السيد هاشم بن سليمان التوبلاني البحراني
أعلام المفسرين
السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن السيد جواد الكتكاني – من قرى توبلي وهي الآن خراب ولا يوجد شيء من معالمها، ويلقب السيد هاشم بالعلامة.
عدد الزوار: 343
السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن السيد جواد الكتكاني – من قرى توبلي وهي الآن
خراب ولا يوجد شيء من معالمها، ويلقب السيد هاشم بالعلامة.
وقد عرف بالفضل والإيمان وشدة الورع والتقوى، وكان محدثا متتبعا للأخبار، وقد صنف
كتب عديدة تشهد بتتبعه وتبحره في الأخبار.
وقد انتهت إليه الرئاسة الدينية في البلاد من بعد وفاة الشيخ محمد بن ماجد، فتولى
القضاء والأمور الحسبية، ونهض بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
توفي رضوان الله تعالى عليه في عام 1107هجري الموافق 1696م، وقيل في 1109 هجري 1698
بحسب ما نقل من أنه رضوان الله عليه توفي بعد الشيخ محمد بن ماجد بأربع سنين وكانت
وفاة الأخير في سنة 1105 هجري، ودفن في قرية توبلي في مقبرة (ماثنَّى) وقبره مزار
معروف إلى جانب المسجد الذي كان يقيم فيه الجمعة. (1)
وقد ترك رضوان الله تعالى عليه مؤلفات عديدة منها:
1- البرهان في تفسير القرآن.
2- الهادي وضياء النادي في تفسير القرآن.
3- معالم الزلفى في أحوال النشأة الأخرى.
4- مدينة المعاجز (مدينة المعجزات في النص على الأئمة الهداة).
5- الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد.
6- غاية المرام في فضائل أمير المؤمنين على الأئمة عليهم السلام.
7- كتاب في تفضيل الأئمة عليهم السلام على الأنبياء عدا نبينا (ص).
8- كتاب في وفيات النبيين.
9- كتاب في وفاة الزهراء عليها السلام.
10- كتاب سلاسل الحديد منتخب من شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد.
11- كتاب الاحتجاج (احتجاج المخالفين على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام).
12- كتاب نهاية الآمال فيما يتم به الأعمال.
13- كتاب ترتيب التهذيب.
14- حلية الأبرار في فضائل النبي محمد وآله الأطهار.
15- حلية النظر في فضل الأئمة الإثني عشر.
16- البهجة المرضية في إثبات الخلافة والوصية.
17- مناقب الشيعة.
18- نسب عمر بن الخطاب.
19- كتاب تعريف رجال من لا يحضره الفقيه.
20- كتاب مولد القائم عليه السلام.
21- نزهة الأبرار ومنار الأفكار في خلق الجنة والنار.
22- المحجة فيما نزل بالحجة.
23- تبصرة الولي فيمن رأى المهدي عليه السلام.
24- عمدة النظر في الأئمة الأثني عشر عليهم السلام.
25- معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
26- اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية.
قالوا عنه:
ذكره صاحب الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي رضوان الله تعالى عليه:
السيد هاشم بن سليمان.. عالم فاضل مدقق فقيه، عارف بالتفسير والعربية والرجال، كان
محدثا متتبعا للأخبار بمالم يسبق إليه سابق سوى العلامة المجلسي، وقد صنف كتبا
كثيرة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه. (2)
وقال عنه الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤته:
وكان السيد المذكور فاضلا محدثا، جامعا متتبعا للأخبار بما لم يسبق إليه سابق
سوى شيخنا المجلسي..... وانتهت إليه رياسة البلد بعد الشيخ محمد بن ماجد، فقام
بالقضاء في البلاد وتولى الأمور الحسبية أحسن قيام... (3)
تفسير القرآن (البرهان في تفسير القرآن)
وقد تميز هذا التفسير بأنه يعتمد على الروايات الشريفة الواردة عن أهل بيت
العصمة صلوات الله وسلامه عليهم، فهو تفسير بالمأثور جمع فيه جملة من الأخبار
الواردة في كتب التفسير القديمة وغيرها، وقد أوردها من دون أن يذكر فيها شيئا من
التصحيح أو التسقيم والجرح والتعديل، ويتبنى من خلال النظر إلى منهجيته أن غرضه
رضوان الله عليه هو الجمع والتأليف لهذه الأخبار ولم يكن في مقام التحقيق.
