يتم التحميل...

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله على قناة الميادين

2013

حن في الرابع عشر من آب 2013. في مثل هذا اليوم قبل سنوات شكل صمود تموز انتصارا كبيرا للبنان وأهله ونحن الآن في هذه الحلقة الاخيرة بعد ثلاثة وثلاثين حلقة تمت فيها رواية بسيطة جزئية لما حصل في ذلك العدوان،

عدد الزوار: 213

وفيما يلي نص المقابلة:

بن جدو: نحن في الرابع عشر من آب 2013. في مثل هذا اليوم قبل سنوات شكل صمود تموز انتصارا كبيرا للبنان وأهله ونحن الآن في هذه الحلقة الاخيرة بعد ثلاثة وثلاثين حلقة تمت فيها رواية بسيطة جزئية لما حصل في ذلك العدوان، "ما حلو عنك يا سيد" لماذا؟

السيد نصرالله: بسم الله الرحمن الرحيم،

أولا أجد من واجبي وبالنيابة عن كل اخواني المقاومين ان اتوجه الى شخصكم الكريم والى الفريق الذي أعانكم وساعدكم لاعداد هذه الحلقات والى كل العاملين والعاملات في قناة الميادين على هذا البرنامج، يعني حكاية تموز أو تموز الحكاية، لانه في الحقيقة كان محاولة موفقة جداً لإحياء هذه الاسطورة وهذه الملحمة وهذه الانجازات العظيمة وهذه الوقفات البطولية والتي أريد لها وهي تحصل يعني على الارض أن تدفن وأن تنسى وأن تغيب ، أولا لا بد من هذا الشكر مشكورين.

الطبيعي "ما حلو عنا" ولن "يحلّوا" عنا طالما ان هذه المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة وطالما ان هذه المقاومة ملتزمة بحماية لبنان والدفاع عن سيادته ودعم مقدرات لبنان. المشكلة الحقيقية لأميركا والغرب وحتى الجزء الكبير من النظام الرسمي العربي الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية معنا بالتحديد هي اننا مقاومة، المشكل ليس مشكلاً داخلياً ، الداخل يستخدم كوسيلة للاستهداف، المشكلة الحقيقية هي هذه ، ولذلك أنا أذكر قبل عام 2000 وبعد عام 2000 وبعد 2006 دائما كان يعرض علينا: فليبقَ السلاح معكم ونعطيكم الاموال ونفتح امامكم ابواب الدنيا ولكن قدموا لنا التزاماً ولو ضمنيا، لا نريد ان نحرجكم بالعلن، انه في هذا الموضوع الاسرائيلي وقضية فلسطين ومواجهة الاطماع الاسرائيلية، أنتم خارج هذا الموضوع،

بن جدو: من عفوا؟

السيد نصرالله: الأميركيون بالواسطة والانكليز مباشرة عبر سفرائهم في بيروت والفرنسييين مباشرة وبالواسطة، الكثير من الجهات التي كانت تعرض، طبعا الاميركان لانه ما كان اتصال مباشر معهم، هذا عهد بعد 2000 انا ذكرت يمكن معكم في واحدة من المقابلات أن ديك تشيني أرسل شخصاً أميركياً يحمل الجنسية الاميركية وهو لبناني الأصل وطلب لقائي على أساس انه صحفي، ثم تبين أنه يحمل رسالة من ديك تشيني وهو بعد عام 2000 بالتحديد بعد احداث 11 ايلول وقدم عرضاً طويلاً عريضاً،
نعطيكم مليارات الدولارات، نشطبكم عن لائحة الإرهاب، نسمح لكم بالدخول في الحكومة ـ يعني كان علينا "فيتو" من زمان ـ نفتح أمامكم الدنيا بالخروج الى اي بلد وتقيمون علاقات دولية، ويُعترف بكم دوليا، ويبقى معكم سلاحكم ونطلق أسراكم الذين ما زالوا في السجون الاسرائيلية، كان وقتها ما زال الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي الديراني والكثير من الشباب ما زالوا في السجون ويبقى السلاح، بشرط أن تبقى أنت العبد الفقير (أي السيد نصر الله) التزاماً لا نريده علنياً ولا خطياً، التزاماً شفهياً في غرفة مغلقة وكل هذا نقدمه اليكم. نحن رفضنا، نحن لا نستطيع أن نقدم، لا للأميركيين ولا للغرب ولا لأحد في العالم، ولأن ما قيمة هذا السلاح إذا لم يكن في خدمة قضية الدفاع عن البلد؟

بن جدو: رفضتم مباشرة أو رفضتم بعد استشارة وتشاور؟

السيد نصرالله: لا لا مباشرة، يعني هو قال ـ هذا الشخص ـ أنا أعرف أن لديكم مجلس شورى وهيئة قيادة جماعية، ألا تريد أن تسأل اخوانك في الحد الادنى ؟

بن جدو: حلفاؤك في الخارج كذلك، ألم يذكر هذه النقطة؟

السيد نصرالله: لا لا لم يذكر ، هو ذكر عندما انا اعطيت جواباً قاطعاً بشكل مباشر هو قال: طيب ألا تريد أن تراجع إخوانك، تسألهم، تستشيرهم؟ انا قلت له هذا الموضوع أساسا هو روح حزب الله، هو ماهية حزب الله، هو اصالة حزب الله، ليس من الامور التي نناقش فيها. نحن عندما اخترنا هذا الطريق في سنة 1982 أجمعنا على هذا وواصلنا هذا الدرب وقدمنا في هذا الطريق خيرة الشهداء وتضحيات جسيمة من شعبنا اللبناني، من أهلنا، من إخواننا، من أخواتنا، وبالتالي هذا الموضوع ليس قابلا للنقاش.

محاولات كثيرة، يعني انا لا اريد ان نستهلك الوقت كله، لكن انا أؤكد لك في البداية ان المشكلة الحقيقية معنا هي اننا مقاومة ومصرون ان نبقى مقاومة. الآن اذا انا أفتح خطا مع الاوروبيين أو غير مباشر مع الاميركيين واقول لهم نحن جاهزون، نحن نقدم التزاما: "ما عندنا شغل باسرائيل، تعمل التي بدها اياه" نحن خارج هذه المعادلة، حينئذ ستتغير كل الامور ولن يطلبوا نزع سلاحنا في ذلك الوقت، بالعكس هم يريدون ان تمتلك كل البلدان العربية السلاح من أجل القتال الداخلي. هم ليس لديهم مشكلة بأصل وجود السلاح، هم لهم مشكلة بوجهة السلاح، وسنحصل على امتيازات سياسية ودنيوية هائلة وسوف يعرف الآخرون في الداخل اللبناني حجمهم عند أسيادهم هؤلاء ولكن بالنسبة لنا هذه قضية ايمان والتزام ومبدأ.

بن جدو: لكن بالمقابل سماحة السيد "ما حلّيت عنهم" وانا اتحدث بشكل أساسي عن اسرائيل، وحتى لا اذهب بعيدا واتحدث هكذا في قضايا قديمة، لا حتى هذه اللحظة، يعني يفترض انتهت حرب تموز، نحن الآن في وضع جديد ومع ذلك قبل أيام حصلت عملية هنا في اللبونة وحتى الآن نحن لا نعرف ما جرى ، ما الذي جرى سماحة السيد؟

السيد نصرالله: أنا سأقول لك ما جرى، هو طبعا الاسرائيلي حاول ان يخفف الموضوع وبعض اللبنانيين حاولوا ان يخففوا الموضوع وان ما حصل هو ان هناك مجموعة اسرائيلية عسكرية كانت تخترق الاراضي اللبنانية وانفجر فيها كما يقولون بالصدفة لغم قديم، من المضحك ان البعض اعتبر ان اللغم من مخلفات 1948. لماذا؟ لا أعرف، مع ان الاسرائيليين كانوا لسنة 2000 موجودين في هذه المنطقة ، بكل الاحوال انا اريد ان اقول لك بصراحة ان ما جرى باللبونة اولا هو خرق اسرائيلي واضح ودخلت مجموعتان اسرائيليتان، المجموعة الاولى كانت ذات مهمة معينة دخلت داخل الاراضي اللبنانية، والمجموعة الثانية أيضا دخلت داخل الاراضي ولكن بقيت في نقطة تأمين حتى تكمل المجموعة الاولى مشوارها وتعود. هذه المنطقة بالتحديد يعني منطقة العملية كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة الاسلامية سابقا، وبوسائل متعددة تم التأكد وكان لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرون من المنطقة طبعا، هي منطقة صعبة فيها اشجار كثيفة وفيها صخور وجبال ووديان وتلال والى آخره، فتم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا هم ـ وهم جاؤوا في ليلة مظلمة شديدة الظلام ـ تم تفجير العبوات، وهي أولا عبوات جديدة وضعت قبل مدة وليس لغماً من مخلفات الجيش الاسرائيلي وفجرت اولا العبوة الاولى في مجموعة القوة الخاصة كانت من غولاني، عندما تدخلت مجموعة التأمين أيضا تم تفجير العبوة الثانية، وكانت العبوات مسيطراً عليها وسقطت اصابات، وحقيقة أنه يوجد قتلى أو لا يوجد قتلى هذا سيتبين لاحقا، لان الاسرائيليين تكتموا بشدة على مصير هؤلاء، وإن كنت اعتقد انه قد لا يكون هناك قتلى، لانه قلت لك إن المنطقة فيها اشجار كثيفة وصخور كثيرة وهذا قد يحمي الجنود ولكن كان هناك عدد من الاصابات.

فالعملية التي حصلت هي عملية متقنة مسيطر عليها ومقصودة ولم تكن بالصدفة ولم تكن لغما ارضيا من مخلفات العدوان الاسرائيلي.

بن جدو:هذا ما تفضلتم به الآن، أولا مجموعتان المجموعة الأولى ما هي مهمتها وثانياً انتم الآن تكشفون لنا انه كان لديكم معلومات مسبقة عما حصل، غير انهم لم ينجحوا، هنا يبدو انه كان لديكم معلومات، الله أعلم من أين هذه المعلومات، والأساس هو القرار. انتم الآن تعرفون ما هي مهمتهم، كم عددهم، لا أعرف كم عددهم سماحة السيد؟

السيد نصرالله: أنا لا أود الدخول بالعدد بشكل دقيق، لأنه بالنهاية الدنيا كانت ليل، لكن العدد من حيث المجموع لا يقل عن 12 أو 13 بالمجموع.
بنددو: مجموعة قوات خاصة غولاني؟

السيد نصرالله: غولاني نعم.

بن جدو: والمجموعة ما هي مهمتها، هل هي أول مرة تدخل تلك المنطقة؟

السيد نصرالله: أنا عادة لا أقول كل شيء، أخبئ شيئاً، حتى أيضاً الإسرائيليين الآن الذين تم ـ كما العادة ـ إخفاء الحقائق عنهم، أنا أريد أن أترك أموراً للوقت، مثلا على سبيل المثال ما هي مهمة هذه المجموعة، ما هي النقطة التي ذهبت إليها وعادت منها، هل التفجير الذي حصل أثناء الذهاب أو أثناء الإياب، هذه نتركها للوقت، لنترك الإسرائيلي يجلس ويدقق ويعرف، هم طبعاً يعرفون ما حدث معهم بالتأكيد داخل قيادة جيش العدو الإسرائيلي، لكن هذه الأسئلة، إلى أين ذهبوا بالتحديد؟ التفجير، الإستهداف، حصل أثناء الذهاب أو أثناء الأياب، نترك هذا للعدو.

