يتم التحميل...

نور الأسبوع: الدعاء سلاح المؤمن

ذو الحجة

ينبغي للعبد أن يدعو بقلب خاشع، وسَريرةٍ خالصة، وبدنٍ خَاضع، وجوارح متذلّلة، ويقينٍ واثقٍ بالإجابة ليصدق فيه قوله تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، ولا يكون قلبه متشاغلاً بغير الله تعالى.

عدد الزوار: 54

الدعاء سلاح المؤمن


ينبغي للعبد أن يدعو بقلب خاشع، وسَريرةٍ خالصة، وبدنٍ خَاضع، وجوارح متذلّلة، ويقينٍ واثقٍ بالإجابة ليصدق فيه قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، ولا يكون قلبه متشاغلاً بغير الله تعالى.

قال تعالى: ﴿فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ الأنعام:43.

وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «أَفْضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ».

ووعنه صلّى الله عليه وآله: «الدُّعاءُ مُخُّ العِبادَةِ».

كما ورد عنه صلّى الله عليه وآله: «إِذا أَذِنَ اللهُ لِعَبْدٍ في الدُّعاءِ فَتَحَ لَهُ بابَ الإِجابَةِ بِالرَّحْمَةِ، وَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَعَ الدُّعاءِ هالِكٌ، وَإِنَّ اللهَ، سُبْحانَهُ وَتَعالى، يَغْضَبُ إِذا تُرِكَ سُؤالُهُ؛ فَلْيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَتّى في شِسْعِ نَعْلِهِ إِذا انْقَطَعَ، إِنَّ سِلاحَ المُؤْمِنِ الدُّعاءُ».

وعنه صلّى الله عليه وآله، إنّه سبحانه «يَبْتَلي العَبْدَ حَتّى يَسْمَعَ دُعاءَهُ وَتَضَرُّعَهُ».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «ما كانَ اللهُ لِيَفْتَحَ عَلى العَبْدِ بابَ الدُّعاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بابَ الإِجابَةِ وَهُوَ يَقولُ: ﴿..ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..، وَما كانَ اللهُ لِيَفْتَحَ بابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ بابَ المَغْفِرَةِ لِأَنَّهُ تَعالى يَقولُ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ..، وَما كانَ اللهُ لِيَفْتَحَ بابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ بابَ الزِّيادَةِ لِأَنَّهُ يَقولُ: ﴿..لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..، وَما كانَ اللهُ لِيَفْتَحَ بابَ التَّوُكُّلِ وَلَمْ يَجْعَلْ لِلْمُتَوَكِّلِ مَخْرَجاً فَإِنَّهُ سُبْحانَهُ يَقولُ: ﴿..وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.....».

وعنه عليه السلام: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُكْشَفَ عَنْهُ البَلاءُ فَلْيُكْثِرْ مِنَ الدُّعاءِ».

شروط استجابة الدعاء:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: « للدُّعاءِ شُروطٌ أَرْبَعَةٌ: الأَوَّلُ إِحْضارُ النِّيَّةِ، وَالثّاني إِخْلاصُ السَّريرَةِ، وَالثّالِثُ مَعْرِفَةُ المَسْؤولِ، وَالرّابِعُ الإِنْصافُ في المَسْأَلَةِ».

الذَّنْب وكُفرانُ النّعمة يردّان الدعاء:

قال تعالى في الحديث القدسيّ: «إِنَّ العَبْدَ يَدْعوني للحاجَةِ فَآمُرُ بِقَضائِها فَيُذْنِبُ، فَأَقولُ لِلمَلَكِ إِنَّ عَبْدي قَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطي بِالمَعْصِيَةِ فَاسْتَحَقَّ الحِرْمانَ، وَإِنَّهُ لا يَنالُ ما عِنْدي إِلّا بِطَاعَتِي».

وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إِنَّ العَبْدَ لَيَرْفَعُ يَدَهُ إِلى اللهِ وَمَطْعَمُهُ حَرامٌ فَكَيْفَ يُسْتَجابُ لَهُ وَهَذا حالُهُ».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «وَاللهِ، ما نَزَعَ اللهُ مِنْ قَوْمٍ نَعْماءَ إِلّا بِذُنوبٍ اجْتَرَحوها، فَارْبِطوها بِالشُّكْرِ وَقَيِّدوها بِالطّاعَةِ؛ وَالدُّعاءُ مِفْتاحُ الرَّحْمَةِ وَسِراجُ الزّاهِدينَ وَشَوْقُ العابِدينَ، وَأَقْرَبُ النّاسِ إِلى الإِجابَةِ وَالرَّحْمَةِ الطّائِعُ المُضْطَرُّ الّذي لا بُدَّ لَهُ مِمّا سَأَلَهُ، وَخُصوصاً عِنْدَ نُفُودِ (نَفَادِ) الصَّبْرِ».

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 

2015-10-03