العياشي
أعلام المفسرين
هو أبو النضر محمد بن مسعود محمد بن عياش السلمي السمرقندي وقيل إنه من بني تميم (بحسب ما أفاده ابن النديم في الفهرست)، وهو من فقهاء الشيعة العظام وأوحد دهره وزمانه في غزارة علمه وتقواه، ورفعته وعلو منزلته،
عدد الزوار: 359
هو أبو النضر محمد بن مسعود محمد بن عياش السلمي السمرقندي وقيل إنه من بني تميم (بحسب
ما أفاده ابن النديم في الفهرست)، وهو من فقهاء الشيعة العظام وأوحد دهره وزمانه في
غزارة علمه وتقواه، ورفعته وعلو منزلته، له من الكتب ما يربو على المائتين بين كتاب
ورسالة، ينقل أنه كان في بدو سنه عامي المذهب ثم تحول إلى المذهب الأمامي واعتنقه
فصار بعدها من فقهاء مدرسة أهل البيت النبوي صلوات الله وسلامه عليهم، وخدم الإسلام
وجاهد بقلمه في رفعته وترويج شريعة سيد المرسلين ونشر علوم الإسلام(1).
كانت داره معهدًا ودار علم وبحث، بل كانت كعبة لرواد الحديث بين قارئ وناسخ أو
مقابل...، وكان من شدة حرصه وهمته في العلم في خدمة الدين أنه أنفق كل ما يملك وما
ورثه من أبيه -وقد ذكر أرباب السير أن مقدار التركة من أبيه كانت ثلاثمائة ألف
دينار- في طلب العلم وتحصيله ونشره وتقوية الدين، وكان من المعاصرين لثقة الإسلام
الكليني محمد بن يعقوب صاحب الكافي.
وكان له مجلسين علميين أحدهما للعوام من الناس لنشر العلم والتوعية والثاني للخواص
من أهل العلم وهم تلامذته ورواد داره من أهل العلم حيث تتم فيه المدارسة والتباحث
والتحديث ورواية حديث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
توفي رضوان الله تعالى عليه سنة 320 هـ.
وقد ذكر أهل التراجم أن الكشي (الرجالي المعروف) من تلامذة العياشي وكان يروي عنه،
وكان في العلم والفضل والفهم والأدب، والتبحر والتنوع العلمي وحيد عصره وفريد دهره،
وله أكثر من مائتي كتاب في الطب والنجوم والقيافة والفقه، وقد ذكر له ابن النديم في
الفهرست أكثر من مائة وخمسين (150) كتابًا.
وأهم مؤلفاته هو تفسيره للقرآن والذي عرف باسمه (تفسير العياشي) ، وألّفه على أساس
روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، وهو يشبه تفسير فرات الكوفي وعلي بن
إبراهيم القمي.
وقال عنه صاحب الذريعة العلامة الأغا بزرك الطهراني: "له ما يقارب المائتي كتاب في
مختلف المجالات من العلوم الإسلامية، وهو من مشايخ الرواية للكشي صاحب الرجال
المعروف، ومعاصر لثقة الإسلام الكليني وولده جعفر بن محمد بن سعود أحد روات كتبه
ومنها التفسير"(2).
ومن أبرز كتبه غير التفسير:
1- الطهارة.
2- المناسك.
3- الأنبياء والأولياء.
4- الدعوات.
5- العلم وامتعلم.
6- مختصر الصلاة.
7- الزكاة.
8- مختصر الحيض.
9- الجنائز.
10- الأضاحي.
11- سيرة أبي بكر.
12- سيرة عمر.
13- سيرة عثمان.
14- سيرة معاوية.