بن جدو: عمليتهم هي عملية عملانية أم عملية استكشاف وتجسس؟ ما هي مهمتهم؟

السيد نصرالله: سنخبئ المهمة حالياً، هم دخلوا..

بن جدو: لا تعطنا التفاصيل، هل هي عملية عملانية أو تجسس، فقط إستطلاع؟

السيد نصرالله: لا، هم دخلوا عسكر. الآن، هل هم دخلوا يستطلعون هدفاً أو يستطلعون المنطقة أو ليزرعوا عبوة أو ليحضروا لعبوة أو ليضعوا جهاز تنصت على خطوط إتصال معينة، هذا نتركه للمستقبل، أو استهداف هدف لوجستي معين، هذا نتركه للمستقبل.

بن جدو: وهذا ليس هو أول خرق لهم؟

السيد نصرالله: لا، ليس أول خرق، أستطيع أن أقول لك، حتى اللبنانيين، حتى اليونيفيل، هم يتحدثون عن خروقات متعددة، لكن كخرق بهذا العمق وبهذه الدقة قد يكون هو الأول الذي نحن عملنا على التخطيط لإستهدافه.

بن جدو: سماحة السيد، إستهدافكم لهم هذا يعني قرار بقطع النظر عن الأمور اللوجستية، لكنه قرار، أنتم قررتم الآن أن تستهدفوهم، على أي قاعدة بنيتم هذا القرار؟
السيد نصرالله: نحن من 14 آب 2006 هذه الحدود هي بعهدة الجيش اللبناني واليونيفيل والدولة والإسرائيليون خلال كل هذه السنوات كانوا يخترقون الحدود، ونحن كنا نبتعد في تلك المرحلة رغم اننا كنا نعلم، وكان دائما يعالج الموضوع (على أساس أن) الجيش اللبناني يتصل باليونيفيل التي تتصل بالإسرائيلي، تم تسجيل هنا خرق إسرائيلي هنا دخلوا 50 متر هناك 100 متر وهنا 40 متر، وتعرف الجدل الذي كان يحدث، خط ازرق والحدود الدولية، وتجاوزوا الخط التقني "هذه السوالف".

طبعاً، في بعض المناطق كمنطقة مزارع شبعا داخل الأراضي اللبنانية المحررة، هم دائما يخترقون هناك، ليس لدينا تواجد مباشر، ويأخذون مزارعين ورعاة أغنام، ولاحقاً تحصل اتصالات، طبعاً هذا مهين لو في أحد في لبنان يسأل عن السيادة لكانت هذه الخروقات لا تطاق ولا تحتمل. طبعا من المضحك بعد 65 سنة من التجربة مع الإسرائيلي، التجربة العربية على كل الجبهات وفي كل البلدان يخرج في لبنان من يطالب الأمم المتحدة بردع إسرائيل عن خرق الأراضي اللبنانية والحدود اللبنانية.

لكن في الآونة الأخيرة بدأنا نطلع، نشعر، نعلم في اكثر من نقطة على الحدود بخروقات ذات طابع عملياتي وتحضير لعمليات تستهدف المقاومة وقد تستهدف كوادر في المقاومة وقد تستهدف الناس. هذا أمر نحن لا نستطيع أن نسكت عنه، ولذلك هذه لن تكون العملية الأخيرة، أقول قد تكون هي الأولى في هذا الوضع الجديد المستجد. أنا اريد ان اقول الليلة في 14 آب 2013 نحن لن نتسامح مع الخروقات الإسرائيلية البرية لارضنا. (الخروقات) الجوية بحثآخر، هذه سماء ليس لها سيادة وليس لها كرامة، لا يوجد دولة في العالم تقبل بما يحدث في سمائنا لكن على الأرض ما لا يدرك كله لا يترك جله. على الأرض حيث نعلم، لا أود تقديم التزام قاطع، اقول من البحر إلى جبل الشيخ لا اود تقديم التزام قاطع من هذا النوع، بالأصل هذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش اللبناني، لكن حيث نستطيع وحيث نعلم في اي مكان نشعر فيه ان الإسرائيليين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية نحن سنواجه هذا الأمر، طبعا بالطريقة المناسبة، بالعملية الناجحة المتقنة المخططة، الأقدام التي سوف تدخل إلى ارضنا عندما نعلم بها سنقطعها ان شاء الله، نحن لن نقبل بهذه الخروقات البرية التي تحصل بين الحين والآخر وهذا حقنا لأنني الآن أعرف بعد هذا الكلام طبعا كل الذين سكتوا على الخرق الإسرائيلي في اللبونة في الداخل اللبناني سيتحدثون وانا قصدا اود ان يتحدثوا.

بن جدو: سنأتي لصمتهم سماحة السيد..

السيد نصرالله: اقول هذا حقنا، حتى ال1701 لم ينزع حق المقاومة عن اي شعب ولا عن الشعب اللبناني ولا عن اهل القرى الجنوبية إذا دخل الإسرائيليون إلى الأرض اللبنانية، لا يوجد اي قرار ولا يوجد اي نص يقول هذا ليس من حقنا.

بن جدو: عفوا لماذا ركزت سماحة السيد على قضية القرار، لأن هذا مهم جدا، ربما تكتشف، ربما ترصد، ربما تراقب، ربما تقوم حتى بشيء ولا تقوله، وتوجه رسائل بشكل غير مباشر لإسرائيل ولكن إن المقاومة في هذه اللحظة تقرر بانها تواجه وبهذه القوة والآن تؤكد لنا اكثر من ذلك ليس فقط الآن تعلن انك ستواجهون اي إختراق؟

السيد نصرالله: بكل صراحة اي مكان يدخل إليه الإسرائيليون داخل الأراضي اللبنانية ونعلم به سنواجههم، لن نسمح للإسرائيليين ان يدخلوا داخل الأراضي اللبنانية.
بن جدو:على اي قاعدة سماحة السيد إتخذتم هذا القرار بعد كل هذه السنوات من تطبيق القرار 1701؟

السيد نصرالله:لأنه لم يفعل احد شيئاً، الإسرائيليون يدخلون ويخرجون ويخطفون ويأسرون ويزرعون العبوات ويزرعون اجهزة التنصت وليس هناك من يمنعهم.
بن جدو: من يفترض ان يمنعهم، اليونيفيل، ام الجيش أم كلاهما؟

السيد نصرالله: كلاهما بالدرجة الأولى هي مسؤولية الدولة طبعا انا لا اقول الجيش مقصر اقول هذه إمكاناته.

بن جدو: واليونيفيل مقصرة او تغض الطرف؟

السيد نصرالله: اليونيفيل تغض الأطراف.

بن جدو: سماحة السيد ماذا تفسر صمت الحكومة اللبنانية، الدولة اللبنانية، الطبقة السياسية اللبنانية غير الحكومة المستقيلة الطبقة السياسية اللبنانية صمتت على ما حصل؟

السيد نصرالله: بالنسبة لي هذا ليس مستغربا. انا اقول لك قبل حرب تموز، قبل العام 2000، الآن من الممكن أن يناقشك أحد "والله الآن محرزة إذا دخلوا الآن 18 جندي 12 جندي 15 جندي دخلوا على اللبونا او دخلوا على مزارع شبعا حتى على الأراضي التي هي خارج النزاع"، "شو حل القصة؟ شو هل الحكاية يا اخي" كان الشريط الحدودي كله محتل من العام 85 وحتى العام 2000 كان هناك شريط حدودي، هناك عدد كبير من المدن والقرى والبلدات، وهناك تنوع طائفي في الشريط الحدودي، أين كان هؤلاء، ما هي حساسيتهم الوطنية إذا بموضوع سيادة، هناك ارض لبنانية محتلة، إذا بموضوع سيادة هناك ارض لبنانية محتلة، إذا موضوع مشاعر تجاه شعب كان هناك شعب تحت الإحتلال، وان كان الموضوع طائفياً كان هناك من كل الطوائف ناس تحت الإحتلال. هم كانوا خارج السياق، خارج الموضوع، وانا دائما عندما اقول المشكلة عندنا في لبنان ان هناك قوى سياسية في لبنان لا تعتبر إسرائيل عدوا، يا اخي هذا كله إذا خرج احد هذا نفاق هناك في لبنان من لا يعتبر إسرائيل عدوا اساسا ولا يتصرف معها على اساس العدو.

ولذلك هذا الخرق، لو فرضنا الآن أن ثمانية جنود او عشرة جنود سوريين دخلوا داخل الأراضي اللبنانية كنت رأيت ما هو الموقف، انهم يتعاطون مع سورية انها عدو، اما اسرائيل تدخل وتخرج لا مشكلة. القصة هذه خلفيتها، الموضوع ليس له علاقة بالمناكفات اليومية السياسية في لبنان، له علاقة بأصل الموقف هل اسرائيل عدو، هل ما تقوم به اسرائيل من الممكن في الغد ان يخرج احد ويقول انه من حق الإسرائيلي أن يدخل ويحتاط ويخرق لأنه هناك من يعد لعمل ما ضد اسرائيل، من الممكن أن تجد من يبرر لاسرائيل وهذا كنا نسمعه في التسعينات والثمانينيات، والقوم هم القوم لم يتغيروا.

بن جدو: انا لا اريد الآن ان نحدد سويا من لا يعتبر إسرائيل عدوا ولكن بالتأكيد نستطيع أن نذكر بعض الأشخاص، بعض المسؤولين، بعض الفئات التي لا يعرف عن تاريخها بانها لا تعتبر اسرائيل عدوا، صمت رئاسة الجمهورية على سبيل المثال، صمت الحكومة؟

السيد نصرالله:الآن لا يوجد حكومة، رئيس الجمهورية الذي عرفت به طلب من وزير الخارجية ان تُرسل شكوى إلى مجلس الأمن، طلب التوسع بالتحقيق واليوم يبدو ارسلوا شكوى.

دعني اقول لك هذا موقف مِن مَن صدر، هذا موقف ضعيف، انتم تقولون دولة ودائما عندما نذهب لنقاش الإستراتيجية الدفاعية هنا النقاش ان هناك جدية وعن جد الحدود والأرض والناس وكرامات الناس ودماء الناس وأمن الناس في المنطقة الحدودية وفي الجنوب خصوصاً المناطق المحاذية، هذا هم في الليل وفي النهار، هل يتم التعاطي معه بحساسية عالية او ببرودة، او لا هو خارج دائرة الإهتمام، دائما المشكلة هنا ونحن لدينا تجربة عشرات السنين.

بن جدو: كيف تفسر أيضاً التكتم الإسرائيلي على هذه القضية؟

السيد نصرالله: بالبداية حاول أن يقول إن العبوة انفجرت على الحدود، لاحقا لم ينجح، بالنهاية هناك يونيفيل وناس وجيش، والانفجارات كانت قوية جدا، وهو لاحقا اطلق قنابل مضيئة ،وكان هناك حراك طوال الليل.

بن جدو:هل حدثت إشتباكات؟

السيد نصرالله: نعم حدثت اشتباكات ولكن من بعيد.

بن جدو: ليس من قريب؟

السيد نصرالله: لا لا من بعيد. فهذا أمر هو حاول أن يخفيه، ولكنه لا يخفى. لكن فيما بعد سحبوا الجرحى الجنود إلى المستشفى وأغلق عليهم، ولذلك الآن ترى في الإعلام الإسرائيلي لا حديث، ما هي اصابات الجنود، وما هي طبيعة المهمة، وأين كانوا، كل هذه التفاصيل تم اخفاؤها، وتم اجراء رقابة عسكرية شديدة جدا على وسائل الإعلام، طبعا لا يناسبه لأنه هو معتدٍ، هو مخترق، هو دخل إلى أرض لبنانية، غدا سيخرج ناس ويقولون أنه خرق من الطرفين. انا اقبل أن يدين مجلس الأمن إسرائيل لخرقها لجنوب لبنان ويديننا مع اسرائيل، أنا أقبل.

