مكانة المرأة في الإسلام
المرأة في القرآن والسنة
الإسلام من أكثر المدارس الفكرية والفلسفية اهتماماً وحماية للمرأة. وهذا الأمر ليس ادعاءاً أومبالغة، فنظرة إجمالية للمصادر والبحوث الإسلامية التي لها علاقة بالنساء يثبت ماقدمناه.
عدد الزوار: 417
الإسلام من أكثر المدارس الفكرية والفلسفية اهتماماً وحماية للمرأة. وهذا الأمر ليس
ادعاءاً أومبالغة، فنظرة إجمالية للمصادر والبحوث الإسلامية التي لها علاقة بالنساء
يثبت ماقدمناه.ومن الضروري ان نذكر هذة النقطة وهي ان اهتمام الأسلام بالنساء ليس
من باب اننا نريد رفع جناح على حساب جناح آخر أو نحط من قيمة جناح (الرجال أوالنساء).
ان هذه العناية من قبل الإسلام نابعة من عظم الدور الذي تقوم به المرأة وأهميته في
هداية الأجيال. هناك خطاً يردده البعض بأن الإسلام دين الرجال ونحن نقول:
أولاً: ان الإسلام دين الإنسانية ولايوجد فيه تمايز بين الرجل والمرأة.
ثانياً: وإذا ما أردنا ملاحظة مسألة العناية الإسلامية بأحد الطرفين، فنرى
ان كفة المرأة راجحة في العناية، وسوف نشير إلى ذلك في هذا البحث.أماالإسلام فإنةّ
يأمر بعدم ظلم المرأة ولايكتفي بالقول فقط بل يتعداه الى التدخل لرفع الظلم إذا كان
الدين الإسلامي هو الحاكم في المجتمع، حيث نرى تصرف الإمام علي (ع) مع ذلك الرجل
الذي كان يهددإمرأته بالقتل، فإن الإمام عليه السلام قابله بمثل ما فعل فكان رادعا
له عن القيام بهذا العمل وهذا دليل على اثبات قولنا هذا. ان التصورات المطروحة حول
النساء اغلبها من قبل النساء أنفسهن، وذلك ناتج عن عدم اعتماد البعض منهن على
أنفسهن أو ضعف تفكيرهن وعدم اعطاء قيمة لشخصيتهن ونشاطاتهن، والإ فان الإسلام
لايريد من المرأة أن تكون ذليلة، والرجل الذي يشابهها بالإنسانية يتمتع بالمزايا
والحقوق الإنسانية.
الإسلام والبنات:
نحن نعلم بأن بعض العوائل لها رغبة بأن يكون عددالبنين في اُسرهم اكثر من البنات،
وعلى هذا الأساس فإنهم ينظرون الى البنت بنظرة فيها احتقار ولهذا التصرف مع البنات
سابقة تاريخية، ومن جهات أخرى فإن للآمر جذوراً اقتصادية وإجتماعية متبقية من
الإفكار الجاهلية المتعلقة بالبنين والبنات.
ان الإسلام من اول ظهوره تبنى مسألة مواجهة هذة الأفكار ولم يقتصر على مبدأمساواة
الرجل والمرأة فحسب، بل نظر بعين العطف والرحمة للمرأة، هذا التصرف كان مؤثراً في
الأفكار التي تميل الى أن يكون المواليد في الأسرة بنين.وردفي الروايات بأن الأولاد
نعم الهية والبنات حسنات إلهية.والحسنات حسب الفكر الإسلامي السائد يؤجر صاحبهن
والنعم يحاسب ويساُل عنها أصحابها. قال الامام الصادف علية السلام (البنون نعيم
والبنات حسنات يسأل الله عن النعيم ويثيب على الحسنات، وكذلك قال الرسول صلى الله
علية وآله (خير اولادكم البنات).
نظرة الإسلام إلى النساء:
ان للإسلام نظرة متطورة حول البنات والنساء على خلاف الأفكار والمدارس الفلسفية
الأخرى التي تعتبر النساء مذمومات وناقصات، ونظرة الإسلام مبينةعلى:
1- عدم النقص: الإسلام لاينظر إلى المرأة كمخلوق ناقص مثلاً، الإسلام يخالف
القول السائد بأن المرأة لاتمثل إلاضلعاً من أضلاع الرجل، فيرى فيها مخلوقاً كامل
الخلقة، ولايذهب الإسلام إلى أن روح المرأة ناقصة وفانية بل ينظر إلى روحها بأنها
خالدة، ولايعتبر المراة كمخلوق فاقد للقوى العقيلة، ممّايوجب ان يكون هذا المخقلوق
منقاداً وتحت سيطرة الرجل، بل ينظر الإسلام للمراة بأنها صاحبة عقل ورأي، اما
تبعيتها للرجل فهي على أسس من عطاء الإمكانات لكي تكون له عوناً على القيام بأعماله
الشاقة والصعبة.
2- عدم الضعف: لا ينظر الإسلام للمرأة بأنها عنصر ضعيف وليس له القدرة، بل
يرى فيها انها تتمتع بالمقدرة على انجاز أعمالها وتربية أطفالها، وحتى عند غياب
زوجها أو فقدانة فإنها تستطيع أن تدير امور أولادها وتوصلهم إلى مراحل الرشد
والكمال المطلوبين.
اما عن مسألة اذن والدها في أمر زواجها، فلأن الوالد أكبر سناً ولدية تجربة وخبرة
إجتماعية يستطيع من خلالها تأمين الزوج المناسب لإبنتة، وهذا الإذن ينحصر في إطار
المحافظة على مصالح إبنتة لا أن يسئ إستعمال هذه الصلاحية لتحقيق منافعة الخاصة.
3- عدم الذم: الإسلام لايذم المرأة، وإذا ما لاحظنا بعض الموارد من الذم
فلبعض النساء غير المقيدات اللاتي تجاوزن الحدود المقررة مثلاً لم يراعين العفة ولم
يمتثلن بتعاليم الإسلام فالقران الكريم ذكر أمرأة لوط بسوء وذكر مريم أم عيسى (على
نبينا وآله وعلية أفضل الصلاة والسلام أنها مثال للعفة والنجابة وكذلك ذكر آسية بنت
مزاحم زوجة فرعون بذكر حسن.والإسلام لاينظر للمرأة بأنها عنصر غير طاهروحافز
للمعصية فعندما ذكر زلة زوجة آدم ذكر آدم ايضاً بنفس الذكر.ولم يقل الإسلام أبداً
أن النساء لا يدخلن الجنة، فإذا عملت المرأة عملاً صالحاً وكانت من المتطهرين فإنها
ستدخل الجنة.
4- وجودالخير والإحسان: الإسلام يرى في البنت موجوداً يمثل الخيروعلامة
للاحسان الإلهي، والتغيرات الإسلامية تشير إلى أن البنات مثل الزهور في البيت يمثلن
الجمال والخير والإحسان، وهن آيات ورحمات إلهية. ففي الصغر يمثلن الرحمة الإلهية
وفي المراحل الأخرى يمثلن السكن والمأوى والاستقرار للزوج فإبتسامة المرأة تمثل
رمزاً من رموز العطف والمحبة وتمثل الصدق والصفاء الإلهي الذي هو بمثابة الهدوء
والإستقرار.
* الكاتب الدكتور علي القائمي.
2016-03-23