تفسيره:
تميز تفسيره للقرآن الكريم بأنه من نوع التفسير بالمأثور لذلك قال عنه العلماء أنه
كان يشبه تفسير فرات الكوفي وتفسير علي بن إبراهيم القمي، وكان هذا الطابع من
التفاسير هو الشايع والمعروف آنذاك وكان منهجه قدس الله نفسه الزكية في تفسير يسير
على أساس الأحاديث والمأثورة عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تفسيرًا وتأويلاً
للآيات الكريمة ولا يتعرض لبيان الحال ونقد الرواية جرحًا أو تعديلاَ لسندها تاركًا
الأمر إلى عهدة السند -ولكن مع الأسف أن هذه الأسانيد حذفت- من قبل بعض النساخ
اختصارًا، وعليه فالنسخة الموجودة الآن هي المختصرة، بالإضافة إلى مسألة أخرى مهمة
وهي أن التفسير كان مكونًا من جزأين وقد فقد الجزء الثاني وما موجود هو الجزء الأول
الذي تناقله المحدثون والرواة، كما أنَّ من المميِّز لتفسيره أنَّه يعرض بعض من
شواذ القراءات المنسوبة إلى أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم ممّا أوردته
بعض الكتب بأسانيد ضعيفة أو مرسلة لا يمكن الاحتجاج بها أو جعلها أدلَّة صالحة لأنْ
يحتجّ بها في مقام بيان المعاني والتأويلات وما يترتَّب عليها(3).
نماذج من تفسيره رضوان الله عليه:
أ- من سورة الفاتحة
1- الآية ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾الفاتحة/6
عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: ﴿اهدِنَا
الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾الفاتحة/6، "يعني أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه".
2- الآية ﴿...غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾الفاتحة/7
عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه عن قول
الله تعالى ﴿..غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾الفاتحة/7، قال: "هم
اليهود والنصارى".
عن رجل عن ابن أبي عمير رفعه في قوله ﴿..غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ﴾الفاتحة/7، وهكذا نزلت. قال: "المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان
والنصّاب، والضالّين الشكّاك الذين لا يعرفون الإمام".
ب- ومن سورة البقرة:
1- الاية ﴿الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ﴾البقرة/1-2
عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه في قولـه:
﴿الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ...﴾البقرة/1-2،
قال: "كتاب علي لا ريب فيه"، ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ قال: "المتقون شيعتنا".
2- الآية ﴿..أَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ...﴾البقرة/40
عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه عن قول الله
﴿..أَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ...﴾البقرة/40، قال: "أوفوا بولاية علي
فرضًا من الله أوف لكم الجنة".
3- الآية ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً...﴾البقرة/274
عن أبي اسحاق قال: كان لعلي صلوات الله وسلامه عليه أربعة دراهم لم يملك غيرها،
فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهمين نهارًا وبدهم سرًا وبدرهم علانية، فبلغ ذلك النبي صل
الله عليه وآله فقال: "يا علي ماحملك على ما صنعت؟"، قال:"إنجاز موعود الله". فأنزل
الله تعالى ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً...﴾البقرة/274.
حـ- من سورة آل عمران:
الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ
وَرَابِطُواْ...﴾آل عمران/200، قال: "اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب
ورابطوا على الأئمة".
عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر الباقر صلوات الله وسلامه عليه في قوله:
﴿اصْبِرُو﴾ يعني بذلك عن المعاصي ﴿وَصَابِرُو﴾ يعني التقية ﴿وَرَابِطُو﴾ يعني
الأئمة.
د- من سورة النساء:
الآية ﴿اتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ...﴾النساء/1.
عن جميل بن دارج عن ابي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال: سألته عن قول الله
﴿اتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ...﴾النساء/1، قال: "هي
أرحام الناس أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها، ألا ترى أنه جعلها معه".
للوقوف على المزيد يمكن مراجعة:
1. التفسير والمفسِّرون – آية الله محمّد هادي معرفة.
2. المعجم الإلكتروني (مكتبة أهل البيت (عليهم السلام) – كتاب الذريعة للآغا بزرك
الطهراني وغيره).
3. مقدِّمة التفسير (تفسير العياشي) كلمة بقلم العلاّمة السيّد محمّد حسين
الطباطبائي.
4. الكنى والألقاب للشيخ عبّاس القمّي – ج2.
1- المصدر: فهرست ابن النديم، ص744، بحسب ترتيب المعجم الالكتروني (مكتبة أهل
البيت) وكذلك: التفسير والمفسرون آية الله محمد هادي معرفة الجزء الثاني ص751.
2- المصدر : (الذريعة- الأغا بزرك الطهراني الجزء الرابع ص295، بحسب ترتيب المعجم
الالكتروني (مكتبة أهل البيت مع تصرف في العبارة للاختصار).
3- المصدر: التفسير والمفسِّرون – ج2 ص752 – نقل بتصرّف.