يتم التحميل...

معاجز أُخرى

أصول الشيعة

إنّ معاجز رسولِ الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما أسلفنا ـ لا تنحصر في القرآن الكريم، بل إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ربما قام بإتيان بعض المعجزات في مناسباتٍ مختلفة بهدف إقناع الناس.

عدد الزوار: 46

الاُصلُ السادسُ والسَبعون: معاجز أُخرى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) غير القرآن

إنّ معاجز رسولِ الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما أسلفنا ـ لا تنحصر في القرآن الكريم، بل إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ربما قام بإتيان بعض المعجزات في مناسباتٍ مختلفة بهدف إقناع الناس.

وفي هذا الصعيد يجب التذكيرُ بأن ثمّت محاسبةً عقليّةً تثبت أساساً وجودَ معاجزَ لرسولِ الاِسلام عدا القرآنِ الكريم.

فالنبيُّ الاَكرمُ (صلى الله عليه وآله وسلم) تحدّث عن (9) معاجز للنبيّ موسى (عليه السلام)1 وعن (5) معاجز للنبي عيسى (عليه السلام) كذلك2 فهل يمكن أنْ نقبل بأنْ يكون رسولُ الاِسلام أعلى وأفضل من الاَنبياء السابقين، وخاتمهم، وأنّه أثبتَ معاجز عديدة للاَنبياءالسابقين، ومع ذلك لا تكون له إلاّ معجزة واحدة؟ترى أما كانَ الناسُ ـ وهم يَسمعون بصُدُور كل تلك المعجزات عن الاَنبياء السابقين ـ يتمنّون صدورَ معاجز مختلفة ومتنوّعة على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يكتفون برؤية معجزةٍ واحدةٍ فقط؟؟!

وكيف لا تكون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معاجز سوى «القرآن الكريم» وهذا هو القرآنُ نفسُه يثبت صدور معاجز متعددة على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نشير إليها فيما يأتي:

ألف: شَقّ القَمَر: عندما اشترط المشركون إيمانهم برسول اللهِ ودعوته بشقّ القَمَر نصفين، قام النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك بإذن الله تعالى، كما يقول القرآن الكريم: (إقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ * وإنْ يَرَوْا آيَةً يُعرضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسَتمِرٌّ)3. إنّ ذيلَ هذه الآية شاهدٌ واضحٌ على أنّ المقصود من الآية ليس هو انشقاق القمر في يوم القيامة بل يرتبط بعصر النبيّ الاَكرمِ (صلى الله عليه وآله وسلم).

ب: المعراج: إنّ عروجَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ليلة واحدةٍ من المسجد الحرام في مكة المكرَّمة إلى المسجد الاَقصى في فلسطين، ومنه إلى السَّماء، وقد تمّت هذه الرحلة الفضائيّة العظيمة في مُدّةٍ قصيرةٍ جداً، يُعتَبَرُ هو الآخر من معاجز رسول الاِسلام التي ذُكِرتْ في القرآن الكريم.4 على أنّ قُدرة الله أقوى وأسمى من أن تحول العواملُ الماديةُ والطبيعيةُ دون تحقّق معراج نبيه الكريم إلى العالَم الاَعلى، ووقوعه.

ج: مباهلته مع أهل الكتاب: لقد قام رسول الاِسلام ـ بهدف ـ إثبات حقّانيّته، وصدق دعوته بدعوة طائفة من أهل الكتاب إلى «المباهلة» وقال: (فَمَنْ حاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ ما جاءَك مِنَ العِلْمِ فقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا وَنِسَاءَكُمْ وأنفُسَنَا وأنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الكاذِبِين)5.

ومن المُسَلَّم أنّ المباهَلة تنتهي بفناء أحد الفريقين المتباهِلَيْن، ولكنّ النبيَّ مع ذلك أعلن عن استعداده لذلك، فكانت النتيجةُ أنَّ أهلَ الكتاب لمّا شاهَدوا قاطعيّة النبي، وثباته العجيب، وكيف أنّه أتى بأعزّ أقربائِهِ إلى ساحة «المباهَلَة» من غير خوفٍ أو تهيّبٍ، انسحَبُوا، وقبلوا شرائط النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

ولقد قلنا عند الحديث عن الاِخبار بالغَيب أن السيدَ المسيحَ (عليه السلام) كان يخبر عن الغيب6 وقد أخبر النبيُّ الاَكرمُ محمدّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الغيب عن طريقِ الوحي كذلك، ومن إخباراته: الاِخبار بغَلَبة الروم على الفرس7 وبفتح مكة8.

إنّ هذه المعاجز هي التي ذَكَرَها القرآن الكريم، وأمّا ما ذكرهُ المؤرّخون والمحدّثون المسلمون من معاجز أُخرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيفوق ما جاء ذكرُه في القرآنِ الكريمِ، وهي وإنْ لم تكن ـ في الاَغلب ـ متواترة إلاّ أنّه يتمتع مجموعُها بتواترٍ إجماليٍ.


1- انظر سورة الاِسراء | 101.
2- انظر آل عمران | 49.
3- القمر | 1 ـ 2.
4- انظر الاِسراء | 1، والنجم | 7 ـ 18.
5- آل عمران | 61.
6- انظر آل عمران | 49.
7- انظر الروم | 2.
8- انظر الفتح | 27.

2016-02-09