يتم التحميل...

صلة الرَّحم والبرُّ بالوالدين

الأخلاق والثقافة الإسلامية

قطع الرَّحم من الذُّنوب الكبيرة الّذي أوعد عليه القرآن المجيد بالنّار، واعتبر صاحبه خاسراً ومورداً للعن ربِّ العالمين. كما روي عن الإمام السّجاد عليه السلام قوله: "إيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع،

عدد الزوار: 116

أبغض الأعمال‏

قطع الرَّحم من الذُّنوب الكبيرة الّذي أوعد عليه القرآن المجيد بالنّار، واعتبر صاحبه خاسراً ومورداً للعن ربِّ العالمين. كما روي عن الإمام السّجاد عليه السلام قوله: "إيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع، قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ1.وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ2. وقال عزّ وجلّ:﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ3"4.

وقد وردت في هذا الموضوع أخبار كثيرة نشير إلى بعضها:

جاء رجل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أيّ الأعمال أبغض إلى الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الشِّرك بالله، قال ثمَّ ماذا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قطيعة الرَّحم، قال ثمَّ ماذا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الأمر بالمنكر والنَّهي عن المعروف".

وقد أشارت بعض الرّوايات إلى الآثار الدّنيويِّة لقطيعة الرَّحم، فعن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: "أعوذ بالله من الذُّنوب الّتي تعجِّل الفناء" فقام إليه عبد الله بن الكواء، فقال: "يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجِّل الفناء؟ فقال: نعم، وتلك قطيعة الرَّحم، إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسَون وهم فجرة فيرزقهم الله، وإنّ أهل البيت ليتفرَّقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء".

وعن الإمام الصَّادق عليه السلام أنّه: قال له أحدهم: "إنَّ أخوتي وبني عمّي قد ضيَّقوا عليّ الدَّار وألجؤوني منها إلى بيت ولو تكلّمت أخذت ما في أيديهم، قال: فقال لي: اصبر، لأنّ الله سيجعل لك فرجاً، قال: فانصرفت ووقع الوباء في سنة إحدى وثلاثين ومائة فماتوا،ـ والله، كلُّهم فما بقي منهم أحد، قال فخرجت فلمَّا دخلت عليه قال: ما حال أهل بيتك؟ قال: قلت له: ماتوا،ـ والله، كلُّهم فما بقي منهم أحد، فقال: هو بما صنعوا بك وبعقوقهم وقطع رحمهم بتروا"5.

معنى قطع الرَّحم

قطع الرَّحم هو عبارة عن كلِّ أمر يُفهم منه في نظر العُرف قطع الرَّحم، مثل: عدم التَّحيَّة أو التَّهجم أو الإعراض أو ترك الاحترام والأداب، أو عدم جواب الرِّسالة في السَّفر أو عدم الزِّيارة والملاقاة، أو عدم عيادته إذا مرض أو إذا كان عائداً من السَّفر.

وقطع الرَّحم يختلف بحسب الزمان والمكان ومراتب الأرحام، وخصوصيّاتهم فيمكن أن يكون عمل ما قطعاً بالنَّسبة للرَّحم القريب، أمّا بالنسبة للرَّحم البعيد فليس قطعاً، وهكذا هو قطع بالنّسبة للرَّحم الفقير، وليس كذلك بالنسبة لغيره، ومن أقبح أقسام قطع الرَّحم أن لا يحترم الغنيُّ ذو الجاه رحمه الفقير، أو الّذي لا جاه له، ولا يعرف له قرابته ويتكبَّر عليه.

الحثُّ على صلة الرَّحم

هذا في الجانب السّلبيّ، أي: قطع الرَّحم، أمّا في الجانب الإيجابيّ، أي: صلة الرَّحم، فقد وردت الآيات العديدة والرّوايات الكثيرة الّتي تشير إلى أهميَّة صلة الرَّحم.

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى6.

