يتم التحميل...

عظمة البعثة النبوية

رجب

على أعتاب ذكرى المبعث النبوي الشريف نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك للإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) ولنائبه الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) ولعموم المؤمنين والمجاهدين في سبيل الله, وفيما يلي كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) حول هذه المناسبة العظيمة:

عدد الزوار: 193

عظمة البعثة النبوية
المناسبة: ذكرى المبعث النبوي الشريف


على أعتاب ذكرى المبعث النبوي الشريف نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك للإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) ولنائبه الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) ولعموم المؤمنين والمجاهدين في سبيل الله, وفيما يلي كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) حول هذه المناسبة العظيمة:

"أبارك هذا العيد الإسلامي الكبير لجميع مسلمي العالم.

على الرغم من مرور قرون متوالية على قضية البعثة النبوية الشريفة وانشغال الكثير من العلماء والمفكرين في العالم بالبحث والتحقيق عنها إلا أنها لا زالت جديرة بالبحث والتأمل من مختلف أبعادها.

إن بعثة النبي الأكرم تعتبر حركة عظيمة في تاريخ البشرية، عبر إنقاذها للإنسان وتهذيب النفس والروح والأخلاق البشرية، وكذلك عبر مواجهتها للمشاكل والصعوبات التي كانت تواجه البشرية في كل الأدوار ولا تزال، إن جميع الأديان في مواجهة مستمرة مع الشر والفساد من أجل إيجاد سبيل وصراط مستقيم نحو الأهداف السامية، إلا أن الدين الإسلامي فضلا عن هذا يمتاز بخصوصية هي انه يعتبر علاجا نافعا لجميع العصور. وعندما نطالع في القرآن الكريم ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة نجد أن هذا لا يعني انه بمجرد مجيء الدين الخاتم والرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله)، فان نفوس البشر قد تزكت أو سوف تتزكى وكذلك لا يعني أن البشرية بعد نزول القرآن سوف لا تلاقي في سيرها نحو الكمال المصاعب والموانع والشقاء، والذي نقوله بان الرسول والإسلام جاءا من أجل تحكيم العدل وإنقاذ المستضعفين وتحطيم الأصنام البشرية وغير البشرية. ليس بمعنى أن البشرية وبعد سطوع هذه الشمس المضيئة سوف لا تعاني من الظلم، أو سوف لا يكون هناك طاغوت يحكم، او سوف لا يتحكم صنم ما بمصير البشرية, والواقع أيضا يدل على ذلك، حيث انه بعد ظهور الإسلام ظهر في أقطار العالم وحتى في المحيط الإسلامي ـ وبالطبع بعد مرور عدة قرون ـ بعض الأصنام والطواغيت وتحملت البشرية أنواعا من الظلم وبقيت نفس تلك المعضلات التي كانت تعاني منها.

إذن فإن معنى وغاية وهدف البعثة والذي يتجسد في خلاص الإنسان شيء آخر. فالذي جاء به الإسلام والرسول (صلى الله عليه وآله). إلى الناس هو العلاج الشافي لكل عصر، وهو الذي يقدر على القضاء على جهل الإنسان والوقوف بوجه الظلم والعنصرية وهو الذي يمنع من سحق الضعفاء على أيدي الأقوياء، بل هو الذي يعالج كل المشاكل التي كانت البشرية تعاني منها من بداية الخلق إلى اليوم.

ولكن الذي ينبغي الانتباه إليه هو أن هذا العلاج يشبه العلاج الطبي الذي يشخصه الطبيب للمريض، فإذا ما تُرِكَ ولم يُعمَل به أو سيءَ فهمُهُ أو حتى لم يكن هناك الإقدام والشجاعة في استعماله فانه لن يكون ذا اثر يذكر. فخيرة الأطباء عندما يصف علاجا معينا لأحدٍ ما، ويأتي ذلك ويهمل العلاج ولا يستعمله، حينئذ يفقد العلاج الأثر المرجوّ منه، فأي تقصير في هذا لذلك الطبيب الحاذق؟ وهكذا فان المسلمين ولقرون عديدة قد أهملوا ما جاء به الإسلام وأودعوه طي النسيان، مما أدّى إلى محو المعالم القرآنية الواضحة في حياتهم، ولعلهم أدركوا ما جاء به الإسلام ولكن لم يمتلكوا تلك الشجاعة والجرأة المطلوبتين للتحرك به. أو أنهم قد تحركوا واستطاعوا أن يحققوا شيئاً ما ولكنهم لم يضحوا للحفاظ عليه.
إن أمير المؤمنين عليه السلام يقول في هذا المجال وبكل صراحة «ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم لما قام للدين عمود ولا اخضّر للإيمان عود» وعلى هذا الأساس فان هذه أمور لازمة وضرورية بل هي علاج لجهل البشر طبعا لا نقصد بالجهل هنا ما يقابله في الجانب الآخر أي الاكتشافات والاختراعات العلمية ولكن نريد أن نقول بأن البشرية حتى إذا ما استطاعت أن تصل إلى مراحل مختلفة من التطور العلمي، أو وصلت إلى القمة في العلم، فإنها تعيش الجهل إذا كانت تجهل العلاقات الإنسانية الصحيحة، أو أنها لا تعتمد المساواة والعدالة بين البشر، ترى في الإنسان نظرة ازدواجية وطبقية من حيث الحقوق والأحكام وهذا ما ابتليت به البشرية وجلب لها المآسي والآلام فبناء الحياة البشرية على أساس الظلم وتسلط الأقوياء على الناس وسحقهم للضعفاء وانعدام نور المعرفة والإنسانية هو أيضاً عين تلك الجاهلية".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2016-04-26