تصريح النبيّ محمد (ص) بالأئمّة الاثني عشر
الإمامة والخلافة
لقد جاء في المرويات ما دلّ على حصر الأئمّة باثني عشر إماماً، وهي عدّة أخبار مرويّة في كتب أهل السنة المعتبرة أي اعتبار، إضافة لما اجتمعت عليه الشيعة من إثبات عدد هؤلاء الأئمة عليهم السلام وأسمائهم. فقد روي في الجمع بين الصحيحين
عدد الزوار: 494
تصريح النبيّ محمد صلى
الله عليه وآله وسلم
بالأئمّة الاثني عشر1
لقد جاء في المرويات ما
دلّ على حصر الأئمّة
باثني عشر إماماً، وهي
عدّة أخبار مرويّة في كتب
أهل السنة المعتبرة أي
اعتبار، إضافة لما اجتمعت
عليه الشيعة من إثبات عدد
هؤلاء الأئمة عليهم
السلام وأسمائهم. فقد روي
في الجمع بين الصحيحين2،
عن سيّد الكونين، بسند
ينتهي إلى جابر بن سمُرة
عن النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم أنّه قال:
"يكون من بعدي اثنا عشر
خليفة" ثمّ تكلَّم
بكلمة خفيّة، ثّم قال:
"كلَّهم من قريش"3.
وروى البخاري في صحيحه
بطريقين: أوّلهما إلى
جابر بن سُمرة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: "يكون
بعدي اثنا عشر أميراً"،
ثم قال كلمة لم أسمعها،
ثمّ قال: "كلَّهم من
قريش"4.
وثانيهما إلى ابن عيينة
قال، قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم:
"لا يزال أمر الناس
ماضياً ما وليهم اثنا عشر
رجلًا" ثمّ تكلَّم
بكلمة خفيت عليّ، فسألت
أبي: ماذا قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال، قال: "كلَّهم من
قريش"5.
وقد روى مسلم أيضاً
الحديث الأوّل بثمان طرق،
ألفاظ متونها لا تختلف6.
وفي صحيح مسلم عنه صلى
الله عليه وآله وسلم:
"لا يزال الدين قائماً
حتّى تقوم الساعة ويكون
عليهم اثنا عشر خليفة،
كلَّهم من قريش"7.
وفي الجمع بين الصحاح
الستّ في موضعين أنّه صلى
الله عليه وآله وسلم قال:
"إنّ هذا الأمر لا
ينقضي حتّى يمضي فيهم
اثنا عشر خليفة، كلَّهم
من قريش"8.
وذكر السدّي في تفسيره
وهو من علماء الجمهور
وثقاتهم قال: لمّا كرهت
سارة مكان هاجر، أوحى
الله تعالى إلى إبراهيم
أن انطلق بإسماعيل وأمّه،
حتّى تنزله بيت النبيّ
التهاميّ، فإنّي ناشر
ذريّتك وجاعلهم ثقلًا على
من كفر، وجاعل من ذريته
اثني عشر عظيماً9.
وعن ابن عبّاس قال: سألت
النبيّ صلَّى الله عليه
وآله حين حضرته الوفاة،
وقلت: إذا كان ما نعوذ
بالله تعالى منه فإلى من؟
فأشار بيده إلى عليّ عليه
السلام، وقال: "إلى
هذا، فإنّه مع الحقّ
والحقّ معه، ثمّ يكون من
بعده أحد عشر إماماً"10.
وروى صدر الأئمّة أخطب
خوارزم، بإسناده إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم، قال: سمعتُ رسول
الله يقول: "ليلة أسري
بي إلى السماء، قال لي
الجليل جلّ جلاله: أمن
الرسول بما أُنزل إليه من
ربّه. فقلت: والمؤمنون،
فقال لي: صدقت، من خلَّفت
في أُمّتك ؟ قلت: خيرها،
قال: عليّ بن أبي طالب
عليه السلام، قلت: نعم يا
ربّ. قال: يا محمّد إنّي
اطَّلعت إلى الأرض اطلاعة
اخترتك منها، فشققت لك
اسماً من أسمائي، فلا
اذكر في موضع إلا ذكرت
معي، فأنا المحمود وأنت
محمّد، ثمّ اطَّلعت ثانية
واخترت منها عليّاً عليه
السلام واشتققت له اسماً
من أسمائي، فأنا الأعلى
وهو عليّ. يا محمّد إنّي
خلقتك وخلقت عليّاً
وفاطمة والحسن والحسين
والأئمّة عليهم السلام من
ولده من نوري، وعرضت
ولايتكم على أهل السماوات
والأرض، فمن قبلها كان
عندي من المؤمنين، ومن
جحدها كان من الكافرين.
يا محمّد لو أنّ عبداً من
عبادي عَبَدَني، حتّى
يصير كالشنّ البالي، ثمّ
أتاني جاحداً لِولايتكم
ما غفرت له، حتّى يقرّ
بولايتكم. يا محمّد تحبّ
أن تراهم ؟ قلت: نعم.
