أداء التكليف |
يشكل أداء التكليف معلماً بارزاً من معالم الفكر الولائي ومعياراً للإلتزام العملي بالولاية، وقد ظهر الأمر جلياً حين كان الإمام الخامنئي دام ظله يقوم بتحليل العوامل التي ساهمت بانتصار الثورة وببيان موقعية أداء التكليف في نيل الرضى الإلهي، فكان مما ورد على لسانه في هذا المجال:
لو استطعنا إقناع أنفسنا بأنّ رضى الله أهم وأسمى من أيّ رضى ومن أيّ حافز آخر، لانحلت أكثر مشاكلنا ولانتهت أكثر خلافاتنا وصراعاتنا وتناقضاتنا، ولذلّلت الكثير من العقبات التي يتصور الإنسان أنَّ اجتيازها صعب عسير. فهذه الثورة انتصرت بهذه الطريقة، حيث مرّت برهة من الزمن على هذا البلد تغلّبت فيها الروح الدينية على أبنائه بفضل وجود الإمام الخميني قدس سره، وعلماء الدين، والوازع الديني، فانزاحت الكثير من الحواجز أمام إرادة الشعب، ولم يكن باستطاعة أيّ عامل آخر أن يقوم بمثل هذا العمل الخارق. نحن نلاحظ أنَّ البعض حينما يحللون عوامل انتصار الثورة يذكرون أنَّ الأجواء التي كانت سائدة آنذاك إضافة إلى الظروف الإجتماعية والإقتصادية هي التي صنعت ذلك الانتصار! من الطبيعي أنَّ بعض هذه الظروف والعوامل تساعد وتسهل وتقرّب وتبعد أسباب النصر، إلاّ أنَّ أيّاً منها لم يكن هو العامل المؤثر، فنحن قد لمسنا الأوضاع حينذاك عن كثب. كان المحرك الأساسي لهذه السلسلة من القضايا والأحداث هو ذلك الرجل الذي لم يكن يعير طوال المدّة التي عرفناه فيها عن كثب ـ فيما بيننا وبين الله ـ أهمية لشيء سوى رضى الله وأداء التكليف. وهكذا تبرز أهمية أداء التكليف. ولاشك طبعاً في أن هذا الرجل كان يتصف بسجايا وجوانب وأبعاد مختلفة، إلاّ أنَّ المعيار الأساسي الذي كان مهمّاً لديه هو أداء تكليفه الشرعي. وهذا درس بليغ لنا.
على أساس تلك المقدمة يقوم الإمام الخامنئي دام ظله بتوجيه نصيحة القائد الشفوق لأبناء الأمة ويبين الأساس المنطقي لهذا الأمر ويعطي الدرس المطلوب فيقول:عليكم أن تنظروا إلى تكليفكم الشرعي، فأنتم حينما تؤدُّون تكليفكم الشرعي، فإنّ لكم أجركم عند ربّكم. من الطبيعي أنَّ الإنسان مطالب بالسعي والفطنة لفهم الموضوع والحكم الشرعي، إلاّ أنَّكم إذا عملتم من أجل أداء التكليف ووقعتم في خطأ فأجركم عند ربكم. فهل في هذا ما يسيء؟ وهل هذه معاملة خاسرة مع الله؟! "من كان لله كان الله له"، أي أنَّ كل من يعمل في سبيل الله، يسخر له الله كل قدراته العظيمة الهائلة، فهو القائل ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾(العنكبوت:69). حينما يعمل المرء في سبيل الله، لا يتركه الله يتخبَّط في الضلال، بل يهديه إلى سواء السبيل. وقد رأيتم أنَّ الثورة انتصرت وانتصرنا في الحرب وانتصرنا في مجابهتنا الجذرية ضد الاستكبار.
القائد في كلام العلماء |
الإمام المحبوب
يقول حجة الإسلام والمسلمين محمد جواد حجتي الكرماني متحدثاً عن التوفيق الذي ناله الخبراء عند اختيارهم لشخصية الإمام الخامنئي دام ظله للولاية:
لقد اختاروا شخصيةً يعتقد الجميع بها ويحبونها، وكانوا يعرفون أنَّه رجل التّقوى، العرفان، الأدب، الفن، الفكر، القلم والسيف... إنَّ العارفين بالمحافل العلمية, والدينية، والسياسية يعلمون أنَّه من بين العلماء السياسيين والسياسيين العلماء لا يوجد شخص مقبول ومحبوب كآية الله الخامنئي... هو ليس مشهوراً فقط لدى العموم، بل هو معروف في المجامع العلمية والأدبية والفنية، وهو بنظر أصحاب الرأي والسياسة متميز بالذكاء الحاد، الذوق الجيد، الإعتدال الفكري، حُسن النية، النظرة المستقبلية....
