المواجهة وإزالة إسرائيل من الوجود
يوم القدس العالمي
إن جمعا عظيما من شباب الأمة الإسلامية داخل فلسطين وفي ا لقدس ا لشريف ينشرون راية ا لجهاد ويبذلون أنفسهم وأجسادهم وحياتهم جهاد ودفاعا عن عزتهم وعن هويتهم ووجودهم، وكذلك في خارج فلسطين العزيزة وفي كل الدول الإسلامية تؤكد الشعوب حضورها وتطلق شعاراتها وتبدي دعمها وإحساسها بالتلاحم ووحدة المصير.
عدد الزوار: 388
1- فلسطين وحق تقرير
المصير
إن جمعا عظيما من شباب
الأمة الإسلامية داخل
فلسطين وفي ا لقدس ا
لشريف ينشرون راية ا
لجهاد ويبذلون أنفسهم
وأجسادهم وحياتهم جهاد
ودفاعا عن عزتهم وعن
هويتهم ووجودهم، وكذلك في
خارج فلسطين العزيزة وفي
كل الدول الإسلامية تؤكد
الشعوب حضورها وتطلق
شعاراتها وتبدي دعمها
وإحساسها بالتلاحم ووحدة
المصير.
وهنا أود التطرق إلى قضية
تحظى بأهمية بالغة في
حاضرنا اليوم ألا وهي
قضية فلسطين.
فحينما يصبح مصير قضية
فلسطين بيدي بعض الساسة
حيث لا دور للشعب في
تقرير هذا المصير ولا شأن
للشباب فيه، فمن الطبيعي
أن يصبح المصير بالشكل
الذي ترونه ذلة تتبعها
ذلة... وانكسار يتبعه
انكسار حتى وصل الأمر إلى
إخلاء الميدان للعدو
وتسليم المواقع بيد عدوٍ
غاصب غاشم غادر ووقح.
وهذه هي النتيجة حينما لا
يكونهناك دور فعال للشعوب.
لقد عمدوا إلى تهميش
الشعب وتغافلوا عن الدافع
الأصيل الذي يجذب الشعب،
أي تغافلوا عن الدافع
الإيماني مما ساهم بتأخير
قضية فلسطين عشرات السنين
1.
2- الحل الوحيد زوال
إسرائيل من الوجود
ولقد كنت اعتقد ومنذ
البداية. أنه لا توجد أي
قوة في العالم يمكنها أن
تطفئ شعلة الحرية وأمل
عودة فلسطين لأهلها في
قلوب الشعوب الإسلامية
وخاصة في قلب الشعب
الفلسطيني. وأن الحل
الوحيد.. ولا حل سواه.
بالنسبة لكل من يعتبر
قضية الشرق الأوسط أزمة
عالمية.
والذين يؤكدون على وجوب ا
لعمل من أجل استقرار ا
لوضع المتأزم في الشرق
الأوسط. إنما هو من خلال
حل واحد فقط وهو التخلص
من عنصر الاضطراب في
المنطقة.
عنصر الاضطراب هذا هو
الكيان الصهيوني الغاصب
وما دام عنصر الأزمة
موجود فسيبقى الاضطراب
قائما والحل هو بعودة كل
اللاجئين الفلسطينيين في
لبنان وجميع أنحاء العالم
إلى فلسطين.
وأن يعود الملايين من
الفلسطينيين من الخارج
إلى الوطن الفلسطيني. وأن
يجتمع سكان فلسطين
الأصليين من مسلمين
ومسيحيين ويهود ويقرروا
طبيعة ا لنظام ا لذي يحكم
بلادهم،حيث تضم هذه
البلاد أغلبية مطلقة من
المسلمين. لينتخبوا
النظام الذي يرتأونه،
وهذا ا لنظام بدوره يقرر
شأن أولئك الذين جاءوا
إلى فلسطين منذ 50عام أما
أن يتم ترحيلهم أو
توطينهم أو إسكانهم في
منطقة أخرى وهذا من شأن
الحكومة التي يقرها
الفلسطينيون أنفسهم.
فإن لم يطبق هذا الحل
فليس هناك من حل يمكن أن
يكون عملياً. وأن أمريكا
بكل ما أوتيت من قوة لن
تستطيع أن تفعل شيئاً
بهذا ا لصدد، وقد حاولت
بكل قوتها وكانت ا لنتيجة
ما ترونه
الآن.
