تهذيب البصر
جمادى2
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...
عدد الزوار: 488تهذيب البصر
قال تعالى في كتابه العزيز:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...﴾
العين هي نعمة إلهيّة كبرى على الإنسان إذ يبصر بها ما حوله من المخلوقات والأشياء
فيستثمرها، وبها يقرأ الكتب ويرى الآخرين ويرى جمال الكون وعجائبه، مع كلّ هذا قد
تكون وبالًا على الإنسان في آخرته إذا لم يحسن استخدامها ضمن الحدود التي وضعها
الله تعالى لها فعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):"كم من نظرة جلبت حسرة".
النظر المحرَّم:
أكدت الكثير من الروايات الشريفة على خطورة هذا النظر على روح الإنسان المؤمن وقلبه،
ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): "إذا أبصرت العين الشهوة عمي القلب عن
العاقبة".
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "يا بن جندب! إن عيسى بن مريم عليه السلام قال
لأصحابه: إيّاكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى
لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه".
عواقب النظر المحرم:
إنّ جزاء النظر المحرم عند الله تعالى شديد جدًا بحيث أنّ بعض الروايات عبّرت عن
صور عجيبة للذي يملأ عينيه من النظر الحرام ومن هذه العواقب:
1- يملأ عينيه نارًا: ففي الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):
"من ملأ
عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار، إلا أن يتوب ويرجع".
2- الحسرة يوم القيامة: فعن الإمام علي (عليه السلام):
"كم من نظرة جلبت حسرة", والله أعلم بمقدار هذه الحسرة والندامة التي ستعتري الإنسان يوم القيامة حين يرى
النعيم ويمنع منه لأجل نظرة إلى حرام.
آثار غض البصر:
كما أنّ للنظر إلى الحرام عواقب قد ذكرنا بعضا منها فإنّ لغضّ البصر عن محارم الله
تعالى آثارٌ حميدة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الآثار:
1- حلاوة العبادة: فإنَّ الشيطان يسعى جاهدًا ليوقع الإنسان في المحرمات، التي يسهل
الوقوع بها تحت ضغط الشهوات، كالنظر المحرم، وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله): "ما من مسلم ينظر امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلّا أحدث الله تعالى له
عبادة يجد حلاوتها في قلبه".
2- راحة القلب: ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام):
"من غضّ طرفه أراح قلبه".
3- الحصانة: وهي تحفظ الإنسان عن الوقوع في الذنوب ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه
السلام): "ما اعتصم أحدٌ بمثل ما اعتصم بغض البصر، فإن البصر لا يغض عن محارم الله
إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال".
كيف نعالج آفة النظر:
إنّ الذي يحفظ الإنسان ويمنعه من الوقوع في النظرة الحرام، ويعيده إلى الصواب إذا
وقع لا سمح الله في الإنحراف، هما أمران أساسيان:
1- تقوى الله: إنّ الارتباط بالله تعالى وتقوى الله تعالى هو الأمر الأساسي في حفظ
الإنسان وابتعاده عن المحرمات، وقد تمّ التأكيد على تقوى الله في موضوع النظر
وأمراضه، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما سئل: بما يستعان على غمض البصر؟
فقال: "بالخمود تحت سلطان المطّلع على سرِّك"،
2- الحياء: فالحياء حاجز آخر يقف أمام انحراف الإنسان، وفي رواية عن رسول الله (صلى
الله عليه وآله): "الحياء شعبة من الإيمان"، وعنه (صلّى الله عليه وآله):
"إذا لم
تستح فافعل ما شئت".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2014-04-24