السيد محمد (مصطفى) الخميني
أعلام المفسرين
هو السيد محمد الملقب بمصطفى ابن السيد روح الله الموسوي الخميني، ولد في مدينة قم المقدسة سنة 1350هجـ الموافق لعام 1930م تقريبًا في أسرة كريمة عظيمة تطاول السماء مجدًا وزهوًا وعلوًا يرجع نسبها الشريف إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله وسلامه عليه ومنه إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
عدد الزوار: 224
هو السيد محمد الملقب بمصطفى ابن السيد روح الله الموسوي الخميني، ولد في مدينة قم
المقدسة سنة 1350هجـ الموافق لعام 1930م تقريبًا في أسرة كريمة عظيمة تطاول السماء
مجدًا وزهوًا وعلوًا يرجع نسبها الشريف إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله
وسلامه عليه ومنه إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
وحين ولادته سمّاه والده المقدَّس رضوان الله تعالى عليه (محمدًا) ولقبه بـ (مصطفى)
وكنّاه بـ (أبي الحسن) وذلك حتى لا تجتمع فيه النعوت الثلاثة لو كنّاه بأبي القاسم،
فذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله، وقد اشتهر سيدنا الشهيد بلقبه (مصطفى) وعرف به
بحيث لم يذكر باسمه (محمد).
وهو من جهة الأب أغنى من أن يعرف، فهو السيد الأمجد الذي انحنى له الدهر تبجيلاً
وتعظيمًا محيي شريعة سيد المرسلين مجدِّد أمر الدين في هذه الأمة الذي ملأ الدنيا
وشغل أذهان الناس، ذلك هو السيد روح الله الخميني ابن السيد آية الله الشهيد مصطفى
ابن العلامة السيد أحمد الموسوي (كانت ولادة السيد الإمام الخميني في العشرين من
جمادى الثانية 1320 هجـ الموافق 24/9/1902م ولم يقدر له أن يعيش مع والده الذي
طالته يد الغدر واستشهد عن عمر سبعة وأربعين سنة وكان ذلك بعد شهور من ولادة السيد
روح الله، وكان السيد الشهيد الزعيم الديني لبلدة خمين وضواحيها).
ومن جهة الأم فجدته لأبيه السيدة هاجر كريمة آية الله الميرزا أحمد من علماء كربلاء
والنجف الأشرف.
وأما والدته فهي التقية الفاضلة كريمة آية الله الميرزا محمد الثقفي صاحب التفسير
المسمى (روان جاويد-فارسي-) و(غرر العوائد من درر الفوائد) في الأصول، وجدها
الميرزا أبو الفضل الطهراني صاحب كتاب (شفاء الصدور في شرح زيارة عاشوراء) وجدها
الأعلى آية الله الميرزا أبو القاسم الكلانتر صاحب تقريرات (مطارح الأنظار) على درس
الشيخ الأنصاري رضوان الله عليه.
ومن جهة شريكته وزوجته فهي السيدة معصومة كريمة آية الله العظمى الشيخ مرتضى
الحائري وجدها لأمها كان الآية العظمى السيد الحجة الكوهكمري.
نشأته العلمية:
بدأ في دراسة العلوم مبكرًا شأنه شأن أبناء السلالات العلمية وارتدى الزي الخاص
بطلبة العلوم وعمره سبعة عشر عامًا، درس العلوم الأدبية وأتقنها تمام الإتقان –ويبرز
ذلك من خلال أسلوبه البياني في تفسيره للقرآن –وبعد ذلك اتجه صوب العلوم الأخرى (فقه-
أصول- ورجال- وحديث- وفلسفة...) وقد أتقن هذه العلوم في فترة قياسية، وصار بعد ذلك
صاحب درس يغذي الطلبة بخلاصة أفكاره وعلمه فقد أتم وهو في قم المقدسة دورة أصولية
مختصرة وهو في ثلاثينيات عمره الشريف وفي النجف الأشرف عندما انتقل إليها أتم دورة
مفصلة طرح فيها آراء وأفكاره، بالإضافة إلى دروسه الأخرى في الفقه والتفسير.