وقال سبحانه: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى..7. والرّوايات في صلة الرَّحم كثيرة منها: عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: "إنَّه لا يستغني الرَّجل،ـ وإن كان ذا مال، عن عترته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم النّاس حيطة من ورائه وألمَّهم لشعثه، وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به، ولسان الصِّدق يجعله الله للمرء في النَّاس خير له من المال يرثه غيره، ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة"8.

وعنه عليه السلام أنّه قال: "وأكرم عشيرتك، فإنَّهم جناحك الذي به تطير وأهلك الذي إليه تصير، ويدك الّتي بها تصول"9.

آثار صلة الرَّحم

إن لصلة الرَّحم إيجابيات مهمّة على صعيد الدُّنيا كما الآخرة، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة نأتي على ذكر بعض منها:

عن الإمام الباقر عليه السلام: "صلة الأرحام تزكِّي الأعمال، وتنمِّي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسِّر الحساب، وتنسى‏ء الأجل: أي: تطيل العمر"10.

وعنه عليه السلام أنّه قال: "صلة الأرحام تحسن الخلق، وتسمح الكف، وتطيب النَّفس، وتزيد في الرِّزق وتنسى‏ء في الأجل"11.

وعن الإمام الصَّادق عليه السلام أنّه قال: "إنَّ صلة الرَّحم والبرّ يهوِّنان الحساب، ويعصمان من الذُّنوب"12.

وتجدر الإشارة إلى مبدأ مهم جدّاً وهو أن لا يقطع الإنسان من يقطعه، لأنّه يساهم في تفكُّك أواصر المجتمع والنَّاس فيما بينهم. عن الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لا تقطع رحمك وإن قطعك"13. وروي أن رجلاً جاء إلى أبي عبد الله الصَّادق عليه السلام فشكا إليه أقاربه، فقال عليه السلام: "اكظم غيظك وافعل، فقال: إنَّهم يفعلون ويفعلون. فقال عليه السلام: "أتريد أن تكون مثلهم، فلا ينظر الله إليكم"14.

من هو الرَّحم؟

لم يرد في الشَّرع معنى خاصّ للرّحم فيكون فالمراد منه هو المعنى الّذي يفهمه العُرف والذي هو عبارة عن مطلق الأقارب، بمعنى الأقرباء من طرف الأب أو من طرف الأم، مهما كانت الواسطة. ولا فرق في الرَّحم بين الفقير والغني، ومع أنَّ عادة أهل الدُّنيا جرت على الاتّصال بمن كان من الأقرباء صاحب جاه ومال وإهمال الفقير والمحروم منهم، نجد أنّ الإسلام لم يُفرِّق في حكم صلة الرَّحم وقطعه بين الأقارب، بل كلَّما كان أقرب، وأقل واسطة كان الحكم أشدّ في حقه.

كذلك كلّما كان أقلَّ قدراً بمقاييس الدنيا كانت صلته أولى وأوجب، لأنّه أشدّ حاجة للصّلة من الغنيّ المقتدر.

كيف تتحقَّق الصلة؟

أيّ عمل يعتبر في العرف صلة فهو صلة للرَّحم، مهما كان صغيراً، ولو بالابتداء بالسّلام أو ردّ السّلام بالأحسن. فصلة الرَّحم لا تعني إهدار الوقت والجهد في سبيل وصل الأخرين، بل المعيار أن لا يقال،ـ عرفا: إنّ فلان قاطع لرحمه.

فصلة الرَّحم على مراتب ودرجات، وما لا يدرك كلّه لا يترك كلُّه. والله تعالى لا يكلّف نفساً إلّا وسعها. وإنّ أعظم مراتب صلة الرَّحم هي الصِّلة بالنَّفس، وقد وردت في ذلك أخبار كثيرة. وبعده الصّلة بدفع الضَّرر، بمعنى دفع الضّرر عن الرَّحم إذا توجّه له. وبعده الصّلة بإيصال المنفعة له. وبعده صلة من تجب نفقته على الرَّحم مثل زوجة الأب وزوجة الأخ. وأدنى مراتب الصِّلة أداء السّلام للرَّحم، وأدنى منه إرسال السّلام له، وهكذا الدُّعاء له في غيبته، والقول الحسن حال حضوره. عن الإمام الصَّادق عليه السلام أنّه قال: "إنَّ صلة الرَّحم والبرّ ليهوِّنان الحساب ويعصمان من الذُّنوب فصلوا أرحامكم وبرّوا إخوانكم ولو بحسن السَّلام وردّ الجواب"15. وفي حديث آخر: "صل رحمك ولو بشربة ماء"16.