وبالطبع
فأنهم مشعرون بالغضب
ويفقدون أعصابهم لما يحدث
منذ ثلاثة أسابيع في
فلسطين المحتلة،من نهضة
الشباب وشجاعة الرجال
والنساء والعزم والإرادة
العالية لهذا الشعب
المظلوم الثائر2.
حيث ان وجود إسرائيل ا
ليوم يشكل خطراً كبيراً
على شعوب المنطقة
وحكوماتها وليس هناك سوى
حل واحد لقضية الشرق
الأوسط وهو في زوال
الكيان الصهيوني وإعادة
اللاجئين الفلسطينيين إلى
ديارهم هؤلاء الثمانية
ملايين نسمة، الأصحاب
الأصليون للأرض وهم في
غالبيتهم من المسلمين
وفيهم عدد قليل من
الفلسطينيين الأصليين من
اليهود والنصارى وليشكل
أصحاب الأرض، أي الشعب
الفلسطيني حكومتهم،
ولتقرر تلك الحكومة ما
إذا كان المهاجرون من شتى
دول العالم إلى فلسطين
سيبقون أم عليهم الرحيل
أم يبقون بشرط فذلك من
مسؤوليات تلك الحكومة أصل
القضية أن يتم تشكيل
حكومة فلسطينية تفرض
سيادتها على كامل التراب
الفلسطيني وهذه الألاعيب
كالحكم الذاتي ودولة
الحكم الذاتي وما إلى ذلك
لا يمكنها أن تنطلي على
أحد باستثناء السذج من
الناس الخطوة الرئيسية
والحقيقية التي يجب
القياد، بها اليوم هو أن
الصحوة قد عمت جيل الشباب
من الفلسطينيين داخل
فلسطين وخارجها الذين
باتوا يدركون تأثير
كفاحهم ونضالهم وهم
يعرفون أن الشعوب تقف
بقلوبها إلى جانبهم
وبخاصة الموقف المشرف
لإيران شعباً وحكومة
ونظام الجمهورية
الإسلامية الذي يبث فيهم
روح الحماس
وهؤلاء سيواصلون النضال
وسيحققون النتائج
المرجوّة بفضل الله
سبحانه وتعالى
3.
إن هذه الغدة السرطانية "إسرائيل"
يجب أن تجتث من المنطقة
وثمة مطلب إنساني يجب أن
يؤخذ بعين الاعتبار، وهو
عودة الشعب الفلسطيني إلى
وطنه الذي هجر منه وأن
يعطى هذا الوطن للشعب
الفلسطيني وليس لأولئك
الذين هاجروا إلى فلسطين
ومن بقاع مختلفة من
العالم.
وأن يتاح لهم تشكيل
وانتخاب حكومة يدخلونها،
ومن البديهي أن أي
فلسطيني لن يرضى بأن يحكم
بلاده قلة من شذاذ الآفاق
القادمين من أزقة لندن
وموسكو أو أمريكا.
وكل ما يجيدونه هو القتل
والإرهاب طبقاً لتعاليم
أسيادهم الصهاينة.
حيث انه من البديهي جداً
أن الشعب الفلسطيني يرفض
هذا الآمر وكذلك كل
العالم الإسلامي.
وان هذا المطلب سائد
ومشروع في العالم أجمع
أليست هذه الديمقراطية
التي يدعيها أصحاب نظرية
الأغلبية.
وهذا الجزء المغتصب من
الأرض له شعب وهو شعب حي
وان عدة ملايين منه تعيش
في هذا الجزء المغتصب
وملايين أخرى تقطن خارج
حدود الوطن في لبنان
والأردن وغيرها.
وهؤلاء يجب أن يعودوا
وينتخبوا النظام الذي
يرتأونه.. أما الحقيقة
المسلم بها فإنه لا يحقّ
لحكومة الكيان الصهيوني
ولا لأي
حكومة أخرى البقاء والحكم
في أرض فلسطين وأود أن
أقول لإخواننا ولشعبنا
الفلسطيني الذي يتحمل شتى
المصاعب في جهاده
اليوم،إن في جهادكم
وصبركم ثواب وأجر إلهي
وكذلك النصر الموعود حيث
اقتران النصر والصبر في
سبيل الله
﴿وَلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾
وانه لا شك في ذلك.
