يتم التحميل...

فلسطين ومؤامرة الإستكبار

يوم القدس العالمي

والآن ما هو أصل القضية الفلسطينية؟ إن أصل القضية هو أن مجموعة من اليهود النافذين في العالم أخذوا يفكرون بإيجاد دولة مستقلة لليهود، فجاء الإنكليز ليستفيدوامن هذه الفكرة: وهدفهم حل مشكلتهم طبعا كانوا قبل ذلك يفكرون بالذهاب إلى أوغندا،

عدد الزوار: 352

 1- اغتصاب فلسطين ودعم المستكبرين
والآن ما هو أصل القضية الفلسطينية؟ إن أصل القضية هو أن مجموعة من اليهود النافذين في العالم أخذوا يفكرون بإيجاد دولة مستقلة لليهود، فجاء الإنكليز ليستفيدوامن هذه الفكرة: وهدفهم حل مشكلتهم طبعا كانوا قبل ذلك يفكرون بالذهاب إلى أوغندا، ويأخذون من هذا البلد الإفريقي دولة لهم،وفي فترة ما فكروا بالذهاب إلى طرابلس الغرب بليبيا وتحدثوا مع الإيطاليين التي كانت طرابلس الغرب يومها في قبضتهم، فرفض الإيطاليون.

كان للإنكليز يومها أغراض استعمارية مهمة للغاية في الشرق الأوسط فراقت لهم الفكرة،أن يدخل اليهود بداية هذا البلد كأقلية ثم يبدءون تدريجياً بالازدياد ويسيطرون على منطقة إستراتيجية كفلسطين ويشكلون حكومتهم ويكونون حلفا ء للانكليز ويمنعون قيام أية وحدة بين العالم الإسلامي وخاصة العالم العربي في تلك المنطقة لأنه إذا وجد العدو هناك فبإمكانه ضرب أية وحدة قد تتبلور رغم حذر ووعي الآخرين والعدو الذي يحظى بكل هذا الدعم من الخارج وبكل أساليب الخداع والتجسس بمقدوره بث روح الشقاق والنزاع، وهذا ما جعله يقترب من واحد ويضرب أخر ويفتك بثالث ويشدد على رابع وهذا ما حصل.

هذه كانت مساعدة الإنكليز بالدرجة الأولى وبعض البلدان الغربية ثم آخذوا تدريجياً ينفصلون عن الإنكليز ويقتربون من أمريكا التي حضنتهم حتى يومنا هذا. حيث أنهم أوجدوا كيان دولة باحتلال دولة فلسطين ولم يكن هذا الاحتلال في بدايته من طريق حرب بل عن طريق المكر والخداع من خلال شراء قطع كبيرة من الأراضي الفلسطينية التي كان يعمل عليها مزارعون وفلاحون. وكانت أراضي خضرا ء غنية، ورا حوا يشترونها من أ صحابها وما لكيها ا لأصليين الذين كانوا يعيشون في أمريكا وأوروبا بأضعاف ثمنها، وقد راق لأولئك الأمر فباعوا أراضيهم لليهود، طبعا كان هناك سماسرة أيضاً، فقد سمعت أن أحد أشهر السماسرة كان السيد ضياء شريك رضا خان في انقلاب عام 1299 هـ. ش. فقد توجه إلى فلسطين فيما بعد وعمل سمسارا- كما روي- في بيع أراضي المسلمين لليهود والإسرائيليين. اشتروا الأراضي.. وما أن أصبحت ملكهم بدأو تدريجياً بطرد المزارعين والفلاحين منها عبر أساليب وحشية وغاية في القساوة وفي الوقت عينه كانوا يعملون على لفت الرأي العام العالمي نحوهم بالكذب والخداع وقد دونت ثلاثة أركان كانت أساس احتلال الصهاينة الغاصبين لفلسطين الأول كان ممارسة القسوة ضد العرب بأشد أنواعها ودون أية رحمة والثاني الكذب على الرأي العام العالمي وهذه السياسة هي من السياسات الغربية،فكم من الكذب مارسوا بواسطة وسائل الأعلام الصهيونية التي كان يسيطر عليها اليهود بعضهم قبل احتلال فلسطين وبعضهم الآخر من الرأسماليين اليهود بعد احتلال فلسطين وكثيرون هم من صدقوا،حتى أن الكاتب والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي جان بول سارتر الذي كنا في شبابنا من متتبعي كتاباته وكتابات غيره إلى حد ما قد راح ضحية خدعهم.

