يتم التحميل...

ميثاق الوحدة عند الإمام علي عليه السلام

الوحدة الإسلامية

إن أمير المؤمنين يرسم آفاقاً في الوحدة بل وأدباً في الحوار ايضا،ً فكلماته عليه السلام دستور يجب أن يقتفى وميثاق يجب أن يحتذى في كل زمان ومكان، ولنقتطف بعض من كلماته...

عدد الزوار: 110

إن أمير المؤمنين يرسم آفاقاً في الوحدة بل وأدباً في الحوار ايضا،ً فكلماته عليه السلام دستور يجب أن يقتفى وميثاق يجب أن يحتذى في كل زمان ومكان، ولنقتطف بعض من كلماته...

قال عليه السلام: الناس صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق.

وقال مخاطباً أصحابه: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتتبرأون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن أعمالهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان لعنكم إياهم، وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءهم ودماءنا، وأصلح ذات بينهم وبيننا، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لهج به - لكان أحب إلى وخيرا لكم. فقالوا: يا أمير المؤمنين، نقبل عظتك، ونتأدب بأدبك.

وقال أيضاً: لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فليس مَنْ طلب الحقّ فأخطأه، كَمَنْ طلب الباطل فأدركه..

قال ابن أبي الحديد في شرحه لهذا الكلام: مراده أن الخوارج ضلوا بشبهة دخلت عليهم، وكانوا يطلبون الحق، ولهم في الجملة تمسك بالدين، ومحاماة عن عقيدة اعتقدوها، وإن أخطئوا فيها.

نستنتج مما تقدم من كلماته ثلاثة قواعد مهمة يجب على كل مسلم الالتزام بها:
القاعدة الأولى:
أن الإنسان أخو الإنسان في الدين ولم يقيده عليه السلام بقيد التشيع أو التسنن، وكذلك هم أخوه في الخلق في أصل الخلقة والمنشأ.
القاعدة الثانية: الالتزام بأدب الحوار فلا يجوز السب والشتم؛ بل يجب وصف مساوئ الأعمال بالتي هي أحسن، فتاثيرها يكون أبلغ وأنجع.
القاعدة الثالثة: وهي أنه قد يقع الخطأ في العقيدة للشبهة أو لغيرها، فلا يجوز هتك حرمة هذا الإنسان- أي إنسان كان- بغض النظر عن لونه وعرقه وهويته، ولو كان ممن خرج عليه وقاتله عليه السلام.

والشيعة تقتفي أثر هذا الإمام الهمام في وصاياه ولا يمكن أن تشذ عنه طرفة عين.

نسأل الله تعالى أن يوحد كلمة المسلمين وأن يأخذ بأيديهم لما فيهم الخير والصواب. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.


* انظر كتاب عدالة الصحابة بين القداسة والواقع ؛ يحيى الدوخي، ص 186-190.

2015-09-03