الإمَام مُوسى الكَاظِم عليه السلام
أئمة الشيعة
هو الإمام السابع من أئمة أهل البيت، ولد بالأبواء، وهو مكان بين مكة والمدينة في شهر صفر سنة 128 من الهجرة، واستشهد في بغداد بالسم في سجن هارون الرشيد سنة 183، ودفن في الجانب الغربي من بغداد، وتعرف اليوم المدينة التي فيها قبره الشريف بالكاظمية نسبة إليه، وأمه حميدة البربرية، وكنيته أبو إبراهيم، وأشهر ألقابه الكاظم، لكظمه الغيظ، وصبره على ظلم الظالمين.
عدد الزوار: 157
- هو الإمام السابع من أئمة أهل البيت، ولد بالأبواء، وهو مكان بين مكة
والمدينة في شهر صفر سنة 128 من الهجرة، واستشهد في بغداد بالسم في سجن هارون
الرشيد سنة 183، ودفن في الجانب الغربي من بغداد، وتعرف اليوم المدينة التي فيها
قبره الشريف بالكاظمية نسبة إليه، وأمه حميدة البربرية، وكنيته أبو إبراهيم، وأشهر
ألقابه الكاظم، لكظمه الغيظ، وصبره على ظلم الظالمين.
- أولاده : له سبعة وثلاثون ولداً، 18 ذكراً، و19 أنثى، وهم الإمام علي
الرضا، وإبراهيم، والعباس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسن، وأحمد، ومحمد،
وحمزة، وعبد اللّه، وإسحق، وعبيد اللّه، وزيد، والحسن، وسليمان، وفاطمة الكبرى،
وفاطمة الصغرى، ورقية الكبرى، وحكيمة، وأم أبيها، ورقية الصغرى، وكلثم، وأم جعفر،
ولبابة، وزينب، وخديجة، وعلية، وآمنة، وحسنة، وبريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة،
وأم كلثوم من أمهات شتى.
وعاش مع أبيه 20 سنة، وبعده 35.
من مناقبه :
كان أجل أولاد الإمام الصادق قدراً، وأعظمهم محلاً، وأبعدهم في الناس صيتاً، ولم
يُر في زمانه أسخى منه، ولا أكرم نفساً، وكان يبلغه عن الرجل أنه ينال منه، فيبعث
إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يضرب المثل بصرر الأموال التي يتصدق بها، حتى قيل:
عجباً لمن جاءته صرة موسى، فشكا الفقر !. ومر برجل فرآه كئيباً، فسأله عن السبب ؟.
قال: لحقتني الديون من أجل حقل زرعته بطيخاً، وقثاء، وقرعاً، فلما استوى الزرع وقرب
الخير جاء الجراد فأتى عليه، ولم يبق منه شيئاً، فذهب الزرع، وبقيت الديون. فأعطاه
الإمام ما كان يأمله من زرعه، فوفى ديونه، وبقيت معه فضلة، جعل اللّه فيها البركة،
كما حدث صاحب الزرع.
وكان كآبائه وأجداده يتفقد الفقراء، ويحمل إليهم في الليل الطعام والمال، وهم لا
يعرفونه، وكان يقول في سجوده : اللهم قبح الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك، ومن
دعائه : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب.
مع علي بن يقطين :
كان علي بن يقطين مقرباً عند هارون الرشيد، يثق به، وينتدبه إلى ما أهمه من الأمور،
وكان ابن يقطين يكتم التشيع والولاء لأهل البيت (ع)، ويظهر الطاعة للرشيد، وفي ذات
يوم أهدى الرشيد إلى ابن يقطين ثياباً أكرمه بها، وكان في جملتها درّاعة خز سوداء
من لباس الملوك مثقلة بالذهب.
فأرسل علي بن يقطين الثياب ومعها الدراعة إلى الإمام الكاظم، ومعها مبلغ من المال،
ولما وصلت إلى الإمام، قبل المال والثياب، ورد الدراعة إليه على يد رسول آخر غير
الذي جاء بالمال والثياب، وكتب الإمام إلى علي بن يقطين احتفظ بالدراعة، ولا تخرجها
من يدك، فإن لها شأناً، فأحتفظ علي بالدراعة، وهو لا يعرف السبب.
