يتم التحميل...

خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم التخرّج المشتركة لجامعات الضباط

2013

كان استعراض الميدان، استعراضاً جميلاً جدّاً وذا معان عميقة. أرى من اللازم تهنئتكم جميعاً أيّها الشباب الأعزّاء، سواءً منكم المتخرّجون الذين تشرّفوا اليوم بفخر بنيلهم الرتب العسكرية، وأصبحوا أعضاء رسميّين في جيش جمهوريّة إيران الاسلاميّة العزيز،

عدد الزوار: 161

خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم التخرّج المشتركة لجامعات الضباط في جيش الجمهورية الإسلامية_جامعة الشهيد ستّاري للضبّاط_ 5/10/2013

بسم‌ الله‌ الرّحمن ‌الرّحيم

كان استعراض الميدان، استعراضاً جميلاً جدّاً وذا معان عميقة. أرى من اللازم تهنئتكم جميعاً أيّها الشباب الأعزّاء، سواءً منكم المتخرّجون الذين تشرّفوا اليوم بفخر بنيلهم الرتب العسكرية، وأصبحوا أعضاء رسميّين في جيش جمهوريّة إيران الاسلاميّة العزيز، أو الشباب الذين سلكوا من خلال استلامهم للشّارة العسكريّة، طريقهم نحو الاستعداد وتعلّم القيم العسكريّة للقوّات المسلّحة في الجمهوريّة الاسلاميّة. أسأل الله سبحانه أن يشملكم جميعاً برحمته وفضله وهدايته، وأن يقدّر لحياتكم وعاقبتكم ما فيه رضاه.

إن لجيش جمهوريّة إيران الاسلاميّة المجيدة، وعلى وجه الخصوص، القوّات الجوّيّة والتي تُقام هذه المراسم بضيافتها ذكريات لا يمكن أن تُمحى من تاريخ هذا البلد. نعم، لقد عرج شهداء ومضحّون ومضوا، ولكنّ طريقهم، الذي هو طريق الجهاد المقدّس في سبيل أهداف الاسلام والقرآن والحفاظ على وطننا العزيز إيران، لا زال مستمرّاً. وإن روحيّة طيّارينا في فترة الحرب المفروضة، كانت من جملة الظواهر التي لا نظير لها أو التي قلّ نظيرها في القوّات المسلّحة لدول العالم. كانلكل واحد من ضبّاط القوّات الجوّيّة سواء الطيّارون أو الضبّاط (التقنيون)الفنّيّون دوره المؤثّر في موضعه واستطاعوا كلّ بحدود إمكانيّاته ومن موقعه البلوغ بتجربة الثماني سنوات من حرب الدفاع المقدّس، إلى نتائجها الباعثة على العزو والفخر. إنّ ذكرى طيّار كالشهيد بابايي وضابط تقني عالي القدر كالشهيد ستّاري لن تُمحى من ذاكرة الشعب الايراني.

لقد استطاع جيش جمهوريّة إيران الاسلاميّة وحرس الثورة الاسلاميّة، في مرحلة صعبة من امتحان عسير أن يظهروا هكذا شخصيّة وهويّة عن أنفسهم، والتي من دون شكّ، إمّا أنه لا نجد لها نظيراً في تاريخنا أو إذا ما شوهد نظيرها فهو نادر، على شبابنا الأعزّاء أن يقدّروا هذا. أبنائي الأعزّاء، اعلموا أنّنا نفتخر بقوّاتا المسلّحة الباسلة، وعليكم أنتم الافتخار كونكم حاضرين في سلك هذه القوّات المقدّسة والشجاعة والمضحّية والذائعة الصيت.

إنّنا ومن دون أن نهدّد أحداً، نعتبر أنّ تعزيز قدرات القوّات المسلّحة وتقويتها هي العامل الأهمّ في سبيل الحفاظ على الأمن الخارجي للشعب الايراني وجمهوريّة إيران الاسلاميّة. إنّنا لا نهدّد احداً، لكن نرى من اللازم أن يشعر الشعب الايراني وبلدنا العزيز بالأمن في ظل الحصن المنيع للقوّات المسلّحة في جمهوريّة إيران الاسلاميّة سواءً الجيش، أو التعبئة، أو حرس الثورة الاسلاميّة أو الشرطة. لذا فإنّنا نعتقد أنّ من واجب المسؤولين جميعاً العمل على تعزيز قدرات القوّات المسلّحة، أن يضعوها في برامجهم. إنّنا نسمع التهديدات المتكرّرة للشعب الايراني والباعثة على الاشمئزاز، وسيكون ردّنا على أيّ اعتداء على الشعب الايراني ردّاً جدّيّاً وقويّاً، وليعلم وليعرف هذا كلّ من اعتاد تهديد الشعب الايراني بأقواله.

لقد أظهر الشعب الايرانيّ صلابته في الدفاع عن مبادئه ومصالحه مثلما أنه شعب يميل إلى السلام ويرغب به وبالصلح والتعايش مع إخوانه المسلمين وعموم أفراد البشر، هذان الأمران متوازيان معا.