ففي كتاب لجان بول سارتر كنت قرأته قبل ثلاثين عاماً كتب يقول ناس بلا وطن في وطن بلا ناس يعني أن اليهود كانوا أناسا بلا وطن جاءوا إلى فلسطين التي كانت وطنا بلا ناس. ما هذا الهراء؟: كان هناك شعب يعمل والشواهد كثيرة ينقل سوّاح تلك الأيام من الأجانب أن مزارع وحقول القمح في فلسطين واسعة كالبحر وسنابل القمح تنتشر على مد النظر في كل الأراضي الفلسطينية. فكيف يسمونها بوطن بلا ناس هكذا أوحوا للعالم أن فلسطين مكان متروك مهمل خرب وجئنا فعمّرناها فمن خلال الكذب على الرأي العام سعوا دائما إلى إظهار أنفسهم بمظهر المظلومية وما زالوا هكذا إذا ما تصفحتم المجلات الأمريكية كالتايم. ونيوزويك ا لتي أ حياناً ما أتصفحها لرأيتم أنها إذا ما وقعت حادثة صغيرة في مكان ما لعائلة يهودية فإنها تتعمد الإكثار من نشر الصور والتفاصيل وسن الفتيل ومظلومية أبنائه تحاول تضخيم الأمر. لكن المئات بل الآلاف من الحالات التي يتعرض فيها الشبان الفلسطينيون والأسر الفلسطينية والأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات في الداخل وفي لبنان لأشد أنواع القسوة والظلم، لا تقوم تلك المجلات حتى بالإشارة إليها. وهذا كله ينخرط في سياسة الكذب على الرأي العام وتضليله أما الركن الثالث فالتساوم والتفاوض، أو ما يسمونه باللوبي اجلس مع هذا وأتحدث معه،وأساومه ومع تلك الدولة وتلك الشخصية ومع ذاك الرجل السياسي وذاك المفكر وذاك الكاتب وذاك الشاعر هذه الأركان الثلاثة التي اعتمدوا عليها حتى الآن واستطاعوا الهيمنة على فلسطين بهذه الخدعة ولأن القوى والدول الأجنبية كانت معهم وعلى رأسها الإنكليز، كانت منظمة الأمم المتحدة وقبلها جمعية الأمم التي تشكلت من قبل منظمة الأمم وبالتحديد بعد الحرب للإشراف على عملية السلام كانت على الدوام تدعمانهم. باستثناء بعض الحالات النادرة فجمعية الأمم أصدرت عام 1948 قرارا قسمت بموجبه فلسطين دون أي سبب أو مبرر منحت اليهود 57 بالمائة من الأراضي الفلسطينية في حين لم يكن لهم قبل ذلك سوى خمسة بالمائة فشكلوا حكومتهم ودولتهم وبدأت المشاكل من خلال مهاجمة القرى ومهاجمة المدن ومداهمة المنازل ومهاجمة الأبرياء. والدول العربية كان لها بعض التقصير حيث اندلعت عدة حروب، وفي حرب عام 1967 استطاعت إسرائيل وبمساعدة من أ أمريكا وعدة بلدان أخرى احتلال أراض من مصر وسوريا والأردن وفي حرب عام 1973 التي بدأها العرب استطاع اليهود وأيضا بمساندة من تلك الدول إنهاء الحرب لمصلحتهم وضم أراضي جديدة أخرى والهدف هو التوسع فالصهاينة ليسوا بقانعين بالأراضي الفلسطينية الحالية كانوا في البداية يريدون شبرا من الأرض ثم حصلوا على نصف الأراضي الفلسطينية ثم احتلوها كلها ثم بدأوا بشن العدوان على الدول المجاورة لفلسطين كالأردن وسوريا واحتلوا بعض أراضيها. كالجولان وكذلك مصر. واحتلوا أجزاء من أراضى هذه الدول. أما اليوم فإن هدف الصهاينة الأساس قيام إسرائيل الكبرى طبعا قلما يتحدثون عن ذلك اليوم ويسعون إلى كتمان ذلك وهذا أيضا يصب في خانة الكذب على الرأي العام لأنهم في هذه المرحلة هم بحاجة إلى كتمان أهدافهم التوسعية لأسباب سأوضحها السبب الذي دفع بالصهاينة اليوم إلى هذا المأزق هو حاجتهم للسلام فهم بحاجة مبرمة إلى السلام لأنه في الفترة ما بين عامي 47و67 لم يكن هناك نضال وكفاح ولم تمض تلك ا لسنوات ا لعشرون بخير وبعد اندلاع الكفاح المسلح كانت العمليات تتم من خارج الأراضي الفلسطينية فمنظمة التحرير الفلسطينية وباقي المنظمات كانت تتخذ من الأردن مقرأ لها على سبيل المثال أوفي سوريا أوفي أماكن أخرى وكانت هذه المنظمات ترسل بمجموعاتها لتنفذ عمليات في الداخل وحينها لم تكن تتشكل بعد منظمة ثورية حيث كان ا لناس مرعوبين ولم يكن في مقدورهم القيام بأدنى حركة 1.

