الدّليل على عصمة الأنبياء
آيات النبوة
يذكر (العلاّمة الطباطبائي) في الميزان بعد أن يُقسّم عصمة الأنبياء إلى ثلاثة أقسام :
عدد الزوار: 313
يذكر (العلاّمة الطباطبائي) في الميزان بعد أن يُقسّم عصمة الأنبياء إلى ثلاثة
أقسام :
1 ـ العصمة من الخطأ عند نزول الوحي واستلامه.
2 ـ العصمة من الخطأ في تبليغ الرسالة.
3 ـ العصمة من الذنب وما يؤدّي إلى هتك حرمة العبوديّة لله. يقول : إنّ الآية مورد
البحث : ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ
أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213] دليلٌ
على عصمة الأنبياء من الخطأ في تلّقي الوحي وتبليغ الرّسالة، لأنّ الهدف من بعثتهم
هو البشارة والإنذار للنّاس وبيان العقيدة الحقّة في الإعتقاد والعمل، وبذلك يمكنهم
هداية النّاس عن هذا الطريق، ومن الواضح أنّ هذا الهدف لا يتحقّق بدون العصمة في
تلّقي الوحي وتبليغ الرّسالة.
القسم الثالث من العصمة يمكن استفادته من هذه الآية أيضاً، لأنّه لو صدر خطأ في
تبليغ الرّسالة لكان بنفسه عاملاً على الاختلاف، ولو حصل تضاد بين أعمال وأقوال
الأنبياء الإلهيّين بارتكابهم الذنب فيكون أيضاً عاملاً وسبباً للاختلاف، وبهذا فإنّ
الآية أعلاه يمكن أن تكون إشارة إلى عصمة الأنبياء في جميع الأقسام الثلاثة
المذكورة (1).
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي، الكتاب أو المصدر: تفسير الامثل، الجزء والصفحة : ج1، ص515-516
1. اقتباس من تفسير الميزان ، ج2 ، ص134، في ذيل الآية 213 من سورة البقرة .
2016-02-02