نحن هذا سقف توقعاتنا في هذا الزمن السيء. من زمن، تعرف، ايام حرب تموز انت التقيت بي وقلت حلّوا، عنا وكذا نحن نقبل أن يساوي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بين الضحية والجلاد، نقبل ليس لدينا مشكلة.

بن جدو: إجمالا أنا لا أحب الأسئلة الإفتراضية سماحة السيد، لو ولو، ولكن بعد إذنك سيدي العزيز هل تدرك عندما تقول اننا لن نسكت من هنا فصاعدا على أي خرق إسرائيلي بري، وستواجهونه، سواء كما حصل في اللبونا أو ربما بما حتى هو اشرس واقوى، وربما الإسرائيلي ايضا يرد الفعل بشكل اقصى وتتجه الأمور، الله أعلم الى اين ممكن ان تذهب؟

السيد نصرالله: نحن من حقنا ان لا نسكت على اي خرق لأرضنا، الموضوع ليس فقط خرق سيادة، مرة دخلوا خرقوا السيادة وعادوا ربما هناك ناس كثر يتسامحون بموضوع السيادة، لكن هذه الخروقات ذات طابع عملياتي، ليست خروقات فقط للسيادة، هي خروقات عملاتية، لها اهداف عملياتية وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه.

بن جدو: أردتم توجيه رسالة للإسرائيلي؟

السيد نصرالله: هناك أناس قادمون لقتلك، هناك أناس قادمون لزرع عبوات، هناك ناس يودون الإعتداء عليك، ماذا تفعل؟ هل تتركهم لليقتلوك ويعتدوا عليك، لأن هناك ناس تريد أن تحسب ردات الفعل، هنا نتحدث من أسوأ الأمور ان يصل الحال إلى انه يكون هناك نقاش ان إذا دخل الإسرائيلي إلى الأرض اللبنانية من حقك ان تقاتل ام لا، هذا من اسوأ الأمور.

طبعا لا اعتقد أن أي أحد عاقل ممكن أن يطرح نقاشاً من هذا النوع.

بن جدو: لا يطرحها، كيف لا يطرح، سماحة السيد، حرب 33 يوم وانت تعلم جيدا ما حدث من نقاش وجدل، ان يطرح هذا الأمر يطرح؟
السيد نصرالله: يطرح، "شو بدي اعمل له".

بن جدو: الآن دعني اعود إلى حرب تموز وإن كان هذه المسألة انا لم اكن اتوقع ان تأخذ كل هذا الوقت لكنها مهمة جدا الم تريدوا توجيه رسالة جدية للإسرائيلي بقطع النظر عن الجانب العملاني الذي تفضلتم بالإشارة إليه ان حزب الله جاهز رغم كل ما يقال بالضغط عليه، وانخراطه ربما خارج الحدود هنا؟
السيد نصرالله: هذه من النتائج، لم تكن من الأهداف.

بن جدو: لم تكن مقصودة؟

السيد نصرالله: هذه من النتائج العملية ان توجه هذه الرسالة لكن نحن لم نقم بهذه العملية لنوجه رسالة، قمنا بهذه العملية لأنها مطلوبة بحد ذاتها لاسباب دفاعية.
بن جدو: تعتقد سماحة السيد ان الإسرائيلي فوجئ بانكم كشفتم كل شيء وأيضا رديتم عليه بهذه الطريقة؟

السيد نصرالله:نعم بمقدار ما تسرب من الرقابة العسكرية الإسرائيلية كان واضحاً ان هناك مفاجأة ان مجموعته مكشوفة، تفاجأ ان هناك عبوات مزروعة، طبعا هو يعلم وبالتحقيق التقني ببساطة يستطيع ان يعرف ان هذه عبوات جديدة او قديمة او مدى زمن الزرع او ما شاكل. بالمقدار الذي سرب إلى وسائل إعلام بالتأكيد هو فوجئ لأن مضى سنوات هو يدخل ويخرج.

بن جدو: منذ متى كنتم منتبهين إلى هذه المسألة سماحة السيد؟

السيد نصرالله: منذ مدة ولا اود ان احدد وقتا.

بن جدو: أيام؟ اسابيع؟ ما بين أربعة ايام او خمس اسابيع؟

السيد نصرالله:لا، اكثر.

بن جدو: اكثر من ذلك؟ لهذه الدرجة كله تحت السيطرة والرقابة والرصد؟

السيد نصرالله: نعم.

بن جدو: هذا يعيدنا سماحة السيد ويدخلنا مباشرة في حرب تموز والحقيقة ما بعد 1701 ولكن حتى وصلنا إلى 1701 كان هناك مخاض شديد وعسير حصل في حرب تموز.

انا اذا استميحك عذرا سماحة السيد عندما قمتم بعملية الأسر، لا نريد أن نعود إلى الماضي هل انتم كان لديكم خطط عسكرية معينة تهيئاً لاي رد فعل اسرائيلي؟
السيد نصرالله: الخطط والجهوزية لم تكن مرتبطة بعملية الأسر، في الحقيقة نحن بعد 25 أيار 2000 تعرف الناس إحتفلت بالتحرير وعادت إلى قراها وكان الجو جيداً في البلد، نحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا أنه يجب ان نتهيأ لحرب تشنها اسرائيل علينا لأي سبب وبدون سبب لأن اسرائيل تملك سببا غير الحجة المباشرة، المقاومة في لبنان عام 2000 الحقت هزيمة، الكل يسميها هزيمة تاريخية إستراتيجية، هذه ليست تسميتي انا.

إذا قرأنا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين من شامير لشمعون بيريز لشارون لكل من كان لناتنياهو الذي اعاد هذا الكلام بعد حرب 2006 لكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، هناك اجماع اسرائيلي ان ما حصل في جنوب لبنان عام 2000 هو هزيمة تاريخية وله تداعيات خطيرة جدا وظهرت بعد ذلك في فلسطين.

هنا الإسرائيلي له ـ انا اسميه ـ ثأر تاريخي مع المقاومة في لبنان. المقاومة الحقت هزيمة بمشروعه والذي حصل في جنوب لبنان ليس طرد الإحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وانما هو دق المسامير الأخيرة في نعش مشروع اسرائيل الكبرى، لأن الجيش الإسرائيلي الذي لا يستطيع ان يبقى في الجنوب اللبناني وهو جزء من دولة ضعيفة وممزقة ومقسمة هو لا يستطيع ان يمتد من النيل إلى الفرات. انتهت اسرائيل الكبرى. هو يجب ان ينتقم من هذا البلد ومن هذا الشعب ومن هذه المقاومة، وكنا نتوقع هذا الأمر في اي وقت، ولذلك بدأنا نعمل بعد ال2000.

عندما نتحدث عادة عن الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رحمة الله عليه واخوانه ـ وهم كثر ـ نحن عادة نتحدث عن الشهداء الأحياء، لا نتحدث عن اسمائهم، عندما يستشهدون نتحدث عنهم ـ هو واخوانه قاموا بجهود كبيرة جدا، وخلال سنوات قليلة جدا على المستوى اللوجستي، التدريب، اعداد الخطط والإستعداد لحرب تشنها اسرائيل في اي وقت وبدون سبب، لأن السبب الرئيسي هو هذا. عندما حصل اسر الجنديين الإسرائيليين وبمعزل عن عملية الأسر نحن كنا جاهزين على مستوى الخطط وعلى المستوى اللوجستي وعلى المستوى البشري لمواجهة اي حرب وكنا ننتظرها 2001 و2002 و2003 نحن نعتقد انها تأخرت للعام 2006 ولذلك ترى في الحرب خلال 33 يوماً المقاومة لم تكن مرتبكة، لم تكن تائهة، ولم يكن لديها قلق في خياراتها. كان لديها وضوح، ونحن نتحدث بالموضوع الميداني والقتالي والعسكري والرؤية العسكرية وكيف نواجه وفي إدارة المعركة لأن هذا كان محضر مسبقا وخلال سنوات.

بن جدو: شامير يقول أنا لا أمدح أحداً، لكنني أقف إحتراماً لهذا الشخص الذي أدار المعركة بمستوى التحدي الكبير – عن شخصكم .

نحن نتحدث عن تلك المرحلة، ولكن مع ذلك سماحة السيد أليس صحيحاً بأن إدارة المعركة، حتى من قبل الإسرائيلي، فرضت عليكم بعض التغييرات على الأرض. بمعنى آخر، كأننا فهمنا من البعض أن معركة مارون الراس وهذا الصمود الكبير للشباب في الخط الأول كان يمكن على سبيل المثال أن تسمحوا للإسرائيلي بأن يدخل وبعد إذن تنقضوا عليه في حرب عصابات وحرب إستنزاف ويغرق الاسرائيلي بمستنقع كبير. لكن نتيجة الصمود، 33 يوماً سماحة السيد وأنتم تقاتلون في الخطوط الأمامية، مارون الراس، بنت جبيل، عيناتا، عيتا الشعب، أحياناً شيء لا يصدق.

أليس الصمود منذ الأيام الأولى لمارون الراس فرض عليكم أيضاً بعض التغييرات على الأرض؟

السيد نصر الله: هو بأصل التوجه، سنقول السياسة العامة واستراتيجية القتال لم تتغير، حتى بعد مارون الراس. إذا تذكر بعض الكلمات التي أنا قلتها أثناء الحرب، أنه نحن ليست إستراتيجيتنا الدفاع عن الجغرافيا، التمسك بالجغرافيا، الاسرائيلي يريد أن يدخل، يريد أن يتقدم، يوجد أماكن قد نمنعه كلياً من الدخول، يوجد أماكن قد نسمح له بالدخول للإنقضاض عليه، الهدف الأصلي هو إلحاق أكبر قد ممكن من الخسائر للعدو، البشرية والمادية، لأن نقطة ضعف العدو هي في الخسائر، سواء في الجيش أو في الجبهة الداخلية.

الذي يحسم المعركة ليس هو البقاء هذه البلدة أو سقوط هذه البلدة، وإنما حجم الخسائر بالعدو.

نعم، في بعض الأماكن نحن تركنا للأخوة حرية التقدير، أنتم تستطيعون أن تثبتوا، نحن لم نطلب من الأخوة أن يقاتلوا حتى يستشهدوا جميعاً حتى لا تسقط هذه القطعة من الأرض أو تلك البلدة، هذا في حرب تموز. في الإستراتيجية المستقبلية هذا أمر قد يكون مختلفاً، أنا لا أتحدث عن المستقبل، أتحدث عن الماضي. ولذلك الأخوة هم قرروا أن يصمدوا حتى آخر نفس في مارون الراس. في عيتا، أنا ذكرت، لا أذكر إذا هذا قلته مرة في الإعلام، في عيتا كان لدينا عدد كبير من الأخوة، كانوا يقاتلون بشراسة هناك ومرت فترة إنقطع الإتصال معهم، يعني 24 ساعة، 48 ساعة، وتعرضوا لقصف طيران شديد جداً، وأنا أذكر تلك الليالي، تلك الليلة أو الليلتين، نحن كلنا عشنا بجو أن الأخوة استشهدوا جميعاً، لأنه لم يخرج أحد خلال 24، 48 ساعة ، أنه "لو بقي أحد طيب يطلع ويقول أنه صار علينا كذا وكذا"، فهو لم يخرج أحد لأنهم كلهم كانوا مصرين بالبقاء في البلدة. بعد ذلك عندما عاد الإتصال، في ذاك الوقت تكلم معي أخونا الحج عماد، أنا قلت له الأخوان ليسوا مضرين أن يبقوا في قرية أمامية وعلى الحدود بشكل مباشر، نحن لا نلزمهم بالبقاء، يحبون أن يذهبوا إلى مكان آخر، يقاتلوا، يعني "متحيزاً لقتال"، فليس هناك مشكلة، القرار لهم، نحن لا نلزمهم بأن يبقوا و يقاتلوا حتى آخر شهيد.

