التمييز بين الاطفال (أبناء الزوج أو الزوجة)
مشكلات أسريّة
نحن لا نتوقع من الامهات ابداً ان يميزن بين ابنائهن ولا يمكن تصور ذلك في حقهن، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار أن بعض الامهات وربما من باب مراعاة ومجاملة الزوج، او المعاناة النفسية من جراء الحمل والامومة، يقمن بترجيح واحد على الآخر.
عدد الزوار: 241
نحن لا نتوقع من الامهات ابداً ان يميزن بين ابنائهن ولا يمكن تصور ذلك في حقهن،
ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار أن بعض الامهات وربما من باب مراعاة ومجاملة
الزوج، او المعاناة النفسية من جراء الحمل والامومة، يقمن بترجيح واحد على الآخر.
من الطبيعي ان لا يتوقع ان نطلب من المرأة ان تفضل وتقدم ابن الزوج الجديد على
الابن السابق، ولكن هذا لا يعني ان هذا القضية معدومة وليست موجودة. يتوقع الطفل
العدالة من الجميع وخصوصاً من امه، ويطلب المحبة والصفاء من الجميع، ولا سيما من
امه ايضاً.
وعموماً فإن وجود التمييز والشعور به من قبل الطفل يشعل فيه لهيباً من الحقد
والكراهية، ويزرع في اعماقه القساوة وعدم الرحمة. كما أن التمييز يسلب راحة البال
من الطفل، ويزيد من الحسد والبغضاء، ويعرض عواطفه للخطر، وحتى انه يفقده صوابه
وعقله وإيمانه. وهذه الوصية أولى بأن يسمعها الزوج الجديد (العم) وأن يعلم انه قد
حمل على عاتقه مسؤولية ثقيلة وكبيرة بقبوله للطفل اليتيم، لذا عليه الابتعاد عن كل
ما يوحي بالتمييز في جو الاسرة، ولا يجوز مطلقاً ان يشاهد الطفل في الاسرة التمييز
والظلم، ولا يجوز أن يكون قلقاً من تفضيل المولود الجديد عليه، لأنه في هذه الحالة
سوف تزيد آلامه وجراحاته العاطفية ويقل التئامها، وفي الوقت نفسه تشتعل في داخله
نيران الاضطراب، قال الامام الصادق (عليه السلام): "اعدلوا بين اولادكم".
ـ مصير هؤلاء الاطفال:
الاطفال الذين يشاهدون انعدام العدالة، وسوء المعاملة، واختلاف الوضع والظروف
الجديدة عما كانت عليه سابقاً، ما داموا صغاراً ولا قدرة لديهم، يكتمون في اعماق
نفوسهم آلامهم وكآبتهم، وينشغلون بصنع العقد وتكوينها في اعماقهم، ولكن عندما تتوفر
لديهم القدرة والقوة للخروج من اجواء الاسرة، فإنهم يرتكبون الجرائم ويتعرضون
للانحرافات، وهذا مآله عاقبة سيئة ووخيمة. الحرمان العاطفي في فترة الطفولة قد يكون
له اعراض منها:ـ بول الطفل في فراشه، ومضغ إبهامه واظفاره، والانزواء، والخمول
والكسل، وفقدان النشاط والنضارة، وهذا ما يسبب حالات الهروب من البيت، وسوء الخلق،
والعصيان، والتمرد، والانحرافات الاخلاقية، والانخراط مع العصابات والجماعات
الخطيرة، ومضايقة الآخرين، والسقوط في مستنقعات الرذيلة والفساد المتنوعة، وأثبتت
دراسات المتخصصين في علم الامراض (Patholojy) أن قسماً كبيراً من الانحرافات
والجرائم ناتج عن الحرمان العاطفي والإحساس بالظلم.
* المؤلف: د. علي قائمي، الكتاب أو المصدر: علم النفس وتربية الايتام، الصفحة: 331-333
2016-02-15