وقد تتلمذ على أيدي العظام من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة وكذلك في النجف
الأشرف.
ففي قم المقدسة كان أساتذته بالإضافة إلى والده المقدس الخميني رضوان الله عليه.
1- السيد البروجروي رضوان الله عليه.
2- السيد المحقق الداماد رضوان الله عليه.
3- السيد الحجة الكوهكمري رضوان الله عليه.
4- السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني رضوان الله عليه.
أما في النجف الأشرف، فقد حضر دروس الأعلام العظام.
1- السيد محسن الحكيم (رضوان الله عليه).
2- السيد محمود الشاهرودي (رضوان الله عليه).
3- السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله عليه).
بالإضافة إلى آخرين من العلماء. وقد جمع سيدنا الشهيد حصيلة هذه الدروس في كتاب
سماه (دروس الأعلام ونقدها).
مصنفاته وإنتاجه العلمي:
لقد تميَّز سيدنا الشهيد بقلم سيّال يكشف عن عظيم قدرة في العلم وسعة الباع
والتبحر، فهو وبالرغم من قصر عمره بحساب السنين الزمنية إلا أنه خلّف من الآثار
والتراث الشيء الكثير الذي ربما لا يدركه غيره وإن عمّر أضعاف ما عمّره.
ولكن، نتيجة للظروف الصعبة والقاهرة التي عاشها سيدنا الشهيد من مواجهات مع الأنظمة
الفاسدة وسجن ونفي ومصادرة لإنتاجه من قبل سلطات الشاه.. قد تسبب في ضياع وفقدان
الكثير من تراثه العلمي.
ولم يبق من تراثه العلمي إلا ما صنفه في منفاه عندما كان مرافقًا للسيد المعظَّم
الخميني في بورسا بتركيا ثم في النجف الأشرف بعدما نزلا بها.
فمن التراث المفقود للسيد:
1- القواعد الحكمية.
2- رسالة لا تعاد.
3- الخلل في الصلاة.
4- المختصر النافع في علم الأصول.
5- رسالة في قاعدة لا ضرر.
6- رسالة في حديث الرفع.
7- رسالة في العلم الإجمالي.
8- كتاب الإجارة.
9- المكاسب المحرمة.
10- كتاب الخيارات.
11- الفوائد الرجالية.
12- كتاب الاجتهاد والتقليد.
بالإضافة إلى كتب ورسائل وتعليقات على بعض المتون.
وأما ما حفظ من تراثه العلمي وطبع بعد رحيله رضوان الله تعالى عليه:
1- تحريرات في الأصول (ويقع في ثمانية مجلدات).
2- مستند تحرير الوسيلة (ويقع في مجلدين).
3- تفسير القرآن الكريم (ويقع في خمسة مجلدات خاصة بتفسير سورة الفاتحة وجزء من
سورة البقرة إلى الآية 46 فقط).
4- تعليقات على الحكمة المتعالية.
5- تحرير العروة الوثقى.
6- تعليقة على العروة الوثقى.
7- دروس الأعلام ونقدها.
8- العوائد والفوائد.
9- ولاية الفقيه.
10- الطهارة.
11- الواجبات في الصلاة.
12- الخلل في الصلاة (وهو غير ذاك المفقود).
13- كتاب البيع.
14- كتاب الخيارات.