وبعد أيام سعى بعض الواشين إلى الرشيد، وقال له : إن ابن يقطين يعتقد بإمامه موسى
بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة، وقد حمل إليه الدراعة التي أكرمته بها،
فاستشاط الرشيد غضباً، وأحضر علي بن يقطين، وقال له: ما فعلت بتلك الدراعة التي
كسوتك بها ؟.
قال : هي عندي في سفط محتوم، وقد احتفظت بها تبركاً، لأنها منك.
قال الرشيد : ائت بها الساعة.
وفي الحال نادى علي بعض غلمانه، وقال له : اذهب إلى البيت، وافتح الصندوق الفلاني
تجد فيه سفطاً، صفته كذا، جئني به الآن.
فلم يلبث الغلام، حتى جاء بالسفط، ووضعه بين يدي الرشيد. ففتح الرشيد السفط، ونظر
إلى الدراعة كما هي، فسكن غضبه، وقال لعلي : ارددها إلى مكانها، وانصرف راشداً، فلن
اصدق عليك بعدها ساعياً، وأمر له بجائزة سنية ثم أمر أن يضرب الساعي ألف سوط، فضرب
500، ومات قبل إكمال الألف.
مع الرشيد :
وللإمام الكاظم مع هارون الرشيد أخبار كثيرة وطويلة ذكرها الشيخ الصدوق في «عيون
أخبار الرضا» منها أن الرشيد قال له : كيف جوزتم للناس أن ينسبوكم إلى رسول اللّه،
ويقولوا لكم : يا أبناء رسول اللّه، وأنتم بنو علي، وإنما ينسب المرء إلى أبيه، لا
إلى أمه ؟!.
فقال له الإمام : لو أن النبي نشر، وخطب إليك كريمتك، هل كنت تجيبه ؟.
قال الرشيد : سبحان اللّه وكيف لا أجيبه ؟.
قال الإمام : ولكنه لا يخطب إليّ ولا أجيبه.
قال الرشيد : ولمَ ؟.
قال الإمام : لأنه ولدني، ولم يلدك.
ولو تدبر هارون الرشيد القرآن الكريم لم يسأل الإمام هذا السؤال، وينكر هذا الإنكار،
فإن اللّه سبحانه قد سماهم أبناء الرسول قبل أن يسميهم بذلك أحد من الناس، حيث قال
عز من قائل: «فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين» وقد اتفق
المسلمون بكلمة واحدة أن النبي دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين، فكان علي نفس
النبي، وكانت فاطمة نساءه، وكان الحسن والحسين ابناءه. فإن كان للرشيد وغيره من
اعتراض على نسبة آل البيت إلى الرسول الأعظم، فهو اعتراض ورد على اللّه، تعالى عن
ذلك علواً كبيراً.
ومنها : أن الرشيد كان ينقله من سجن إلى سجن، حتى دس إليه السم، فسجنه أولاً
بالبصرة عند عيسى بن جعفر، ثم سجنه عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم
عند السندي بن شاهك الذي حصل السم على يده، وأرسل الإمام إلى الرشيد من سجنه هذه
الرسالة : «يا هارون ما من يوم ضراء انقضى عني إلا انقضى عنك من السراء مثله، حتى
نجتمع أنا وأنت في دار يخسر فيها المبطلون».
أجل، لقد خسر هارون وآباؤه وأبناؤه، كما خسر من قبل يزيد بن معاوية وآباؤه وذووه،
وكان الفوز دنيا وآخرة لموسى بن جعفر وآبائه وأبنائه، سلام اللّه وصلواته عليهم
أجمعين.
1- أم الولد هي العبدة، أو السرية إذا وطأها سيدها، وحملت منه، فتصبح بحكم الحرة لا يجوز بيعها ولا هبتها.
2016-01-25