فلسطين ومسؤولية العالم الإسلامي
يوم القدس العالمي
ان المسألة الأهم في هذه الأيام حي مسألة فلسطين حيث لا زالت الانتفاضة العظيمة في فلسطين والأقصى مستمرة وأولئك الذين كان يخال لهم أن باستطاعتهم من خلال ممارسة الضغط والقوة درء الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه المشروعة. أدركوا أنهم مخطئون.
عدد الزوار: 309
1- فلسطين والواجب
الديني في دعم أبنائها
ان المسألة الأهم في هذه
الأيام حي مسألة فلسطين
حيث لا زالت الانتفاضة
العظيمة في فلسطين
والأقصى مستمرة وأولئك
الذين كان يخال لهم أن
باستطاعتهم من خلال
ممارسة الضغط والقوة درء
الشعب الفلسطيني عن
المطالبة بحقوقه المشروعة.
أدركوا أنهم
مخطئون.
لم ولن يستطيعوا كبح جماح
مسيرة الشعب الفلسطيني
ربما تمكنوا عن طريق
القتل والقمع والبطش من
خنق صرخة هذا الجيل لبرهة
زمنية قصيرة.
لكن ما يفكر فيه الصهاينة.
حسب اعتقادهم. هو أنهم
سيستطيعون من الآن وصاعدا
مواصلة حكمهم في الأراضي
المغتصبة بأكثر راحة بال،
ليس سوى أضغاث أحلام.
ان شعوب العالم والشعوب
الإسلامية قد أعلنت دعمها
ومساندتها للثوار
الفلسطينيين المظلومين
كما أن شعبنا العزيز قد
رفع الصرخة دعماً
لانتفاضة الشعب الفلسطيني
وهنا أرى لزاما علي أن
أتقدم بجزيل شكري لكم على
الهمة التي أبديتموها في
يود القدس والتي تجلت
بوضوح في تلك المسيرة
الحاشدة العظيمة وذاك
التجمع الكبير في صلاة
الجمعة.
فشعبنا وكما هو دائما قد
حافظ على مصداقية بلاه
وتاريخه، ان يوم القدس
لهذا العام كانت له
خصوصياته في كافة أرجاء
العالم الإسلامي، تماماً
كما كان متوقعا له أن
يكون، وهذا بفضل حقانية
صرخة مظلومية الشعب
الفلسطيني. نتمنى آن
تتعاطف الحكومات
مع شعوبها في هذا المجال
وليساعدوا الشعب
الفلسطيني، ذاك الشعب
المظلوم والمقهور
والمحاصر من قبل أكثر
الأعداء قساوة وشراسة،
إنه بحاجة إلى الدعم
والمساعدة.
إن الواجب يدعونا شعبا
وحكومة ويدعو سائر الشعوب
والحكومات الإسلامية
الأخرى إلى تقديم الدعم
لهذا الشعب المظلوم قدر
المستطاع إنه واجب
ديني،وواجب إنساني وواجب
عقلاني يفرضه العقل وهو
واجب تاريخي
1.
إن ها يعبر اليوم عن
كلمتنا وموقعنا هو أن
مسألة فلسطين من الناحية
الإسلامية تعتبر مسألة
أساسية لكل المسلمين بما
فيهم نحن وان كل علماء
الشيعة والسنة السالفين
يصرحون ويؤكدون أنه إذا
ما احتل جزء من الأراضي
الإسلامية من قبل الأعداء
فإن الواجب يدعو الجميع
إلى الدفاع لاستعادته كل
حسب مقدرته إنه واجب كل
شخص
بما يملك وبأي شكل
يستطيع مسؤول إزاء قضية
فلسطين أولا من الناحية
الإسلامية الأرض هي أرض
إسلامية احتلت من قبل
أعداء الإسلام ويجب
استردادها ثانياً ثمة
ثمانية ملايين مسلم بعضهم
مشرد والبعض الأخر في
الداخل وضعه أسوء من
المشردين لا يجرءون على
القيام بحياتهم العادية
ولا يسمح لهم بأداء
أرائهم ولا أن يكون لهم
ممثلون في إدارة شؤون
بلدهم يمنعون أحياناً عن
أداء صلواتهم والمسجد
الأقصى قبلة المسلمين
يتعرض للتهديد وتضرم
النيران فيه قبل سنوات