ولهذا فإن النصر آت ولذا
يجب الصبر والتحمل، وأقول
لكل الدول والشعوب
الإسلامية إن الواجب
الشرعي هو تقديم العون
والمساعدة لهذه الجماعة ا
لمؤمنة والمظلومة.
ويجب أن لا يتركوا وحدهم
في ميدان المواجهة. ويجب
الوقوف إلى جانبهم. ويمكن
تقديم المساعدة لتخفيف
آلام الشعب الفلسطيني
للحفاظ على مواقفهم
وثباتهم. نسأل الله أن
يحل كل مشاكل الإسلام
والمسلمين، وأن يحل مشاكل
الشعب الفلسطيني4.
3- العزم والإرادة يصنعان
النصر
وأود القول وأخوتي
وأخواتي الفلسطينيين،
استمروا بجهادكم وحافظوا
على صمودكم.
واعلموا أن أي شعب لا
يمكنه الحصول والمحافظة
على شرفه وهويته
واستقلاله بدون صموده
وكفاحه ولا توجد أي أمة
حصلت أهدافها من العدو
بالرجاء والتوسل.
ولم يصل أي شعب إلى مبتغاه وهو ضعيف
وخاضع أمام العدو.
وأن كل أمة حققت
أهدافها إنما بفضل
العزم والإرادة
والصمود والتضحية
والشعور بالاعتزاز
والكبرياء.
ولعل بعض الشعوب لا
تملك القدرة على هذا.
لكن الأمة التي تؤمن
بالإسلام، والأمة
التي تعتقد بالقرآن
والأمة التي تؤمن
بوعد الله، تلك الأمة
التي تؤمن بنصر الله
﴿وَلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَن
يَنصُرُهُ﴾.
فإن الله يؤكد على
نصرها،وهذه الأمة
تمتلك هذه القدرات.
إن وصيتي الأخرى
اليوم هي ضرورة الحذر
من العدو الذي يحاول
جاهداً زرع الاختلاف
في الصف الفلسطيني.
وإن تلك العناصر
الفلسطينية الخائنة
التي تعمل لحساب
العدو فإن همها هو بث
الخلاف. فاحذروا من
الاستسلام لمؤامرة
العدوهذه
5.
4- الكيان الصهيوني
ومسار المواجهة
إن وحدة الصف الداخلي
الفلسطيني بفصائله
المختلفة مسألة
أساسية، فكل ما من
شأنه أن يؤدي إلى
انحراف المسير وإلى
عدم التوجه إلى العدو
الأصلي لا يصبّ حتماً
في خدمة القضية
الفلسطينية،
والفلسطينيون والحمد
لله قد خرجوا من
امتحانهم خلال
الأعوام الخمسين
الماضية فائزين
فخورين وأثبتوا
جدارتهم وتضحيتهم في
شتى المواقف وقد
رأينا أن كل مساعي
إسرائيل لتوسيع
شق الخلافات
بين المجاهدين باءت
بالفشل وكل التيارات
الأصيلة
والحركات ا لجهادية
والمجموعات المناورة
على اختلاف اتجاهاتها
وانتماءاتها قد حالت
دون تحقق آمال العدو
بصبرهم الثوري، ولا
بد من أن تستمر
الحالة على هذا
المنوال أيضاً. لقد
اتضح الآن بشكل لا
لبس فيه أن أولئك
الذين كانوا يرون
القضية الفلسطينية
حالة مرحلية وإقليمية
محدودة لقسم صفير من
العالم الإسلامي هم
على خطأ تماماً. إن
ترسانات الأسلحة
النووية وأسلحة
الدمار الشامل
المخزنة في مستودعات
العدو الصهيوني ليست
لمواجهة الشعب
الفلسطيني الأعزل،
فالغرض منها السيطرة
على العالم الإسلامي
وخاصة منطقة الشرق
الأوسط. إن ما نشاهده
اليوم من هجوم
إسرائيل على القوات
السورية للانتقام من
عمليات حزب الله
الرامية لتحرير الأرض
المحتلة إنما هو دليل
واضح على هذه النيات
الشيطانية الشريرة
لإسرائيل وحماتها
الغربيين، والمسار ا
لعام للنضال ضد
الكيان الغاصب يجب أن
يكون على النحو
التالي:
1- فرض
الحصار على الكيان
الغاصب داخل حدود
الأرض المحتلة،
وتضييق الخناق عليه
في المجال الاقتصادي
والسياسي وقطع
ارتباطه بمحيطه ا
لخارجي.
