دين الله واحد
فلسفات أخلاقية
أجل، دين الله سبحانه واحد بأصوله وأخلاقه لسبب واضح وبسيط، وهو أن مصدره واحد: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
عدد الزوار: 105
أجل، دين الله سبحانه واحد بأصوله وأخلاقه لسبب واضح وبسيط، وهو أن مصدره واحد: (وما
أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (25 ـ الأنبياء).
وهذا الدين الواحد الذي أرسل به جميع أنبيائه من لدن آدم إلى محمد(صلى الله عليه
وآله) هو الإسلام
بنص القرآن الكريم: (ان الدين عند الله الإسلام) (19 ـ آل عمران).. (ومن يبتغ غير
الإسلام ديناً فلن يقبل منه) (85 ـ آل عمران).
وقال عن ابراهيم ويعقوب: (ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم
الدين فلا تموتن وإلا وأنتم مسلمون) (133 ـ البقرة).
وقال عن يوسف: (أنت وليّي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً) (101 ـ يوسف).
وعن موسى: (وقال موسى يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين) (84
ـ يونس).
وعن أمة عيسى: (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد
باننا مسلمون) (111 ـ المائدة).
وقال سبحانه: (فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى
للمؤمنين) (97 ـ البقرة).
هذا من كتاب الله، وفي معناه من سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله): ((إنّا معاشر الأنبياء ديننا
واحد... الأنبياء أخوة من علات، أبوهم واحد وأمهاتهم شتّى)). وقال: ((ان مثلي ومثل
الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وجمّله إلا موضع لبنة، فجعل الناس
يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلاّ وُضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة؟ أنا خاتم
النبيين)).
وقريب من هذا حديث ((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) لأن معنى خاتم النبيين أنه لا نبي
بعده، وأيضاً لا شيء بعد أن يكمل الشيء ويتم. وبينا السبب الموجب لختم النبوة
بمحمد(صلى الله عليه وآله) في الجزء الخامس من تفسير الكاشف ص 225 وفي الجزء الأول من (في ظلال نهج
البلاغة) ص 354.
الإسلام دين الفطرة والحياة
تكلموا كثيراً عن حقيقة الإسلام وفضله، ووضع المسلمون وغير المسلمين من المنصفين في
ذلك العديد من الكتب والأسفار، وكانوا لنا قدوة صالحة، فأسهمنا بشيء من التبيان
والبيان، وندع هنا كل ما قلنا وقالوا في تحديد الإسلام أو رسمه، ونقتصر على قوله
تعالى في كتابه حيث حدد الإسلام بآيتين كريمتين، تنصّان بوضوح على أن الإسلام هو (دين
الفطرة والحياة).
وأولى الآيتين ذكرت الفطرة بحروفها، وهي: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي
فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) (30 ـ الروم). و (ذلك) تشير
إلى دين الفطرة التي طبع عليها الإنسان من حيث هو إنسان يصنع نفسه، ويبت في أمر
مصيره وعاقبته عن عقل ووعي.
وأيضا ذكرت الآية الثانية الحياة بالحرف، وهي: (يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله
وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) (24 ـ الأنفال). وإذا جمعنا بين آية الحياة وآية
الفطرة وعطفناهما معاً على قوله تعالى: (ان الدين عند الله الإسلام) يكون المعنى
المحصل من مجموع الآيات الثلاث أن الإسلام هو دين الفطرة والحياة.