يتم التحميل...

الوصايا العشرة

ضبط الميول الجنسية

ينبغي أن يوقف المصابون بهذه العادة بأنّهم يتمكّنون من التغلّب عليها إذا أرادوا، بل يتمكنون من استئصال جذورها من أنفسهم، طالت مدة ذلك أم قصرت، يجب على هؤلاء أن لا يتصوّروا بأنّ هذه العادة سوف لا تنفك عنهم إلى آخر عمرهم،

عدد الزوار: 309

قلنا أن خطر الإنحراف الجنسي وخاصة الاستمناء Masturdation غير قابل للإنكار، لأنّه يأخذ شكل العادة بصورة سريعة، العادة المتأصّلة، حيث أن المُبتلين به تصل بم النوبة إلى ممارسته عدّة مرات في اليوم أحياناً، وطبق اعتراف بعض هؤلاء، أنّهم وصلوا إلى درجة بحيث أن «التصوّر والتفكير» فقط - من دون إجراء أي عمل - يكفي لدفع السائل المخصوص منهم، إلاّ أن الخطر الأهم هو اليأس والعجز عن مكافحته، باعتبار أن اليأس يشكل سداً في
طريق نجاة المُصابين به ويوجد في نفوسهم ردود فعل غير مرضية.

ينبغي أن يوقف المصابون بهذه العادة بأنّهم يتمكّنون من التغلّب عليها إذا أرادوا، بل يتمكنون من استئصال جذورها من أنفسهم، طالت مدة ذلك أم قصرت، يجب على هؤلاء أن لا يتصوّروا بأنّ هذه العادة سوف لا تنفك عنهم إلى آخر عمرهم، أو أن آثارها ستبقى إلى آخر حياتهم، غاية الأمر يجب عليهم أن يكافحوها بصورة دائمية بالذكاء التام والتصميم القاطع، وامتثال الوصايا القادمة.

أمّا الأفراد الذين تخلّصوا من شبح هذه العادات الخبيثة يجب عليهم أن يقدروا نزاهتهم ويحافظوا عليها، ويتجنبوا كل وسوسة شيطانية تعبّد الطريق لهم إليها، كما يجب عليهم أن لا يضعوا مقدراتهم بأيدي المضلّين والمنحرفين.

وكما أشرنا سابقاً فان الشرط الأساسي للنجاح الحتمي في مكافحة كل عادة فاسدة - أعم من العادات الجنسية وغيرها - هو اتخاذ القرار الحاسم، والعزم الراسخ الجدي المعتمد على الإيمان والوجدان، ولو حدث أن فشل هذا التصميم ولو لعدّة مرات فيجب عليهم أن يجددوا العزم على تصميم أرسخ منه لأنّ هذه القرارات ستؤثر في نفوسهم في النهاية وستظهر آثارها ونتائجها عندما تتراكم بعضها على بعض.

من المسلّم - وبدون شك - أنّه إذا لم يفشل التصميم الأوّل فإنّ جذور هذه العادات الخبيثة ستنقلع من جسم هؤلاء وروحهم بصورة سريعة، من البديهي إذا نزّه هؤلاء الأفراد رابطتهم مع الله جلّ اسمه وأخلصوا نيّاتهم له، وطلبوا العون والمساعدة منه، فإنّهم في وسط هذا النور من الإيمان سيحصلون على النتيجة بصورة أسرع، فإذا طويت هذه المراحل آنذاك يأتي دور الاستفادة من الوصايا العشر.

قد تبدو هذه الوصايا للوهلة الاُولى ساذجة لدى البعض، إلاّ أن مدى فاعليتها ستتضح حين التطبيق.

1 - إجتناب أي تحريك جنسي غير طبيعي
التحفظ عن الميراث، إذا اعتقد الشباب بأنّهم لا يتلوثون بأي انحراف جنسي من جراء مشاهدتهم للأفلام الخلاعية في السينما والتلفزيون، ومن صرف أوقاتهم في مطالعة القصص الغرامية والنظر إلى الصور الخلاعية في المجلات الفاسدة المبتذلة، ومن متابعة النساء العاريات في الشوارع والأزقّة فهم على غير صواب. إنّ هذه الاثارات التي لا تنطوي على أية ضرورة انّما تحرف مسار أفكار الشباب عن مسائل الحياة الأصلية، وتجرهم إلى المسائل الشهوية الجنسية، وتجعلهم ليل نهار في حالة اضطراب عصبى دائم يسيطر على جميع كيانهم.

