الهجرة
إضاءات عاشورائية
كان للهجرة دور فاعل في الكثير من الثورات والحركات الكبرى، وفي ثورة عاشوراء أيضا هاجر الحسين بن علي عليه السلام من مدينة جدّه إلى مكة ومنها إلى كربلاء مثلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله من مكّة إلى المدينة،
عدد الزوار: 100
كان للهجرة دور فاعل في الكثير من الثورات والحركات الكبرى، وفي ثورة عاشوراء أيضا
هاجر الحسين بن علي عليه السلام من مدينة جدّه إلى مكة ومنها إلى كربلاء مثلما هاجر
رسول الله صلى الله عليه وآله من مكّة إلى المدينة، فكانت تلك الهجرة مصدر تغيير في
أوضاع المسلمين وأصبحت مبدءاً للتاريخ.
كان لهجرة الحسين أيضا دور كبير إحياء دين جدّه، وصار محرّم بداية للسنة الهجرية
وكانت الهجرتان كلتاهما في سبيل الدين وبقاء الرسالة.
كان النبي موسى عليه السلام قد خرج من مصر خائفاً أيضاً:
﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ
قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
(القصص/21)، لأن فرعون وأتباعه كانوا يريدون قتله، وهاجر أبو عبدالله من جوار قبر
جدّه سالكاً الطريق إلى مكة وهو يقرأ نفس تلك الآية (مقتل الحسين للمقرّم:157)،
وكانت هجرته من مكة هرباً من الموت الذي كان يدبّره له يزيد، وتوجه إلى الموت الذي
يثمر من بعده، وهكذا كانت هجرة الرسول أيضاً لإفشال خطّة من كانوا يدبّرون لمقتله
ليلة المبيت، فتوجه من مكة إلى غار ثور ومنه إلى المدينة.
إن الهجرة ضرورة لأية ثورة عقائدية، لأنها تتضمن الانسلاخ من النوازع المادية
والاستعداد للبذل في سبيل الهدف، وفيها أيضاً رحيل عن الأهل والأرض والوطن وجميع
الأواصر المادية الأخرى. والهجرة تمنح المهاجر التجربة والنضوج، وتفتح فكره على
آفاق أوسع وأرحب، ويمتد تأثيرها حتى إلى تغيير مناطق الهجرة.
* موسوعة عاشوراء /المؤلف حجة الإسلام و المسلمين الشيخ جواد محدثي 2013-11-01