الأخوة هم أخذوا قرار أن يقاتلوا حتى آخر شهيد، الأخوة هم أخذوا قرار أن يبقوا حتى آخر لحظة ، وبقوا، والاسرائيلي عجز أن الدخول إلى عيتا.

لكن في بنت جبيل، القرار كان القتال إلى الآخر وعدم السماح للإسرائيلي بأن يدخل إلى بنت جبيل، تعرف معركة بنت جبيل لها حسابات اخرى.

الإستراتيجة العامة كانت ليست التمسك بالجغرافية وإنما إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالعدو خلال أيام المعركة.

الآن في طبيعة الحال، الميدان يفرض التغيير في التكتيكات.

- بن جدو: حول بنت جبيل، منذ اللحظة الأولى أم بعد مارون الراس فرضتم بأنه لا سبيل للسماح بدخول الإسرائيلي؟

سيد نصرالله: كلا، بنت جبيل كان القرار القتال للآخر.

بن جدو: بشكل رئيسي..

سيد نصرالله: نعم، لأنه يوجد إمكانية. الآن المقاومة بالنهاية تريد أن تحقق أهدافها، تريد ان تقوم بواجبها، تخطط، تدرس إمكاناتها. تقول لي يوجد إمكانية للدفاع عن مدينة بنت جبيل لمدة طويلة من الزمن بالرغم من كل الصعوبات، أقول لك نعم يوجد إمكانية، يختلف عن منطقة صغيرة مقطوعة، منعزلة أو ما شاكل.

إضافة للرمزية، يعني يوجد عندنا موضوع الرمزية وموضوع إمكانية الدفاع وتحقيق إنجاز كبير.

بن جدو: بالمناسبة سماحة السيد، أنا ولا مرة سألتكم هذا الأمر، ولست مطلعاً، ربما تقصيراً مني، انه أجبتم عن هذه القضية. هل كانت لديكم مدة معينة أنتم قادرون على الصمود فيها مهما كان الثمن؟ يعني كنتم قدرتم شهرين، ثلاث أشهر، ستة أشهر، الواحد يححد مهما كان.

سيد نصرالله: أنا لا أستطيع أن أقول تحديداً، أنا أستطيع ان أقول لك نحن من اليوم الأول حسابنا كان بالحد الأدنى لشهور.

بن جدو: وأنتم كنتم جاهزون لمعركة لشهور.

سيد نصرالله: لشهور، هذا قدر متيقن. يعني مثلاً، بموضوع قصف الصواريخ، نحن ما ضربناه من صواريخ هو قليل نسبة لما كان لدينا، حتى معدل 150، 200، 250 صاروخ يومياً، هذا كان محسوباً. يعني تقول لي أنه أنتم كنتم تقدرون فقط على إطلاق 250 صاروخ في اليوم، أنا أقول لك كلا. الإمكانية الميدانية، يعني إنتشار المقاتلين والتموضعات التي كانت موجودة، كنا نستطيع أن نضرب أعداداً كبيرة من الصواريخ، العدد لم يكن محكوماً للقدرة الميدانية، وإنما كان محكوماً، انه نحن يوجد في بالنا وبالحسابات عندنا، عندنا عدد معين من الصواريخ، نريد أن نذهب إلى معركة طويلة، "ما بدا تنتهي المعركة" بعد وقت قصير لأن صواريخنا إنتهت.

أنظر في عناقيد الغضب في الـ"96"، رهان شيمون بيريز، كان هو رئيس حكومة، رهان الإسرائيلي كان أنه ماذا لديها المقاومة، لديها كاتيوشا، "بيخلصوا". يعني، ما كان هو يغلب إرادتنا ولا يغلب ميداننا ولا يلحق هزيمة عسكرية فينا، كان يراهن أنه لن يسقط بعد الآن صواريخ على المستعمرات مقابل قصف المدن والقرى اللبنانية لأن صواريخ الكاتيوشا ستنتهي من مخازن المقاومة. هذه التجربة موجودة لدينا في الـ"96"، ولذلك نحن كنا مستعدين بشرياً ولوجستياً وعلى كل صعيد لمعركة طويلة جداً.

بن جدو: يعني ليس أقل من ستة أشهر.

سيد نصرالله: ليس أقل من ستة أشهر.

بن جدو: في واحدة من نقاط القوة في ذلك الوقت....

السيد نصرالله: أنت من الممكن أن ترى مثلاً بالأيام 30، 31، 32، 33، كان "لازم يبين" أن المقاومة بدأت تتعب، قصفها بدأ يتراجع، حضورها الميداني بدأ يخسر، بالعكس، عندما كان يتقدم الوقت، كان "عم بصير" تصعيد كبير جداً.

بن جدو: لكن ربما أيضاً كان مرتبطاً بالمخاض السياسي وقت ذلك، يعني أنتم كنتم تخوضون مفاوضات شرسة، ربما كان واضحاً أيضاً تصعيدكم ، كمية الصواريخ مرتبطة بأنكم تريدون أن تفرضوا على الجانب الإسرائيلي....

السيد نصر الله: الآن لا يوجد شك هذا مؤثر، لكن الذي كان مؤثراً أكثر هو الحراك، لأن الاسرائيلي أخذ الأمور إلى الآخر. يعني الحقيقة، الأيام الأخيرة سببها أن الوقت عند الإسرائيلي ضاق، ولذلك هو ذهب إلى كل شيئ ممكن أن يقوم به، بالبر، بالجو، بالإنزالات، الآن ممكن إن شاء الله نتكلم عن هذا الموضوع، لأن الوقت أصبح ضيقاً، لم يعد له هامش زمني فأخذ الأمور إلى الآخر. بطبيعة الحال، نحن أيضاً تناسبنا مع هذا التصعيد لإسقاطه ولإسقاط أهدافه.

بن جدو: سماحة السيد، أنا واضعها بترتيب، وأنا أود أن أحفظ هذا الأمر لأنه على مدى تلك الفترة، واحدة من نقاط قوتكم المعلنة والمعروفة هي قدرتكم على التواصل منذ الأيام الأولى، ربما هذه الـ24 أو 48 ساعة فقط هي الذي تمت فيها قطع الإتصال بينك وبين عيتا الشعب.

كان واضحاً إذن بعد سنوات، بعد سنتين تقريباً، لماذا كان رد فعلكم على قطع إمكانات التواصل والإتصال المباشر هذه ، شبكة السلك الداخلي.

هذا الأمر فاجأ الاسرائيلي؟ يعني، كان واحدة من نقاط قوتكم السرية أم كان الأمر معروفاً ومعلناً، ومع ذلك لم يستطع الإسرائيلي أن يضرب هذه النقطة.
السيد نصرالله: قد يكون تفاجأ، لا أستطيع أن اجزم، ولكن لا شك أنه كان من عوامل المفاجأة. إذا لم يكن نفس السلكي من عوامل المفاجأة، بقاء التواصل بين غرفة العمليات المركزية وغرف العمليات في المناطق والمناطق مع المحاور ومع القرى، بالتأكيد كان من عناصر القوى التي لم يحسب لها الإسرائيلي هذا الحساب.

بن جدو: حتى نوضح سماحة السيد، هذه القضية ليست أنتم مع القادة فقط ، يعني انتم مع القادة والقادة ....

السيد نصرالله: عموماً كان التواصل بالسلكي وبغير السلكي، لأنه لا أحد يعتمد على وسيلة إتصال واحدة، قد تقطع، قد يشوش عليها، قد قد قد....

لكن الذي أذهل الإسرائيلي، بل أذهل، أنا أذكر بذلك الوقت، حتى الدول التي كانت تتفاوض في مجلس الأمن، بعد مجزرة قانا الثانية، عندما أصبح هناك تباني ضمني على هدنة، 48 ساعة، وحدد الوقت، لم تطلق رصاصة واحدة، وهذا يدل على مستوى القيادة والسيطرة، لأنه أحياناً، حتى الجيوش لما تتعرض إلى قصف عنيف بهذا الشكل، طيران وصاروخ ومدفع وإلى آخره، يوجد قطع قد تنفصل، وبالتالي لا يعود لديها إتصال، لا يعود يوجد إمرة، لا يعود يوجد سيطرة. أنت تتكلم عن مقاومة شعبية، ومع ذلك في الساعة المحددة، الكل يلتزم وقف إطلاق النار، وهذا كان مدهش، أذهل الجميع، كل الدول التي كانت تتابع، حتى الذي يفهم القليل من العسكر يعرف أن هذا أمر صعب.

بن جدو: هل لي سماحة السيد أن أسألكم عن هذه العلاقة الوجدانية بينكم وبين الإخوان في المقاومة، يعني في عز الحرب، قصف وتدمير، وتتبادلون الرسائل، وحتى إجابتكم لم تكن كذلك سرية وخاصة، يعني علنية، ما هو سر هذه الرسائل سماحة السيد؟ يعني لماذا بادر الإخوان في المقاومة إلى توجيه تلك الرسالة؟
السيد نصرالله: انظر، واحدة من مميزات المقاومة، الآن ممكن خارج لبنان أن يكون نفس الشيء، لكن انا أحكي الذي أعرفه، بالمقاومة في لبنان، العلاقات القائمة هي ليست علاقات إمرة، ليست علاقات إدارية وتنظيمية وتراتبية وو.... هي علاقات أخوية وعلاقات محبة، مودة. يعني نأتي ونقول أنه يوجد شباب يفدون إخواناً لهم بأنفسهم، نعم هذا موجود. اللهفة والمحبة، والناس تبكي لبعضها وتفرح لبعضها وتحزن لبعضها، هو موجود، موجود بدرجة عالية جداً. العلاقة القائمة هي ليست علاقة حزبية وتنظيمية، هذا الذي لم يقدر أن يفهمه الآخرون، هذه واحدة من نقاط القوة عندنا. يوجد علاقة عاطفية قوية جداً في داخل هذه المنظومة، حتى هذا تراه عند الناس، أنه في العلاقة أيضاً مع الناس هذ العلاقة العاطفية قوية.

هو يومها الشباب، لأن هذا حصل في منتصف الحرب تقريباً، الشباب نتيجة الضغط يعلمون بكل التجارب السابقة، لأنه نحن نتكلم في الـ2006.

بن جدو: من فضلك، هم كانوا في بنت جبيل، شباب بنت جبيل تحديداً....

السيد نصرالله: كلا، من أكثر من منطقة، يوجد أخ كتب الرسالة، وتشاور فيها مع آخرين، واتصلوا ببعضهم، انه نحن نريد أن نرسل هذه الرسالة إلى السيد نيابة عن الجميع، وافقوا "ومشي الحال".

الشباب ماذا لديهم تجربة، نحن نتكلم من الـ82، أنه عادة الذي يكون في المركز، أو بغرفة العمليات، بالقيادة السياسية، يختلف قليلاً عن الذي يكون في الأرض، عندما يأتي إلى عنده مشهد كبير ممكن "ينضغط"، الموجود في الميدان يكون مرتاحاً أكثر، لماذا؟ لأنه لديه المشهد الحقيقي. مثل الإعلام، الذي يكون جالس خارج لبنان ليس مثل الذي يكون جالس في لبنان، تكون أنت جالس في بيروت يبدأون بالإتصال فيك "شو صار" وتكون أنت "مبرّد أعصابك".