أخلاقه وعبادته:
لا شك في أن المحيط الأسري والاجتماعي وكذلك الخصائص الوراثية تترك أثرها
الكبير في التكوين النفسي والقيمي للإنسان وتساهم في صوغ شخصيته، فالإنسان ابن
بيئته ومحط تأثير محيطه، هذا بالإضافة إلى الخصائص النفسية التكوينية والاستعداد
الذاتي الخاص فذلك لا ينكر أثره كذلك. فإذا اجتمعت هذه الأمور فإن أثرها عظيم في
النفس، فهي قادرة على أن تصنع المعجزات وتنتقل بالنفس إلى أعلى درجات العالم
الروحاني المتحرر من أسر الجسد المادي. لذلك فلا عجب أن نجد شخصية سيدنا الشهيد وهي
تمثل مجمع الفضائل والمكارم، فقد ولد في بيئة عظيمة مقدسة طاهرة رائدها التقوى
والصلاح وزعيمها بطل العلم والجهاد في العصر الحديث ذلك هو السيد المقدس الخميني
رضوان الله تعالى عليه، فكانت تنشئته بين يديه عاملاً هاماً وأساسياً في تشربه
لأسمى الكمالات الروحية والمعنوية وأجمل الصفات والمزايا، فمن السيد الوالد أخذ كرم
نفسه وتقواه وجهاده وكماله ومن والدته الحب والرعاية والتقوى والصلاح ومن تاريخ هذه
الأسرة العظيمة عظيم السجايا وأكمل وأجمل النعوت والصفات، فكان رضوان الله تعالى
عليه تجليا للقيم والتقوى ومثالا للكمال الإنساني. ولهذا فلا عجب أن أخذ مكانه في
قلب والده العظيم وفي نفس وقلب كل من عرفه وخالطه، فقد كان كريما عفيفا زاهدا عابدا
قريبا من الناس دائم الذكر والعبادة والتضرع لله والابتهال إليه سبحانه.
دوره وجهاده السياسي:
كان لتربية والده العظيم الدور الأكبر في تشكل ذهنيته السياسية والإيمانية
وبالتالي تحديد دوره الحركي، لذلك كان متفاعلا مع هموم المسلمين ومشاكلهم ويعيشها
بكل كيانه ووجدانه، بل كان ترجماناً صادقا لأفكار ورؤى والده المقدس العظيم، وقد
ساهم في قيادة نضال وكفاح الأمة ضد سلطات الطغيان ومن ذلك:
أ- دوره الفعال في إلهاب حماس ومشاعر الجماهير عند اعتقال السيد الإمام من أجل
تخليصه من الاعتقال وتحريره من أيدي أزلام النظام.
ب- تصعيده للنشاط الجهادي وتحفيز الجماهير عندما أبعد السيد العظيم إلى تركيا
وبالتالي أدى ذلك لاعتقاله وزجِّه في السجن ومكث فيه شهرين أجبرت السلطات بعد ذلك
على تخلية سبيله نتيجة لضغط الجماهير الثائرة، ولم يتوقف عن جهاده بل واصله بقوة،
فكان خليفة والده بحق، إلى أن اضطرت السلطات إلى إبعاده عن البلاد وإلحاقه بوالده
في تركيا.
ج- واصل الجهاد وكان النائب والممثل لوالده العظيم في قيادة حركة الثورة وإدارة
الشؤون السياسية من بعيد. كما كان حاملا لهموم المسلمين في العراق وسوريا ولبنان....
شهادته رضوان الله عليه:
لقد أدركت قوى الظلم والبغي والطغيان خطورة وجود مثل هذه الشخصية حرة طليقة في
الساحة السياسية، فهي بما تتمتع من شخصية فذة وعلم وحجة وبرهان وعظيم بيان قادرة
على تأليب الأوضاع وزعزعة استقرار قوى الظلم والأنظمة الفاسدة، وخصوصًا أن وجوده
كان مقرونًا بوجود والده الذي عرفته ساحات الكفاح والجهاد، مما يزيد قوته قوة وأثره
عمقًا في النفوس، لهذا تحركت إرادة الشيطان بغية أن تفتّ عضد الإرادة الحديدية
الصلبة وتهدّ الجبل الشامخ، وفعلاً تمكنت عبر أزلامها ومعاوني الشيطان من الغدر
بالسيد المعظم والمجاهد الكبير فقضى نحبه مسمومًا وعمره لم يتجاوز السابعة
والأربعين، وكان ذلك في التاسع من ذي القعدة 1397هجـ الموافق ليوم الأحد
23/10/1977م وقد حمل جثمانه في كربلاء المقدسة ثم أرجع إلى النجف وشيع هناك وصلى
عليه السيد الإمام أبو القاسم الخوئي في مرقد المولى أمير المؤمنين صلوات الله
وسلامه عليه ودفن في مقبرة الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني رضوان الله عليه
وإلى جانب قبره(1).