وقد إعتمد في تفسيره على مراجع رئيسية كتفسير العياشي، وتفسير علي بن إبراهيم القمي
وكذلك التفسير المنسوب للأمام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه
الطاهرين وابنه الحجة على العالمين، بالإضافة إلى بعض كتب الأخبار الأخرى.
وقد ذكر آية الله محمد هادي معرفة رضوان الله وتعالى عليه في كتابه التفسير
والمفسرون أن تفسير السيد يعتمد على كتبا لا اعتبار بها مثل: التفسير المنسوب إلى
الإمام العسكري عليه السلام، فهو غير ثابت في إنتسابه لأنه من صنع أبي يعقوب يوسف
بن محمد بن زياد الأسترابادي وأبي الحسن علي بن محمد بن سيار الأسترابادي، وكتاب
سليم بن قيس الهلالي المدسوس فيه...
وغير ذلك من الكتب التي لا اعتبار فيها فضلاً عن ضعف الإسناد أو الإرسال في أكثر
الأحاديث التي ينقلها من هذه الكتب.
كما يلاحظ عليه أنه يسند القول في التفسير إلى الإمام المعصوم رأسًا في حين أنّه
أخذه من الكتب التي ليس فيها الجزم بنسبته، بالإضافة إلى أنه غير جامع لجميع الآيات
الشريفة، فالمصنف قد ذكر فقط الآيات التي ورد أو جاء فيها حديث وقف عليه المصنف....
ويشير الشيخ معرفة رضوان الله عليه إلى أن احتواء الكتاب على جملة من الأحاديث
الضعيفة السند أو المتعارضة... واعتماده على كتب غير معتبرة لا يعني ذلك أن الكتاب
ساقط كله، بل فيه من الأحاديث الغرر والكلمات الدرر الصادرة عن أهل البيت صلوات
الله وسلامه عليهم ما يروي الغليل ويشفي العليل، فالكتاب بحاجة إلى تدقيق وتحقيق
ونقد. وهي بمجموعة يمثل موسوعة فريدة. (4)
وجاء في مقدمة التفسير للعلامة السيد هاشم البحراني رضوان الله عليه بعد أن ساق
جملة من الأحاديث في عظمة القرآن وفضله والنهي عن التفسير بالرأي....
قال بعد ذلك: فقد رأيت عكوف أهل الزمان على تفسير من لم يرووه عن أهل العصمة سلام
الله عليهم الذي نزل التنزيل والتأويل في بيوتهم وأوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم،
بل كان يجب التوقف حتى يأتي تأويله عنهم، لأن علم التنزيل والتأويل في أيديهم مما
جاء عنهم عليهم السلام، فهو النور والهدى وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى
والعجب كل العجب من علماء علمي المعاني والبيان حيث زعموا أن معرفة هذين العلمين
يطلّع على مكنون سرّ الله جل جلاله من تأويل القرآن وقال بعض أئمتهم: ويل ثم ويل
لمن تعاطى التفسير وهو في هذين العلمين راجل، وذلك أنهم ذكروا أن العلمين مأخوذان
من استقراء تراكيب كلام العرب البلغاء، باحثان عن مقتضيات الأحوال والمقام، كالحذف،
والاضمار والفصل والوصل والحقيقة والمجاز وغير ذلك ولا ريب أن محل ذلك من كتاب الله
جلّ جلاله يحتاج معرفته إلى العلم به من أهل التنزيل والتأويل، وهم أهل البيت عليهم
السلام الذين علّمهم الله سبحانه وتعالى، فلا ينبغي معرفة ذلك إلا منهم، ومن تعاطى
معرفته من غيرهم ركب متن عمياء وخبط خبط عشواء، فماذا بعد الحق إلا الضلال، فأنّى
تصرفون. (5).
منهجه في التفسير:
افتتح التفسير بمقدمة حول فضل العلم والمتعلم، ثم بيّن فضل القرآن الكريم وعقد
باباً في الثقلين، ثم ذكر أن القرآن لم يجمع كما أنزل وذكر النهي عن التفسير بالرأي
والنهي عن الجدال، وأن للقرآن ظاهرًا وباطنًا ثم عقد أبوابًا في: ما نزل عليه
القرآن من الأقسام، ما عني به الأئمة في القرآن، العلة التي من أجلها نزل القرآن
بلغة العرب...
