الوحدة والقضايا الكبرى
الوحدة الإسلامية
لم يستطع الأعداء إقصاء الإسلام عن الحياة إلا عندما ضربوا وحدة الأمة، وكرسوا اتفاقية التجزئة والتقسيم "سايكس ـ بيكو"، وعملوا على حماية هذه التجزئة بإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين كراع للتجزئة والتقسيم،
عدد الزوار: 97
لم يستطع الأعداء إقصاء الإسلام عن الحياة إلا عندما ضربوا وحدة الأمة، وكرسوا
اتفاقية التجزئة والتقسيم "سايكس ـ بيكو"، وعملوا على حماية هذه التجزئة بإقامة
دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين كراع للتجزئة والتقسيم، وكعامل أساسي في إفشال
مشروع النهضة والوحدة لهذه الأمة. ويظل الإسلام الناظم الأساسي الذي يجمع الأمة،
فهو الذي وحدها في الماضي وقادر على توحيدها في الحاضر والمستقبل.
ويتحدد التعامل مع الاختلاف والتنازع برد ذلك إلى الاحتكام إلى القرآن والسنة،
ولذلك فإن الآيات لا يوجد فيها إلغاء الاختلاف بل إلى التعامل معه، يقول تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيل﴾(النساء:59)
وقوله:
﴿ومَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ﴾(الشورى: من
الآية10).
وقد جاء الرسول(ص) فوحّد أمة كانت متفرقة ومتصارعة، وتحكمها العصبيات القاتلة، فسما
بها حتى صنعت حضارة قوية متماسكة، أذهلت العالم كله. وهنا يُطرح السؤال وبقوة ما
الذي جعل القبائل المتناحرة، والعقول المتحجرة تتخلى عن هذه السلبيات وتعلو عنها في
مشروع يلتزم بـ"لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" ألم يكن الوازع الديني،
والاندفاع المبصر للغاية يدفعان نحو تحقيق أمور لو انتظرت أي أمة قروناً ما حققت
بعضاً منها. وفي هذا السياق يأتي تمثُّل الأمة لأهدافها الكبرى فعندما تربط بين
أهدافها الكبرى ومخزونها العقدي وتراثها، وفهمها لواقعها فإنها تستطيع دفع نفسها
والعالم نحو تقدم يخدم البشرية على هدي من رسالة الإسلام العظيمة.
* مجلة الوحدة الإسلامية.
2015-08-26