قطع صلة الوالدين وعقوقهما

إذا كانت صلة الرَّحم واجبة وقطعها حرام، فإنّ ذلك يتأكَّد في صلة الوالدين أو قطعهما، وقد عُدّ عقوق الوالدين من الذُّنوب الكبيرة، كما ورد التصريح بذلك فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من أسخط والديه فقد أسخط الله ومن أغضبهما فقد أغضب الله"17.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "فليعمل العاقّ ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة"18.

وعن الإمام الصَّادق عليه السلام أنّه قال: "من نظر إلى أبويه نظر ماقت، وهما ظالمان له، لم يقبل له صلاة"19.

وإذا كان هذا في حال ظلمهما له فكيف إذا كان هو ظالماً لهما؟!.

الإحسان للوالدين

يُستفاد من القرآن الكريم والرّوايات أنّه ليس عقوق الوالدين وحده،ـ يعني: إيذاءهما وإغضابهما، حراماً وذنباً من الذُّنوب الكبيرة، بل إن الإحسان إليهما وأداء حقهما واجب وتركه حرام شرعاً. كما في قوله تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً20، ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنً21، ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ22.

وقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً23.

فالإحسان في الفعل يقابل الإساءة، وهذا بعد التّوحيد لله من أوجب الواجبات، كما أنَّ عقوقهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، ولذلك ذكره بعد حكم التّوحيد وقدَّمه على سائر الأحكام المذكورة. وكذلك فعل في عدّة مواضع من كلامه تعالى.

ففي قوله تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَ: تخصيص حالة الكبر بالذكر لكونها أشقّ الحالات الّتي تمرَّ على الوالدين، فيحسَّان فيها الحاجة إلى إعانة الأولاد لهما، وقيامهم بواجبات حياتهما الّتي يعجزان عن القيام بها. وذلك من آمال الوالدين الّتي يأملانها من الأولاد حين يقومان بحضانتهم وتربيتهم في حال الصِّغر، وفي وقت لا قدرة لهم على شي‏ء من لوازم الحياة وواجباتها. فالآية تدلّ على وجوب إكرامهما، ورعاية الأدب التّامّ في معاشرتهما ومحاورتهما في جميع الأوقات، وخاصّة في وقت تشتد حاجاتهما إلى ذلك وهو وقت بلوغ الكبر من أحدهما أو كليهما عند الولد.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من يضمن لي برَّ الوالدين وصلة الرَّحم، أضمن له كثرة المال وزيادة العمر والمحبّة في العشيرة"24.

عن الإمام الباقر عليه السلام،ـ أيضاً، أنّه قال في الإحسان إلى الوالدين: "صدقة السِّرِّ تطفى‏ء غضب الرَّب، وبرّ الوالدين وصلة الرَّحم يزيدان في الأجل"25.

عقاب العاقّ

إنّ أدنى ما يواجهه العاقّ لأهله هو العذاب في الدُّنيا قبل الآخرة نعوذ بالله تعالى. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "ثلاثة من الذُّنوب تعجَّل عقوبتها ولا تؤخَّر إلى الآخرة، عقوق الوالدين، والبغي على النّاس، وكفر الإحسان"26.