قال في حقه أبوه المعظم السيد روح الله الخميني شاهدًا على علمه:
إن مصطفى أفضل منّي حينما كنت في سنّه.
وكان عمر السيد الشهيد وقتها خمسًا وثلاثين سنة.
تفسيره للقرآن:
جاء كتابه في التفسير في خمسة مجلدات، بدأ من الفاتحة وانتهى عند الآية السادسة
والأربعين من سورة البقرة، لذلك فإن هذا التفسير يشتمل على أقل من نصف الجزء الأول
من القرآن الكريم، ولك عزيزنا القارئ أن تتصور سعة علم وأفق هذا المصنف العظيم.
منهجيه في التفسير:
سار المصنف رضوان الله تعالى عليه وفقاً للمنهج الترتيبي حيث بدأ بمقدمة حول
القرآن والتفسير ثم انتقل بعد ذلك لبحث سورة الفاتحة ثم البقرة، لكنه وسّع مجال
البحث والطرح فلم يكتف بالبحث اللغوي وبيان المعاني فقط بل اهتدى بالسنة المطهرة
والأحداث الشريفة الصادرة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم وإقامة الدليل
والبرهان على ما يتبنى من رأي في مقام بيان المعاني، بالإضافة إلى عرض لبعض الآراء
لعلماء آخرين ومناقشتها وبيان الصحيح من السقيم هذا فضلاً عن الأبحاث المتنوعة التي
يعرضها في سبيل الغوص في أعماق المعاني كالأبحاث الفلسفية والعرفانية والبحوث
المتعلقة بالقراءات وأبحاث بلاغية وكلامية....إلخ.
لهذا فإن هذا التفسير يعد وبحق ثروة علمية وكنزًا من كنوز المعرفة التي لا غنى
للباحث عنها بالرغم من عدم شموليته لجميع آيات الذكر الحكيم.
نماذج من الأطروحات التفسيرية:
1- بعض المقدمات التي تتعلق بالفاتحة:
أ- هل هي أول سورة نزلت أم غيرها؟
قال رضوان الله عليه:
الأقوال في أول ما أنزل أربعة:
1- ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ وهو المروي عن عائشة ومجاهد وعطاء وابن سينا، وهو قول
أكثر المفسرين.
2- ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.. ﴾ وهو قول سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد
الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
3- سورة الفاتحة بتمامها، وهو قول جماعة قليلين ونسب ذلك في الكشاف إلى الأكثر، وهو
محل منع، ولكنه يساعده الاعتبار، لأنَّ الصلاة كانت بالفاتحة عند الفرض بمكة ولأنها
من الابتداء كانت مسماة بالفاتحة وبها فتح الوحي...
4- التفصيل: أول الآيات من ﴿اقْرَأْ﴾ وأول السور الفاتحة بتمامها.
والذي هو الأظهر – حسب نصوصنا – هو الأول ولا ينافيه كون الفاتحة مكية..
وأما ما قيل استدلالاً على أولية الفاتحة نزولاً بأنها صورة إجمالية من الكتاب
العزيز ونموذج من هذا البحر المحيط فلها الإحاطة التامة على ما فيه من التوحيد
والقصص والأحكام وغيرها، فهو مما لا يبالي به العاقل، ولا يركن إليه اللبيب؛ بداهة
أن التاريخ لا يصطاد بالذوق والاستحسان ويعارضه ما أفيد من: أن سؤاله صلى الله عليه
وآله عما يقرأ بعد الأمر بالقراءة – على ما في الكتب – شاهد على عدم أنسه بالوحي
وعدم سبقه صلى الله عليه وآله بالبارقة الإلهية، والله العالم... (2)
وهناك مقدمات علمية ساقها المصنف رضوان الله عليه تطلب في محلها لأنها خارجة عن
الغرض في هذا المقام، فهي بحوث تفصيلية وذات مطالب علمية عميقة، وإنما غرضنا هنا هو
ذكر مثال مختصر من أبحاثه كنموذج من التفسير.