إنّ مواصلة هذه الاثارات تحطّم أعصاب الشباب وتقضي على أحسن فترة من فترات حياتهم ألا وهو ريعانة شبابهم.

يجب على كل الشباب الأعزّاء - وخاصة أولئك المُبتلين بعادات جنسية شاذة - أن يتجنّبوا الأمر السالف الذكر وذلك بامتناعهم عن رؤية الأفلام الخلاعية ومطالعة القصص الغرامية التي من شأنها إضعاف أعصابهم وتعكير صفو فكرهم.
ولأجل النجاح في هذه المهمة يجب عليهم أن يمارسوا هوايات صحيحة وسالمة لمل أوقات فراغهم كما يجب عليهم - وبمساعدة أصدقائهم - أن ينظّموا برنامجاً صحيحاً لهذه الأوقات.

إنّ هذه الهوايات يمكن أن تكون:
الرياضة الفردية أو الجماعية
التجوّل في المتنزّهات
مطالعة الكتب المفيدة والنافعة
تربية الورود في المنزل والأعمال الزراعية بصورة عامة
ممارسة الأعمال اليدوية
جمع الأشعار المفيدة
جمع الصور والطوابع وأمثالها
الإشتراك في الندوات المختلفة، العلمية والأخلاقية وغيرها.

2 - تهيئة برنامج لمل وقت الفراغ
يجب على الشباب أن ينظموا لكل أوقاتهم برنامجاً معيناً بحيث لا تكون لديهم أدنى فرصة دون برنامج، نحن لا نقول يجب عليهم أن يقرأوا أو يعملوا بصورة دائمية، فإذا كانوا في النزهة أو في حالة القيام برياضة معينة - مثلا - فهم في حالة عمل ولديهم برنامج، ولكن لا ينبغي أن يكون لديهم بعض الوقت دون برنامج.

يجب أن يعلم الشباب - أجمع - بأن أسوأ شيء بالنسبة إلى شاب ما هو أن يملك وقتاً خالياً من أي نوع من البرامج.

ربّما يكون الشاب عاطلا عن العمل ويبحث عنه، غير أنّه في الوقت نفسه يمتلك برنامجاً يسع نهاره وليله، من قبيل المطالعة والتنزّه والاستجمام وما إلى ذلك.

ومن الأفضل أن ينظّم الشباب برنامجهم اليومي بحيث يستوعب كل وقتهم ويزيد عليه بشكل، بحيث يصبح تفكيرهم مشغولا دائماً، لأنّ الإنشغال الفكري الكثير له أثر عميق في صرف الفكر عن العادات الخبيثة.

وقد شوهد كثيراً بأن الأفراد المدمنين على التدخين يدخنون في أيام العِطل أضعاف ما يدخنون في أيام العمل، وهذا التفاوت الفاحش هو نتيجة انشغال الفكر بأعمال ايجابية وانصرافه عن الأعمال الخبيثة أو المضرّة في أيام العطل.

والخلاصة أن الأفراد المُصابين بعادة جنسية خبيثة إذا لم يملكوا برنامجاً أو هواية تملأ تمام أوقاتهم فإنّهم لا يستطيعون أن يتركوا هذه العادة سهولة لأنّ الهواية أو البرنامج من العوامل المؤثرة في تركها.

ومن المؤكّد أن تنظيم برنامج كهذا سيساعدهم على مراحل مهمة وعقبات صعبة في طريق تركها.

3- العناية بالرياضة
من المعروف أن ميل الرياضيين إلى المسائل الجنسية قليل نسبياً، لأنّ الرياضة تأخذ كثيراً من قواهم الجسمية والفكرية، ومن الطبيعي ستقل قواهم بالنسبة إلى المسائل الاُخرى.

ولذلك كان على الشباب أن ينتخبوا لأنفسهم برامج رياضية واسعة ومتنوعة لأجل منع الهيجانات الجنسية ودفعها أو نسيانها، المصابون بهذه العادة الخبيثة يكونون غالباً أفراداً إنطوائيين خاملين منعزلين، وهذا الإنعزال والانطواء يشدد من وضعهم ويقويه، أما إذا خرجوا من انعزالهم هذا بصورة كليّة وخلطوا حياتهم بنوع من الحركة والنشاط فإنّ وضعهم الجديد سيبعث على تحسين حالتهم وسيساعدهم على ترك عادتهم.

