ملحمة زينب الكبرى (عليها السلام)
رجب
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، وولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي)، وعموم المؤمنين لا سيما المجاهدين، بذكرى رحيل السيدة زينب (عليها السلام) في الخامس عشر من شهر رجب.
عدد الزوار: 229
ملحمة زينب
الكبرى (عليها السلام)
المناسبة: رحيل السيّدة زينب (عليه السلام)
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، وولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي)، وعموم المؤمنين لا سيما المجاهدين، بذكرى رحيل السيدة زينب (عليها السلام) في الخامس عشر من شهر رجب.
تميزت السيدة زينب (عليها السلام)
ابنة أمير المؤمنين (عليه السلام) بمواقفها البطولية والرائدة في مواجهة الظلم
والطغيان الأموي, ولا سيما بعد أحداث واقعة كربلاء, وعن هذا الجانب من شخصيّتها
يتحدّث الإمام القائد سماحة السيّد عليّ الخامنئيّ (حفظه المولى) حيث يقول:
"إنّ زينب الكبرى (عليها السلام) امرأةٌ عظيمة. فمن أين تنبع هذه العظمة التي
تحملها هذه المرأة الجليلة في أعين الشّعوب الإسلاميّة؟ لا يصحّ القول بأنّها نابعة
من كونها كانت ابنة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، أو أخت الحسين بن عليّ والحسن
بن عليّ (عليهما السلام)، فالنّسب لا يُمكنه دومًا أن يخلق مثل هذه العظمة، لقد كان
لجميع أئمّتنا بناتٌ وأمّهاتٌ وأخوات ولكن من منهنّ كانت كزينب الكبرى (عليها
السلام)؟! فإنّ قيمة وعظمة زينب الكبرى إنّما تنبع من موقفها وحركتها الإنسانيّة
والإسلاميّة العظيمة على أساس التكليف الإلهيّ. فعملها وقرارها ونوعيّة حركتها، كلّ
ذلك منحها هذه العظمة. وكلّ من تقوم بمثل هذا العمل، حتّى ولو لم تكن بنت أمير
المؤمنين (عليه السلام)، فإنّها ستحصل على مثل هذه العظمة. فمنشأ هذه العظمة هو من
هنا:
أوّلًا: من تشخيصها للموقف، سواءٌ قبل تحرّك
الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، أم في لحظات المحنة في يوم عاشوراء، أم في
الأحداث القاصمة التي تلت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام).
وثانياً: من اختيارها لما يتناسب مع كلّ موقف،
فهذه الخيارات الّتي صنعت زينب (عليها السلام).
فقبل التحرّك إلى كربلاء، نجد أنّ وجهاء، كابن عبّاس وابن جعفر وشخصيّات معروفة في
صدر الإسلام، ممّن يدّعي الفقاهة والشّهامة والرّئاسة قد تحيّروا ولم يكونوا يعلمون
ما يفعلون، ولكنّ زينب الكبرى لم تُصب بالحيرة، وأدركت أيّ طريقٍ ينبغي أن تسلكه،
ولم تترك إمامها وحيدًا وتذهب. فهي لم تُدرك صعوبة الطّريق فحسب، بل شعرت به أكثر
من غيرها. لقد كانت امرأةً حاضرة لأن تُضحّي بأسرتها لأجل أداء المهمّة، ولهذا
أحضرت أطفالها وأبناءها معها. كانت تشعر بكيفيّة الواقعة. في تلك السّاعات العصيبة
حيث لا يقدر أقوى النّاس على إدراك ما ينبغي عليه فعله، لقد أدركت (السيّدة زينب
(عليها السلام)) ذلك ودعمت إمامها وجهّزته لمذبح الشهادة. وبعد شهادة الحسين بن
عليّ (عليه السلام)، وحين أظلمت الدنيا وتكدّرت القلوب والنفوس وآفاق العالم، أضحت
هذه السيّدة الكبرى نورًا ومنارةً. لقد وصلت زينب (عليها السلام) إلى حيث لا يصل
سوى أعظم النّاس في تاريخ البشريّة - أيّ الأنبياء.
في الواقع إنّ كربلاء من دون زينب (عليها السلام) ما كانت لتكون كربلاء. وما كانت
عاشوراء من دون زينب الكبرى (عليها السلام) لتكون تلك الحادثة التّاريخيّة الخالدة.
لقد برزت هذه الشّخصيّة لابنة عليٍّ (عليه السلام) من أوّل الحادثة إلى آخرها، بحيث
يشعر المرء أنّ حسينًا ثانيًا كان في لباس امرأةٍ وفي ثوب ابنة عليّ. وفي غير ذلك،
ماذا كان سيحدث بعد عاشوراء؟ لعلّ الإمام السجّاد (عليه السلام) كان ليُقتل، ولعلّ
نداء الإمام الحسين (عليه السلام) ما كان ليصل إلى أحد. في تلك المرحلة، وقبل شهادة
الإمام الحسين بن عليّ (عليه السلام) أيضًا، كانت زينب كمواسٍ وصديقٍ وشخصٍ لم يشعر
الإمام الحسين (عليه السلام) مع وجوده بالوحدة أو بالتّعب. إنّ المرء ليُشاهد مثل
هذا الدّور في وجه زينب (عليها السلام) وفي كلماتها وفي حركاتها".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2016-04-22