2- أمريكا عدوة الشعوب
من الناحية الإنسانية، شعب مظلوم في المقابل حكومة عنصرية ترتكب شتى أنواع الظلم وكل هذا الكذب والافتراء الصادر عن أمريكا والمنظمات الدولية وما يسمى بالمفكرين الغربيين بشأن الديمقراطية ومن الناحية الأمنية تعتبر القضية الفلسطينية خطراً أمنياً يحدق بكل المنطقة ليس فقط يحدق بمواطنيهم بل بكل المنطقة فهؤلاء يملكون ترسانة نووية وما زالوا ينتجون المزيد ومنظمة الأمم المتحدة حذرت مراراً لكنهم لا يبالون والسبب الرئيسي هو الدعم الأمريكي يعني ذنب الممارسات الصهيونية والكيان الغاصب يقع في غالبيته على عاتق الإدارة الأمريكية اعلموا أنه وخلال خمسين عاما من حكم اليهود صدر 29 قراراً ضد إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقد مارست أمريكا حق الفيتو ضدها جميعاً والآن يمضي حوالي عشر سنوات تقريبا منذ عام 1990 بعد تداعي الاتحاد السوفياتي السابق لم تسمح فيها أمريكا بطرح قرارات في مجلس الأمن ضد إسرائيل، إذن فمسؤولية كل هذه الجرائم تقع على عاتق أمريكا،أمريكا التي ترعى عملية السلام وأحيانا ما ترتسم على وجهها ابتسامة خبيثة ومسمومة لكل الشعوب بما فيها شعبنا العزيز والمظلوم فإنها المجرم الأول في قضية فلسطين وأحد ذنوبها هو أن يدها غارقة حتى المرفق في دماء الفلسطينيين واسمحوا لي فالوقت يداهمنا من الناحية الأمنية يقوم هؤلاء الصهاينة بتهديد دول المنطقة من سوريا ولبنان وغيرهما من ا لدول وان حكومات هذه الدول تعاني من مشاكل وضغوط وثمة فرق بين مواقف الدول ومواقف شعوبها فالشعوب أينما كانت تطفح قلوبها غيظاً أما الحكومات فتعاني من بعض الضغوط وتضطر أحياناً إلى قول شيء أو إجراء مفاوضات أو اتخاذ مواقف ومن الناحية الاقتصادية تشكل إسرائيل خطراً على المنطقة فإن هؤلاء في هذه الظروف الراهنة يروجون لأطروحة باسم أطروحة ا لشرق الأوسط ا لجديد وهذا ما يروجون له الصهاينة الحاكمون على فلسطين،وماذا يعنى ذلك؟، يعنى أن يقوم ا لشرق الأوسط على محور إسرائيل،وإسرائيل تفرض سيطرة اقتصادية على الدول العربية وتدريجياً على دول المنطقة وصولاً إلى الدول النفطية في الخليج الفارسي هذا هو هدف إسرائيل وبعض الدول تجهل هذا وعندما تحتج عليها تقول إنها لم تقم علاقات مع إسرائيل وسمحت فقط للتجار اليهود بدخول أراضيها هذا ما يصبوا إليه الصهاينة إن إسرائيل وبدعم من أمريكا وبالاعتماد على ترسانتهم الخطيرة تريد استغلال جهل وضعف بعض الدول للتسلل إليها والسيطرة على مراكزها الاقتصادية ومصادرها المالية وهذا خطر كبير على المنطقة والأكثر خطورة من كل هذه الأخطار هو حلول ذلك اليوم لا قدر الله فالشعوب الإسلامية وبفضل من الله لن تسمح أبداً بحصول ذلك لكن هدفهم هو الإمساك بمقدرات هذه البلدان عن طريق الإمساك بشريانها الاقتصادي 2.

