آداب الضيافة
آداب إسلامية
ينبغي أن يقصد في ضيافته التقرب إلى الله، والتسنن بسنة رسول الله واستمالة قلوب الإخوان، وادخال السرور على قلوب المؤمنين، ولا يقصد به الرياء والمفاخرة والمباهاة،
عدد الزوار: 325
المضيف
ينبغي أن يقصد في ضيافته التقرب إلى الله، والتسنن بسنة رسول الله واستمالة قلوب
الإخوان، وادخال السرور على قلوب المؤمنين، ولا يقصد به الرياء والمفاخرة والمباهاة،
وإلا ضاع عمله، وان يدعو الفقراء والأتقياء وان كان في ضيافة الأغنياء ومطلق الناس
فضيلة أيضاً. وينبغي ألا يهمل في ضيافة الأقارب والجيران، إذ إهمالهم قطع رحم
وايحاش، وألا يدعو من يعلم أنه تشق عليه الإجابة. وينبغي أن يعجل في إحضار الطعام
لأنه من إكرام الضيف، وقد ورد: " أن العجلة من الشيطان، إلا في خمسة أشياء، فإنها
من سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله): إطعام الضيف، وتجهيز البيت، وتزويج البكر،
وقضاء الدين، والتوبة من الذنوب ". وأن يحضر من الطعام قدر الكفاية، إذ التقليل عنه
نقص في المروة، والزيادة عليه تضييع، وأن يسعى في إكرام الضيف: من طلاقة الوجه،
وطيب الكلام معه عند دخوله وخروجه وعلى المائدة، والخروج معه إلى باب الدار إذا خرج،
قال رسول لله (صلى الله عليه وآله): " إن من سنة الضيف أن يشيعه إلى باب الدار ".
ومما ينبغي له ألا يستخدم الضيف، قال الباقر (عليه السلام): " من الجفاء استخدام
الضيف ". وكان عند الرضا (عليه السلام) ضيف، فكان يوماً في بعض الحوائج، فنهاه عن
ذلك، وقام بنفسه إلى تلك الحاجة، وقال: " نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أن
يستخدم الضيف ".
الضيف
ينبغي لكل مؤمن أن يجيب دعوة أخيه إلى الضيافة، من غير أن يفرق بين الغني والفقير،
بل يكون أسرع إجابة إلى دعوة الفقير، وألا يمنعه بعد المسافة عن الإجابة إذا أمكن
احتمالها عادة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أوصي الشاهد من أمتي والغائب،
أن يجيب دعوة المسلم ولو على خمسة أميال، ولا يمنعه صوم التطوع عن الإجابة بل يحضر،
فان علم سرور أخيه بالإفطار فليفطر، ويحتسب في إفطاره أفضل ما يحتسب في صومه " وقال
الصادق (عليه السلام): " من دخل على أخيه وهو صائم، فافطر عنده ولم يعلمه بصومه
فيمن عليه، كتب الله له صوم سنة، وان علم أنه متكلف ولا يسر بإفطاره فليتعلل ".
وينبغي ألا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن، ليدخل عمله في أمور الدنيا، بل ينوى
الاقتداء بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإكرام أخيه المؤمن، ليكون في عمله
مطيعاً لله مثاباً في الآخرة، وأن يحترز عن الإجابة إذا كان الداعي من الظلمة أو
الفساق، أو كانت ضيافته للفخر والمباهاة، ومن كان طعامه حراماً أو شبهة، أو لم يكن
موضعه أو بساطه المفروش حلالا، ، فكل ذلك مما يمنع الإجابة، ويوجب تحريمها أو
كراهيتها. قال الصادق (عليه السلام): " لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلساً يعصى الله
تعالى فيه ولا يقدر على تغييره، ومن ابتلى بحضور طعام ظالم إكراهاً وتقية، فليقلل
الأكل، ولا يأكل أطايب الأطعمة ".
وينبغي للضيف ـ أيضاً ـ إذا دخل الدار ألا يتصدر، ولا يقصد احسن الأماكن، بل يتواضع
ويرضى بالدون من المجلس، وإن أشار إليه صاحب الدار بموضع فلا يخالفه ويجلس فيه، وان
أشار إليه بعض الضيفان بالارتفاع أو الانحطاط، وألا يجلس في مقابلة باب حجرة
النسوان، ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام، فانه دليل الشره وخسة
النفس، وأن يخص بالتحية والسلام أولا من يقرب منه.
وينبغي لمن دعى إلى الضيافة ألا يطول الانتظار عليهم، ولا يعجل بحيث يفاجئهم قبل
تمام الاستعداد.