إنّ هؤلاء الأفراد يكونون ضُعفاء الجسم عادةً، والرياضة المتنوعة والمناسبة لها أثر مهم في تقوية أجسامهم.

يجب عليهم أن يصرفوا أوقاتهم الخالية في الألعاب الرياضية المختلفة أو المشي والتنزّه في الهواء الطلق حتى يعيدوا صحّتهم وسلامتهم المفقودة من ناحية وحتى يصرفوا بعض قواهم الجسمية والفكرية في الرياضة من ناحية اُخرى.

وبالقدر الذي تفيدهم الرياضة الفردية والجماعية يضرّهم الانطواء والإنعزال والتفكير لأنّه سمٌّ مهلك لهم يجب عليهم أن يبعدوه عنهم بكل ثمن، لا تنسوا هذه الوصية - وسترون في آثارها المعجزة -: تريضوا في النهار كثيراً جداً حتى يأخذ منكم التعب مأخذه، وفي الليل عندما تضطجعون في فراشكم ستغرقون في نوم عميق، وحينئذ ستكونون في راحة وأمان من شر كثير من الخيالات والأفكار المضرة القاتلة التي تغزوا الشباب في هذا الوقت.

4 - العادة لابد أن تخلفها عادة
يقول علماء النفس : لأجل ترك عادة سيئة يجب التعوّد على عادة حسنة واستبدالها بها.

فمثلا الأشخاص المقامرون مع أنهم يرون أضرار القِمار يحسون بها إلاّ أنهم غير مستعدين لتركه، وعلى حد قولهم: عندما يحين وقت اللعب، هناك قوّة غير مرئية تقودهم كالأسرى إلى اللعب الذي لا يستسيغه العقل ويرفضه الضمير والوجدان.
يجب على مثل هؤلاء الأشخاص أن يتغلّبوا على هذه العادة الفاسدة ويحلّوا العاباً سالمة - سباقات رياضية مثلا - محل لعب القِمار عند حلول وقته حتى تذهب عنهم عادته السيئة.
وبعبارة أخرى : إنّ القوّة الخاصة التي تحفز بتأثير تلك العادة تتجه نحو هذا الطرف - العادة الجديدة - وتصرف فيه بدون أي رد فعل غير مرض.
وفي موضوع العادات الجنسية يجب على المُصابين بها أن يشغلوا أنفسهم في الأوقات التي يتولّد فيهم الدافع نحوها بالبرامج التي وضعوها سابقاً لمثل هذه الأوقات.
هذه البرامج هي السباقات العلمية، الرياضية، مطالعة كتاب مفيد، تسلّق الجبال، ركوب الخيل وغيرها، ثمّ يجب عليهم ان يستمرّوا عليها حتى تصبح عادة تخلّف العادة الخبيثة.

5 - الإبتعاد التام عن الوحدة
يجب على هؤلاء الأفراد أن يتجنبوا الإنعزال والوحدة تماماً.
لا ينبغي لهم الإختلاء قط، لا يجب أن يبقوا في البيت لوحدهم أبداً، لا ينامون ليلا بمفردهم وأخيراً لا تختلوا للقراءة والمطالعة.
بمجرد أن يجدوا أنفسهم في محيط خال يجب عليهم أن يخرجوا منه، يجب أن يتذكّروا هذه المسألة وهي أنّه من اللازم عليهم أن يشغلوا أنفسهم بأعمال سالمة ومفيدة بمجرد أن يشعروا بدافع يحرّكهم نحو هذه العادة، الوحدة محيط
مساعد على تربية ميكروب هذه العادة في فكر الشاب، فالشباب الذين يريدون أن يكونوا سُعداء سالمين وفي أمان من أخطار الإستمناء يجب عليهم إجتناب الوحدة.

6 - الزواج في أول فرصة
إنّ هؤلاء الأفراد يجب عليهم أن يتزوجوا متى سنحت لهم الفرصة، ولو سنحت لهم الفرصة بتعيين خطيبتهم فقط - خطيبة شرعية - يجب عليهم أن لا يضيعوها.
والخلاصة : أن الزواج له تأثير مهم في مكافحة هذا الإنحراف الجنسي، وفي الصورة التي تحذف فيها جميع رسومه وتشريعاته فإجراؤه بسيط جداً، ولكن من المؤسف أن هناك سلسلة من الأوهام والخيالات والخرافات والشروط الفاسدة تلزم كثيراً من الطبقات - سواء المثقفة أو غير المثقفة - وتجبرهم على تنفيذها.
بعض الشباب المصابين بهذه العادة يتخوفون من الزواج
ولكن تخوفهم هذا لا يركن إلى سبب، لأنّهم بالتزامهم بهذه الوصايا يستطيعون أن يتركوا عادتهم بسهولة ويسعدوا في تمام مراحل الزواج.