أقرانه في السن من العلماء يعرفون منذ زمان الدراسة في مشهد، النجف وقم أنَّه طالب مجد، متدين، صاحب ذوق، عذب الكلام، لطيف العشرة، عطوف ومحب....
كان لطفه في القول والمعشر بحيث أنس الأصدقاء والمعارف بحرارته الجذابة والعذبة واللذيذة، في الحضور والغياب ولسنوات عديدة.
أجوبة الولي |
س: ما معنى ولاية الفقيه؟
ج: ولاية الفقيه معناها حكومة الفقيه العادل العارف بالدين وقيادة المجتمع وإدارة البلد وحفظ النظام وإقامة العدل وتأمين وسائل التقدم والتطور على مختلف المستويات وللتفصيل محل آخر.
أنشطة القائد |
الإمام الخامنئي دام ظله: الشعر يعد ثروة وطنية عظيمة ومثمرة للبلاد (16/9/2008)
في ذكرى مولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام رعى قائد الثورة الإسلامية أمسيـة شعرية حضرها جمع من الشعراء المخضرمين والشباب وأنشدوا فيها قصـائد زاخـرة بالمضامين الدينية والأخلاقية والحماسيـة والإجتماعية.
واعتبر الإمام الخامنئي دام ظله في كلمته بهذه المراسم الشعر بـأنَّه ثـروة وطنية عظيمة ومثمرة للبلاد مؤكداً على ضرورة الإهتمام بهذه الثروة والعمل على نموها يوما بعد آخر والإستفادة الفضلـى والمثلى منها لسد احتياجات البلاد كما وأكد سماحته علـى ضـرورة اعتماد آليات حقيقية وعلمية من أجل رفـع مستوى جـودة الـشعـر.
واعتبر قائد الثورة التحلي بالنزاهة والإنسجام وروح الأخوة وامتـلاك قدرة الإبداع والإشفـاق علـى الآخرين والأمل بالمستقبل بأنَّه من الميزات الأخلاقية التي يحتاج إليها المجتمع في يومنا الراهـن وبالإمكان ملء أجواء المجتمع بهذه الخصائص من خلال لغة الفن.
ولفت سماحته إلى الفـراغ الموجود في مجال الشعر السياسي والثـوري مؤكدا ضرورة الإهتمام الجدي برسالة العدالة والمعنوية التي تحملهـا الثورة الإسلامية وعرضها بشكل أصيل في إطار الشعر.
وفي ختام اللقاء شارك الحاضرون في مأدبة الإفطار التي أقامها دام ظله.
الإمام الخامنئي دام ظله: الصمود على المباديء هو مطلب الشعب. (9/9/2008)
لـدى استقباله رؤساء الـسلـطات الثـلاث وكبـار مسؤولي الدولة على مائدة الإفطار،اعتبر الإمام الخامنئي دام ظله الـصبـر والـصمـود علـى المبادىء والشعارات الإسلامية والثورية من العناصر المهمة لتحقيق التقدُّم في مختـلـف المجالات.
وأشـار سماحته إلى ضرورة سيـادة العقلانية في مختلف أركان النظام قائلاً : إنَّ العقلانية تمهد الأرضية للمثابرة من أجل تحقيق التطلعات الإسلامية والثورية.
ولفت سماحة القـائد دام ظله إلى مسألة تـأكيـد القـران الكريم على الإستعـانـة بـالـصبـر والصـلاة والى الإهتمام بالـصلـة القـائمـة بيـنهما قائلاً: إن حصل تـواصـل بين الصبر والـصمـود وروح الصـلاة أي ذلـك المنبع الإلهي الذي لا ينفد فإنَّ اسـتقـامـة الإنسان لن تنتهي أبدا ،وفي هذه الحالة لـن يعوق أي عائقٍ مسيرة تقدم الإنسان والمجتمع نحو القمم المادية والمعنوية ومنها قمـم العلم والثروة والإقتدار السياسـي والأخـلاق والمعنويات.
واعتبر سماحته شهر رمضان بأنَّه فرصة قيمة لبناء الذات والتقوى والتوصُّـل إلى حقيقة الصبر والصلاة متـابعـا القـول: إنَّ الصبر على طاعـة اللـه والـصمـود مقـابـل المعصية والصبر في المعصية هي من العناصر الأساسية في القضايـا الفـرديـة.
واعـتبـر قــائد الثورة أن صمود المسـؤوليـن فـي مجـال تقـديـم الخـدمـات للمواطنين وتنفيذ المسـؤوليـات المناطة بهم وتـجنُّب اتخاذ أي خطوة أو قرار له تبعات سلـبيـة علـى المـواطنيـن والـصبـر والصمود في مواجهـة مصـائب مثـل الهجمـة الإعـلامية السياسية للإستكبـار العـالمــي ضـد النـظام هـي مـن النمـاذج الضـروريـة لصبر مسؤولي النظام.
