فضل الحج وثوابه
ذو الحجة
يتوجّه المؤمنون من كل حدب وصوب نحو بيت الله الحرام في موسم الحج من كل عام وفي قلوبهم وعقولهم معاني الإيمان والأمل الكبير بالحصول على الثواب والرحمة الإلهية التي ينتظرها ويسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة.
عدد الزوار: 170
نور الأسبوع: فضل الحج وثوابه
المناسبة: الحج
يتوجّه المؤمنون من كل حدب وصوب نحو بيت الله الحرام في موسم الحج من كل عام وفي
قلوبهم وعقولهم معاني الإيمان والأمل الكبير بالحصول على الثواب والرحمة الإلهية
التي ينتظرها ويسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة.
موسم الحج: موسم العبادة الذي يحمل الكثير من المعاني والرموز والإشارات التي تبدأ
من ترك النبي إبراهيم عليه السلام لزوجته وطفله في وادٍ غير ذي زرع بلا ناصر ولا
معين ولا طعام ولا شراب سوى نفحات من التوكل العابق بأريج التوجه إلى من لا يجوز
التوجّه إلاَّ إليه، ولتمتدّ رحلة الإيمان إلى الطواف حول البيت والصلاة خلفه
والوقوف في عرفات للاعتراف بالذنوب وطلب المغفرة، وصولاً إلى قمة العبادة المتمثّلة
بإضافة ركن أساس إلى الإيمان من خلال رفض كل أشكال العبودية لغيره تبارك وتعالى
والمتجسّد برجم كل الآلهة المصنوعة بيد الطغاة والجبابرة الذين يريدون للعبادة أن
تنحرف عن مسارها الصحيح.
فالبراءة من المشركين ورجم الشياطين واحدة من المناسك التي يؤدّيها الحجاج في بيت
الله الحرام وهي تعبير عن رجم الشيطان المستولي على قلوب الناس وعقولهم.
من وصية الإمام الصادق (عليه السلام) للحجاج:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا أردتَ الحجَّ فجرِّد قلبَكَ لله عزَّ وجلَّ
مِنْ قبل عزمِكَ من كلِّ شاغلٍ وحجاب كلِّ حاجب، وفوِّض أمورَكَ كلَّها إلى خالقِك،
وتوكَّل عليه في جميع ما يظهر مِنْ حركاتِكَ وسكناتِكَ، وسلِّم لقضائِهِ وحكمه
وقدره، وودع الدنيا والراحة والخلق، واخرجْ من حقوقٍ تَلزمُكَ من جهةِ المخلوقين،
ولا تعتمدْ على زادِكَ وراحلتكِ وأصحابك وقوَّتِك وشبابِك ومالِك، مخافة أن يصيروا
لكَ عدوّاً ووبالاً فإنَّ منْ ادعى رضى الله واعتمد على شيءٍ صيَّرهُ لَهُ عدوّاً
ووبالاً، ليعلم أنَّه ليس لهُ قوَّة ولا حيلة ولا لأحدٍ إلاَّ بعصمة الله وتوفيقهِ،
واستعدّ استعداد من لا يرجو الرّجوع.
وأحسِنْ الصحبةَ، وراعِ أوقات فرائض الله وسنن نبيَّه صلى الله عليه وآله، وما يجب
عليكَ من الأدب والاحتمال والصبر والشكرِ والشفقةِ والسخاءِ وإيثارِ الزّاد على
دوامِ الأوقاتِ، ثمَّ اغسلْ بماء التوبةِ الخالصةِ من ذنوبك، والبسْ كسوةَ الصدق
والصفاء والخضوع والخشوع، واحرِمْ عن كلِّ شيءٍ يمنعكَ عن ذكرِ الله ويحجبكَ عن
طاعتهِ.
ولبِّ بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية لله عزّ وجلّ في دعوتك لهُ، متمسِّكاً بالعروةِ
الوثقى، وطفْ بقلبِكَ مع الملائكةِ حولَ العرشِ كطوافِكَ مع المسلمين بنفسِك حول
البيتِ، وهروِل هرولةً مِنْ هواك وتبريّاً من جميع حولِكَ وقوَّتِك، فاخرُجْ من
غفلتِكَ وزلاَّتِكَ بخروجِكَ إلى منى، ولا تتمنَّ ما لا يحلّ لك ولا تستحقَّه؛
واعترف بالخطايا بعرفات، وجدِّدْ عهدَكَ عندَ الله بوحدانيّتَةِ، وتقرَّب إلى الله
ذا ثقة بمزدلفة، واصعدْ بروحِكَ إلى الملأ الأعلى بصعودِك إلى الجبل، واذبحْ
حنجرتَي الهوا والطمع عند الذبيحة، وارمِ الشهوات والخساسة والدناءة الذَّميمة عند
رمي الجمرات؛ واحلقْ العيوبَ الظاهرة والباطنة بحلق شعركِ، وادخلْ في أمانِ الله
وكنفِهِ وسترِهِ وكلاءتِهِ من متابعةِ مُرادِك بدخولِكَ الحرم، وزرْ البيتَ
متحقِّقاً لتعظيم صاحبهِ ومعرفِتِه وجلاله وسلطانهِ، واستلمْ الحجرَ رضاً بقسمتِهِ
وخضوعاً لعزَّتِهِ، وودِّعْ ما سواه بطواف الوداع، وصَفِّ روحَكَ وسِرِّك للقاءِ
الله يومَ تلقاه بوقوفِكَ على الصّفا، وكنْ ذا مروَّة مِنَ الله نقيّاً أوصافك عند
المروة، واستقمْ على شروطِ حجِّكَ ووفاء عهدك الذي عاهدتَ به ربَّكَ وأوجبتَهُ لهُ
إلى يومِ القيامة".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2013-10-11