الشباب أيضاً، واحدة من اهدافهم، يرسلوا رسالة إلى القيادة العسكرية والقيادة السياسية، نحن ثابتون ولا أحد يقلق علينا، وضعنا ممتاز، نحن كذا نحن كذا..... وأيضاً رسالة للعدو.

ورغم أنهم عندما أرسلوها، هم لم يرسلوها إلى الإعلام ولم يرسلوها "داخلي"، فكرة أخونا الحج عماد رحمه الله، أن هذه "منيحة تروح للإعلام"، تشاور هو وإخوانه وجد الفكرة مناسبة جداً، في الحقيقة هم لم يسألوني، لأن الخطاب موجه لي، هم يعرفون طبعي أنا، أنه "بس شيئ يتعلق بي" بشكل شخصي، أتحفظ قليلاً.
هي ظهرت في الإعلام، عندما ظهرت في الإعلام، كانت رسالتها لكل قيادة حزب الله، لكل الجو السياسي في البلد، للجو الشعبي، للمجاهدين أنفسهم، أيضاً للعدو.

طبعاً، عندما ظهرت في الإعلام، أنا يجب أن أجيبهم في الإعلام. من جهة، هذا يخدم بالتثبيت ويخدم بالعلاقة العاطفية، وأنا لا أخفيك، يومها أنا كتبت النص، كنت
أحرص في تلك الأيام أن أكتب لأن كل كلمة يوجد عليها مسؤولية، في هذا المقطع في الذات "أنا مسكت حالي"، لأن الموضوع كان يعبر عن عاطفة وإذا هذا الكلمات كانت لها تأثير فيهم أو بالناس لأنها كانت خارجة من قلب صادق ومحب، يعني لو لم يكن هناك حرب وكذا، "أنا بدي إبكي" أمام الكاميرا، "بس شديت حالي منيح رغم انه بيّن، بالحنجر بيّن، بالصوت"، لأنه في الحقيقة أنا أبادل هؤلاء الأخوة نفس العاطفة ونفس الحب، "مش المثل الشعبي يقول القلوب عند بعضها" هذا له أساس، في حديث الأنبياء ....

بن جدو: هذا الأمر لا يزال قائماً؟

السيد نصر الله: بطبيعة الحال...

بن جدو: نفس الكوادر، نفس المقاتلين، نفس الوجدان...

السيد نصر الله: أنا أؤكد لك أن من أهم نقاط القوة في هذه المقاومة هي هذه العلاقة العاطفية، العميقة، الصادقة، هذه من نقاط القوة.
هذه من أين تأتي بها، من أي إستراتيجية دفاعية تأتي بها.

ـ بن جدو: نحن في "تموز الحكاية " في حلقته الأخيرة والخاصة مع سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. سماحة السيد كنت سألتكم قبل الموجز أننا سنتحدث عن بعض المفاجآت، لا شك بأنّ أولى المفاجآت كانت عملية البارجة، تحدثنا عن ما تيسر من معطيات عن تلك العملية، هل يمكن أن تعطينا التفاصيل والرواية الكاملة؟

ـ السيد نصر الله: ما تفضلتم به خلال الحلقات أظن أنه كافٍ وكامل (...) وكي لا نقع في التكرار.

ـ بن جدو: كنتم تتحدثون على الهواء مباشرة، أمس بالمناسبة كان لدينا ضيف في قناة الميادين، اللواء عريقات من داخل فلسطين، وكان يتحدث عن عملية البارجة بالتحديد، وهو يقول: صار لي عشرات السنين ـ وهو عسكري ـ لأول مرة في التاريخ نعلم أنّ هناك قائداً عسكرياً يوجّه البندقية ـ أيّاً كانت، وفي حالتنا كانت صاروخاً للبارجة ـ على الهواء مباشرة ولا يخطئ، وحظكم كان جيداً. كانت كلمة السر هي خطابكم أليس كذلك، أي عندما تتحدثون على الهواء مباشرة يتم إطلاق الصواريخ أليس كذلك، وأنتم تتحدثون جاءكم من يبلغكم أن العملية نجحت؟

ـ السيد نصر الله: الشق الأول بحاجة إلى تدقيق، والشق الثاني صحيح. نحن حاولنا أن ننظم وأن يكون الكلام إمّا متزامناً مع ضرب الصواريخ أو بعدها، لم يكن الموضوع سهلاً، وعادة الأناس الذين لديهم خلفيات مختلفة يمكن أن لا يقبلوا أنّ ما جرى هو توفيق من الله تعالى، وكل شيء توفيق من الله تعالى، لكن ما جرى توفيق خاص. يومها عندما كنّا قد أعلنا أنني سأتحدث، أتذكر وقتها أنّ الحديث تأخر. وكانت وسائل الإعلام تنتظر ساعة، بعد نصف ساعة، بعد ساعتين، بعد ثلاث ساعتين، وكانوا على تواصل مع الإخوة ...

طبعاً موضوع ضرب البارجة لم يكن أمراً بسيطاً حتى من الناحية التقنية ومعقد جداً ، له علاقة بالأمواج وله علاقة بسرعة الريح وله علاقة بالصاروخ وله علاقة بالمَدَيات، الموضوع معقد جداً، لم يكن سهلاً. بعدها، الله سبحانه وتعالى وفّق أنّ الشباب وهم على كل حال جاهزون، وأنا بدأت بالكلام وكان ممكناً أن ينتهي الكلام ولا ينطلق الصاروخ.

ـ بن جدو: (...) جاءك شخص وأخبرك وأنت على الهواء تتحدث مباشرة ...

ـ السيد نصر الله: عندما تحدثت عن المفاجآت لم يكن هناك نص، كنت قد كتبت رؤوس أقلام، نصف ورقة، رؤوس أقلام وتحدثت ثلث ساعة تقريباً ووعدت بالنصر وحكيت عن المفاجآت، وأنا أعرف ماذا قد حضّر من مفاجآت، والبارجة واحدة من المفاجآت، وبالتوقيت الله سبحانه وتعالى يوفّق لكن نحن أخذنا بالأسباب وبالباقي على الله سبحانه وتعالى، وكنت أنتظر في أي لحظة وحتى قبل الكلام أنه متى الشباب سيوفقون، وفي آخر الكلمة قبل أن أختم دخل أحد الإخوة وهم يعرفون أنني على الهواء لأنهم يجلسون في الغرفة الثانية يستمعون..

ـ بن جدو: ليس الحاج عماد مغنية؟
ـ السيد نصر الله: ..لا لم يكن هو، الحاج كان في الغرفة الأخرى، لكن الاخ الذي دخل وأخبرني الحمد الله ما زال على قيد الحياة، الله يطوّل بعمره وعمر الإخوان جميعاً، هو صار يؤشر لي ويريد القول مشي الحال وضربت البارجة، أنا خفت أن أفهم خطأ وأن أقول شيء في الإعلام وأنا على الهواء... وكان هناك طاولة إلى جانبي فأشّرت له أن أكتب، فكتب لي أنّه الحمد الله الإخوان ضربوا البارجة وأصيبت والآن تشتعل أو تحترق، فأنا قلت الخبر: الآن في عرض البحر...
ـ بن جدو: هل صحيح أنه كان يدمع وكان متأثراً ؟

ـ السيد نصر الله: نعم كان متأثراً والكل كان متأثراً.

ـ بن جدو: وعندما قلت المفاجأة أسرعت لتنهي المكالمة وكأنك تريد أن تعرف ما حصل؟

ـ السيد نصر الله: (...) حقيقة الأمر أن النقاط التي حضرتها وأن الكلام في ذلك الوقت الكلام الطويل لي جيداً، وبالنهاية كان أول كلام لي بعد القصف الذي جرى على البيت وعلى الأمانة العامة وطلعت إشاعات، وايضاً الموقف الذي أريد قوله قد قلته والباقي يقود إلى إطناب أو على موضوعات ستتحدث بها لاحقاً.
ـ بن جدو: كنت في الضاحية؟

ـ السيد نصر الله: طبعاً في الضاحية.

ـ بن جدو: من بين المفاجآت الأخرى ما يتعلق بالميركافا، هل أنتم فعلاً قبل الحرب كنتم على ثقة أنكم تمتلكون قدرة صاروخية أو مسلحة أيّاً كانت على إصابة الميركافا رقم 4 التي يسمونها "عربة الرب" في مقتل؟

ـ سماحة السيد : هذا كان من أهم عناصر المفاجأة في الحرب، وأنا عندما قلت مفاجآت، هذه واحدة منها، لأنّ هذا السلاح يسميه العسكر "ضدّ الدروع" ولدينا أسلحة متنوعة "ضدّ الدروع" تختلف في المديات ويمكن أن يكون هناك رؤية بالنهار ولا يوجد رؤية بالليل، تختلف بحجم التأثير على الدبابة، وتنفع على دبابة ولا تنفع على دبابات من نوع آخر... الميركافا الجيل الرابع محصنة جداً تجاه عدد من أنواع الصواريخ "ضد الدروع". نحن حصلنا على (صاروخ) الكورنيت، هنا ليس فقط امتلاك السلاح هو المهم، وإن شاء الله عندما نتحدث عن الدول، موضوع الكورنيت هو بالحقيقة غيّر المعادلة بالحرب.

ـ بن جدو: حصلتم عليه قبل الحرب؟

ـ السيد نصر الله: قبل الحرب بمدة جيدة من الزمن. فامتلاك السلاح كان مهما، وثانياً تدربنا على السلاح، وثالثاً أنشأنا تشكيلاً خاصّاً، أي من في الجنوب لم يكن كلهم يعرفون بوجود سلاح عند المقاومة اسمه كورنيت، كان عدد قليل من الإخوة الذين تدربوا على السلاح وتمّت مَوْضَعَة هذا السلاح في الجبهة، كان الكوادر الأساسيين يعرفون بذلك فقط، وأقفل الأمر، واعتبر أنّ هذا من الأمور السريّة جداً التي لا يجوز ذكرها والبوح بها لأحد.

ولذلك الإسرائيلي (جرى معه) مثل ما جرى بالبارجة، في التحقيقات التي أجروها لاحقاً حتى احتمال ـ وليس أنه معلومة لا يملكون ـ حتى احتمال أو وهم أن يكون لدى حزب الله صواريخ أرض بحر لم يكن عندهم، إلى هذا الحد. أي ليس امتلاك صواريخ أرض بحر هو القصة فقط، هذا مهم، لكن الأهم أن تحتفظ بسرية أصل امتلاكك لهذا السلاح الذي بقي سراً، وثانياً أماكن هذا السلاح وتواجده وتكتيك استخدامه، الكورنيت نفس الأمر، لذلك هم تفاجأوا بالكورنيت وكانت طبعاً قدراته ممتازة.

ـ بن جدو: لكن كيف كنتم على ثقة أن الكورنيت قادر على ضرب ميركافا 4، وأصحابه باعوه بـ 25 ألف دولار وبعد تجربتكم أصبح بـ 250 ألف دولار؟
ـ السيد نصر الله: هي التجربة التي رفعت سعره وإلاّ من ناحية الدراسات العلمية تقدر على أن تحسم هذا الموضوع. أعتقد أنّه من حيث أتينا به قد أجريت تجارب عليه على مستوى معين من التدريع وكان مؤثراً جداً.

