الآثار الأخرويـة للذنوب
رمضان
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لعودة الإنسان إلى ربّه والإقلاع عن الذنوب التي تترك آثارها السيئة على الإنسان في الدنيا والآخرة.
عدد الزوار: 203
الآثار
الأخرويـة للذنوب
المناسبة: شهر رمضان المبارك
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة
لعودة الإنسان إلى ربّه والإقلاع عن الذنوب التي تترك آثارها السيئة على الإنسان في
الدنيا والآخرة.
وقد أشار القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) إلى آثار المعاصي والذنوب في
الآخرة، وحذّرنا من الوقوع فيها؛ ومن هذه الآثار الأخروية للذنوب:
1- الافتضاح: إن الله يستر برحمته على المذنب
في الدنيا، لعله يتوب ويرجع إلى ربه، ولكن الفضيحة يوم القيامة قد تكون على رؤوس
الأشهاد، وأمام الخلق أجمعين، سيما أمام معارفه وأقربائه، ورد في مناجاة أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال:"إلهي قد سترت علي ذنوباً في الدنيا وأنا أحوج إلى
سترها علي منك في الآخرة، إذ لم تظهرها لأحدٍ من عبادك الصالحين فلا تفضحني يوم
القيامة على رؤوس الأشهاد...".
ولذا ينبغي على العاقل أن يخاف هذا اليوم، وأن يخاف الفضيحة أمام الله عز وجل وأمام
الأنبياء والأئمة والأولياء (عليهم السلام)، وأمام الناس أجمعين، روي عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:"وأما علامة الموقف فستة: أيقن بالله حقاً فآمن
به، وأيقن بأن الموت حق فحذره، وأيقن بأن البعث حق فخاف الفضيحة، وأيقن بأن الجنة
حق فاشتاق إليها، وأيقن بأن النار حق فظهر سعيه للنجاة منها، وأيقن بأن الحساب حق
فحاسب نفسه".
2- المذلّة:
﴿ثم يَوْمَ الْقِيَامَةِ يخْزِيهِمْ وَيَقول أَيْنَ شرَكَائِيَ الذِينَ
كنْتمْ تشَاقونَ فِيهِمْ قَالَ الذِينَ أوتوا الْعِلْمَ إِن الْخِزْيَ الْيَوْمَ
وَالسوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾(سورة النحل، الآية: 27)، بدءاً من أخذ
أرواحهم:
﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفتْهم الْمَلَائِكَة يَضْرِبونَ وجوهَهمْ
وَأَدْبَارَهمْ﴾.(سورة محمد، الآية:27)، إلى الوقوف في المحشر أذلاء، سكارى غارقين
في الحياء، يتصبب العرق من وجوههم،
﴿وَوجوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾.(سورة
عبس، الآية: 40)، و
﴿تَرْهَقهَا قَتَرَةٌ﴾(سورة عبس، الآية: 41)،
﴿خَاشِعَةً
أَبْصَارهمْ تَرْهَقهمْ ذِلةٌ﴾ (سورة المعارج، الآية: 44)، إلى دخول النار:
﴿ذقْ
إِنكَ أَنتَ الْعَزِيز الْكَرِيم﴾(سورة الدخان، الآية: 49)،
﴿وَلَعَذَاب الْآخِرَةِ
أَخْزَى وَهمْ لَا ينصَرونَ﴾(سورة فصلت، الآية: 16).
3- الحسرة والندامة: يتحسر الظالم على الفترة
والمهلة التي أعطيت له في الدنيا ولم يغتنمها، بل أعرض وتولى وكذب بآيات ربه ورسله
واليوم الآخر، وها هو اليوم أيقن به عين اليقين ولات حين مناص، فيقول:
﴿يَا
حَسْرَتَى علَى مَا فَرطت فِي جَنبِ اللهِ﴾(سورة الزمر، الآية: 56)،
﴿يَوْمَ يَعَض
الظالِم عَلَى يَدَيْهِ يَقول يَا لَيْتَنِي اتخَذْت مَعَ الرسولِ سَبِيلًا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتخِذْ فلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلنِي عَنِ الذكْرِ
بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشيْطَان لِلْإِنسَانِ خَذولً﴾(سورة الفرقان، الآيات:
27 ـ 29).
4- العمى:
﴿وَنَحْشره يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى * قَالَ رَب لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كنت بَصِيرً﴾(سورة طه،
الآيتان: 124 و125).
وبكل بساطة فإن الجواب لحاضر، لقد كنت أعمى البصيرة في الدنيا، لذلك تحشر يوم
القيامة على ما كنت عليه:
﴿وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهوَ فِي الآخِرَةِ
أَعْمَى وَأَضَل سَبِيل﴾(سورة الإسراء، الآية: 72).
5- نسيان الله له:
﴿قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ
آيَاتنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تنسَى﴾(سورة طه، الآية: 126)، فلم
تتذكر أوامر الله ونواهيه، بل ونسيت وغفلت عن لقائه:
﴿الْيَوْمَ نَنسَاكمْ كَمَا
نَسِيتمْ لِقَاء يَوْمِكمْ هَذَا وَمَأْوَاكمْ النار وَمَا لَكم من ناصِرِينَ﴾(سورة
الجاثية، الآية: 34).
ومن الآثار الأخروية أيضاً: غضب الله، اللعنة، سوء الحساب، طول الوقوف في المحشر،
العذاب الأليم، تجسيم الأعمال، الحشر بصور قبيحة بشعة، دخول النار، الخلود في النار،
ومن تدركه في آخر المطاف رحمة الله فتأخر دخوله إليه، مضافاً إلى صور ومشاهد وحالات
العذاب في جهنم التي لا يعجز عن وصفها الفكر البشري.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2015-06-19