3- التأمر الشيطاني ومخطط الهيمنة

 إن انعقاد تجمع كهذا قرار مبارك أرجو من الله أن يكون مردوده ايجابياً وبناءً على دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني المسلم هذا النوع من التجمعات يركز عملياً على أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية وقضية سجل العالم الإسلامي وأن احتلال فلسطين واحد هن أركان التآمر الشيطاني الذي عمدت إليه قوى الهيمنة العالمية ممثلة ببريطانيا سابقاً وبأمريكا حالياً في إنهاك العالم الإسلامي وشق صفوفه. إن أعداء الإسلام كانوا جادين دوماً في إقامة الحواجز القومية والمذهبية بين المسلمين لإبعادهم عن توقدهم،من ثم للسيطرة على مقدراتهم ففي بدايات أعوام احتلال فلسطين نهض علماء مجاهدون مثل الشيخ عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني ورفعوا صوتهم يستنصرون المسلمين لإنقاذ الوطن السليب وأصدرالمرجع الديني الكبير يومئذ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء حكم الجهاد ضد الصهاينة لكن الطابع الإسلامي مع الأسف للقضية خف باستمرار لتنحصر في ا لإطار القومي3.

4- الصهاينة وحماتهم الغربيون

وثمة أدلة على أن الصهاينة كانوا على علاقة وثيقة بالنازيين الألمان،وتقديم قوائم مبالغ فيها بمقتل اليهود إنما كان يستهدف إثارة عواطف الرأي العام العالمي وتهيئة الأجواء لاحتلال فلسطين وتبرير جرائم الصهاينة بل إن ثمة وثائق تثبت أن جمعاً من الأشرار وحثالات البشر غير اليهود من شرق أوروبا قد عبَّأوهم ودفعوهم إلى فلسطين على أنهم يهود ليقيموا نظاماً معادياً للإسلام في قلب العالم الإسلامي بحجة حماية ضحايا النازية وليفصلوا بين شرق العالم الإسلامي وغربه بعد وحدة استمرت ما يقرب من أربعة عشر قرناً فوجئ المسلمون في بداية الأمر، لأنهم كانوا في غفلة عن حقيقة مشاريع الصهاينة وحماتهم العربيين وانهزم العثمانيون وأبرمت اتفاقية سايكس بيكو سراً لتقسيم البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط بين الفاتحين حيث إن عصبة الأمم أناطت الوصاية على فلسطين للبريطانيين وهؤلاء قدموا وعود المساعدة للصهاينة وفي إطار مجموعة من المشاريع المدروسة استقدموا اليهود إلى فلسطين وشردوا المسلمين من ديارهم وفي هذه المواجهة الطويلة التي كان أحد طرفيها الغرب والصهاينة والطرف الآخر الدول العربية الفتية استخدم أعداء الإسلام آليات متنوعة ومعقدة ومنها وسائل الإعلام والمحافل الدولية وكل المجامع الدولية واستخدموا وسائل الإعلام لهذا الطريق إذ كانوا يدعون المسلمين من جهة إلى الصبر وضبط النفس والاشتراك في محادثات السلام والتسوية