وبعد ذلك يذكر الآيات القرآنية ويذكر الأحاديث الواردة في ذيلها وإن لم يجد حديثًا
لا يذكرها، ولهذا لم يكن هذا التفسير كاملاً.
نماذج من تفسيره رضوان الله تعالى عليه:
في تفسير البسملة من الفاتحة:
علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة
بن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن
عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام.
ثم يذكر طرق أخرى بأسانيد مختلفة إلى أن يصل إلى أبي بصير الذي قال: سألته عن تفسير
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ فقال عليه السلام: الباء بهاء الله، والسين سناء الله
الله، والميم ملك الله، والله إله كل شيء، والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين
خاصة.
ثم يذكر روايات كثيرة في المقام عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم.
علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر ابن سويد عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الحمد لله قال الشكر لله في قوله رب العالمين
قال خلق المخلوقين الرحمن بجميع خلقه الرحيم بالمؤمنين خاصة مالك يوم الدين قال يوم
الحساب والدليل على ذلك قوله ﴿وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين﴾يعنى يوم الحساب ﴿إياك
نعبد﴾ مخاطبة الله عز وجل ﴿وإياك نستعين﴾ مثله –مخاطبة لله- ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾
قال الطريق هو أمير المؤمنين ومعرفة الإمام.
وعن العياشي بسنده عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله
عز وجل ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم﴾ فقال فاتحة الكتاب (يثنى فيها
القول قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله من على بفاتحة الكتاب) من
كنز العرش فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول فيها: ﴿وإذا ذكرت ربك في
القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفور﴾ ﴿والحمد لله رب العالمين﴾ دعوى أهل الجنة حين
شكروا لله حسن الثواب ، و ﴿مالك يوم الدين﴾ قال جبرئيل ما قالها مسلم قط الا صدقه
الله وأهل سماواته ﴿إياك نعبد﴾ اخلاص العبادة و ﴿إياك نستعين﴾ أفضل ما طلب به
العباد حوائجهم ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم
﴿غير المغضوب عليهم﴾ اليهود ﴿وغير الضالين﴾ النصارى.
من سورة البقرة:
قوله تعالى: ﴿الم*ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ومما
رزقناهم هم ينفقون﴾
عن ابن بابويه قال حدثنا علي بن أحمد بن موسي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أبي
عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي
بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن
قول الله عزو جل ﴿ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب﴾ فقال:
المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزو جل:
﴿ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من
المنتظرين﴾.
وعن ابن بابويه باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في حديث يذكر فيه الأئمة الاثنى عشر
وفيهم القائم عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى للصابرين في
غيبته ، طوبى للمقيمين على محبتهم ، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه ، وقال: ﴿هدى
للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب﴾، ثم قال (ص): (في أولئك حزب الله ألا إن حزب الله
هم الغالبون).
من سورة آل عمران:
عن ابن بابويه قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إليّ على
يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق: قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله
بن أسماء ، قال: حدثنا جويرية ، عن سفيان بن السعيد الثوري ، قال: قلت لجعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: يا ابن رسول الله ما معنى
قول الله عز وجل: ﴿ألم﴾ ؟ قال عليه السلام: أما ﴿ألم﴾ في أول البقرة فمعناه: أنا
الله الملك ، وأما ﴿ألم﴾ في أول آل عمران فمعناه: أنا الله المجيد.
للوقوف على المزيد من حياة وآثار السيد الجليل يمكن مراجعة:
1- البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم الحسيني البحراني
2- التفسير والمفسرون آية الله معرفة
3- حلية الأبرار للسيد هاشم الحسيني البحراني
4- لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني
5- أمل الآمل للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
6- أنوار البدرين للشيخ علي البلادي
7- مستدرك الوسائل للمحدث النوري
1- (حاضر البحرين – الشيخ
إبراهيم المبارك – ص 61).
2- (الكني والألقاب – الشيخ عباس القمي – ج2 ص582).
3- (لؤلؤة البحرين – الشيخ يوسف البحراني – ص 63 – طبعة 2 سنة 1969 – مطبعة النعمان
– النجف الأشرف).
4- (التفسير والمفسرون – آية الله معرفة – ج2 – ص785-786) بتصرف بسيط لاختيار ما
يناسب المقام.
5- (مقدمة تفسير البرهان – السيد هاشم العلامة – ص3-4 – ج1 – الطبعة الثانية –
طهران – مؤسسة مطبوعات اسماعليان).