ـ بن جدو: إذاً لم تكن مفاجأة لكم؟

ـ السيد نصر الله: كلا، (كنّا) مطمئنين أنّ أي دبابة إسرائيلية تدخل وتكون في مرمى الكورنيت ستدمر، وأغلب الدبابات التي دمرت (دمرت) بالكورنيت، وطبعاً أسلحة "ضدّ الدروع" الأخرى عملت أيضاً، لكن الكورنيت كان هو الأكثر فعالية.

ـ بن جدو: تحدثتم عن القدرة الصاروخية التي كان يمكن أن تمكّنكم بالحد الأدنى من الإستمرار لمدة ستة أشهر إذا لم يكن أكثر من ذلك، فيما يتعلق بالكورنيت ايضاً كانت لديكم قدرات جدية تسمح لكم أن تواجهوا أي عدد من الدبابات الإسرائيلية التي تدخل لبنان؟

ـ السيد نصر الله: نعم. الإسرائيلي تحدث لاحقاً عن مئتي دبابة وآلية بين ملالة وغيرها، اعترف بمئتين. لو أكملوا الحرب بالطريقة التي كانت القوات البرية قد دخلت بها نحن كنّا نتوقع تدمير مئات الدبابات.

ـ بن جدو: لهذه الدرجة .

ـ السيد نصر الله: نعم .

ـ بن جدو: في نهاية الحرب جاءكم من قال امنحنا وقتاً أطول وسندمر القوة البرية الإسرائيلية وكان كلاماً دقيقاً؟

ـ السيد نصر الله: نعم كان كلاماً دقيقاً، والفكرة كانت ممكنة وهي ليست قطعية ولكن ممكنة، بالمنطق واحد زائد واحد يساوي اثنين وبالإمكانات المتاحة وبمعنويات المقاتلين وبالخطط التي كانت موجودة وبالجهوزية المتوفرة، أيضا بما أصاب العدو خلال الحرب على المستوى المعنوي والقيادي والإداري ومعنويات الجنود والحركة الموجودة على الأرض كانت هذه الفرصة قابلة للنقاش.

ـ بن جدو: (...) خلال الحرب تهددون الإسرائيلي أنه إذا قصف بيروت سنقصف تل أبيب، أولاً التصريح بذاته كان مفاجئاً، ولكن على أي أساس بنيتم تلك المعادلة؟

ـ السيد نصر الله: إذا تذكر رئيس الأركان حالوتس ـ الذي قد يصبح الآن رئيس اتحاد كرة السلة! وعادة رئيس الأركان يصير وزير دفاع أو وزير خارجية أو رئيس وزراء، أخذوه إلى كرة السلة، طبعاً مع احترامنا لكرة السلة وهنا أتحدث عنه كرئيس أركان ما هو تاريخه السياسي ـ يومها هو هدد بقصف بيروت، لأنّ قصف حيفا استمر وما بعد حيفا أيضاً استمر وهو رأى أنّه صنع معادلة الضاحية ـ حيفا أي أنّه نقصف حيفا يقصف الضاحية ـ وتذكر أنّه حدد (رقم) عشرة أبنية بالضاحية مقابل قصف حيفا ـ ورأى أنّ هذه المعادلة لم تنجح، فمن أجل أن يحمي حيفا والشمال والوسط ذهب إلى التهديد بقصف بيروت، يومها صنعنا معادلة أنّه إذا قصفت بيروت نقصف تل أبيب، هذا كان الدافع لهذه المعادلة وهو حماية مدينة بيروت، والذي حمى بيروت هي المقاومة وليس القرار السياسي وتعرف أنّ الإسرائيلي لا يحترم أحداً، أنّه يجري التحدث معه في العالم ويسأل عنه ويُضغط عليه ويجري توصيته ببيروت، هذه الأمور "سوالف" قد تنفع في الأيام الأولى، لكن في النصف الثاني من الحرب أمام المأزق الإسرائيلي العسكري والميداني والسياسي والداخلي وفي الجبهة الداخلية من أجل الضغط علينا أو من أجل إلحاق الهزيمة بنا هو حاضر أن يقصف بيروت ومئة بيروت ولن يسأل عن أي ضغط سياسي خارجي. (...) تسألني إذا كان ذلك ممكناً، نعم كان ممكناً، نحن في حرب تموز في 33 يوماً كان لدينا القدرة أن نقصف مدينة تل أبيب، لكن لم نفعل وأردنا أن نستفيد من هذه القدرة لحماية العاصمة اللبنانية بيروت ولذلك لم نبادر إلى قصف تل أبيب وأنا عندما قلت "ما بعد ما بعد حيفا" لم أكن أقصد الوسط ولا الخضيرة، وإنما كنت أقصد تل أبيب.

ما بعد ما بعد حيفا، ولذلك كانت لدينا هذه القدرة، وثانياً أصلاً لا توجد هناك إمكانية أنه أنا أو أحد في حزب الله يُهدد بعمل نحن لا نقدر عليه منذ82، وهنا تكمن صدقيتنا لدى الناس وأيضاً صدقيتنا لدى العدو، يعني أن العدو عندما أقول له إنني سأقصف المكان الفلاني، يطلعوا في "إسرائيل" ليقولوا "نعم مظبوط يقصف المكان الفلاني"، المقاومة في لبنان تملك القدرة لأنه منذ 82 إلى اليوم لا يوجد يوم من الأيام في المعركة مع إسرائيل حزب الله قال أنا أفعل كذا إن فعلتم كذا، وكان عاجزاً عن ذلك، أي كنا لا نُهدد بما كنا عاجزين عن فعله، أصلاً حتى في الحرب النفسية التي نؤمن بها، طبعاً بالحرب النفسية يمكن أن توجد فيها تأثيرات ومبالغات، لكن تارةً تقوم الحرب النفسية على معطيات كاذبة أو على أوهام، وتارةً تقوم على حقائق، الشطارة هي أن تعمل حرب نفسية قائمة على حقائق، لأنك تعرف أن تلزم نفسك.

بن جدو: الآن تكشف لنا سماحة السيد أنه ما كنت تقصده من ما بعد ما بعد حيفا كانت تل أبيب؟

السيد نصرالله: نعم

بن جدو: طبعاً بعد عام كشفت لنا وقتذاك بأن حزب الله يمتلك قدرات صاروخية تصل إلى آخر نقطة في فلسطين المحتلة، لكن سؤالي الآن: بعد أن كشفت لنا عن تل أبيب، بكل صراحة عام 2006 في الحرب كان لديكم قدرة صاروخية على الوصول إلى آخر نقطة في فلسطين المحتلة، أم إن قدراتكم الصاروخية هذه بعد 2006؟

السيد نصرالله: "خليها مخباية"، تريد أن تأخذ كل شيء الليلة، المهم الآن نعم من كريات إلى إيلات هذا إن شاء الله بالتأكيد.

بن جدو: في تلك الحرب لا شك كانت لديكم إنجازات كبرى،ولكن ربما شعر البعض أن هناك بعض الثغرات سماحة السيد، وأنا أريد أن أتحدث إلى حد التنظير الآن وأعطيك بعض الأمثلة على نحوٍ دقيق، إنزال بعلبك. إنزال بعلبك أُعتبر ثغرة بالنسبة إليكم، ثغرة أمنية وثغرة إستخباراتية، أي أن يأتي الإسرائيلي ويقوم بإنزال ولا أحد يواجهه على أرض المعركة، وثانياً خصوصاً أن الإسرائيلي كان لديه معطيات ربما إستخبارية أن الأسيرين كانا في تلك المستشفى، ما حقيقة الأمر، المعطيات لدى الإسرائيلي هل كانت خاطئة؟

السيد نصرالله: هذه واحدة من أسباب فشل الإسرائيلي في تلك الحرب، هي ضعف المعطيات والمعلومات وخطأها،يعني مثلاً عندما أتى إلى مستشفى دار الحكمة – بعلبك أي مستشفى الإمام الخميني، أنت تقول إنه بنى على هذه المعطيات والمعلومات، أنا ربما للمرة الأولى أيضاً أؤكد لك أو أتكلم في هذا الموضوع، أن الأسيرين الإسرائيليين أصلاً لم يذهبا إلى بعلبك ، ليس فقط إلى المستشفى، لم يكونا بالمستشفى ولم يذهبا أصلاً إلى بعلبك، وإنما كانا في مكانٍ آخر، فإذاً الإسرائيلي بنى على معلومات خاطئة، هذا أولاً، ثانياً: المستشفى هي مستشفى، لذلك لماذا أنا أريد أن أفترضها أنها هدف عسكري؟ من أجل ماذا أقوم بإتخاذ إجراءات دفاعية لأدافع عن المستشفى، وأنا ليس لدي هدف عسكري داخل المستشفى، أي ليس لدي أسرى أضعهم داخل المستشفى وليس لدي كوادر أو قيادات مجروحة توجد في المستشفى أو ما شاكل، إذاً هي هدف مدني، هل بطولة أن الإسرائيلي يأتي ليعمل عملية إنزال على مستشفى؟ وهل المطلوب من المقاومة أساساً، كان هناك الكثير من المستشفيات في الجنوب وفي البقاع وفي بيروت، يجب أن نعمل إجراءات دفاعية لحماية المستشفيات؟ أصلاً المستشفى يجب أن تكون آخر هدف يُتجرأ عليه من قبل أي جيش أو أي جهة عسكرية، حتى نحن طبيعي، هذه مستشفى. فجأة جاء الإسرائيلي لينفذ إنزالاً عسكرياً على مستشفى، ولذلك أصلاً هذه المنطقة هي خارج دائرة الإستهداف بشكل منطقي، ونحن لم نُعد أنفسنا لنقاتل دفاعاً عن المستشفيات، لأننا نفترض أن هذه هي مستشفى، وهي مستشفى موجودة في طرف بعلبك، وأريد أن أقول لك أمراً: نحن في تلك الحرب لم ندّعِ أننا لدينا إنتشار ـ وهذا أصلاً غير ممكن ـ على الصعيد اللبناني بشكلٍ أن نمنع أي إنزال، ليس لدينا، هل نحن قدمنا هكذا إلتزام؟ لم نقدم هكذا إلتزام، وبالتالي أن يأتي الإسرائيلي لينفذ إنزالاً في جرود بعلبك أو في جرود سلسة الجبال الغربية أو سلسلة الجبال الشرقية. في الجنوب نفّذ العدو إنزالات،هذه الجنوب أثناء الحرب وخصوصاً في الأيام الأخيرة قام بإنزالات، نحن لم نُقدم أنفسنا وخصوصاً في تلك الحرب أننا نلتزم بمنع أي خرق أو نلتزم بمنع أي إنزال،هذا إلتزام غير واقعي، حتى في بداية هذه الحلقة لم أقل لك بأنني إلتزم بمنع أي خرق، بل قلت لك: نحن نلتزم بما نعلم به، فإذا غداً الإسرائيلي دخل وخرج ولم نكن نعرف بذلك، لكن عندما أعرف فإنني ألتزم، وبالتالي إذا كانت تعدّ هذه ثغرة فلتُعدّ ثغرة، في النهاية ما هي المشكلة أن تكون لدينا ثغرات، فنحن بشر.

بن جدو: وماذا عن صور؟ في النهاية هذه الجنوب.

السيد نصرالله: هناك لا ولم يكن بالإنزال الوحيد، أنا قلت لك حصلت إنزالات عديدة، لكن هذا سلط الضوء عليه لأنه حصلت إشتباكات قوية وسقط قتلى للإسرائيليين في ذلك الإشتباك، من الطبيعي الجنوب كله، كل بيت وكل ضيعة وكل تلة وكل وادي كان موضوعاً للإنزال الإسرائيلي.

