النزاع بين الزوجين
مشكلات أسريّة
في كثير من الأحيان تكون التربية الممارسة من قبل الأهل جيدة ولا إشكال عليها في حد ذاتها كعملية تربية بحتة، ولكن الذي يحصل أنهم يضيعون هذا النجاح من خلال اختلافات تقع بينهم يكون لها أثرا سلبيا على الأولاد
عدد الزوار: 171
في كثير من الأحيان تكون التربية الممارسة من قبل الأهل جيدة ولا إشكال عليها في حد
ذاتها كعملية تربية بحتة، ولكن الذي يحصل أنهم يضيعون هذا النجاح من خلال اختلافات
تقع بينهم يكون لها أثرا سلبيا على الأولاد وتعطل كل النتائج الإيجابية التي حصلت
عليها من خلال التربية السليمة لولا هذا الخطأ.
هذه الأخطاء ذات أوجه مختلفة يجمعها عنوانان هم:
أ- خلافهما فيما بينهما:
في هذه الحالة يكون الخلاف بين الزوجين لأمور لها علاقة بمشاكل زوجية خاصة بهما،
ولكن هذا الأمر لا يكون سريا بينهما، بل يقومان بالاختلاف أمام أولادهما مما ينعكس
سلبا على الأولاد لعدة جهات منها اهتزاز صورتهما أمام الأولاد، فلا يعودوا للاستماع
إليهما لأنهما لا يستطيعان حل خلافاتهم فكيف يحلا مشكلة غيرهما.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الأولاد إما أن يسقط احترام احدهما في أعينهما، أو أن
يسقط احترامهما معا، ومن المعلوم أنه لا تأثير على الولد ممن لا يحترمه، وهذا يؤدي
الى فشل عملية التربية.
ب- خلافهما على تربية ولدهما:
في هذه الحالة يكون الخلاف على امر خارجي متعلق بترية الولد نفسه فأحدهما يريد
الأمر الفلاني والآخر يريد أمرا غيره، في هذه الحالة يحاول كثير من الأولاد اللعب
على وتر هذا الخلاف كي يستطيع أن يفعل في النهاية ما هو اكثر راحة له، فيقوم بعضهم
بأعمال يصور فيها لكل من أبيه وأمه أنه معه وهو في الحقيقة ليس مع أحد، بل يلعب على
الموضوع لمصلحة شخصية يجب على الأهل الاتفاق فيما بينهما على الاسلوب الأفضل وعدم
إظهار الاختلاف لو كان للأولاد كي لا يستغلونه سلبا.
في المحصلة فإن السعي لانسجام كامل بين ركني العملية التربوية في البيت وهما الأب
والأم هو الطريق الأسلم لعملية تربوية سليمة.
* المؤلف: الشيخ حسان محمود عبد الله، الكتاب أو المصدر: مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف، الصفحة: ص154-155
2016-02-15