2- قراءة ﴿مالك﴾ أو ﴿ملك﴾
قال رضوان الله عليه:
بعد سقوط القراءات الأخر لشذوذها.
2- مفهوم ﴿مالك﴾ أوسع وأشمل من مفهوم ﴿ملك﴾.
3- ولزيادة حروفها على حروفه بواحدة... (وقد ذكر في ذلك قصة ورواية في بيان الفضل).
4- فيه إشارة واضحة إلى الفضل الكبير والرحمة الواسعة.
5- لأن إضافته إلى يوم الدين أنسب.
6- قراءة مالك تناسب سائر الجمل والكلمات السابقة المشتملة على الألف كـ ﴿العالمين﴾
و ﴿الله﴾ و ﴿الرحمن﴾.
أما وجوه ترجيح قراءة ﴿ملك﴾ على ﴿مالك﴾.
1- هو أعم وأشمل مفهومًا من ﴿مالك﴾.
2- إن الزمان لا يضاف له كلمة ﴿مالك﴾ غالباً، بخلاف ﴿ملك﴾، فيقال: ملك العصر
والعصور.
وهذا لا يستلزم ترجيح ﴿ملك﴾ عليه؛ لأنه شاذّ لا يعبأ به...
3- لأنه قراءة أهل الحرمين... إلخ
ثم يقول المصنف في بيان الترجيح من عدمه:
لا تنافي بين كون كل واحدة منهما ذات مرجحات اعتبارية واستحسانية ولا يجب تقديم
إحداهما على الأخرى على وجه يتعين ذو المزيّة على الأخر، بل لا يمكن ذلك بالضرورة
لصحة كثير من الوجوه المسطورة وغيرها، فيختار العبد حسب حالة إحداهما.
بل لنا أن نقول بجواز تكرار الآية، ففي الكافي عن السجاد صلوات الله وسلامه عليه
أنه إذا قرأ (مالك يوم الدين ) يكررها حتى كاد أن يموت، فإذا جاز تكرارها بالألف
فلم لا يجوز بغير الألف بعد جواز القراءة حسب ما ارتضوه في الفقه، وبهذا يجمع بين
المرجحات ولا يلزم إبطالها كما تصدى له بعض المفسرين(3).
3- في تفسير بعض آيات الفاتحة:
قال رضوان الله عليه :
على مسلك الأخبار والآثار:
أنه تعالى (مالك يوم الدين) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وإيجاب له مالك
الآخرة كما أوجب له مالك الدنيا، وإذا قال العبد: (مالك يوم الدين) فعن النبي صلى
الله عليه وآله أنه قال: قال الله عزَّ وجلَّ جلاله: أشهدكم كما اعترف عبدي أنّي
مالك يوم الدين، لأسهّلن يوم الحساب حسابه، ولأتقبَّلن حسناته ولأتجاوزنَّ عن
سيئاته.
وعلى مسلك أهل العرفان والشهود:
أنَّه تعالى هو الآن ﴿مَالِك يَوْمِ الدِّينِ﴾ باعتبار منتهائيته التي هي حقيقة
مالكيّته للأشياء في يوم الدين، إذا لا يجزي في الواقع إلا هو الذي ينتهي إليه
الملك وقت الجزاء، بإثابة النعمة الباقية عن الفانية في الظهور والتجلّي وفي كلّ آنٍ
يثيب تلك النعمة عن النعمة الفانية...
للوقوف على المزيد من التفاصيل حول السيد الشهيد وتراثه يمكن مراجعة المقدمة
المذكورة عن حياته في مقدمة بعض تراثه المطبوع.
1- يمكن مراجعة هذه النبذة عن
شهادة السيد في كتاب: محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق –ج3-
ص403-407
2-تفسير القرآن ج1 ص11-13.
3-تفسير القرآن - ج1 ص431-435.