العدد 41 - السنة الرابعة - شهر محرم 1423 هـ

الشيخ الطوسي قدس سره

ولد الشيخ الطوسي أبو جعفر محمد بن الحسن سنة 385هــ. في جوار مرقد الإمام الرضا عليه السلام في طوس التي كانت في ذلك الزمن
مركز علوم أهل البيت عليهم السلام.

وعندما بلغ الشيخ الجليل سن العشرين هاجر إلى بغداد عالماً ومفسراً كبيراً للقرآن الكريم حيث تتلمذ تلك الفترة على يد بحر المعارف والعلوم زعيم الشيعة في ذلك الزمان الشيخ المفيد رضوان اللَّه عليه.

وبعد وفاة الشيخ المفيد انتقلت إمامة المذهب للسيد علم الهدى الذي خصّ بدوره هذا العالم من بركاته وعلمه لمدة ثلاث وعشرين سنة إلى حين وفاته لتنتقل بذلك إمامة المذهب للشيخ الطوسي قدس سره.

وعلى أثر المضايقات التي كان يقوم بها المنافقون من حرق للمكتبات وغيرها هاجر الشيخ من بغداد إلى النجف وأسَّس أول حوزة علمية وجامعة إسلامية.

وعلى رغم مرور أكثر من ألف سنة على ولادته المباركة إلا أن آثاره العلمية تعتبر الأصل والأساس في عالم الأصول والحديث وهي "التهذيب" و "الاستبصار".

وودّع هذه الدنيا في ليلة 22 محرم الحرام عام 360هــ. ودفن في منزله الذي أصبح مسجداً يعرف بمسجد الطوسي.

يبدأ إحياء ذكرى عاشوراء في اليوم الأول من محرم من خلال إقامة المجالس الحسينية وحلول مظاهر العزاء التي تنتهي عند بعض الناس في اليوم العاشر مباشرة بعد انتهاء تلاوة مصرع الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.

ولأن واقعة كربلاء قد حصلت في اليوم العاشر فإن إحياء ذكراها يجب أن يمتد إلى ما بعده إضافة إلى أن الأيام التي تلته قد شهدت أحداثاً ومواقف مهمة حصلت مع السيدة زينب عليها السلام والإمام السجاد عليه السلام في استمرارهم بمسيرة الحسين عليه السلام. هذا الأمر يغفل عنه هؤلاء الناس لجهلهم بأهميته أو لاعتيادهم على إحياء الذكرى حتى العاشر فقط.

من هنا فإنه من المهم المشاركة في المجالس التي تلي اليوم العاشر لأن إحياء ذكرى عاشوراء لا يكون إلا باستحضار واقعة كربلاء بكل أبعادها ومعانيها.

إن الأبواب الجهادية التي فُتحت يوم عاشوراء ودخلها الحسينيون حينها وما زالوا من باب الولاية والطاعة حتى لو كانت على القتل بالسيف ألف مرة لما كانت قلوبهم تميل ونفوسهم تحيد عن الفناء في حب محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله. إحدى المواقف التي احتذى بها الحسينيون رغم رياح الفتن والشك التي رافقت ثورة الإمام الحسين عليه السلام، موقفٌ إنجلى حينما جمع الإمام عليه السلام أصحابه ليلة العاشر من المحرم ويُخبرهم بما آلت إليه الأمور وأن "هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً.."

عندما سمع الأصحاب كلام الإمام عليه السلام أعلنوا مواقفهم الثابتة على الحب والولاء المطلق، ومن المواقف العظيمة والمشرِّفة في تلك الليلة موقف زهير ابن القين رضوان الله عليه حينما قال: "واللَّه يابن رسول اللَّه لوددتُ إني قتلت ثم نُشرت حتى أقتل فيك هكذا ألف مرة وأن اللَّه يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن نفس هؤلاء الفتية من إخوانك وأهل بيتك".