ومن جهة أخرى يغدقون السلاح على إسرائيل إن هدفهم الاستراتيجي في هذا التعامل المزدوج وغير المتكافئ بين البلدان الإسلامية وإسرائيل إنما هو حفظ التفوق العسكري الإسرائيلي على البلدان الإسلامية ومساندة الكيان الصهيوني في المحافل الدولية باستخدام أبواقهم الإعلامية لتبرير جرائم الصهيونية وترسيخ فكرة إسرائيل التي لا تقهر بين المسلمين 4.

5- الإرهاب الصهيوني والدعم الأمريكي

إن المسألة ليست بسيطة بل هي قضية كبيرة ترتبط بمصير الإسلام والدول الإسلامية، خاصة تلك القريبة من مصدر الخطر وغد ة الفساد هذه وفي شهر رمضان هذا يقترف الصهاينة أبشع الجرائم يومياً وأنتم ترون أن ضحايا هذا الإرهاب هم من الأطفال والشباب والشيوخ وحتى المرضى كانوا قرابين أيضاً أي أن انتهاك هذا الكيان الذي يجثم على أجزاء من أراضي المسلمين، لكل حقوق الإنسان أصبحت واضحة كالشمس ورغم كل هذا فإن أمريكا تدعمه ويسارع بعض الشيوخ لديهم والساسة والنخبة من رجالاتهم إلى تأييد دعمهذا الكيان، فلينعلوا هذا شأنهم. لأن جوهر سياستهم يقوم على دعم هؤلاء المفسدين والشياطين والمتوحشين. ولا ننتظر أكثر من هذا..

ولكن على شعوب العالم يجب أن تأخذ العبرة من هذه الأساليب. والحمد لله إن شعبنا ينظر إلى الأمور بعين واعية. وعلى شعوب العالم أن ترى الوجه الحقيقي والقذر للسياسة الأمريكية في فلسطين رغم كل ادعاءاتها بدعم حقوق الإنسان والنظم الديمقراطية أو دعمهم لحكم الأغلبية التي يتشدقون بها 5.

6- مؤامرة الاستكبار الأمريكي ومخطط النفوذ
 واليوم نقف مرة أخرى. أمام واحدة من هاتيك اللحظات المصيرية ونستشرف واحدة من تلك الامتحانات الشاملة.. حيث إن أمريكا تهدف بعد انتهاء " ما يسمى بالحرب الباردة "،وبفضل السكوت المرعب المخيم على بعض بلدان هذه المنطقة، وبالاستناد إلى التواجد العسكري الغاصب في الخليج الفارسي، إلى أن تحل مشكلتها ومشكلة الصهاينة الغاصبين بحيث يتعرف العرب بإسرائيل، وتخمد " فلسطين " إلى الأبد، وإن تخلص إسرائيل من قلق وهم معارضة الدول العربية سيسفر. أولاً: عن توفير الفرصة لربيبة أمريكا من أجل أن تؤدي مهمتها الرئيسة، أي قمع الحركات الإسلامية في المنطقة باعتبارها أكبر خطر جاد يهدد أمريكا. وثانياً: سيوطد نفوذ أمريكا في بلدان هذه المنطقة ذات الأهمية الحيوية، ويجعل من المنطقة بيتاً أمناً للأمريكيين، ويخلو الجو للشيطان الأكبر في الشرق الأوسط كي يفعل ما يشاء دونما رادع أو مانع.. وثالثا. سيحقق لإسرائيل انتصارا جديدا على طريق تحقيق آمالها في توسيع رقعة احتلالها وتحقيق أملها في احتلال المنطقة الممتدة من " النيل إلى الفرات ".

