يوم الله
إضاءات عاشورائية
من أسماء يوم الطف، ومع أن كل الأيام والأزمنة هي لله، إلا!ّ أنه قد ينسب زمان ومكان خاص إلى الله بسبب أهمية أو عظمة الحادثة التي وقعت فيه وظهرت خلالها قدرة الله.
عدد الزوار: 393
من أسماء يوم الطف، ومع أن كل الأيام والأزمنة هي لله، إلا!ّ أنه قد ينسب زمان
ومكان خاص إلى الله بسبب أهمية أو عظمة الحادثة التي وقعت فيه وظهرت خلالها قدرة
الله.
ورد في القرآن الكريم اسم "أيام الله" مع الحث على تكريمها والاحتفاء بها لما لها
من تأثير على مصير الشعوب والأمم:
﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾(إبراهيم/5).
و في يوم عاشوراء وقعت أحداث هامّة من أبرزها ملحمة عاشوراء واستناداً إلى كثير من
الروايات وخاصة الروايات الواردة في كتب السنّة فإن يوم عاشوراء كان يوماً مهماً
كان الماضون يصومونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصومه أيضاً إلاّ أن بني
أميّة اتخذوه من بعد قتل الحسين يوم فرح وسرور" اللهم أن هذا يوم تبرّكت به بنو
أميّة... وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين" (مفاتيح الجنان، زيارة
عاشوراء:، ومنذ تلك الواقعة اعتبره أئمة الشيعة يوم شؤم ونهوا عن صيامه.
جاء في روايات السُنّة أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن صيام يوم عاشوراء،
فقال: "إن عاشوراء يوم من أيام الله تعالى، فمن شاء صامه ومن شاء تركه"(كنز العمال
658:8)، وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إن آل أمية لعنهم الله ومن
أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذروا نذراً إن قتل الحسين عليه السلام، وسَلِم
من خرج إلى الحسين، وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتّخذوا ذلك اليوم عيداً لهم
يصومون فيه شكراً، فصارت آل أبي سفيان سنّة إلى اليوم واقتدى بهم الناس جميعاً
لذلك، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح في ذلك اليوم"(بحار
الأنوار 95:45).
وعلى كل حال كانت واقعة عاشوراء الدامية أعظم مظاهر الفداء والتضحية المخلصة في
سبيل الدين، وتقديم أغلى وأعز الناس في سبيل الحق والعدالة وإحياء الدين. وكان لها
تأثير بارز في إيقاظ الشعوب على مدى التاريخ تستلهم منها الشعوب والأشخاص الدروس
على طريق مقارعة الظلم. وإذا كانت لنا في الإسلام بضعة أيام مجيدة وتستوجب الثناء
فأحدها يوم عاشوراء الذي صار رمزاً لتكريم الإنسان على الملائكة. ويكفي أمّة محمد
صلى الله عليه وآله فخراً بأن لها قدوات كالحسين عليه السلام وشهداء كربلاء.
روي في حديث مناجاة موسى عليه السلام، قال: يا رب لم فضلت أمة محمد صلى الله عليه
وآله على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر. قال موسى: وما تلك الخصال التي
يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: "الصلاة و الزكاة والصوم
والحج والجهاد والجمعة والجماعة و القرآن والعلم وعاشوراء...".
واعجباه! لقد جعل عاشوراء في مصاف الصلاة والحج والجهاد والقرآن التي فضلت بها أمة
الإسلام على الأُمم الأخرى. وهذا هو سر وعظمة عاشوراء وكونه من أيّام الله.
ثم أن موسى عليه السلام سأل بعد ذلك: "يا رب وما عاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على
سبط محمد صلى الله عليه وآله والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى. يا موسى، وما
من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزّى على ولد المصطفى إلاّ وكانت له
الجنّة ثابتاً فيها. وما من عبد أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه طعاماً وغير
ذلك كان معافاً في الجنّة وغفرت له ذنوبه"(مجمع البحرين، كلمة عشر).
* موسوعة عاشوراء /المؤلف حجة الإسلام و المسلمين الشيخ جواد محدثي 2013-11-21