هكذا تكون الولاية التي جسَّدها أصحابُ الإمام بدمهم فأثمرت انتصاراً للدم على السيف موقفٌ بقى في ذاكرة المجاهدين إلى يومنا ومصداقٌ واضح على أهمية الولاية بساحةِ الجهاد في سبيل اللَّه...

بحار معلّقة في السماء

إن ضرورة الماء في حياة الإنسان وكافة الكائنات الحية هي أمر بديهي، وبالرغم من أن الماء يغمر ثلاثة أرباع الكرة الأرضية إلا أن المياه المالحة لا تصلح للشرب ولا للري وحتى لو كانت كل مياه البحار مياه عذبة فهل يمكن نقلها إلى المناطق المرتفعة عن سطح البحر عدة آلاف من الأمتار؟!.

هنا تظهر قدرة اللَّه العظيمة ونعمته الكبرى حيث قدّر أن تقوم أشعة الشمس بتبخير مياه البحار لتتحول إلى قطع من الغيوم تروي المناطق بالأمطار فتدب الحياة في كل مكان.

ومع أن أغلب السوائل لا تتبخر إلا في درجة الغليان فإن الماء يتبخر في أي درجة من الحرارة ولولا هذه الميزة لما تبخرت قطرة واحدة من ماء البحر ولم تتكون الغيوم.

هذا وأثناء عملية التبخر يتبخر الماء الصافي فقط وتبقى الأملاح في مكانها وهذه عملية تصفية للحصول على المياه الصالحة فقط وقد أشارت الآية الكريمة إلى هذا الموضوع ﴿افرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن لمنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون﴾.
المـزن: الغيوم الممطرة.
الأجاج: شديد الملوحة.

الآية 1 من سورة الممتحنة

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

﴿يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا باللَّه ربِّكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تُسِرُّون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل﴾(الممتحنة:1).

بينما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يتجّهز لفتح مكة، أتته امرأة من مكّة تدعى (سارة) تشتكي الفقر والحاجة، فحث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب فكسوها وأعطوها نفقة وسارت إلى مكة فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها كتاباً إلى أهل مكة يخبرهم فيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يريد التوجه إليكم فخذوا حذركم، فخرجت سارة متوجهة إلى مكة، فنزل جبرائيل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بما فعل حاطب.

فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله علياً وعماراً والمقداد وآخرين فخرجوا حتى أدركوها في المكان الذي ذكره رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت باللَّه ما معها من كتاب، فنحُّوها وفتشوا متاعها، فلم يجدوا معها كتاباً، فهمُّوا بالرجوع، فقال علي عليه السلام: واللَّه ما كَذبنا ولا كُذِّبنا وسلّ سيفه وقال لها: أخرجي الكتاب وإلا واللَّه لأضربن عنقك، فلما رأت الجدَّ أخرجته من ذؤابتها.

فرجعوا بالكتاب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فأرسل صلى الله عليه وآله إلى حاطب فقال له: هل تعرف الكتاب؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وآله: فما حملك على ما صنعت؟ فاعتذر من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بأنه فعل ما فعل لأن له أهل في مكة وأراد أن يتخذ عند أهلها يداً، وأن اللَّه سبحانه سينزل بهم بأسه.

وهنا نزلت الآيات أعلاه لتوضح معالم الطريق، وتعطينا الدروس في طبيعة وكيفية العلاقة التي يجب أن تتحكم بين المسلمين من جهة، والمشركين وأعداء اللَّه من جهة أُخرى، والتأكيد على إلغاء وتجنب أي ولاء مع أعداء اللَّه.

ـ أن لنور الشمس تأثيرات كبيرة على الأحياء فهو يولد الفيتامين في جسم الإنسان وفي النبات ويزيد في قوته بينما يوقف نمو الجراثيم ويقتلها.

ـ يحتاج الإنسان إلى تحريك 13عضلة من عضلات الوجه حتى يرسم غضبه وإلى عضلتين فقط حتى يبتسم.

عن الإمام الصادق عليه السلام:

"ثلاثة هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس وولاية الإمام من آل محمد صلى الله عليه وآله".

