يتم التحميل...

أصناف الإخوان‏

المجتمع الإسلامي

عن الإمام الكاظم عليه السلام:"إجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعاتٍ: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقاتِ الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للّذاتكم في غير مُحرّم..."

عدد الزوار: 89

عن الإمام الكاظم عليه السلام:"إجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعاتٍ: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقاتِ الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للّذاتكم في غير مُحرّم..."1.

إن هذا الحديث يأمرنا بأن نجعل قسماً خاصاً من أوقاتنا لمعاشرة الإخوان وكذلك يتولى التعريف بهم من خلال ركيزتين مهمتين:

الأولى: أن يتولى الأخ سبيلاً بنّاءً في إصلاح الاخر من خلال مكاشفته بعيوبه، ومعاونته على إصلاحها.
والثانية: ان يكون مخلصاً لأخيه في باطنه وسريرته بمعنى أن لا يغشّه فيظهر له خلاف ما يضمره، ولذلك كان لا بد من معرفة أقسام الإخوان ومن ينبغي معاشرته ومن لا ينبغي.

1- التقسيم الأول: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الإخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم كالكفّ والجناح والأهل والمال، وإذا كنت من أخيك على ثقةٍ فأبذل له مالك ويدك، وصافِ من صافاه وعادِ من عاداه واكتم سرّه، وأعنه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقلّ من الكبريت الأحمر وأما إخوان المكاشرة، فإنك تصيب منهم لذّتك ولا تقطعنّ ذلك منهم، ولا تطلبنّ ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، وحلاوة اللسان"2.

لقد بيّن عليه السلام في هذا التصنيف مرحلتين من العلاقة الأخوية يمكن أن نطلق على المرحلة المعبَّر عنها بـ (إخوان الثقة) العلاقة العميقة في أبعادها الرسالية والتي تعود إلى أعماق كلا الطرفين بما هما عليه من فطرة إلهية ووحدة في المنطلق والهدف، وصدق في الموقف بحيث أن الثقة بالاخر هي التي سبّبت البذل له وما سواه من الأمور المذكورة في الحديث من الحقوق المجعولة له.

وأما المرحلة الأخرى المعبّر عنها بـ (إخوان المكاشرة) ويمكن وصفها بالعلاقة السطحية التي لا تتعدى الظاهر والمقابلة بمعنى أنها مقتصرة على دلالات الوجه واللسان دون البناء على ما وراء ذلك، فلذا لا يمكن التعويل على ما تنطوي عليه وتبقى شكلاً لا مضموناً ومظهراً يتعامل معه بحدوده لا أكثر.

2- التقسيم الثاني

عن الإمام الصادق عليه السلام: "الإخوان ثلاثة: فواحد كالغذاء الذي يحتاج إليه كل وقت فهو العاقل، والثاني في معنى الداء وهو الأحمق، والثالث في معنى الدواء فهو اللبيب3.

أما الأول: فإنه يمثّل حاجة دائمة ومستمرة في الحياة الفكرية والدينية لأخيه كما الطعام والشراب بالنسبة للبدن ولذلك قال ‏عليه السلام: "يحتاج إليه كل وقت".

وأما الثاني: أي الأحمق فهو من فسد عقله فبات مصدراً للإنحراف عن الطريق القويم والكل في غنىً عنه ومأمور بالإحتراز منه.

وأما الثالث: أي اللبيب الذي اعتبره عليه السلام ضرورة في دوام العافية الاجتماعية ودواءً عند حلول المشاكل أو الوقوع في الأزمات فهو الأهم الذي يحفظه ويصونه.

3- التقسيم الثالث

الإخوان ثلاثة:
أ- مواسِ‏ٍ بنفسه.
ب- مواسٍ بماله.
ج- صاحب الغاية.

من الواضح أن من معالم الصدق في الإخاء المواساة بالنفس أو المال ولا شك أن المواسي من إخوان الثقة، وأن صاحب الغاية التي متى تحققت فارق أخاه، من إخوان المكاشرة، فلا فرق بين التقسيم الأول والثالث سوى الاجمال والتفصيل الذي ورد في رواية عنه عليه السلام: "الإخوان ثلاثة: مواسٍ بنفسه، واخر مواسٍ بماله، وهما الصادقان في الإخاء. واخر يأخذ منك البلغة ويريدك لبعض اللذة فلا تعدّه من أهل الثقة"4.

4- التقسيم الرابع

عن الإمام الحسين عليه السلام: "الإخوان ثلاثة:
أ- فأخ لك وله.
ب- وأخ لك.
ج- وأخ عليك.
د- وأخ لا لك ولا له5.

والان بعد معرفة هذه التقسيمات لا بد من التعرّف على من لا ينبغي مؤاخاتهم ولا معاشرتهم لكي لا نقع في بناء علاقة نهى الإسلام العزيز عنها وهذا ما سيأتي في الدرس المقبل إن شاء الله تعالى.

* خصال الإخوان، سلسلة الدروس الثقافية، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- تحف العقول، 302.
2- بحار الأنوار: ج‏74، ص‏281، ح‏2.
3- تحف العقول، 323.
4- تحف العقول، 324
5- نفس المصدر. 247.

2015-12-16