وروي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر شابّاً عند وفاته فقال له: "قل: لا إله إلا الله، فاعتقل لسانه مراراً فقال: لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت: نعم، أنا أمه، قال: أفساخطة أنت عليه؟ قالت: نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: ارضي عنه، قالت: رضي الله عنه برضاك يا رسول الله. فقال له رسول الله: قل: لا إله إلا الله قال: فقالها. فقال النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترى؟ فقال: أرى رجلاً أسود قبيح المنظر وسخ الثّياب منتن الرِّيح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل منِّي اليسير واعف عنِّي الكثير إنك أنت الغفور الرّحيم. فقالها الشّابّ، فقال له النّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: انظر ما ترى؟ قال أرى رجلاً أبيض اللّون، حسن الوجه، طيِّب الرِّيح، حسن الثِّياب، قد وليني وأرى الأسود قد تولى عنِّي، قال أعد، فأعاد، قال ما ترى؟ قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني، ثمّ طفى على تلك الحال"27.

يستفاد من هذا الحديث الشريف أنّ واحداً من آثار عقوق الوالدين سوء الخاتمة وشرّ العاقبة، فيفارق الشّخص الدُّنيا بلا إيمان، وبالنتيجة يكون في العذاب الدائم.

فمع أنَّ الملقِّن كان هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستطع أن ينطق بالشَّهادة ما دامت أمّه غير راضية عنه، وبعد رضا أمّه وقراءة تلك الكلمات ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضي عنه الله تعالى، وغفر له.

حقوق الوالدين بعد الموت

أوّلاً: حقّ للوالدين بعد الممات هو أن يؤدّي عنهما الولد ما فاتهما من الواجبات حال الحياة من قبيل الحجّ والصّلاة والصّيام، وكذلك إذا كانا مدينين فعليه الأداء عنهما.

ثانياً: العمل بوصيَّتهما.

ثالثاً: أن لا ينساهما إلى آخر عمره، فيسأل لهما العفو والرَّحمة، ويتصدّق عنهما، ويؤدّي الأعمال المستحبّة نيابة عنهما، وبالجملة يرسل لهما كلَّ ما يستطيع من الهدايا والتُّحف المعنويَّة.

عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "إنَّ العبد ليكون بارّاً بوالديه في حياتهما، ثم يموتان، فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عاقّاً، وإنّه ليكون عاقّاً لهما في حياتهما وغير بارّ بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله بارّاً"28.

كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: في جواب من سأله عن الوالدين بعد الموت هل لهما حقّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من برَّ أباه في حال حياته ولم يدع له بعد وفاته، سماه الله تعالى عاقّاً"29.

* كتاب منار الهدى، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة محمد، الآيتان 22-23.
2- سورة الرعد، الآية 25.
3- سورة البقرة، الآية 27.
4- الذُّنوب الكبيرة، دستغيب، ج‏1، ص158.
5- نقلاً عن: الذُّنوب الكبيرة، ج‏1، ص‏159-160.
6- سورة النحل، الآية 90.
7- سورة النساء، الآية 36.
8- نهج البلاغة (تحقيق الصالح)، ص 65.
9- م. ن، ص 406. (وصايا شتّى لابنه الإمام الحسن عليه السلام).
10- الكافي، ج 2، ص 150.
11- الكافي، ج 2، ص 151.
12- م. ن، ص 157.
13- بحار الأنوار، ج 71، ص 104.
14- الذُّنوب الكبيرة، ج‏1، ص‏160.
15- الذُّنوب الكبيرة، ج‏1، ص‏166.
16- م. ن.
17- جامع أحاديث الشيعة، ج 21، ص 446.
18- م. ن، ص 444.
19- الكافي، ج 2، ص 349.
20- سورة البقرة، الآية 83.
21- سورة العنكبوت، الآية 8.
22- سورة لقمان، الآية 14.
23- سورة الإسراء، الآيتان 23-24.
24- جامع أحاديث الشّيعة، ج 21، ص 427.
25- بحار الأنوار، ج 71، ص 83.
26- م. ن، ص 75.
27- الذُّنوب الكبيرة، ج‏1، ص 138-139.
28- الكافي، ج 2، ص 163.
29- بحار الأنوار، ج 71، ص 77.

2014-12-29