إن العدو يستهدف أن يقتطع مرة واحدة. فلسطين من جسد العالم الإسلامي، وأن يبقى الشجرة الملعونة الصهيونية في ديار المسلمين وأن أمريكا تروم من خلال تثبيت النظام المحتل أن تمسك بكل شرايين الحياة في هذه المنطقة الحساسة. وتخلص نفسها من هاجس الصحوة الإسلامية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأن أعداء الإسلام يريدون بهذا أن ينفسوا عن كل أحقادهم الدفينة تجاه الإسلام. وينتقموا لكل ما منيوا به من هزائم في السنوات الأخيرة على أثر يقظة المسلمين.

هذه الواقعة لا يمكن مقارنتها بأية واحدة من المؤامرات التي حيكت ضد الشرق الأوسط خلال الأعوام الأخيرة. فالحديث هنا حديث عن اغتصاب وطن بأكمله وتشريد شعب بأسره تشريدا مستمراً أبدياً. وانتزاع قطعة من جسد العالم الإسلامي. ومركز جغرافي للوطن الإسلامي الكبير، وقبلة أولى للمسلمين انتزاعا نهائياً.

ومحور هذا الكفاح الحساس والخطير هو الشعب الفلسطيني الشجاع والمظلوم، الذي عاش المصائب بكل وجوده. والذي يشكل خطراً عظيماً على العدو ببركة التمسك بالإسلام وبجهاده المتواصل والمستميت داخل الوطن المحتل. المؤامرة الإستكبارية الكبرى تستهدف إطفاء شعلة هذا النضال. ولكن. وبحول الله وقوته، وبهمةالفلسطينيين الشجعان وبمعاضدة الشعوب والحكومات المسلمة،يجب أن تتصاعد هذه الشعلة باستمرار، لتأتي على آخر أبنية العدو ومرتكزاته الواهية،وسيتحقق ذلك، وسيمن الله بنصره عليهم ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. وليعلم العدو أن أي تهديد وأي مكر. بما في ذلك إسهام فلسطينيين متنكرين لقضية فلسطين في المؤتمر الأمريكي، لن يستطيع أن يثني عزيمة النفوس المؤمنة بواجبها الجهادي في تحرير فلسطين،عن هذا النضال المحق.

وعلى الرغم من إرادة أمريكا وعملائها، فإن جهاد الشعب الفلسطيني سيستمر، ولن تنطفئ هذه الشعلة المقدسة بخيانة الساسة التابعين من الفلسطينيين والعرب.

إن التصدي للمؤامرة الأمريكية يتركز بالدرجة الأولى على دعم المجاهدين داخل الأراضي المحتلة، وإغداق المساعدات عليهم بالمال وبالمواقف السياسية وبالمعلومات والمعدات العسكرية 6.

