خطأ كبير في الإنحراف الجنسي
ضبط الميول الجنسية
أُريد أن أُفكّر ولكن بأي شيء؟ بأي عاقبة مرّة ومصير أسود؟
عدد الزوار: 276
أُريد أن أبكي دماً ولكن دموعي جفّت من كثرة البكاء وأهدابي قتلها الظمأ.
أُريد أن أصرخ ولكن الحسرات تكسّرت في صدري.
أُريد أن أُفكّر ولكن بأي شيء؟ بأي عاقبة مرّة ومصير أسود؟
أيبقى عاقل قادر على التفكير في مقابل هذه الأزمات والإخفاقات؟!
مسكين، وحيد، تائه، حيران، خائف مما أنا فيه ومما سألاقيه، متنفّر من كل شخص ومن
هذا الوسط الملوّث بالفساد.
أنا في الحادية والعشرين من عمري، أمضيت عشرة سنوات من أحسن وأجمل أيام عمري وحيداً
فريداً، مشاكل الحياة وصعوبتها، ألوان المجتمع الفاسدة كلّ هذه تحزُّ في نفسي
وتؤلمني كثيراً.
لا أعلم كيف حدث وماذا حدث، فقبل عدّة سنوات، وبدون إرادة مني تعرّفت على عادة
خبيثة مشؤومة عندما كنت أُطالع كتاباً، وانتهى ذلك الوقت ولم ينبهني أحد إلى خطورة
مرحلة الشباب وحساسيتها! كانت تهيّجني وتثير غرائزي قدود النساء والبنات العاريات
اللاتي كن يحترقن بنار الشهوة والهوس.
نعم قد تعودّت، فجسمي الآن مريض وروحي مريضة أيضاً وأنا الآن أخطو نحو دائرة الجنون
الخطوة تلو الاُخرى وقد أخذ التذمّر واليأس مأخذه مني...
اغفروا لي هذا الإسهاب في الرسالة، إنّ هذا الأنين والإستغاثة التي توجع أسماعكم
ليست مني فقط، أنا أعلم أن كثيراً من الشباب مساكين مثلي.
لا أخفي عليكم فقد حاولت على الإنتحار في سن السابعة عشرة مرّتين ولكن دون جدوى فلم
أسعد بالموت!
أنا الآن ضعيف جداً، وقبل مدّة قصيرة - مع كمال الإعتذار - أخذت تخرج منّي قطرات
الدفع بدون إرادتي!...
أنا الآن في خضم أمواج الموت تتلاعب بي وتتقاذفني، فترميني إلى هذا الطرف مرّة وإلى
ذلك أُخرى وربّما قذفتني إلى طرف الفناء!...
أرجو منكم أن تمدّوا إي يد العون وتنقذوني مما أنا فيه وأن تتلطّفوا علي بالجواب
السريع سائلا الله لكم المزيد من التوفيق. (س - پ)
المسألة المهمة
وبهذا الترتيب ألقينا نظرة على مشهد آخر من المشاهد المؤلمة لهذا المجتمع، حيث
قرأنا رسالة مؤلمة أُخرى لشاب أسير إمتنعنا عن ذكر إسمه.
والآن دعونا نتابع الكلام عن هذه العادة المشؤومة (الإستمناء Masturdations) وكيفية
مكافحتها، فربّما استطعنا أن نحول دون تدفق هذا السيل الجارف.
إنّ من الإشتباهات الكبيرة في هذه المسألة الحسّاسة هي أنّ بعض الأطباء - في مقابل
العُلماء الذين طالعوا هذه العادة المشؤومة ووضّحوا آثارها في كتبهم حيث قرأنا بعض
نماذجها في البحوث الماضية - يدعون: لم نعثر في مصادرنا الطبيّة على ما يدعو للقلق
من هذه الظاهرة، بينما لا تخلو اثارتها من خلق بعض المتاعب لدى الأفراد.
كما يزعمون أحياناً : إنّ هذا العمل لا يختلف كثيراً عن التقارب الجنسي.
ومما يؤسف له أنّ مثل هذه المزاعم الهوجاء - من دون مطالعة في كلّ جوانب المسألة -
صار سبباً لسقوط كثير من الشباب في شراك هذه العادة.
بينما رد الأطباء المطلعين على هذه التخرصات قائلين: إنّ الأطباء الذين يقولون بعدم
أضرار هذه العادة غفلوا عن نقطة أساسية في هذه المسألة: وهو أنّ هذا العمل بـ «المشاهدات
الكثيرة» و «باعتراف كثير من المصابين» يشجّع صاحبه على اعتياد هذه العادة الشاذّة
بما يجعل من المتعذّر التخلّص منها حتى ينتهي الأمر إلى الموت.
من الممكن أن يكون استعمال مادة مخدّرة لمرة واحدة لا يؤدي إلى أي ضرر إلاّ أنّ
الضرر كل الضرر والخطر كل الخطر هو الضرر الذي ينشأ من الإعتياد عليها، الاعتياد
الذي يمكن أن تقبر فيه كلّ قابليات الإنسان ومزاياه.
وقد أكّد الأخصّائيون في هذا الفن - بنفس الشكل الذي بينّاه - في كتبهم حول هذا
الموضوع على الإعتياد في هذا العمل وحذروا الشباب منه.
الملاحظة الاُخرى التي يجب أن تُضاف إلى هذا الموضوع هي سهولة وسائل التلوّث بهذا
العمل. في الحقيقة أن هذا العمل لا يحتاج إلى وسائل فممارسته ممكنة في كلّ آن ومهما
كانت الظروف، وباعتباره يغزو الشباب في دوران طغيان الغريزة الجنسية وخاصة ما بين
السادسة عشرة والعشرين، فمن السهل جداً أن يصبح بشكل عادة مستأصلة، في حين أنّ
الإختلاط أو التقارب الجنسي ليس بهذه السهولة، إذ أنّ الرجل وزوجته لا يتمكنان من
القيام به إلاّ في ظل الظروف الملائمة.
الأشخص الذين قللوا من أضراره لم يلتفتوا حتماً إلى مسألة الإعتياد عليه وإلى سائر
الأحوال والأوضاع الخاصة بهذا التعوّد، وإلاّ فكيف يمكن إنكار هذه الحقيقة الحسيّة،
وهي أنّ كثيراً من الشباب المصابين بهذا المرض، لا يتركونه حتى مع أشد حالات الضعف
والشلل والجنون والمرض المنتهي بالموت.
هل يمكن إنكار هذه المشاهدات؟!
مع العلم ان كثيراً من الأشخاص المعتادين على هذا الإنحراف يقولون: بأنّنا لم نكن
نعرف أضراره أو نطلع عليها وعلى هذا الأساس فتكون مسألة التلقين هنا منتفية أساساً.