فقال لي: التفت إلى يمين
العرش، فالتفتّ فإذا
بعليّ، وفاطمة، والحسن،
والحسين، وعليّ بن
الحسين، ومحمّد بن عليّ،
وجعفر بن محمّد، وموسى بن
جعفر، وعليّ بن موسى،
ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن
محمّد، والحسن بن عليّ،
والمهديّ، في ضحضاح من
نور قيام يصلُّون، وهو في
وسطهم يعني المهديّ كأنّه
كوكب درّي. وقال لي: يا
محمّد، هؤلاء الحجج، وهو
الثائر من عترتك، وعزّتي
وجلالي، إنّه الحجّة
الواجبة لأوليائي،
والمنتقم من أعدائي"11.
وقد روي من طرق أهل
السنّة في هذا المعنى
أكثر من ستّين حديثاً،
كلَّها يشتمل على ذكر
الاثني عشر12،
وفي بعضها ذكر أسمائهم،
وكتبهم مملوءة من ذلك.
خاتمة:
من مجمل ما تقدّم، يظهر
وبشكل جليّ وواضح أنّ
مسألة الإمامة هي من
المسائل الأساس في ديننا
الحنيف، وقد دلّت عليها
الدلائل الثابتة من العقل
والقرآن والسنّة، ولا
يبقى لنا إلا أن ندخل عبر
بوابة البحث إلى الحديث
حول قضية الإمام المهديّ
عج الله تعالى فرجه
الشريف، ذلك الإمام الذي
يطبق المسلمون أجمعين على
حتمية ظهوره، وأنه الإمام
القائد للبشرية في عصر
آخر الزمان.
* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- مستفاد من كتاب:
كشف الغطاء عن مبهمات
الشريعة الغراء، الشيخ
جعفر كاشف الغطاء، ج1،
ص68-70.
2- الجمع بين الصحيحين
لمحمّد بن أبي نصر فتوح
الحميدي الأُندلسي
المتوفّى سنة 488 ه،
رَتّب الأحاديث على حسب
فضل الصحابي، وقال ابن
الأثير في جامع الأُصول:
واعتمدت في النقل من
الصحيحين على ما جمعه
الحميدي في كتابه فإنّه
أحسن في ذكر طرقه واستقصى
في إيراد رواياته، وإليه
المنتهي في جمع هذين
الكتابين كشف الظنون 1:
599.
3- صحيح مسلم 4: 100 كتاب
الإمارة باب 1 ح 1821،
سنن الترمذي 4: 501 ح
2223، مسند أحمد 5: 88،
98، 99، مسند أبي عوانة
4: 396، حلية الأولياء 4:
333، جامع الأُصول 4: 45
ح 2022، مصابيح السنّة 2:
192، البداية والنهاية 6:
248، ينابيع المودّة 3:
289، العمدة لابن البطريق:
417.
4- صحيح البخاري 9: 101
كتاب الأحكام باب
الاستخلاف، سنن الترمذي
4: 501 ح 2223، مسند أبي
عوانة 4: 398، مستدرك
الحاكم 3: 617 بتفاوت،
ينابيع المودّة 3: 289.
5- صحيح مسلم 4: 100 كتاب
الإمارة ح 1821، ومسند
أحمد 5: 97، 98، 100،
101، ومستدرك الحاكم 3:
618 بتفاوت، وحكاه عنه
ابن البطريق في العمدة:
416 ح 857.
6- ولا يخفى أنّ ألفاظ
الأحاديث في صحيح مسلم
مختلفة ولكنّها متّفقة في
لفظ الاثني عشر وكلَّهم
من قريش. صحيح مسلم 4:
100 كتاب الإمارة ح 1821،
وانظر تيسير الوصول إلى
جامع الأُصول 2: 33.
7- صحيح مسلم 4: 101 كتاب
الإمارة ح 1822، وأورده
في مسند أحمد 5: 98 وجامع
الأُصول 4: 47 ح 2022
بتفاوت، ومسند أبي عوانة
4: 395.
8- راجع صحيح مسلم 4: 100
كتاب الإمارة ح 1821،
وجامع الأُصول 4: 46 ح
2022، ومسند أبي عوانة 4:
395.
9- البداية والنهاية 6:
250 وفيه بعض الحديث،
ونقله عنه العلامة في نهج
الحقّ: 230، وابن طاوس في
الطرائف: 172 ح 269
والمجلسي في البحار 36:
214 ح 16، وصاحب إحقاق
الحقّ 7: 478.
10- إعلام الورى: 365،
كفاية الأثر: 20 " بتفاوت"
بحار الأنوار 36: 300 ح
136.
11- أُنظر سنن أبي داود
2: 508 ح 4279، 4280،
ومسند أحمد 1: 398 و ج 5:
87 108، وفرائد السمطين
2: 147، ح 442 445،
وتاريخ بغداد 14: 353 ح
7673، ومستدرك الحاكم 3:
618، والخصائص الكبرى 2:
415، ومصابيح السنّة 2:
192، وتيسير الوصول إلى
جامع الأُصول 2: 33،
وينابيع المودّة 3: 289
292، والعمدة لابن
البطريق: 416 423.
12- مقتل الحسين
للخوارزمي 1: 96، وأُنظر
فرائد السمطين 2: 319 ح
571، ومائة منقبة لابن
شاذان: 64، وإحقاق الحق
5: 45، وينابيع المودّة
3: 380، وكفاية الأثر: 74
بتفاوت، وكمال الدين 1:
240 ب 23 ح 2، وعيون
أخبار الرضا 2: 60 ب 6
ح27، وبحار الأنوار 36:
302 ح 140 بتفاوت.