7- فلسطين والإعلام المتآمر
 لقد جرت محاولات كثيرة في فترة احتلال فلسطين التي امتدت (45) سنة، وخاصة في العقد ين الأخيرين لإثبات أن اليهود الذين احتلوا فلسطين هم أصحاب حق ويتعرضون للاعتداء (ومع ذلك ) فإن الإعلام العالمي يصف الذين يحاولون استعادة ديارهم بالناس القساة والمتجبرين والخارجين على القانون. وقد قام الإعلام الأمريكي والصهيوني بإشاعة هذه الأكذوبة الكبيرة والخدعة التي لا نظير لها، وهي مسألة مؤلمة ومرة جداً... وهذه المسألة يراعونها حتى في بث ا لأفلام والصور ويحاولون عرض صورة قاسية للعرب، ولا يقولون إن المهاجرين الذين اغتصبوا فلسطين، قد جاءوا لأخذ حق الفلسطينيين، فيعرضون عدداً من النساء والأطفال وهم في حالة بؤس: حتى يقولوا ماذا يفعل العرب مع هؤلاء المساكين،لذا فإن النظام الأمريكي الجديد يُعنى بقلب الحقائق 7.

8- الاستكبار وخديعة الشعب الفلسطيني

لا يوجد شعب على طول التاريخ أخرج من أرضه وغيرت هويته. ولو كانت هذه الحادثة قد وقعت لبلد غير إسلامي لرأيتم ما فعلت القوى الأوروبية والعالمية؟!

عندما ماتت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة،أعربت أمريكا عن تأثرها، في حين أنها ساهمت في إحراق قرى وديار الشعب الفلسطيني،وقد صمت الإعلام العالمي حتى لا تفهم الشعوب العالمية ماذا وقع في هذا المكان من العالم. وقد استمر هذا الكذب والخداع والتجبر والاستكبار حتى ا ليوم. إن الصهاينة مصممون على تحقيق هدفهم في إقامة دولة حدودها من النيل إلى الفرات، ولكن إستراتيجيتهم تقوم في البداية على الحيلة والخداع من أجل الحصول على موطئ قدم، يقومون من خلاله بالضغط والهجوم والقوة، ثم أنهم عندما يتعرضون لمواجهة سياسية أو عسكرية جديدة يلوذون ثانية بالحيلة والخداع ثم يبدأون عملهم مرة أخرى بالضغط والقوة والهجوم، وقد قاموا بهذا العمل منذ 60عاماً أي قبل احتلال فلسطين بــ 25 عاماً. عندما دخل الصهاينة إلى فلسطين لم يقولوا بأنهم يجلبون مهاجرين إلى فلسطين، وكذبوا على الشعب الفلسطيني حيث قالوا بأنهم يجلبون أخصائيين. وهذا الأمر ذكرته وثائق وزارة الخارجية البريطانية. ففي هذه الوثائق التي نشرت بعد 60أو 70عاماً يقول أحد الضباط البريطانيين الذي كان يتولى مسؤولية في فلسطين في تقرير له: لقد قلنا للشعب أن الذين يدخلون فلسطين هم أخصائيون ومهندسون وأطباء و جاءوا لأعمار بلدكم، ولكنه ذكر في تقريره بأنهم كذبوا على هذا الشعب...

لقد جمعوا اليهود الذين لا اختصاص لديهم ولا أي فن من أنحاء العالم وجاءوا بهم إلى فلسطين ووضعوا تحت تصرفهم الإمكانيات والأرض من أجل آن يطردوا السكان الأصليين من فلسطين. وقد بدأوا بالخداع وعندما ثبتوا أقدامهم بدأوا بالهجوم، وفي عام 1948 أعلنوا تأسيس دولة إسرائيل ثم هاجموا مصر بعد عام من أجل احتلال أراضي أكثر..

عندما واجه الصهاينة الشعب. بدأوا بالاحتيال، حتى يجدوا موطئ قدم جديد، واستمروا بهذا الشكل حتى اليوم. وحيلتهم اليوم في عقد مؤتمر فلسطين الذي أقيم من أجل الاعتراف بإسرائيل وبمجرد أن يعترف بهم العرب، فإن هذه العقبة ترتفع من أمام الصهاينة ثم يأتي مرة أخرى دور القسوة والخبث، وأن القسوة والخبث الذي يجري في لبنان حاليا هو هن المسائل المؤلمة جداً،حيث أظهروا الحقائق بهذا الشكل، ثم أصبح بالعكس فعلاً.

