يتم التحميل...

العدد 18 - السنة الثانية - شهر محرم 1421 هـ

دوحة 18

تحميل pdf

عدد الزوار: 734

 وتعود الذكرى

وتعود عاشوراء تحمل إلى الأمة جراحات الحسين عليه السلام من جديد، تحكي لنا أعظم مصائب الأرض وأحزان السماء، حيث قدمت القرابين في الطريق إلى الله عز وجل..
تعود عاشوراء لتصل إلينا بكل مؤثراتها: شجاعةً وإقداماً وتضحيةً عند الحسين والآل والأصحاب، وصبراً واحتساباً وحملاً للأمانة عند موكب السبي الحزين وهو يخترق المدن النائمة، وخسة طبع ودناءة عند أولئك القتلة الذين شابهوا البشر بأشكالهم ولكنهم في الحقيقة فاقوا الوحوش وحشية وغدراً.
تعود عاشوراء لتعلمنا أن طريق انتصار الحق على الباطل وإلحاق الهزيمة بجبهة الظلم والطغيان إنما يكون بالمقاومة والجهاد والتضحية حتى الرمق الأخير. فتَحيّة لِفتية حملوا رسالة الحسين عليه السلام وسلكوا طريق الجهاد والشهادة لصون الدين وتحرير الأرض.
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا(الأحزاب:23).

 

صدى الرحمان

في فضل زيارة عاشوراء

عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: من زار الحسين بن علي في يوم عاشوراء من المحرّم يظل عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عمرة وألفي غزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع الأئمة الراشدين عليهم السلام.
وسُئل عمّن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم قال: إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتليه وصلّى من بعد ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره ممّن لا يتقيه بالبكاء عليه ويُقم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعزِّ فيها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك جميع ذلك، ثم ذكر الزيارة وقال: وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل، فلك ثواب جميع ذلك.
 

البكاء على الحسين

أكّد أئمة أهل البيت عليهم السلام على ضرورة وأهمية التفاعل الروحي والعاطفي مع ذكرى عاشوراء وما حصل فيها من مصائب على الإمام الحسين عليه السلام وآله والأصحاب. والروايات في هذا المجال كثيرة نذكر منها:

1 ـ عن الرضا عليه السلام: "إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستُحلت فيه دماؤنا، وهُتكت فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرْعَ لرسول الله حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام".

2 ـ وعنه عليه السلام أيضاً: "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينه...".
وورد أيضاً أنه من بكى وأبكى فله الجنة، بل ومن تباكى فله الجنة.
 

فإنا لله وإنا إليه راجعون.


أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً       وقد مات عطشاناً بشط فرات
إذاً للطمت الخد فاطم عنده              وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي       نجوم سماوات بأرض فلاة
توفوا عطاشى بالفرات فليتني          توفيت فيهم قبل حين وفاتي



 في كل عام، ومع دوران الليل والنهار، تتجدد المناسبات والذكريات وتتجدد معها عاشوراء، إلاّ أن أياً من هذه الذكريات والمناسبات ليست كذكرى عاشوراء، لأن فداحة الخطب وعظم الفاجعة صبغت بتلاوينها كل الأيام حتى المواليد والأعراس.
ولذا فإن إقامة العزاء والمجالس الحسينية في شهري محرم وصفر استجابة لنداء أئمة أهل البيت عليهم السلام ليس إحياءً لذكرى منسية، بل هو تجديد عهد وإعلان بيعة بأن "يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزاً عظيماً".
وأن نكون معهم يعني أن نجاهد عدوهم وهو عدو الله ونتبرأ منه، وأن نقاتل بين أيديهم دفاعاً عن الأمة ونصرةً للدين القويم حتى نستشهد دون ذلك.
والمصداق الأبرز لطلاب مدرسة الشهادة وعشاق أبي عبد الله الحسين عليهم السلام في هذا العصر هم أبطال المقاومة الإسلامية الذين يذيقون أعدى أعداء الله والانسانية الذل والهوان.
 

الكلمة الباقية

إستفتاءات القائد

س: ما هو حكم ضرب الطبل، والصنج، ونفخ البوق، وضرب السلاسل التي يكون في رأس كل سلسلة منها موس حاد في مجالس ومواكب العزاء؟
ج: إن كان استخدام السلاسل الكذائي موجباً لوهن المذهب في نظر الناس أو كان مؤدياً لضرر بدني معتنى به فلا يجوز، وأما إستعمال البوق والطبل والصنج بالنحو المتعارف فلا بأس به.

س: هل يجوز للمرأة أن تقرأ مجالس العزاء مع علمها بأن الأجانب يسمعون صوتها؟
ج: لا مانع من ذلك في نفسه ما لم تكن القراءة بكيفية لهوية ولم يكن هناك خوف افتتان الرجال بصوتها.
 

كلامهم نور

"إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة".

نور روح الله

"محرّم هو الشهر الذي انتفضت فيه العدالة لمواجهة الظلم، وقام فيه الحق لمواجهة الباطل، فأثبت أن الحق منتصر على الباطل على مرّ التاريخ".
 

ضياء القائد

"لولا الإيمان والإخلاص والنور الإلهي في قلب الحسين بن علي عليه السلام والذي بعث الحرارة في قلوب الصفوة المؤمنة حوله لما تحققت تلك الواقعة فانظروا الى عظمة هذه الواقعة".
 

مداد الشهداء

طريقنا كما تعلمون طريق شاق وطويل يحتاج الى الكثير الكثير من التضحيات، وشجرة الاسلام لا ترويها إلاّ دماء الشهداء، حاولوا أن تتذكروا ذلك اليوم الحار الذي وقف فيه الامام الحسين عليه السلام وحيداً بين الاعداء ينادي: "ألا من ناصر ينصرنا، ألا من معين يعيننا...".

من وصية الشهيد عبد المجيد كركي 

2009-09-25