ترك الدنيا
أقوال وأشعار في الدنيا
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: إن الناس في الدنيا ضيف وما في أيديهم عارية وإن الضيف راحل وإن العارية مردودة ألا وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل قاهر فرحم الله من نظر لنفسه ومهد لرمسه وحبله على عاتقه ملقى قبل أن ينفذ أجله وينقطع أمله ولا ينفع الندم.
عدد الزوار: 234
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: إن الناس في الدنيا ضيف وما في
أيديهم عارية وإن الضيف راحل وإن العارية مردودة ألا وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه
البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل قاهر فرحم الله من نظر لنفسه ومهد
لرمسه وحبله على عاتقه ملقى قبل أن ينفذ أجله وينقطع أمله ولا ينفع الندم.
وقال الحسن عليه السلام: من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ومن ازداد حرصا على
الدنيا لم يزدد منها إلا بعدا وازداد هو من الله بغضا والحريص الجاهد والزاهد
القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئا فعلام التهافت في النار والخير
كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة وسعادة كثيرة والناس طالبان طالب يطلب
الدنيا حتى إذا أدركها هلك وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز واعلم
أيها الرجل أنه لا يضرك ما فاتك من الدنيا وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة وما
ينفعك ما أصبت من الدنيا إذا حرمت الآخرة.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري عظني فكتب له أن رأس ما يصلحك هو الزهد في
الدنيا والزهد باليقين واليقين بالفكر والفكر هو الاعتبار فإذا فكرت في الدنيا لم
تجدها أهلا أن تنفع نفسك بجميعها فكيف ببعضها ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان
الدنيا واذكر قول الله عز وجل وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً فلقد عدل عليك من
جعلك حسيبا على نفسك ولقوله تعالى اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ
عَلَيْكَ حَسِيباً وقال لقد صحبت في الدنيا أقواما كانوا والله قرة عين وكلامهم
شفاء الصدور وكانوا والله في الحلال أزهد منكم في الحرام وكانوا على النوافل أشد
محافظة منكم على الفرائض وكانوا والله من حسناتهم ومن أعمالهم الحسنة ترد عليهم
أكثر وجلا من أعمالكم السيئة أن تعذبوا بها وكانوا والله يخافون من حسناتهم أن تظهر
أشد خوفا منكم من سيئاتكم أن تشهر وكانوا والله يستترون حسناتهم كما تستترون أنتم
سيئاتكم وكانوا محسنين فهم مع ذلك يبكون وأنتم تسيئون وتضحكون فإنا لله وإنا إليه
راجعون ظهر المخالفون وقلت العلماء وعفت السنة وهجر الكتاب وشاعت البدعة وتعامل
الناس بالمداهنة وتقارضوا الثناء وذهب الناس وبقي حثالة من الناس ويوشك أن تدعوا
فلا تجابوا ويظهروا عليكم أيدي المشركين فلا تغاثوا فأعدوا الجواب فإنكم مسؤولون
والله لو تكاشفتم ما تدافنتم فاتقوا الله وقدموا فضلكم فإن من كان قبلكم كانوا
يأخذون من الدنيا بلاغهم ويأثرون بفضل ذلك إخوانهم المؤمنين ومساكينهم وأيتامهم
وأراملهم فانتبهوا من رقدتكم فإن الموت فضح الدنيا ولم نجعل لذي عقل فسحا واعلموا
أنه من عرف ربه أحبه فأطاعه ومن عرف عداوة الشيطان عصاه ومن عرف الدنيا وغدرها
بأهلها زهد فيها وأن المؤمن ليس بذي لهو ولا غفلة وإنما همته التفكر والاعتبار
وشعاره الذكر قائما وقاعدا وعلى كل حال نطقه ذكر وصمته فكر ونظره اعتبار لأنه يعلم
أنه يصبح ويمسي بين أخطار ثلاثة إما ببلية نازلة أو نعمة زائلة أو منية قاضية ولقد
كدر ذكر الموت عيش كل عاقل فعجبا لقوم نودي فيهم بالرحيل وهم غافلون عن التزود ولقد
علموا أن لكل سفر زاد لا بد منه حبس أولهم عن آخرهم وهم لاهون ساهون.
وروي في قوله تعالى وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا عن يحيى عليه السلام أنه كان له
سبع سنين فقال له الصبيان امض معنا نلعب فقال ليس للعب خلقنا.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ
الدُّنْيا قال لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك ونشاطك أن تطلب الآخرة وقال آخرون هو
الكفن من جميع ما تملك لا تنس أنه هو نصيبك من الدنيا كلها لو ملكتها .
* إرشاد القلوب /الحسن بن محمد الديلمي/ باب الدنيا.
2015-04-14