بن جدو: هل آذاكم العملاء خلال حرب تموز سماحة السيد؟

السيد نصرالله: هذا قبل الحرب، لأنني إذا أردت أن أقدم معلومات فسأقدمها قبل الحرب، أثناء الحرب الكثير من هؤلاء ونتيجة للإجراءات التي أُتخذت في بعض المناطق، أن البعض منهم أُعتقل وسُلم إلى الدولة اللبنانية، والبعض هرب أصلاً، أي غادر المناطق، لكن أنا أُقدر أداءهم بأنه كان محدوداً.

بن جدو: عفواً سماحة السيد تقول لي إنكم إعتقلتموهم وسلمتموهم إلى الدولة اللبنانية؟

السيد نصرالله: نعم.

بن جدو:عفواً ما تردد عن أنكم ـولست أدري إن كنتم تعلمون ـ تردد أنكم إعتقلتم عملاء وقمتم بتصفيتهم؟

السيد نصرالله: أعوذ بالله، كلا، أبداً هذا ليس له سابقة أصلاً، نحن لا نشتغل هكذا.

بن جدو: إطلاقاً؟

السيد نصرالله: نعم إطلاقاً، لم يحصل هذا أبداً، نحن كان لدينا عدد من العملاء أثناء الحرب، تم إعتقالهم وتم تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، أصلاً ليس لدي سجن لأحتفظ بهم، يعني إذا حتى بعض الناس يقول لك: لتحتفظ بهم لديك بالسجن ولماذا تسلمهم إلى الأجهزة الأمنية، فإنه حتى من الناحية العملية...، كلا كلا لم يحصل هذا أبداً، ونعم قمنا بتسليمهم إلى الدولة.

بن جدو: فيما يتعلق باليوم الأخير سماحة السيد، يعني ضرب مجمع الحسن والذي فعلاً كان هز الدنيا، هل لديكم تفاصيل عما حصل؟

السيد نصرالله: كلا

بن جدو:لماذا، تحليل، ألا لديكم معلومات مثلاً أن الإسرائيلي ربما وصلته معلومات خاطئة أو غير خاطئة عن أن سماحتكم موجود هناك وأن غرفة العمليات توجد هناك؟

السيد نصرالله: توجد ضربتان كبيرتان حصلتا في الضاحية، غير القصف الأول الذي كان مدمراً، توجد ضربتان كبيرتان حصلتا في الضاحية، وقتها ليس في الضاحية فقط بل في بيروت وكل المحيط، حيث شعروا بزلزال، هو ضرب مجمع سيد الأوصياء في برج البراجنة، حيث الحفرة الناجمة عن الضربة كانت عميقة ولم يبق شيء، وهو طبعاً مجمع ديني وليس مجمعاً سكنياً، يعني مسجد وحسينية وكذا ... الخ، ومجمع الإمام الحسن هو مجمع سكني، أيضاً كانت الضربة قاسية جداً، وفي كلا الموردين قيل إن المستهدف هو فلان (سماحة اسيد نصر الله)، لكن الإسرائيلي كانت لديه معطيات أو ليس لديه معطيات أو كانت لديه معلومات خاطئة أو أنه كان مشتبهاً بشيء، أنا ليس لدي معلومات، لكن أنا أؤكد لك أن هذين المكانين أنا لم أذهب إليهما طوال الحرب قطعاً، يعني أنني لم أذهب إلى مجمع سيد الأوصياء الذي قُصف ولم أذهب إلى مجمع الإمام الحسن (عليه السلام) الذي قُصف، وإذا مثلاً قد يُقال أنه بالحركة التي لي أنه تركت إشارة أو أثر أصلاً ليس له أي أساس. أنا أحتمل أنه في مجمع الإمام الحسن يكون الهدف هو الناس، تعلمون ماذا حصل في الأيام الأخيرة،الإسرائيلي أصبح يعرف بشكل واضح أننا ذاهبون إلى النصر، فأراده نصراً بمزيد من الدماء وبمزيد من الآلام وبمزيد من الخسائر البشرية، وهو يعرف أن هذا الأمر يوجعنا،" نحن يوجعنا الناس"، لذلك أنا أميل أكثر إلى فكرة أن الناس هم من كانوا مستهدفين، حيث كان يوجد عدد سكان جيد كانوا لا يزالون في المنطقة هناك، لكن فرضية أن الإسرائيلي كان يستهدفني أنا أو أنه كان يفترض أنه توجد غرفة عمليات موجودة هناك، ولم تكن تلك الغرفة موجودة هناك أصلاً، لم يكن في مجمع الإمام الحسن شيئ من هذا الإطلاق.

بن جدو: سماحة السيد خلال الحرب أنتم كشفتم أنكم كنتم في الضاحية، وبعد الحرب كشفتم أنكم كنتم في الضاحية، وربما الإسرائيلي فوجئ بهذا الأمر بعد أن فوجئ أكثر تذكر المرة الماضية سماحة السيد عندما قلت أننا في الطابق السادس، يعني هذا أكثر شيء إهتم به الإسرائيلي واعتبر هذا مزيداً من الإبتزاز، والتحدث من الطابق السادس والتحدث معك في المقابلة خلال تلك الحرب، لكن بعد إذنك سماحة السيد، أنا خلال هذه الحلقات قلت إنه جزء من شجاعة هذا الرجل، الذي نعرف أنك لا تريد التحدث عن نفسك كثيراً، زرت بيروت وزرت أناس، فممكن أن نتحدث عنها؟

السيد نصرالله: لا توجد مشكلة، هو أثناء الحرب، وأنا عادةً أتجنب الخوض في هكذا قصص، لكن هي مفيدة الآن نفسياً ومعنوياً، خرجنا، خرجت من الضاحية كنت أنا والحاج عماد ومعنا طبعاً إخوان آخرون، وذهبنا إلى مدينة بيروت وتجولنا في مدينة بيروت، كنا أنا وإياه ومعنا إخوان، وبشكل عادي جداً، وتفاجأت ـ ولا أخفيك ـ بعجقة بيروت والمطاعم وشط البحر والناس في الشوارع والعجقات والأعراس، وتشعر كأننا نوجد في دولتين، يعني هذه الضاحية الجنوبية، كم هي مساحتها، فإذا تخرج منها غرباً أو تخرج منها شرقاً "كأنك تطلع على دولة ثانية"، كأننا نحن في دولة أخرى، يعني واحدة لا أخفيك واحدة من المساوىء طبعاً، وهو ليس سلبي هذا طبعاً هو إيجابي، نحن لا نريد أن يَمس بيروت سوءاً ولا أهل بيروت سوءاً، أهلنا وناسنا وحبايبنا، لكن يعطيك أيضاً مظلومية الضاحية، طبعاً الضاحية والمناطق الأخرى التي كانت تُقصف، لكن عندما أتكلم ضاحية بيروت، خرجنا وتجولنا و"فتلنا وتفرجنا" على العالم، لم أزر أحد، يعني أنني ذهبت إلى بيت أحد كلا، "تفتّلنا" ومشينا، نزلنا تمشينا

بن جدو: في الليل أم في النهار

السيد نصرالله: في الليل،واشترينا سندويشات واشترينا بوظة، وبعدين عدنا أدراجنا إلى ضاحيتنا المظلومة.

بن جدو: أعتقد أيضاً سماحة السيد قضية المهجرين والنازحين كانت واحدة من القضايا التي تعنيك بشكلٍ خاص؟

السيد نصرالله: طبعاً هذا بلا شك كان أيضاً يعنيني بنسبة معينة، زادت من عزمنا عندما عملنا معادلة بيروت – تل أبيب، هذه زيارة قبل معادلة بيروت – تل أبيب.

بن جدو: هل توجد إمكانية سماحة السيد تحدثنا لأول مرةٍ عن الشهيد عماد مغنية؟

السيد نصرالله: عن ماذا؟

بن جدو: في تلك الحرب بالتحديد، كيف أدارها؟ أنتم كنتم مع بعضكم عما ما أعتقد؟

السيد نصرالله: أحياناً كنا نفترق، يعني ليس منطقياً أن المجموعة كلها تظل مع بعضها بشكل دائم، كنا نلتقي وكنا نفترق، يعني هذا كان محسوب جيداً، وأنه كان ممكن أنه نتيجة خطأ أو خلل أو نتيجة الصدفة أن المكان الذي أنت موجود فيه أو المجموعة الموجودة فيه أن تنزل (تنهار)، في الضاحية كان يوجد قصف عشوائي للبنايات، يعني في معادلة الضاحية – حيفا كان هو أي الإسرائيلي ينتقي عشر بنايات ويُنزلها على الأرض، وأيضاً كان أنا أو أي أحد من الإخوان الآخرين نكون موجودين في هذه البناية التي تُضرب بالعشوائي، فكان التجمع خلاف العقل وخلاف المسؤولية الجهادية والشرعية، ولذلك نحن قسمنا بعضنا.

بن جدو: من فضلك كي لا أفهم أنه كذلك الصدفة والعشوائية التي للإسرائيلي هي التي حمتكم أو أنقذتكم؟

السيد نصرالله: كلا كلا الله هو الذي حمى ولكن الإدارة الجيدة أيضاً، وفي موضوع القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة نفدت الأهداف في الضاحية من مراكز وبيوت ومؤسسات وتلفزيون وإذاعة ومؤسسة الشهيد.. لم يترك شيئاً، كل شيء إسمه مركز أو مؤسسة، انتهى، لم يعد لديه أهداف لكي يضربها، فعندما صار الإسرائيلي يضرب رداً على حيفا والوسط، ماذا فعل؟ لما يضرب بنايات بشكل عشوائي، يعني الكثير من البنايات التي تم تدميرها في الضاحية لا يوجد فيها لا مراكز لحزب الله ولا مؤسسات ولا بيوت قيادات لحزب الله، وبالتالي عندما ذهب الإسرائيلي إلى التدمير العشوائي، يمكن للتدمير العشوائي أن يُصيبك بالصدفة، في كل الأحوال، ثانياً: يمكن أن يحدث خلل، نحن أناس لسنا معصومين، يعقوب سلام الله عليه ماذا وصى أولاده؟ يا بني لا تدخلوا من بابٍ واحد، المنطق أن لا نجتمع في مكانٍ واحد، ولذلك نحن كنا عاملين عدد من غرف العمليات، وكنا متواصلين فيما بيننا، في غرف العمليات المركزية كل واحدة كان لديها معطيات كاملة، حتى إذا استشهدت هذه المجموعة، المجموعة الآخرى تُكمل وحدها، يعني نحن في كل حزب الله لم يكن هناك أحد يقاتل أنه "طالما أنا طيّب (حي) المعركة ماشية وبعدي الطوفان"، كلا نحن كنا حقاً مرتبين أمورنا بشكل أنه من أستشهد قد أستشهد كيف البقية تُكمل هذه الحرب ونخرج منها منتصرين إن شاء الله، هذا هو الجواب لهنا فقط

