يتم التحميل...

العدد 124 -السنة الحادية عشر-شهر صفر 1430هـ

دوحة 124

تحميل pdf

عدد الزوار: 410

 الافتتاحية

مدرسة الشهداء

نحن ننتمي إلى مدرسة أنبياؤها شهداء وأئمتها شهداء، ولذلك نحن اليوم مع شهادة الحاج عماد في سياقنا الطبيعي،كما كنا مع شهادة قائدنا وسيدنا وأميننا العام السيد عباس الموسوي، وكما كنا مع شهادة شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب لأننا في معركة حقيقية، معركة دامية ندافع فيها عن وطننا وشعبنا وأمتنا ومقدساتنا وكراماتنا في مواجهة كل الأطماع والتهديدات والتحديات والعدوان، الذي تمثله إسرائيل وأمريكا وكل الذين يقفون خلفهما.
هم يرون في استشهاد الحاج عماَد (أي الصهاينة) إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي إن شاء الله. لنتذكر قليلاً:
- هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة وخرجت "إسرائيل" من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، ومن أغلب الجنوب باستثناء الشريط المحتل..
- وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار بقتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة، خرجت "إسرائيل" مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000، بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي وراية عباس الموسوي..
- واليوم قتلوا الأخ القائد الحاج عماد مغنية وهم يظنون أن بقتله ستنهار المقاومة، لكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما أخطأوا في قتل السيد عباس. من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بعماد مغنية إلى دم الحاج عماد مغنية في شباط 2008، فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي:
يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة "إسرائيل".
إذا كان دم الشيخ راغب حرب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية، إذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله.
 

السيد حسن نصرالله حفظه الله

 شذى الولاية

نداء روح الله

علينا أن نجعل من 11 شباط "ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران" قدوة لنا طوال حياتنا وحياة أجيالنا القادمة وأن نحفظه ونكبره، فهو يوم انتصار الإيمان على الكفر، ويوم انتصار الله على الطاغوت.

الإمام الخميني قدس سره

 قصة وعبرة

الاستشهاد العظيم

نام السيد تلك الليلة ملء جفونه، بينما جافى النوم أم ياسر التي كانت تنتظر بفارغ الصبر طلوع النهار، وفي الفترة القصيرة التي غفت فيها رأت في منامها أبا ياسر يجلس بجانبها في سيارة تسير ضمن قافلة على طريق الجنوب. وإذ بامرأة يهودية تمد يدها من النافذة فتقطع عقداً من اللؤلؤ يلف عنقها، تصحو وقد أقلقها الحلم، وعندما تخبر أبا ياسر، يقول لها: سوف أذهب إلى "جبشيت" لأشارك في ذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب. قالت له: أنت ذاهب في رحلة محفوفة بالمخاطر ولقد رأيت في منامي أنني سأكون إلى جانبك لقد اصطحب الإمام الحسين عليه السلام أفراد أسرته إلى كربلاء، فإما أن نعود سالمين وإما أن نعود شهيدين.
أشاع لقاء الأولاد بأبيهم جواً من العيد في المنزل، كان نهار عطلة مدرسية راحوا يسألونه عن كل شيء، أخبروه بكل ما حصل لهم في الشهور الفائتة، راحوا يتأملونه منهم من راح يداعب أصابعه، ومنهم من تسلق إلى كتفيه، ومنهم من استقر في حضنه رافضاً مغادرته. كان سعيداً بهم إلى درجة أن عينيه قد اغرورقتا بالدموع، لم يكن يعلم أن هذه اللحظات لن تتكرر وأن ساعة الفراق عن الأحبة قد دنت، فقيادة أركان العدو كانت قد أعدت خطتها فكان السادس عشر من شباط 1992م يوم الاستشهاد العظيم.
 