وما يقوم به الصهاينة من
عمليات حفر غير مشروعة بهدف
محو الشكل الإسلامي
للمسجد الأقصى قبلة
المسلمين، كل هذه الأمور
تفرض واجباً على كل
المسلمين، فليس من مسلم
يستطيع التنصل من عب ء
هذا الواجب فكل بما
يستطيع وبما يقدر. إن
التظاهرات والمسيرات التي
شاركتم فيها اليوم أعمال
مهمة للغاية،لأن من
أهدافهم جعل قضية فلسطين
واسم فلسطين طي النسيان
وأن يعملوا ما من شأنه
نسيان وجود مثل هذه
القضية، لكنكم لا تسمحون،
ويوم القدس لا يسمح
وإمامنا الراحل لم يسمح
بما كان يتمتع به من
تدبير، وهذا عمل كبير هذا
من الناحية الإسلامية أما
من الناحية الإنسانية
فأننا نتطلع إلى مظلومية
الأسر الفلسطينية
ومظلومية الناس داخل
ففلسطين وقد شاهدتم خلال
الأيام الماضية أفلاما
تجسد مظلوميتهم وظلم
الكيان الغاصب، ولكن ما
يثير الدهشة هو آن منظمات
حقوق الإنسان صامتة وميتة
إزاء ذلك، فالأمريكيون
وبعض الغربيين الذين
يدعون حمل رسالة نشر
الديمقراطية في العالم قد
فضحوا أنفسهم في هذه
القضية فهناك اليوم شعب
ليس بيده أي تأثير في أي
شأن من شؤون بلده وصوته
ليس مسموعاً في أي مكان
ألا وهو الشعب الفلسطيني
2.
2- فلسطين ومسؤولية الأمة
اعلموا أن العالم
الإسلامي أ جمع يتطلع إلى
الشعب الفلسطيني اليوم.
واعلموا أن قلوب المسلمين
في العالم تغبطكم وتدعو
لكم، ولوا أن
ثمة طريقاً مفتوحة لإبداء
العون لأظهرت الأمة
الإسلامية اليوم دعمها
سواء أرضيت الحكومات أم
رفضت إن الأمة الإسلامية
لن تدع فلسطين والشعب
الفلسطيني، الأمة
الإسلامية لن تغمض عيونها
عن الشباب الفلسطيني
وأقول لشعبنا العزيز، أن
يدرك القيمة السامية لهذا
الدعم والحماسة والعطاء،
دعمكم الصريح والمباشر
لإخوانكم الفلسطينيين
والذي يعد ذا قيمة كبيرة
في العالم الإسلامي. إن
العالم أجمع يعرف أن دولة
إيران الإسلامية العزيزة،
حكومة وشعبا، رجالا ونساء
تحمل مشاعر خاصة وحساسة
مليئة بالعزم الداعم
لقضية فلسطين، ولن
يتأخروا في تقديم ما أمكن
من الدعم والمساعدة.
وكم هو حسن أن تجمع
التبرعات والمعونات من
الشعب، فإن لم نستطع
تقديم الدعم بالسلاح، وان
تعذر إيصال الدعم
الإنساني، فقد يمكننا
تقديم الإعانات المادية.
ونساهم في علاج بعض
جراحهم ونضع البلسم لبعض
إصاباتهم.ونفرح قلوب
الأمهات ونشد من عزم
الإباء من خلال موقفنا
الصادق والمحب لهم.
ولقد رأيتم كيف قتل الصبي
وهو في حضن أبيه، وهذا
ليس الحادث الوحيد بل
هناك الكثير من هذه
الحوادث كم أن عظمة هذه
الانتفاضة كبيرة بحيث
ينظر شباب الانتفاضة بعين
التواضع إلى تضحياتهم
الجسيمة.
كما كنتم في مرحلة الحرب
المفروضة، فلطالما قدمتم
التضحيات لكنكم نظرتم
إليها بتواضع أيضا، لكن
تضحياتكم أثارت إعجاب
ودهشة العالم. والشعب
الفلسطيني هكذا اليوم
أيضاً لا يستكثر تضحياته
ولكنها تثير إعجاب العالم.
حتى أن شهادة طفل في حضن
أبيه أشعلت بركاناً في
قلوب الشعوب، وهذا يعد ذا
قيمة كبيرة.. إلهي في هذا
الوقت من ضحى الجمعة، هذا
اليوم الذي يختص بوليك
وعبدك الصالح الإمام
الحجة بن الحسن أرواحنا
فداه.