نقول هذا أيضاً: إنّنا نؤيّد التحرك الديبلوماسيّ للحكومة، وندعمه. وإلى جانب الاستعدادت المتعدّدة الجوانب للشعب الايراني سواءً من الناحية الاقتصاديّة، أو من ناحية الأمن الداخلي، أو من ناحية تعزيز البنية الداخليّة للنظام الاسلامي، أو من ناحية الوحدة الوطنيّة أو من الناحية العسكريّة نولي الأهمّيّة للمساعي والتحرّكات الدبلوماسية، سواء في مسألة هذه الزيارة الأخيرة أو في غيرها، وندعم ما تقوم به الحكومة، والجهود الدبلوماسية والتحرّك التي تقوم به في هذا المجال. بالطبع، بعض ما جرى في زيارة نيويورك، لم يكن مناسباً بنظرنا، لكنّنا نحسن الظنّ بالهيئة الدبلوماسيّة لشعبنا العزيز وحكومتنا الخدومة، حتماً، إنّنا نسيء الظنّ بالأميركان، لا نثق بهم أبداً. إنّنا نعتبر حكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة حكومة غير موثوقة، حكومة مستعلية، غير منطقيّة وناكثة للعهود، حكومة مرتهنة بشدّة لارادة المنظّمة الصهيونية العالميّة وقوّتها وهي مجبرة من أجل مراعاة المطالب والمصالح اللامشروعة للمنظّمة الصهيونيّة العالميّة، على مماشاة النظام الغاصب والمصطنع المحتل لفلسطين، وعلى أن تظهر مرونة أمامه، ويطلقون على هذا "مصالح أميركا"، في حال أنّ المصالح الوطنيّة لأميركا متنافية تماماً مع ما يقومون به اليوم من دعم لـ (ذلك) النظام المصطنع، فحكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة الضرائب أكثر من جميع بلدان العالم، وتخضع لابتزاز النظام الصهيوني المصطنع. إنّنا نشاهد هذه الحقائق لا نثق بالحكومة الأميركيّة، نثق بمسؤولينا، نحسن الظنّ بهم، نطلب منهم أن يخطوا خطواتهم جيّداً، بدّقّة، بملاحظة جميع الجوانب.يخطوها بقوّة، ولا ينسوا المصالح الوطنيّة لحظةً.

ما هو مهمّ بالنسبة لنظام الجمهوريّة الاسلاميّة هو تعزيز البنية الداخليّة للنظام، وتعزيز القوة الداخليّة للشعب الايراني، وهذا الشيء الذي استطاع منذ اليوم الأوّل والى اليوم، الحفاظ على هذا البلد، هو الوحدة الوطنيّة، والتوجّه للأهداف العالية لنظام الجمهوريّة الاسلاميّة، والاهتمام بالعزّة الوطنيّة. الشعب الايراني شعب عزيز، الثورة أعادت للشعب عزّته. ولّى ذلك الزمان الذي كان يجرؤ فيه شاويش (عريف) أميركي على صفع عقيد إيراني على وجهه، ولّى ذلك اليوم الذي كان فيه مسؤولو بلدنا العزيز مجبورين على مراعاة الأعداء الطامعين والتوسّعيّين.

لقد أعزّت الجمهوريّة الاسلاميّة الشعب الايراني، وهذه العزّة باقية، وتزداد يوماً فيوماً، وبعد هذا أيضاً، مهمّة المسؤولين فرداً فرداً، وكذلك مسؤوليّة عموم أفراد الشعب الايراني تتمثّل بالحفاظ على هذه العزّة، والدفاع عنها. إنّ الشعب يبقى مرفوع الرأس ويمكنه الوصول إلى التطوّر من خلال هويّته الأصليّة، ومن خلال عزّته.

تتمثّل مسؤوليّة القوّات المسلّحة فيهذه الغمرة بالحفاظ على جهوزيّتها، صون أنفسهم من خلال روحيّة الدفاع عن المبادىء وعن الشعب الذي يثق بهم ويعتمد عليهم. على الجيش والحرس والتعبئة والشرطة وكلّ من هم على صلة بالقوّت المسلّحة، أن يعدّوا هذا الأمر من مسؤوليّاتهم، وهو أن يكونوا سوراً منيعاً بوجه مؤامرات الأعداء وحيلهم ضدّ الشعب الايراني، وهذا يتطلّب منكم تحقيق الجهوزيّة.

أنتم الشباب، مفعمون بالقوّة، تتمتّعون بالصفاء القلبي، يمكنكم تهيئة أنفسكم لمستقبل بلدكم، إعدادها، بناؤها، وسيكون الله تعالى معكم وإلى جانبكم. اسأل الله سبحانه لأرواح شهدائنا الأعزّاء، ولروح إمامنا العظيم علوّ الدرجات، ولكم أيّها الشباب الأعزّاء بلوغ الأهداف في فترة الخدمة وعلى امتداد حياتكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

2013-10-01