عن
فدائيي الإسلام. لأن هؤلاء كانوا الحركة الحقيقية لتبلور الإسلام والغيرية الدينية
في زمان رواج المفاسد والفحشاء في نظام الشاه.
يقول المحقق الدواني وكان من الذين يعرفون الشهيد مطهري عن قرب: "كان الشهيد مطهري
يؤيد فدائيي الإسلام ويؤيد أفكارهم، وكثيراً ما سمعت الشهيد نواب صفوي يتناول
الأستاذ مطهري بمزيد من التقدير والاحترام. وكان الشهيد مطهري يشارك بعض الأوقات في
جلسات فدائيي الإسلام وقد خاطب نواب صفوي قائلاً: "لا مجال للشك عندي في حسن
نواياكم وطهارة أهدافكم ورفاقكم، وقد بقي الشهيد مطهري على هذه العقيدة حتى نهاية
حياته"2.
ج ـ التنبيه المباشر
يقول السيد هادي جوان: "كان الأستاذ مطهري يتحدث عام 1349هـ.ش في قاعة محاضرات كلية
الطب في مشهد حول "الإسلام ومقتضيات الزمان". كنت أشارك في تلك الجلسات وكان هناك
بعض الفتيات غير المحجبات أيضاً. ظهر الانزعاج على المرحوم الأستاذ مطهري بمجرد أن
شاهد هذا المنظر، وقال: "اشترطت في طهران على السيد راميار إذا كان مقرراً أن أتحدث
أنا في هذه الجلسة فيجب أن يكون الوضع أفضل مما أراه. ما هذه الحالة الموجودة هنا؟"3.
د ـ الحركة العملية
يتحدث الدكتور علي مطهري حول مقدار حساسية الأستاذ مطهري رحمه الله فيما
يتعلق بالمجموعات المعادية للثورة الإسلامية، ويقول: "أثناء مسيرة عاشوراء الكبيرة
عام 1357 كانت إحدى الحافلات تتحرك بين الجماهير وفي داخلها رئيس مجموعة الفرقان
وأحد أعضاء منظمة منافقي خلق وكان كلاهما يرتدي لباس العلماء حيث كانا يشرحان للناس
أهداف المنظمة. وصل الخبر إلى بعض العلماء الذين منعوا التدخل ورفضوا ايقافهم
وقالوا: ليس من المناسب ايجاد أي نوع من الاشتباكات في الظروف الحالية. وفي النهاية
وصل الخبر إلى الأستاذ الشهيد مطهري الذي تحدث بطرحه قائلاً: "يجب انزال هؤلاء بأي
ثمن حصل ذلك حتى لو أدى الأمر إلى قتلهم، هؤلاء يمتلكون برامج مستقبلية خطيرة"4.
* كتاب روضة المبلغين، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- قطعة من الشمس، ص297.
2- المصدر نفسه، ص307.
3- المصدر نفسه، ص172.
4- المصدر نفسه، ص117 ـ 118.