المرأة المسلمة
جمادى2
نبارك لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولوليِّ الأمر في غيبته (دام ظله الوارف) بولادة الصدِّيقة الكبرى السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وفيما يلي مقتطفات من كلام سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام حفظه) في هذه المناسبة المباركة
عدد الزوار: 281
المرأة
المسلمة
المناسبة: ولادة السيّدة الزهراء (عليها السلام)
نبارك لصاحب العصر والزمان (عجل الله
تعالى فرجه الشريف) ولوليِّ الأمر في غيبته (دام ظله الوارف) بولادة الصدِّيقة
الكبرى السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وفيما يلي مقتطفات من كلام سماحة
السيد القائد الإمام الخامنئي (دام حفظه) في هذه المناسبة المباركة:
" أُبارك لجميع النساء والرجال المحبّين والطالبين للحقّ في أنحاء العالم، وكذلك
لكم أيّها الأخوة والأخوات بمناسبة ميلاد سيّدة نساء العالمين، الصدّيقة الكبرى (عليها
السلام).
إنّ الإنسان كلّما فكّر وتدبّر أكثر في أحوال الزهراء الطاهرة (عليها السلام) يحتار
أكثر، وحيرة الإنسان ليست ناجمة عن كيفية تمكّن هذا الكائن الإنساني من نيل هذه
الرتبة من الكمالات المعنوية والمادّية في سنين الشباب ـ وهي بالطبع حقيقة تثير
الحيرة أيضاً ـ بل من القدرة العجيبة التي استطاع الإسلام بها أن يبلغ بتربيته
الرفيعة إلى درجة تُمكِّن امرأة شابّة كسب هذه المنزلة العالية في تلك الظروف
الصعبة. فعظمة هذا الكائن وهذا الإنسان الرفيع تثير العجب والحيرة وكذلك عظمة
الرسالة التي أظهرت هذا الكائن عظيم القدر وجليل المنزلة.
إنّ حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في جميع الأبعاد كانت مليئة بالعمل والسعي
والتكامل والسمو الروحي للإنسان، وكان زوجها الشاب دائماً في الجبهة وميادين الحرب
، وكانت مشاكل المحيط والحياة قد جعلت فاطمة الزهراء (عليها السلام) مركزاً
لمراجعات الناس والمسلمين. وقد أمضت البنت المعينة للنبي (صلّى الله عليه وآله)
حياتها بمنتهى الرفعة في تلك الظروف، وقامت بتربية أولادها الحسن والحسين وزينب
وإعانة زوجها علي (عليهم السلام) وكسب رضى أبيها النبي (صلّى الله عليه وآله)،
وعندما بدأت مرحلة الفتوحات والغنائم لم تأخذ بنت النبي ذرّة من لذائذ الدّنيا
وزخرفها ومظاهر الزينة والأمور التي تميل لها قلوب الشابّات والنساء. وكانت عبادة
فاطمة الزهراء (عليها السلام) عبادة نموذجية، يقول الحسن البصري الذي كان أحد
العبّاد والزهّاد في العالم الإسلامي حول فاطمة الزهراء (عليها السلام) بأنّ بنت
النبي عبدت اللّه ووقفت في محراب العبادة إلى درجة (تورَّمت قدماها).
إنّ جهاد تلك المكرّمة في الميادين المختلفة هو جهاد نموذجي، في الدفاع عن الإسلام
وفي الدفاع عن الإمامة والولاية، وفي الدفاع عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وفي
المعاشرة مع أكبر القادة الإسلاميين وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ هذه هي شخصية
فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجامعة للأطراف. إنها أسوة للمرأة المسلمة.
إنّ على المرأة المسلمة أن تسعى في طريق الحكمة والعلم وفي طريق التهذيب المعنوي
والأخلاقي للنفس وتكون طليعة في ميدان الجهاد والكفاح (بكلّ أنواعه) ولا تهتمّ
بزخارف الدنيا ومظاهرها الرخيصة وتكون عفّتها وعصمتها وطهارتها بدرجة بحيث تدفع
عنها نظر الأجنبي تلقائياً، وفي البيت سكينة للزوج والأولاد وراحة للحياة الزوجية،
وتربّي في حضنها الحنون والرؤوف وبكلماتها الطريفة والحنينة أولاداً مهذّبين بلا
عقد، وذوو روحيّة حسنة وسليمة، وتربّي رجالاً ونساءاً وشخصيات المجتمع. إنّ الاُمّ
هي أفضل من يبني، فأكبر العلماء قد يصنعوا أداة الكترونية معقّدة جدّاً مثلاً، أو
يصنعوا أجهزة للصعـود الـى الفـضاء أو صـواريخ عـابرة للقـارات، ولكن هذا كلّه
لايعادل أهمّية بناء إنسان رفيع، وهو عمل لا يتمكن منه إلاّ الاُمّ، وهذه هي اُسوة
المرأة المسلمة.
إنّ العالم الاستكباري الغارق في الجاهلية يُخطئ عندما يتصوّر إنّ قيمة واعتبار
المرأة هو في تجمّلها أمام الرجل حتى تنظر إليها العيون الطائشة وتتمتع برؤيتها
وتصفّق لها. وهذا الذي يطرح اليوم من قبل الثقافة الغربية المنحطّة بعنوان حرّية
المرأة قائم على هذا الأساس.
إنّ التربية الإسلامية والثورية للمرأة المسلمة تدعو إلى فخر وتباهي الجمهورية
الإسلامية. ونحن نفخر بنسائنا المسلمات، ونفخر عندما تظهر النساء بحجاب كامل في
الصور التي تلتقط للمسيرات، وهنّ يحملن أطفالهن ويخرجن إلى المسيرات في الظروف
الصعبة لإعلان موقف سياسي، أو يحضرن في صلاة الجمعة ـ وهي أمر عبادي سياسي ـ ويدلين
بأصواتهن لانتخاب المرشحين السياسيين.
إنّ الجمهورية الإسلامية تفخر ويرتفع شأنها عندما تحصل نساؤها على درجات عالية في
الجامعات أو يحصلن على الرتبة الأولى والثانية في الفروع المختلفة للامتحانات
الوزارية، وهذا فخر لأحكام الإسلام النورانية. وفي هذا العالم الذي تتحرّك فيه
موجات الإعلام المنحرف الخاطئ من كلّ الجوانب استطاعت المرأة المسلمة إثبات وجودها
بهذه الشجاعة وبهذا الرأي المستقل. نرجو أن يشملكم اللّه تعالى برحمته ورعايته
ويتلطّف عليكم الوجود المقدّس لولي العصر أرواحنا فداه وترضى عنكم الروح المقدّسة
لإمامنا الكبير. والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته"
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2015-04-01