7 - الايحاء الذاتي وتقوية الإرادة
الايحاء الذاتي يلعب دوراً هاماً في مكافحة هذه العادة. الأفراد المعتادون يجب أن يلقّنوا أنفسهم باستمرار بأنّهم يستطيعون أن يتركوا هذه العادة القبيحة.
ولأجل أن ينتج التلقين أثره بصورة سريعة يجب أن يكون بالشكل الذي يصفه أحد أطباء علم النفس - الدكتور الفرنسي فيكتور بوشه - حيث يقول: يجب أن يستمروا على التقلين بالشكل التالي:
يجب أن يركزوا فكرهم ويرددوا الجملة التالية في كلّ يوم وفي كل محل هادئ وفي الوقت الذي لا يكون فيه فكرهم مشغولا بشيء:
«أنا أستطيع أن أترك هذه العادة بسهولة، أنا أستطيع»
تكرار التلقين وترديده له أثر عجيب في تقوية الروحية وترك هذه العادة وكل عادة سيئة أخرى، (تستطيع أن تجرّب).
بالإضافة الى ذلك يجب أن لا يغفل عن مطالعة الكتب النفسية التي تقوي الإرادة وتبعث على تنمية الشخصية لأنّ الإرادة - كما نعلم وكما يعترف به سائر المعتادين الذين وفقوا لترك عادتهم - أول خطوة في هذا الطريق.

8 - القرار المطلق
وكما يجب الإبتعاد عن الأفراد المُصابين بالجدري كذلك يجب الإبتعاد عن المصابين بهذه العادة السيئة وعدم معاشرتهم دائماً ولاسيما أثناء مكافحتها.
كما لا ينبغي أن يبعدوا عن أذهانهم قط شبح العواقب المأساوية المميتة لهذه العادة المقيتة، وألاّ يعيروا آذاناً صاغية لوساوس الخنّاسين.
إنّ تأثير معاشرة هؤلاء شديد جداً، فلأجل أن يخففوا من شعورهم بالمعصية يسعون لإلقاء الآخرين في حبالها، لذا نجدهم يظهرون هذا العمل القبيح بمظهر حسن، ولكن الشباب الأذكياء لا يقعون في هذه المصيدة الشيطانية أبداً.

9 - التقوية العامة والعناية بالغذاء
الغذاء الكامل والسالم يوجب تقوية جميع أعضاء البدن ويؤثر كثيراً في مكافحة هذه العادة التي تتغذى غالباً من ضعف البدن أو أنها تؤدي إلى ضعفه.
الإستحمام بالماء البارد - في الأوقات المناسبة - يساعد كثيراً على تركها، كما يجب على هؤلاء الأفراد أن لا يلبسوا الملابس الضيّقة واللاصقة التي تساعد على الاثارة الجنسية، إنّ هذا النوع من الألبسة يضر الشباب ويقلل من نمو جسمهم أيضاً.

10 - الإستعانة بالإيمان والعقائد الدينية
يستطيع الإيمان والعقائد الدينية أن يقدّم مساعدة مهمة لهؤلاء المصابين ويخلّصهم من قبضتها بسرعة.
يجب أن لا ينظروا إلى أنفسهم نظرة المبعدين عن رحمة الله، بل يجب أن يرجو لطفه ورحمته ويسألوه بخشوع وانقطاع في الصلاة وبعدها بأن يساعدهم على ترك هذه العادة القبيحة ويخلّصهم من قبضتها.
وبالتأكيد فسيساعدهم على ذلك متى سألوه بانقطاع وإخلاص وسينتصرون في هذه المعركة الحيوية أيضاً.
يجب أن يعلموا بأنّ الله تعالى حاضر في كلّ مكان وزمان وأن لا يسمحوا لأنفسهم بمثل هذا العمل بمرأىً منه.
نحن على ثقة تامّة بأنّ المُصابين بهذه العادات المقيتة سيتماثلون للشفاء ويتخلّصوا من شر هذه الإنحرافات الخطيرة إذا ما التزموا لشهر بالعمل بهذه الوصايا.

2016-03-23