كيف نقلِّد؟
التقليد وأحكامه
يسأل بعض الناس، حينما يريدون تقليد مرجع ما: كيف يتحقّق التقليد؟ هل يجب أن نتلفّظ بشيء محدَّد كما نتلفّظ بالنيّة عند إرادة الصلاة؟ وإن كان الجواب نعم، فما يجب أن نقوله لكي يتحقّق منَّا التقليد الصحيح؟
عدد الزوار: 491
يسأل بعض الناس، حينما يريدون تقليد مرجع ما: كيف يتحقّق التقليد؟ هل يجب أن نتلفّظ
بشيء محدَّد كما نتلفّظ بالنيّة عند إرادة الصلاة؟ وإن كان الجواب نعم، فما يجب أن
نقوله لكي يتحقّق منَّا التقليد الصحيح؟
والجواب: إنّ المتّفق عليه أنّ التقليد لا يشترط في تحقّقه أيّ تلفُّظ ولا
أي أخطار صورة في الذهن، بل هو يتحقّق حينما يعمل المكلَّف وهو معتمدٌ في عمله على
فتوى الفقيه. يقول الإمام الخمينيّ قدس سره "التقليد هو العمل مستنداً إلى فتوى
فقيه معيَّن"1.
لكنّ وقع الكلام في أنّ الالتزام بفتوى المجتهد، هل يُعدُّ تقليداً؟ أم لا بدّ من
العمل إضافة إلى الالتزام؟ فمنهم من قال إن الالتزام يكفي من دون عمل، فإذا أخذ
رسالة المرجع والتزم بالعمل بما فيها كفى في تحقّق التقليد، وإن لم يعمل بعد، وقد
ذهب إلى هذا الرأي المرحوم السيّد الطباطبائي اليزدي في العروة الوثقى2.
في حين أصرَّ بعض الفقهاء على أنّ التقليد لا بدّ في تحقّقه من العمل بالفتوى كما
يظهر من كلام الإمام الخمينيّ قدس سره السابق.
وتظهر الثمرة العمليّة بين القولين في ما لو التزم مكلَّفٌ ما بفتاوى مرجع معيَّن،
وقبل مبادرته بأيِّ عمل تُوُفِّيَ ذلك المرجع، فهل يُعدّ ما قام به تقليداً أم لا؟
فمن قال إنّ الالتزام من دون عمل يكفي في صحّة التقليد يكون هذا تقليداً، ومن قال
إن الالتزام لا يكفي وحده، بل لا بدّ من ضميمة العمل فإنَّ هذا لا يكون تقليداً.
* لماذا نقلد؟ الشيخ أكرم بركات.
1- تحرير
الوسيلة، ج1، ص7.
2- منشورات مؤسّسة الأعلمي بيروت، ج1، ص4 (وقد علق المرحوم السيّد الخوئي على
الفتوى السابقة للسيد اليزدي بأن التقليد هو الاستناد إلى فتوى الغير في العمل).