 الموضوع الاساسي

الكلمات الأخيرة

دخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد برأس معصوب وطلعة نالت منها الحمّى، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن عبداً من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله" ثم سكت والناس قد طأطأوا رؤوسهم، وتابع خطابه وفي باله صلى الله عليه وآله ما قد خطط له لحرب الروم وجهّز له من جيش كبير بقيادة أسامة بن زيد آمراً أصحابه وبقية المسلمين الانضواء تحت رايته لذا قال من منبر المسجد: "أيها الناس، انفذوا جيش أسامة ..." ثم سكت ولهيب الحمّى يزداد اشتعالاً ثم قال: "أيها الناس، إني أحمد إليكم الله، لقد دنا مني خفوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقل رجل إني أخاف الشحناء من رسول الله، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له، أو حللني فلقيت الله، وأنا طيب النفس ..." ثم نزل من المنبر وأقام الصلاة وبعدها قام ينتظر الناس الذين أثقلهم سؤال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهو المعصوم الكامل الذي امتدحه الله تعالى بأنه على خلق عظيم، فجأة نهض رجل يضطرب ليقول للنبي صلى الله عليه وآله إن سوطه وقعت ذات يوم على بطنه (بطريق الخطأ) فإذا بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله يكشف بطنه طالباً من الرجل أن يقتص منه، فتقدم الرجل وسط ذهول الناس ليقبّل جسده الشريف، ليكون آخر العهد منه أن يلامس جسدُه جسدَ رسول الله صلى الله عليه وآله وبعدها دخل صلى الله عليه وآله بيته حيث كان الرحيل المحزن الذي أصيب به الخلق والذي دعانا أهل البيت عليهم السلام أن نتذكره حين نصاب بأمر يخصنا، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "إن أصبت بمصيبة في نفسك أو في مالك، فاذكر مصابك برسول الله فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط". وقد ورد في زيارة النبي صلى الله عليه وآله أنه يستحب فيها أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، أصبنا بك يا حبيب قلوبنا، فما أعظم المصيبة بك، حيث انقطع الوحي، وحيث فقدناك، فإنا لله وإنا إليه راجعون".
 

 فقه القائد

أم البنين أم الشهداء

كان لأم البنين رضي الله عنها أولادٌ أربعة من أمير المؤمنين عليه السلام. هؤلاء الأبطـال استشهدوا في نصرة أخيهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يوم عاشوراء.
أكبرهم وأفضلهم: "العبــاس" عليه السلام ويكنّى بـ "أبي الفضل" وهو آخر من قتل منهم، حيث قدَّمهم بين يديه فقتلوا جميعاً.
وقد كان للعباس عليه السلام عقب ولم يكن لأخوته الثلاثة، وكان جميل المحيا فلقّب بـ"قمر بني هاشم"... وكان شجاعاً جسيماً بحيث يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان الأرض خطاً، وكان لواء الإمام الحسين عليه السلام معه يوم استشهد، ولقّب بـ "السقاء" لأنه استسقى الماء من الأعداء لأخيه الحسين عليه السلام وعائلته ولكن قتل قبل أن يوصل الماء إليهم.
وقد ذكر أصحاب المقاتل شيئاً عن بطولات أولاد أم البنين ومواساتهم للإمام الحسين عليه السلام وكيفية استشهادهم، فقالوا:
إنه لما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى في أهله وفي أصحاب الحسين عليه السلام ـ بالنسبة إلى عددهم القليل ـ قال لإخوته الثلاثة من أبيه وأمه، عبد الله وجعفر وعثمان:
"يا بني أمي تقدموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتى تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله".
فقاتل عبد الله وعمره خمس وعشرون سنة فقتل بعد قتال شديد.
ثم تقدّم جعفر بن علي عليه السلام وعمره تسع عشرة سنة وقاتل قتال الأبطال حتى قتل.
ثم تقدّم عثمان بن علي عليه السلام وعمره إحدى وعشرون سنة وقاتل قتالاً شديداً حتى قتل.
وكان الإمام الحسين عليه السلام يحملهم من أرض المعركة إلى الخيمة كما جرت العادة في ذلك اليوم، ولكنه عليه السلام لم ينقل العباس عليه السلام وتركه في مصرعه.
ولما وصل خبر استشهادهم إلى أمهم ـ أم البنين ـ في المدينة المنورة بكتهم بكاءً مرّاً، لكن كان بكاؤها لهم أقل من بكائها على الحسين عليه السلام، وذلك في قصة مشهورة.
وهذا الموقف المشرف من السيدة أم البنين رضي الله عنها يدلّ على علوّ معرفتها بالإمام عليه السلام.. فالسلام عليك يا فخر أمهات الشهداء، يا من نصرت الحسين عليه السلام حقاً.
 

 مناسبات شهر صفر

*1 صفر: وقعة صفين 37 هـ
           دخول السبايا إلى الشام 61 هـ
*2 صفر: استشهاد السيدة رقية بنت الحسين عليه السلام 61 هـ
*3 صفر: استشهاد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام 121 هـ
*7 صفر: ولادة الامام موسى الكاظم عليه السلام 128 هـ
*9 صفر: وقعة النهروان 38هـ
*20 صفر: أربعون الإمام الحسين عليه السلام
*28 صفر: وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله 11 هـ
            استشهاد الإمام الحسن عليه السلام 50 هـ
*29 صفر: استشهاد الإمام علي الرضا عليه السلام 203هـ
*29 كانون2: يوم الحرية للأسرى اللبنانيين والفلسطينيين
*10 شباط: عملية الإستشهادي حسن قصير 1985م
*11 شباط: انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979م
*12 شباط: استشهاد الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه 2008م
*16 شباط: استشهاد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه 1992م

2009-09-29