نسألك بحقه وبالنبي
الأكرم وجميع الأولياء
ونقسم عليك أن تمد الشعب
الفلسطيني بالنصر وجميع
الشعوب الإسلامية
المجاهدة
3.
لقد نهض مؤتمر فلسطين
الأول في طهران بدور
أساسي وايجابي ووفر محطاً
لآمال معارضي الاستسلام
كما بث روح الأمل، لشعب
فلسطين ورفع من معنوياتهم
ولقد استطاعت مواقف إيران
الإسلام وصمودها الفريد
أيضا أن تشع بالأمل في
قلوب أبناء هذا الشعب
المقدام، والشعب
الفلسطيني الآن يحتاج إلى
الدعم المعنوي
والىالمواقف الصامدة.
صحيح أنه بحاجة إلى المال
أيضا ولا بد لهذا الأمر
من إجراءات جادة لكن
المواطنين الفلسطينيين
أنفسهم يقولون نحن نحتاج
بالدرجة الأولى إلى مواقف
وقرارات قوية عربية
وإسلامية، ان مؤتمركم يجب
أن يوفر أجواء لتلبية هذه
الحاجة وأن يملأ قلوب
الشعب الفلسطيني ثقة بدعم
الأمة الإسلامية دعما
سخياً شاملاً وأنتم نواب
البلدان الإسلامية
المختلفة تستغلون أيضاً
من خلال بذل الجهد على
هذا الطريق تعبئة إمكانات
شعوبكم لتحرير فلسطين إن
الدفاع عن الشعب
الفلسطيني المظلوم ونهضته
الباسلة المظلومة
واجبنا الإسلامي
جميعاً. وهو شعب مسلم
متضمخ بالجراح يرفع
صوته اليوم من وسط
ساحة المعركة داعياً
الأمة الإسلامية إلى
نصرته لا أنسى أبداً
صرخة تلك المرآة
الفلسطينية التي وقفت
أمام عدسات المراسلين
تنادي بصوت مبحوح
"يا
للمسلمين"
على كل المسلمين
والعرب أن يدعموا
شرعية نضال الشعب
الفلسطيني، ولا بد من
التأكيد في المحافل
الدولية أن شعباً
أعزل قد اغتصبت حقوقه
ويقبع تحت الاحتلال
له الحق في أن يناضل
لاستعادة حقوقه.
لذلك فإن انتفاضة
الشعب الفلسطيني
ومقاومته حق مشروع
لهذا الشعب والقوانين
الدولية أيضاً تحترم
ذلك مع أن هذه
القوانين تفسر مع
الأسف عادة في اتجاه
إرادة الاستكبار وقوى
الهيمنة العالمية.
أيها السادة أيها
الحضور ثقوا بأن
الكيان الصهيوني
متأكل من داخله
والجيل الصهيوني
الحالي ليس على
استعداد للفداء
والتضحية من أجل حفظه
كما أن الشعوب
العربية والمسلمة هي
بحمد الله أكثر قوة
وحيوية من أي وقت مضى
في السنوات
الخمسين الماضية.
لقد أصبحت الشعوب ذات
مقدرة في شتى
المجالات لم يعد
بمقدور المسلمين أمام
مشهد القمع اليومي
للشعب الفلسطيني، أن
يسكتوا، لا بد من
إفهام إسرائيل أن
استمرار قمع الشعب
الفلسطيني وقصف
المتاحف الفلسطينية
سيواجه من كل العرب
والمسلمين رداً جاداً
عملياً وبكل شدة يجب
تعزيز أمل الشعب
الفلسطيني في استمرار
مقاومته كما أن الشعب
الفلسطيني يعلم جيداً
أن الذي صد إسرائيل
عن الممارسات القمعية
في لبنان هو قدرة
المقاومة في الرد
عليها، وفي إنزال
الضربات القاصمة بها لا
الاعتماد على المسلمين
المسماة بالسلمية ولا على
وساطة هذا وذاك
4.
3-
فلسطين قضية العالم
الإسلامي
ان الكيان الصهيوني
الغاصب لفلسطين والدول
الداعمة لها تسعى لجعل
أحداث فلسطين مسألة
داخلية تخص الكيان
الصهيوني فقط.
