المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
مشاكل الشباب
إن المخدرات تمثل أخطر ما يواجه أجيالنا اليوم بكل تأكيد، أنها تفوق كل المخاطر الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها أبناءنا، إنها تسرقهم منا، وتحيلهم حطاماً وتدمر مستقبلهم، وتدفعهم إلى الجريمة شاءوا أم أبوا من أجل تأمين النقود اللازمة لشرائها إذا ما أدمنوا عليها.
عدد الزوار: 203
إن المخدرات تمثل أخطر ما يواجه أجيالنا اليوم بكل تأكيد، أنها تفوق كل المخاطر
الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها أبناءنا، إنها تسرقهم منا، وتحيلهم حطاماً وتدمر
مستقبلهم، وتدفعهم إلى الجريمة شاءوا أم أبوا من أجل تأمين النقود اللازمة لشرائها
إذا ما أدمنوا عليها.
إن العصابات المجرمة الساعية إلى الإثراء السريع على حساب حياة أبنائنا ومستقبلهم
يلجئون إلى أبشع أسلوب في جرهم إلى تناول المخدرات، وبالتالي الإدمان، فهم يحاولون
في بادئ الأمر تزويدهم بالمخدرات بصورة مجانية لعدة مرات ريثما يدمنون عليها فلا
يستطيعون الاستغناء عنها وبذلك يصبح المدمن مضطراً إلى اللجوء إلى مختلف الوسائل
والسبل للحصول على النقود لشراء المخدرات ويتحولون شيئاً فشيئاً إلى عناصر مدمنة
على الأجرام إذا لم يكتشف الوالدين أن ابناءهم يتعاطون المخدرات ويسارعون على
معالجتهم قبل فوات الأوان.
ورغم أن الدولة تكافح بكل الوسائل والسبل تهريب المخدرات إلى داخل البلد وتتابع
المشبوهين في المتاجرة فيها والمدمنين عليها، إلا أن هذا لا يكفي، لأن يداً واحدة
لا تصفق، وأن مكافحة المخدرات تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الدولة من جهة وأولياء أمور
الأبناء والمدرسة من جهة أخرى.
فعلى الأباء والأمهات والمعلمين، وإدارة المدارس أن تراقب أوضاع التلاميذ
وتصرفاتهم وعلاقاتهم داخل المدرسة وخارجها، ولا شك أن تصرفات الأبناء وسلوكهم
وعلاقاتهم بغيرهم، وخاصة من غير المحيط المدرسي، يمكن أن تكشف لنا عما إذا كان
الأبناء يتناولون المخدرات أم لا، وبالإمكان ملاحظة جملة من التغيرات التي تطرأ على
المراهقين الذين يتعاطون المخدرات والتي من أبرزها:
1- الفقدان المفاجئ للاهتمام بالأسرة والصداقات الطويلة المدى.
2- مصاحبة أصدقاء غير معروفين، أو أفراد غير معروفين.
3- تدني مستوى التحصيل الدراسي المفاجئ.
4- تقلب المزاج، والاكتئاب.
5- ضعف النشاط والحيوية.
6- سرعة الاستثارة والغضب، والصراع غير العادي مع أفراد الأسرة
7- بُطء الكلام واضطرابه.
8- نقص الوزن أو زيادته بصورة ملحوظة.
9- الرجوع إلى المنزل متبلداً.
10- إحضار المواد المخدرة إلى المنزل والتباهي بامتلاكها
11- ممارسة السرقة.
12- طلب النقود بصورة غير عادية ودون مبرر واضح.
13- التحذير من قبل المعلمين أو الجيران أو الأقران.
الأسباب التي تساعد على توجه المراهقين نحو المخدرات
أن أهم الأسباب التي تشجع المراهقين على تناول المخدرات يمكن إجمالها بما يلي:
1- عامل البيئة والظروف الأسرية التي يعيش فيها الفرد، وخاصة الأبناء الذين تربطهم
علاقات ضعيفة بالوالدين.
2- السلوك المتسم بالقسوة والرفض من قبل الوالدين، والذي يقابله التمرد والسلوك
المضاد للمجتمع من قبل المراهقين.
3- التصدع الأسري والانفصال والطلاق بين الوالدين.
4- استخدام المواد المخدرة من قبل أحد الوالدين أو كليهما.
ومما تقدم يتبين لنا أن هناك خصائص عامة مشتركة تميز البيئة الأسرية التي ينتمي
إليها مدمني المخدرات وذوي الاضطرابات السلوكية.
أن على الأهل قبل كل شيء أن يكونوا القدوة الحسنة، والمثال الجيد لأبنائهم أولاً،
وأن يراقبوا ويدققوا في أوضاعهم، ويحرصوا على معرفة كيفية حصول الأبناء على النقود،
وهل أن ما لديهم، وما يصرفوه يزيد على ما يُعطى لهم أم لا، والبحث والتدقيق في مصدر
تلك النقود الزائدة.
إن عليهم الحرص على كون أصدقاء أبنائهم ممن يتصفون بالأخلاق الفاضلة والسلوك
الحميدة، ولاشك أن اللجوء إلى العنف إذا ما شعر الأهل بتناول أبنائهم المخدرات لا
يمنعهم من نبذ هذه الآفة، وان السبيل الصحيح لمعالجة ذلك هو الاتصال بالمؤسسة
الصحية التي تقوم بمعالجة المدمنين حيث أن لديها الوسائل الكفيلة بإنقاذ أبنائنا من
هذا الوباء الوبيل، ومن تلك الوسائل استخدام العقاقير الطبية والتحليل النفسي،
وتعديل السلوك في الأماكن المنعزلة التي تدعى ب [المصحات]، هذا بالإضافة إلى جهود
البيت والمدرسة في هذا السبيل. كما أن علينا أن نتعاون في كشف العصابات التي تسعى
إلى بث هذه السموم، وإبلاغ السلطات عنهم لكي يتم التخلص من شرهم.