مسجد رأس الإمام الحسين عليه السلام

يقع هذا المسجد بجوار نبع رأس العين في مدينة بعلبك وقد بني عام 61هــ في الموضع الذي نصب فيه الجنود الأمويين رأس الحسين عليه السلام ورؤوس شهداء كربلاء حيث أقاموا في هذه المدينة طلباً للراحة خلال رحلتهم إلى دمشق.

فبعدما كشفت السيدة زينب عليها للأهالي حقيقة ما جرى وأخبرتهم أن هذه الرؤوس هي للشهداء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله أرادوا التعبير عن وفائهم ببناء هذا المسجد الذي كان بسيطاً متواضعاً آنذاك ثم جرى توسيعه سنة 676هـ كما هو منقوش على مدخله الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار وقد تناسقت حجارته بأسلوب هندسي رائع، يبلغ طول المسجد خمسون متراً وعرضه 38 متراً وله ست بوابات منحوتة ومنمقة كتب عليها اسم "علي".

سمي هذا المسجد بالمسجد المعلَّق لوقوعه وسط برك رأس العين وهو يعتبر الآن خرباً لكن هناك محاولات لاعادة ترميمه لما له من أهمية تاريخية كبرى.

"لقد تمكّن سيد الشهداء عليه السلام من خلال تضحيته إرشاد الجميع على مرّ التاريخ إلى الطريق الصائب الذي ينبغي أن يسلكوه".

"يجب أن تعلموا أن كربلاء هي النموذج الحي والمثال الخالد للإنسان كي لا يتردد في الوقوف بوجه ضخامة العدو".

س: هل يجوز للنساء مع محافظتهن على حجابهن وارتدائهن لباساً خاصاً يستر بدنهن أن يشاركن في مواكب اللطم وضرب السلاسل؟
ج: لا مانع من مشاركة النساء في مجالس العزاء وفي مواكب التعزية ولكن لا ينبغي لهن الضرب بالسلاسل واللطم على الصدور أمام الرجال الأجانب.

س: هل يجوز للمرأة أن تقرأ مجالس العزاء مع علمها بأن الأجانب يسمعون صوتها؟
ج: لا مانع من ذلك في نفسه ما لم تكن القراءة بكيفية لهوية ولم يكن هناك خوف افتتان الرجال بصوتها.

طالما أن هناك مظلوم على وجه الأرض فإن إمامنا الحسين عليه السلام يكرر النداء "هل من ناصر ينصرني"؟ فهلموا نلبي نداء الحسين في عصرنا هذا الذي تملؤه الغطرسة الصهيونية ومظلومية المسلمين في كل أرجاء البلاد.

من وصية الشهيد محمد علي حسن

* 1 محرم: رأس السنة الهجرية 1423هـ.
* 10 محرم: ذكرى عاشوراء.
* 11 محرم: سبي نساء آل البيت عليهم السلام من كربلاء إلى الكوفة سنة 61هـ.
*13 محرم: دفن شهداء كربلاء (الإمام الحسين عليه السلام وآل بيته وأصحابه).
*25 محرم: استشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام عام 95هـ.
*21 آذار: عيد الأم.

الثورة الحسينية خصائص ومرتكزات

يتضمن هذا الكتاب مجموعة من المحاضرات والكلمات التي تحدث فيها الإمام الخامنئي دام ظله عن الثورة الحسينية متطرقاً إلى عناوين عديدة من وحي عاشوراء ومفهوم الثورة والتكليف والأمر بالمعروف والشهادة، متحدثاً عن الأبعاد المعنوية في شخصية الإمام الحسين عليه السلام وخصائص الثورة الحسينية وأهدافها وتأثيرات وبركات عاشوراء والعاطفة الإنسانية تجاهها، إضافة إلى الحديث عن المجالس الحسينية ومميزاتها وشروط إقامتها وبعض الأحكام الشرعية فيها.

الكتاب من إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية وهو يقع في 143 صفحة من الحجم الوسط.