فـي هـذا الـلقـاء قدَّم رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد بعـض الاحصائيات والأرقام بشأن أداء الحكومة في مختلف المجـالات وفي ختامه أدَّى الحـاضـرون فريضتي المغرب والعشـاء بـإمـامـة قـائد الثورة الإسلامية.
تعريف بكتاب |
الأصول الأربعة في علم الرجال
هذا الكتاب عبارة عن دراسة قام بها الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله كان قد خطط لها لتشمل الكتب الرجالية الأربعة المعروفة، ولكنَّ الدراسة الحالية اقتصرت على اثنين منها فقط، هما: كتاب اختيار معرفة الرجال وكتاب الفهرست للمرحوم الشيخ الطوسي، أما الكتابان الآخران فيبدو أن زحمة الإحداث منعت من تعرّض الإمام الخامنئي دام ظله لهما.
بالرغم من ذلك تعد هذه الدراسة واحدةً من الدراسات المهمة في هذا السبيل، ورغم أنها تمت قبل حوالي عشرين عاماً إلا أنَّها ما زالت تنبض بالحيوية وتكشف عن فكر ثاقب، ومعرفة واسعة (كم كنا نتمنى لو قام بإتمامها) ذلك أن المؤلف كان منهجه فيها التحقيق، وضياؤه الاطلاع الواسع على أبعاد الموضوع، وهدفه الوصول إلى الحقيقة.
يقع الكتاب في 64 صفحة، ترجمه عن الفارسية ماجد الغرباوي، وقدّم له الشيخ محمد علي التسخيري.
قامت بطبعه دار الثقلين في بيروت.
ملامح من شخصية القائد |
تربية أبنائه
من اللافت في حياة الإمام الخامنئي دام ظله الإهتمام المميز بتربية أبنائه، فقد كان سماحته يؤكد دائماً عليهم الإهتمام بدروسهم وكان يشرف بصورة مباشرة على تعليمهم على رغم توليه مسؤوليات ثقيلة كرئاسة الجمهورية والقيادة. فقد كان يعطيهم دروساً في القرآن والتفسير. كذلك على المستوى العبادي، كان في كل يوم يقوم بإيقاظهم لأداء صلاة الصبح في وقتها، وعلى المستوى المسلكي كان يراقب تصرفاتهم وأخلاقهم بشكل دقيق.
ومن الشواهد على هذا الإهتمام المميز ما يرويه أحد الملازمين له المكلفين بحراسته، يقول:
"على مدى السنوات التي قضيتها معه كان يستيقظ قبل الفجر بساعتين ويشرع في العبادة والتهجد وعند آذان الصبح يأتي إلى أبنائه بصورة محببة ويقوم بإيقاظهم للصلاة، هذه الدقة في مراقبة أبنائه جعلت منهم أشخاصاً صالحين يتمتعون بأخلاق عالية بحيث لا يستطيع حتى المعاندين أن يجدوا في تصرفاتهم العامة نقطة ضعف يستغلونها. إضافة إلى ذلك فإنه يرفض أن يتولى أحد من أبنائه أيَّ منصب كما أنه يرفض أن يحصل أحد من المنتسبين إليه على أي منصبٍ لكونه منتسباً إليه".
كما يروي صهره أنَّه عندما أراد أن يتزوج ابنته قال له: "ما دمت أنا في هذا المنصب لا يجوز لك بأي حال أن تتولى أي منصب حكومي أو تزاول نشاطاً اقتصادياً بل عليك الاستمرار في عملك هذا الذي أنت عليه الآن".
فقه الولي |
الولاية على الصغار
الولاية هنا بمعنى لزوم إشراف الولي على الصغار وعلى أموالهم، وكون التصرفات في أموالهم موقوفة على إذنه، وتكون القيمومة والولاية على الأيتام الصغار إلى زمان بلوغهم ورشدهم لأبيهم أو جدّهم لأبيهم، بلا حاجة في ذلك إلى نصب من أحد.
شروط الولاية: العدالة ليست شرطاً في ولاية الأب والجدّ للأب على الطفل، ولكن متى ظهر للحاكم، ولو بقرائن الأحوال، الضرر منهما على الطفل، عزلهما ومنعهما من التصرّف في أمواله.
الولاية للأم: يشترط في وضع أموال الأيتام تحت تصرف الأم موافقة الجدّ للأب، الذي هو ولي الأطفال الشرعي، إلاّ فيما لو استلزم بقاء أموال الأيتام تحت ولاية جدّهم ضرراً عليهم، فللحاكم منعه من ذلك وتفويض الولاية على أموالهم إلى مَن يراه أهلاً لها، من الأم أو غيرها.