والأمر ليس كذلك،
فالمسألة ليست داخلية،
فلو فرضنا أن لا أحد من
الشعب الفلسطيني انتفض
بوجه الصهاينة فسيبقى
المسلمون خطراً للكيان
الصهيوني وحماتهم لأن
الأمر مرتبط بفلسطين.
فكيف وأن الشعب الفلسطيني
قام وانتفض اليوم إنها
قضية العالم الإسلامي
وأنها كذلك من خلال وجهتي
نظر.
الأولى: إن فلسطين هي جزء
من الأراضي الإسلامية
ولدى المذاهب الإسلامية
الشائعة بأجمعها لا يوجد
خلاف بينهم وبإجماع جميع
الفقهاء: إن اقتطعت أرض
من أرض المسلمين واحتلتها
دولة معادية للإسلام،
فواجب الجميع الشرعي أن
يسعوا ويجاهدوا من أجل
إعادة هذا الجزء المغتصب
إلى الجسد الإسلامي.
لذا فإن الشعوب الإسلامية
في كل مكان من العالم
يدركون واجباتهم، ولعل
الكثيرين لا يستطيعون
القيام بعمل ما ولكن على
كل من يمتلك القدرة على
العمل يجب أن يعمل وبأي
شكل من الأشكال.
ثانياً: ان إقامة دولة
يهودية وبمصطلح كيان
صهيوني في هذه
المنطقة من العالم
الإسلامي. إنها من أجل
هدف استعماري بعيد المدى
أقاموا هذه الدولة في هذه
المنطقة الحساسة التي تعد
قلب العالم الإسلامي، حيث
ان إفريقيا تعد غربي
العالم الإسلامي: وآسيا
والشرق الأوسط هي منطقة
شرقي العالم الإسلامي،
وهي تعد منطقة الوصل
والمرور بين آسيا
وأفريقيا وأوروبا.
وإنما اقتطعوا هذا الجزء
الحساس والاستراتيجي من
يد المسلمين وأعطوه
لليهود وأقاموا الكيان
الصهيوني من أجل استمرار
سلطة المستعمرين وعلى
رأسهم انكلترا آنذاك على
العالم الإسلامي وبقائها
أطول فترة وأن تكون سداً
مانعاً أمام أي دولة
إسلامية يمكنها أن تنشأ
في المنطقة كالدولة
العثمانية سابقاً وتشكل
خطراً على نفوذ
المستعمرين من الإنكليز
والفرنسيين وغيرها من
القوى، إنما عمدوا إلى
صنع موقع لهم. لذا فإن
إقامة دولة صهيونية طبقاً
للوثائق التاريخية التي
تنص على رغبة اليهود بوطن
قومي ليست سوى ضجة
استعمار تذرعت انكلترا
بها للكثيرين. فثمة أدلة
وشواهد للكثيرين من
اليهود وهم يؤمنون أنهم
ليسوا بحاجة إلى دولة
ووجود مثل هذه الدولة
ليست لصالحهم أي أنها لم
تكن رغبة وحاجة يهودية..
بل حاجة استعمارية
وانكليزية على الخصوص.
وفيما بعد تحولت سياسة
العالم والقوة
الاستعمارية من يد
بريطانيا وتحولت جميع
أسباب القوة والاستعمار
إلى أمريكا.
والأمريكان يحاولون
استغلال هذا الحدث
ويعملون على استغلاله
اليوم بكل جهدهم.
ولهذا فإن قضية تحرير
فلسطين ومحو دولة الكيان
الصهيوني
الغاصب قضية ترتبط وتنسجم
مع مصالح شعوب المنطقة
ومن ضمنها مصالح بلادنا
إيران العزيزة. ولم يخطئ
الساسة في بداية الثورة
في برامج السياسة الدولية
من اختيار التصدي
والمقاومة لنفوذ وقوة
الكيان الصهيوني. ولهذا
فإن كل مفكري العالم
الإسلامي والحكام الأحرار
وكل أولئك الذين لم تلوث
أيديهم بسياسة أمريكا
يعتقدون بضرورة التصدي
للكيان الصهيوني. وذلك
انطلاقاً من شعورهم
بمصالح بلادهم
5.
1- بمناسبة عيد الفطر السعيد 1421هــ
2- خطاب يوم القدس العالمي1420هــ
3- خطبة للقائد حول التعبئة وفلسطين .
4- الخطاب في مؤتمر دعم الانتفاضة 24/4/2001 م
5- خطاب الجمعة 15/12/2000 الموافق17/رمضان/1421