إن حقيقة الأمر هي أنهم شردوا شعباً من دياره ومن حق الشعب أن يعود إلى دياره،وهذه المواجهة هي مواجهة عادلة،وتسميها أمريكا بالإرهاب،ولا تسمي خبث الصهاينة مع الثوريين إرهاباً. لقد دخل الصهاينة إلى لبنان وقتلوا المرحوم السيد عباس الموسوي، هذا الإنسان الرفيع واللائق. ولم يقتلوه لوحده فقط، بل قتلوا أيضاً زوجته وطفله اللذين لم يكونا في ميدان الحرب، ولم يشجب لأمريكيون هذا الأمهر. فأنتم تؤيدون الظلم. لماذا تنكرون ذلك،أنتم تؤيدون الخبث والاعتداء والإرهاب، فلماذا تنكرونه؟ فليس هناك إرهاب أوضح من هذا. أما عندما يقوم عدد من الشباب الفلسطيني وفلسطين هي أرضهم ووطنهم، بعملية فدائية وحركة ضد الحكومة الغاصبة،تسمون هذا إرهاباً. فبأي حق تطلقون التسميات بالعكس وتعتبرون أنفسكم محقون؟.
إن على الشعوب أن تعرف هذا 8.

9- الإرهاب الأمريكي في العالم

إن حكام أمريكا يعرفون ماذا يفعلون، ولكن اعتقد أن الشعب الأمريكي لا يعلم ما هو الخبث الذي تقوم به أمريكا اليوم على المستوى العالمي. أن الإرهاب الحكومي حالياً هو من أعمال أمريكا، والإرهاب الحكومي هو قيام حكومة ما بأعمال إرهابية، كالقيام بقصف دار رئيس إحدى الدول بالطائرات كما حصل في ليبيا مثلا حيث قيل إن أحد الأطفال قد قتل في هذا الهجوم،إن العمل الإرهابي يعني إسقاط حكومة من قبل حكومة أخرى، وهو العمل الذي قامت به أمريكا في غرينادا،والعمل الإرهابي يعني القضاء على شعب إحدى الدول، وهو العمل الذي قام به الأمريكان في العراق. إن المواجهة بين الأمريكيين والنظام العراقي هي مسألة أخرى، ولكنهم دمروا الشعب العراقي وقتلوا عددا كبيرا من الشعب. فقد دمروا حياة الشعب ومعامله والمناطق المدنية. وهذه ا لحركة يمارسها الصهاينة اليوم وتحظى بدعم أمريكا، فأي تحرك إرهابي أكثر ظلماً وأقسى من هذا العمل؟

والنتيجة هي أن ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا طريق واحد للخلاص، وهو طريق الكفاح المسلح الذي يجري في داخل وخارج الأرضي المحتلة.وإن وظيفة جميع المسلمين هي مساعدة هذا الكفاح 9.


1-خطاب يوم القدس العالمي 1420هـ
2-خطاب يوم القدس العالمي 1420هـ
3-خطاب مؤتمر دعم الانتفاضة 24/4/2001.
4-خطاب في مؤتمر دعم الانتفاضة 24/4/2001
5-خطاب الجمعة 15/12/2000 الموافق 17/رمضان /1421
6-خطاب حول التآمر على القضية الفلسطينية في مؤتمر مدريد 8/ربيع الأول /1412هـ
7-خطاب يوم القدس العالمي 17/محرم /1417هــ
8-خطاب يوم القدس العالمي 17/محرم / 1417هـ
9-خطاب يوم القدس العالمي 17/محرم /1417 هــ 

2014-07-24