دوحة الولاية-العدد186- ربيع الثاني1435 هـ

أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها أعظمهم عند الله شأناً.

الإمام العسكري عليه السلام

الشّعب الذي يتقدّم نحو الشهادة، الشّعب الذي يعشق رجاله ونساؤه الشهادة ويهتفون بها، لا يُمكن أن يتأوّه من نقصٍ في بعض الموارد الاقتصادية؛ هذا الأنينُ لا يرفعُهُ إلا المتعلّقون بالمادّة. وأمّا أولئك الذين يعشقون ربّهم، فلا تُثنيهم الزيادة أو النقص.
هذا الذي يسير قُدماً نحو الشهادة، لا يهتمّ إذا أعلمته بأنّ اللصوص قد سرقوا أمواله أو ارتفعت أسعار المواد الضرورية، إنّه لم يذهب لجمع الغنائم، ذلك لأنّ غنيمته أبديّة ولا تراجع فيها.

الإمام الخميني قدس سره

عصرُنا يا أعزائي شبيه بمعركة أُحُد، فإن أحسنّا ستكون الهزيمة من نصيب العدو، ولكن إذا وقعت أبصارنا على الغنائم، ولاحظنا بعض الأشخاص يتكالبون على جمعها، وغلبتنا مشاعر الطمع، تنعكس المعادلة حينذاك.
نداء الشهداء يدعو إلى عدم الانصياع لهواجس الغنائم، فلا تنظروا إلى من يعصي ويتّجه لجمعها، عليكم بأنفسكم، ولا يشغلنّكم من اختار طريق الغواية.
هذا ما يأمر به الإسلام، وهذا ما تدعو إليه دماء الشّهداء..

الإمام الخامنئي دام ظله

نحنُ في مرحلة نقول لقادتنا الشهداء وكلّ شهدائنا: إنّ دماءكم الزكيّة، وجهادكم الدؤوب بحمد الله أدخلنا في زمن الانتصارات.
ومنذ أن عرفناكم، وسمعناكم، وشهدنا جهادكم، وشمَمْنا رائحة دمائكم الزكيّة الفوّاحة التي قُدّمت من أجل أقدس قضيّة، دخلنا زمن الانتصارات وأغلقنا خلفنا أبواب زمن الهزائم.

السيد حسن نصر الله حفظه الله

أحد أسرار تكرار الأذكار والأعمال، أنّه عندما يكرّر اللسان الذكر الإلهي ينفتح تدرجيّاً لسان القلب أيضاً، ويُصبح هو أيضاً ذاكراً مثلما أنّ تذكُّر القلب يجعل اللسان أيضاً ذاكراً.

يقول الإمام الخميني قدس سره: كان الشيخ العارف الكامل الشاه آبادي يقول: "يجب أن يكون الإنسان- وهو في حال الذكر- مثل الذي يلقّن الطفل الكلام لكي يتعلّم التكلّم، فهكذا يجب أن يلقِّن الإنسان قلبه".

وما دام الإنسان يردّد الأذكار باللسان منشغلاً بتعليم القلب، فإنّ ظاهره يعين باطنه.

ولو واظب الإنسان مدّةً على هذه الحال من الترتيب في الصلاة والأذكار والأدعية، فإنّ النفس تعتاده، وتُصبح الأعمال العباديّة مثل سائر الأعمال المعتادة التي لا يحتاج حضور القلب فيها إلى تكلُّف.

حيث كان التكبر هوساً أخلاقياً ماحقاً، فجديرٌ بكلّ عاقلٍ أن يأخذ حذره منه، وأن يجتهد في علاج نفسه، ولذلك عدّة خطوات:
1- أن يعرف المتكبر واقعه وما يتّصف به من ألوان الضعف والعجز: فأوله نطفة قذرة، وآخره جيفة منتنة، وهو بينهما عاجزٌ واهن، يُرهقه الجوع والظمأ، ويعتريه السقم والمرض.
2- أن يتذكر مآثر التواضع ومحاسنه، ومساوئ التكبر وآثامه، وما ترادف في مدح الأول وذم الثاني.
3- أن يروّض نفسه على التواضع، والتخلق بأخلاق المتواضعين، وإليك أمثلة في ذلك:
أ‌- جديرٌ بالعاقل عند احتدام الجدل والنقاش في المساجلات العلمية أن يذعن لمناظره بالحق إذا ما ظهر عليه بحجته، متفادياً نوازع المكابرة والعناد.
ب‌- أن يتفادى منافسة الأقران في السبق إلى دخول المحافل، وتصدّر المجالس.
ت‌- أن يخالط الفقراء والبؤساء، ويبدأهم بالسلام، ويؤاكلهم على المائدة، متأسياً بأهل البيت عليهم السلام.

﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (الجاثية :23) .
يفسر العلامة الطباطبائي رحمه الله الآية الشريفة بالقول: " قدم ﴿إِلَهَهُ﴾ على ﴿هَوَاهُ﴾ أي يعلم أنّ له إلهاً يجب أن يعبده- وهو الله سبحانه- ولكنه أبدله بهواه وجعل هواه مكانه فعبده. فهو كافرٌ بالله سبحانه على علم منه ولذلك عقّبه الله بالقول: ﴿وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾؛ أي أنه ضالٌّ عن السّبيل وهو يعلم. ولذا كانت عبادة الهوى شركاً خفياً".

إخوتي...
ليست الشهادة أن تنطلق في إطار ضيّق، بل هي مفهوم عام عماده الذوبان في الله وفي وليّه الإمام الخميني محيي دين محمد صلى الله عليه وآله ، وباعث الجهاد في نفوس الثائرين من أجل رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.أوصيكم يا أخوتي بالثأر لدم الحسين عليه السلام والشهداء. إخوتي... اذكروني بدعائكم فإني بحاجة إليه، والحقوا بي ولا تتعلقوا بالزوائل.

من وصية الشهيد الشيخ وسام زيعور