نداء إلى الأمة في يوم الوحدة
الوحدة الإسلامية
يا أمة الإسلام.. إن أمة محمد (ص) أمة واحدة يجمع بين أبنائها روابط شتى؛ فربها واحد، ورسولها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة، وعوامل تأصيل هذه الوحدة في حياة المسلمين متعددة في دين الله عز وجل؛
عدد الزوار: 99
يا أمة الإسلام.. إن أمة محمد (ص) أمة واحدة يجمع بين أبنائها روابط شتى؛ فربها
واحد، ورسولها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة، وعوامل تأصيل هذه الوحدة في حياة
المسلمين متعددة في دين الله عز وجل؛ فالصلاة ينادَى لها فيسرع الجميع للوقوف في صفٍّ
واحدٍ، ذابت فيه فوارق اللون والجنس، والغنى والفقر، وجميع الفوارق الطبقية تلاشت،
وأصبح الجميع أمام ربهم سواء.. هذا يتكرَّر في اليوم خمس مرات، ثم تأتي صلاة الجمعة
لتجمع بين أبناء الحي الواحد في المسجد الجامع.
إخوة الإسلام.. إن هذه الوحدة الإسلامية رباط مقدَّس بين المسلمين، افترضه الله
علينا، وأوجب على المسلمين أن يشارك بعضهم بعضاً في السراء والضراء، والشدة والرخاء،
وتشترك في الذود عن مصالحها، وتتعاون في رفع الأذى والضيم إذا نزل بأحد منهم.
فينبغي علينا -نحن المسلمين- أن نستثمر مواسم الخيرات التي تمر علينا خلال الأيام
أو الشهور أو السنوات بما ينفعنا في الدارين وذلك: بالتوبة الصادقة والرجوع إلى
الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى:
﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ
جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
علينا أيها الأحبة أن نجدد العزم على اغتنام هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة
والتمسك بكل ما يجمع كلمة المسلمين على الحق، والبُعد عن المعاصي، فكما أن الطاعات
أسباب للقرب من الله تعالى، فإن المعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد
يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من
النار فاحذر الوقوع في المعاصي والذنوب. وعلينا أن نغتنم هذه الفرص العظيمة، ونبادر
إلى الخيرات قبل فوات الأوان،على هذه الأمة أن تعمل على ردّ العدوان إذا لحق بأي
شعب مسلم، وتتقدم بطيب نفس لتتقاسم المنافع والخيرات بينها، فتواسي الشعوب المسلمة
التي تحل بها النوازل، أو الزلازل أو الكوارث والحروب والنزاعات والمجاعات، وبذلك
يحققون التوادَّ والتراحمَ فيما بينهم،
للحجيج كلمة
عباد الله.. إن الحج رحلة يرجع منها المسلم وقد ألقى عن كاهله أوزاره، وتطهَّرت
صحائف أعماله، ويعود من نسكه كيوم ولدته أمه، ومع تطهُّر المسلم من ذنبه فإن يرجع
بعد وقفته بعرفات وتعرضه لرحمات الله وقد تزود بالتقوى، والتي هي خير زاد..
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا
فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي
الأَلْبَابِ﴾(البقرة:197).. فهنيئاً لمن حج وتقبل الله حجه..
وصدق الشاعر:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقي ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا.
* الشيخ د. جمال الدين شبيب
2015-08-26