2-
استمرار نضال
الشعب الفلسطيني
ومقاومته داخل الأرض
المحتلة وتزويده بما
يلزم ليتمكن من
الاستمرار حتى تحقيق
النصر النهائي
6.
5- الجيل الفلسطيني
الجديد وإدراك الحقيقة
المسألة أن قضية فلسطين
ليست مسألة داخلية تهدد
الكيان الصهيوني الغاصب.
بل إنها قضية جوهرية في
العالم.وما هو مهم أن
الجيل الجديد من الشعب
الفلسطيني قد أدرك
الحقيقة وأي حقيقة؟
إذا ها أواد أن يتخلص من
كل هذه الأكاذيب والآلام
والإهانة والضغوطات التي
يعاني منها، فعليه أن
يمتهن طريق المقاومة
والتصدي.
حيث إن طريق الحل ليس في
الجلوس إلى طاولة
المفاوضات لأنها ولم لن
تأت بشيء.
لقد أدركوا هذه الحقيقة.
ومن جهة أخرى فإن تعامل
الصهاينة الوحشي والبعيد
عن أي موازين الرحمة
والمروءة الإنسانية، قد
بثت الوعي في ضمير هؤلاء
الشباب الفلسطيني، ولم
يعد بإمكانهم التحمل
والسكوت.
والصهاينة يتصورون أن
القوة قد تقهر بعض الشيء
فإن تعاملوا معهم
بالدبابات والكيماوي
فسيرضخ الشعب.
نعم قد يصمت الشعب لبرهة
من الزمن تحت وطأة
الضغوطات، ولكنهم بهذه
الوسيلة لن يحلوا الأزمات
القائمة، حيث أن الغضب
سيملأ الآفاق وسيأتي على
كل قصورهم وليس كما
يتصورون
7.
6- الانتفاضة في
مواجهة المخطط الصهيوني
إن هذه الانتفاضة قد
أفسدت جميع الحسابات التي
كانت تخططها دولة الكيان
الصهيوني لماذا؟ لأن كل
حساباتهم كانت ترتكز على
مبدأ وهو أن شعب فلسطين
لم تعد لديه القدرة
والروح للمواجهة بعد
استعمال كل تلك الأساليب
الإرهابية وعمليات
التهجير التي طالت الشعب
الفلسطيني بعيدا عن وطنه
الأصلي وبعد خمسين عاما.
وبعد مرور هذه الفترة.
انكسرت حسابات دولة
الكيان الغاصب من أن شعب
فلسطين لم تعد لديه
القدرة والعزم والإرادة
أو الهمة على المواجهة
والمقاومة. هكذا كانت
حساباتهم وقد ثبت خطأها
فينما اتخذ الشعب داخل
فلسطين قراره بالمواجهة
وليس التشكيلات التي تمكث
خارج حدود الوطن في لبنان
أو الأردن ود غيرها. بل
من داخل فلسطين اتخذ
الشعب بأغلبه قرار
المواجهة بعد الإيمان
بهذا النهج. حينها لم يعد
هناك أي وجود للأجواء
الأمنية التي يحلم بها
اليهود المهاجرون إلى
فلسطين على أنها الجنة
الموعودة. وهكذا أفسدت
مخططاتهم، ولهذا أجبرت
الحكومة على الاستقالة.
كانت مجبرة على هذه
الخطوة ولم يعد لديها
خيار. وقد تتصور هذه
الحكومة المستقيلة تحت
وقع الضغوطات،أنها بذلك
ستتيح المجال لاستخدام
القوة وتعطي نتائج
إيجابية بمجيء حكومة أكثر
قسوة. قد يفكرون بهذا
الشكل ولكنهم مخطئون
8.
1-خطاب للقائد حول التعبئة وفلسطين.
2-خطاب للقائد حول التعبئة وفلسطين.
3-خطاب يوم القدس العالمي 1420هـ
4-خطاب الجمعة 15/12/2000 الموافق 17/رمضان /1421هـ
5-خطاب للقائد حول التعبئة وفلسطين .
6-الخطاب في مؤتمر دعم الإنتفاضة 24/4/2001.
7-خطاب الجمعة 15 /12 / 2000 الموافق 17 /رمضان / ا 142هـ .
8-خطاب الجمعة 15/12/2000 الموافق 17/رمضان /1421هـ