بن جدو:وماذا عن الحاج؟

السيد نصرالله: كان رحمة الله عليه ـ مع الإحتفاظ للأحياء، لأنه بالنهاية شوف هذه الحرب لنكون منصفين، لا نستطيع أن ننسبها إلى واحد دون واحد، يعني الكل كان شريك في هذه الحرب والكل كان له سهمه، صحيح أن الأسهم تتفاوت، بالدنيا صعب على الشخص أن يعطي الناس حقوقها، يوجد يوم قيامة حيث يعطي الله سبحانه وتعالى لكل واحد حقه ونتيجة عمله، لكن باعتبار أننا نتكلم عن أخ عزيز وكبير أستشهد، طبعاً الحاج كان بالهرمية يعني هو رأس الهرم، بالتشكيل الجهادي، وهذا هو الذي يميزه عن بقية الإخوة الأحياء الذين كانوا شركاءه بالمعنى العام، والآن هم ما زالوا يحملون المسؤولية بكفاءة، وهو في الواقع كان رأس الهرم، في التشكيل الجهادي، ومرحلة الإعداد للحرب، هو رجل عمل في الليل وفي النهار،ولم يترك فرصة، يعني بذل جهوداً كبيرة جداً، والمعروف عن الحاج عماد أنه كان مبدعاً، يعني لديه إبتكار وأفكار، هو ليس مقلداً إذا صح التعبير، بل هو مجتهد في هذا العمل، ويعمل بمثابرة وبدقة ومتابعة متناهية، وأيضاً علاقته مع كل الإخوة كانت علاقة ممتازة، وعلاقة المودة التي تحدثت عنها سابقاً كانت موجودة، وأثناء المعركة بقي الحاج عماد بالليل والنهار يُتابع مع الإخوة يتصل ويحكي معهم، وإلى اللحظة الأخيرة الحاج كما بقية الإخوة كان حاضراً وبقوة وبعده سهران وتواصل كان قائماً، وأنا أقول لك سواء بالحاج أو بالإخوان الذين كانوا يديرون المعركة، إنه خلال الثلاثة وثلاثين يوماً لم ترَ في وجوههم إرباكاً أو وهناً أو ضعفاً أو توترا، كلا بالعكس، هذا من نعم الله سبحانه وتعالى علينا،الحاج كان لديه هذه المواصفات: يعني الهدوء والثقة واليقين، انه نحن ننتصر ونحن قادرون على ذلك.

بن جدو: حتى أنه يوم قصف البارجة كان في الشارع، كان يعاينها بنفسه

السيد نصر الله: نعم.

بن جدو: سماحة السيد فيما يتعلق بالسلاح هل حصلتم على سلاح بشكل مباشر من سورية؟

السيد نصرالله: نعم،

بن جدو: قبل الحرب او خلال الحرب.

السيد نصرالله: لو كنا نتحدث قبل الأحداث في سورية كان من الممكن أن اتحفظ على هذه الإجابة، أكيد لا اقول لك، لا، أهرب، الكذب مشكلة.

لكن الآن من حق سورية علينا أن نقول نعم لأنه ما يُخشى منه حصل، أن تأتي اسرائيل وتقصف سورية؟ لقد قصفتها. الصحيح هو نعم. قبل الحرب جزء كبير من جهوزية المقاومة في لبنان كان يعتمد على السلاح من سورية، وليس فقط تسهيلات. لا، نحن أخذنا سلاحا من سورية. مثلا، عمدة القدرة الصاروخية التي استخدمت على حيفا وما بعد حيفا هو صواريخ من صناعة سورية وكانت صواريخ ممتازة جداً، لم يكن هناك أي تحفظ.

بن جدو: سلمت لكم؟

السيد نصرالله:سلمت، نعم.

بن جدو: بقرار؟

السيد نصرالله: طبعا بقرار. تتحدث عن صواريخ. في سورية كلاشينكوف لا يمكنك ان تعطي دون قرار من رأس الهرم، بطبيعة الحال من الرئيس بشار الأسد.

بن جدو:
هذا الأمر كان منتشرا لدى القيادة في سورية؟

السيد نصرالله: هذا شأنهم، لا أعرف، أنا ليست مسؤوليتي أن أرى إن كان نائب الرئيس وزير الدفاع رئيس الأركان رئيس الوزراء لديه علم أو ليس لديه علم ليس شغلتي.

بن جدو: الكورنيت من أين سماحة السيد؟

السيد نصرالله: أيضا من سورية.

بن جدو: الكورنيت؟

السيد نصرالله: نعم.

بن جدو: قبل الحرب.

السيد نصرالله: طبيعي.

بن جدو: خلال الحرب هل استمر مرور السلاح؟

السيد نصرالله: أيضاً لنعطي سورية حقها، اثناء الحرب لم يكن هناك خط أحمر، فتحت مخازن الجيش العربي السوري للمقاومة اللبنانية، تعالوا وخذوا ما تريدون دون أي تحفظ، أي نوع أي كم اي شيء، خذوا ما تريدون.

بن جدو: هذا في البداية او النهاية؟

السيد نصرالله: من بداية الحرب.

بن جدو: من بداية الحرب لم يكن هناك تلكؤ، مثلاً لننتظر الأمور إلى أين ستصل كم يوم، صمود غير صمود، تعرف في ذلك الوقت الوضع كان صعباً، مغامرات غير محسوبة؟

السيد نصرالله: الرجل عد مغامراً،على كل حال لا، من الأيام الأولى فُتحت المخازن تعالوا وخذوا السلاح الذي تريدون أي نوع صواريخ، أي سلاح، أي ذخائر، أي شيء وأنا لا أخفيك، نحن أخذنا سلاحاً من سورية اثناء الحرب.

بن جدو: خلال الحرب.

السيد نصرالله: نعم، أخذنا للإحتياط، لأننا كنا نفترض انه ربما الحرب تطول، ليس للحاجة الفعلية اليومية.

بن جدو: سماحة السيد أنا قلت خلال هذه السلسلة إن الرئيس بشار الأسد عرض عليكم أو أبدى استعدادا ان سورية مستعدة للانخراط في هذه الحرب لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وسأترك الإجابة لكم، لكن هذه المعلومة التي قلتها هل هي دقيقة؟

السيد نصرالله: صحيح.

بن جدو: صحيح أبدى الرئيس بشار الأسد استعداد سورية للإنخراط في مواجهة العدوان؟

السيد نصرالله: لأتحدث عن التفصيل قليلاً ونكون دقيقين أيضاً أثناء الحرب حتى في بدايتها حصل اتصال بالقناة المعتمدة مع الرئيس الأسد، القناة هذه اتصلت مع الأخ المعني بالإتصال من عندنا، ونقل رسالة من الرئيس الأسد لي، انه يظهر ان المعركة كبيرة وخطرة، الأهداف معلنة وواضحة، تعرف وقتها الأهداف التي أعلنها الإسرائيلي ـ وإن بقي وقت وتحدثنا بالشق السياسي ـ هي تدمير المقاومة في لبنان، سحق حزب الله، وعبارة السحق استخدمت عربيا وإسرائيليا وامريكيا، حتى مذكرات جورج بوش مكتوب فيها: سحق حزب الله.

الرئيس الأسد كان يرى أن الهجمة كبيرة، دولية وإقليمية، وهناك تواطؤ داخلي بهذا الأمر، أنه إذا تم القضاء على المقاومة، المعركة لن تقف عند هذه الحدود، وستتواصل باتجاه سورية، ومن حقه ان يحتاط لدمشق. كان يفترض بالأيام الأولى انه من الممكن القوات الإسرائيلية التي بدأت تتقدم ربما تدخل من ناحية حاصبيا، راشيا، البقاع الغربي وتتجه إلى المصنع وتلتف على دمشق وهذه نقطة الضعف المعروفة تاريخيا.

ولذلك كان هناك دراسة بالقيادة السورية ـ ضمن أي أطر هذا تفصيل انا لا أعرفه، لا أعلمه ـ انه إذا الأمور ستذهب بهذا الإتجاه قد تفكر القيادة السورية بالمبادرة إلى إدخال قوات سورية إلى سلسلة الجبال الشرقية وإلى البقاع الأوسط والغربي بإتجاه حاصبيا لملاقاة القوات الإسرائيلية الزاحفة، للدفاع عن دمشق وهذا يعني أن أي حركة من هذا النوع يعني دخول في المعركة، والرجل قال بالنهاية نحن مصيرنا واحد لبنان وسورية مصير واحد، وهذه نظرته للمقاومة في لبنان، دائماً عندما عرض عليه وهو عرض عليه حتى قبل العام 2006 عرض عليه ان يبقى في لبنان وأن يرسل قوات إلى الجنوب حتى إلى الأولي، لم يعد خطاً أحمر وان لبنان لك، لبنان لسورية وعرض هذا الأمر من زعماء عرب لكن في مقابل نزع سلاح المقاومة ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية وهو رفض وكان جوابه ان المقاومة في لبنان هي ضمانة حماية لبنان وهي جزء من الأمن القومي العربي والأمن القومي السوري، حتى وقتها ذكر لي الجواب قال لي هم قالوا لي ترسل ثلاث فرق أو اربع فرق إلى الجنوب، إلى الحدود، وقال لهم إذا انا ارسلت فرق عسكرية إلى الجنوب وليس لدي غطاء جوي يطلع الإسرائيلي خلال ساعتين يمسحهم بينما هو لا يستطيع أن يقاتل المقاومة فكان هذه الفكرة.

لم يكن يبّلغني قراراً، حتى نكون دقيقين كان يقول ـ لأن هذا موضوع جداً دقيق وله علاقة بالقيادة وبآلية إتخاذ القرار في سورية في وضع سورية بشكل عام ـ إننا نحن نفكر هكذا وندرس هذا، أنتم ما رأيكم؟

فأنا وقتها ـ وهذه قصة ان القريب يرى ما لا يراه البعيد ـ أرسلت للسيد الرئيس الأسد: لا نحن وضعنا ممتاز جداً، هم لن يستطيعوا أن يسحقوا حزب الله، لن يستطيعوا أن يدمروا المقاومة، ونحن ذاهبون إلى نصر يا سيادة الرئيس وإن شاء الله ستلحق بهم الهزيمة وسيفشلون في تحقيق أهدافهم وانا شخصيا لست قلقا، ولا يظهر الجو أنهم ربما يدخلون من جهة حاصبيا راشيا البقاع الغربي البقاع الأوسط، لا اعتقد ان دمشق الآن في دائرة الخطر وإذا انتصرنا لن تكون إن شاء الله في دائرة الخطر، ولذلك أنا أدعو إلى التوقف أو التريث، أن لا تقدموا على أي خطوة على هذا الصعيد.

وبكل صراحة أقول لك، قلت إنه نحن لا نريد أن تحصل حرب إقليمية في المنطقة، نحن قادرون أن ننجز نصراً في هذه المعركة، لماذا نذهب إلى حرب إقليمية، قادرون على صنع نصر فلماذا نكبر الخسائر؟ طبعاً الرجل يحترم آراء الآخرين، يحترم رأينا وبنى عليه وطبعا كانت القيادة في سورية تواكب يومياً، ساعة بساعة ويوماً بيوم. وهو بالحقيقة في سورية ليس فقط الناس استقبلونا، قبل الناس النظام استقبلنا، النظام استقبل ناسنا، واستقبل عسكرنا، وفتح لنا مخازنه، ووقف معنا سياسياً وعسكرياً وأمنياً وكان جاهزا أن يقاتل إلى جانبنا لو كان هناك ضرورة لذلك (الفضل) بالدرجة الأولى للنظام لو هذا النظام "سكّر علينا" الناس لا يستطيعوا استقبالنا، هذه ايضا تحفظ للنظام في سورية.

نعم هذه هي القصة التي حصلت، ولذلك لاحقا عندما خطب الرئيس الأسد واعتبر ان هذا نصر أيضا لسورية، هذا صحيح، كان نصراً لسورية طبعاً، نحن اعتبرناه نصراً للبنان ولسورية ولكل العرب ولكل حركات المقاومة ولإيران وللعالم الإسلامي وللعالم العربي. لكن هناك ناس تهديهم نصر لا يريدونه، هناك ناس معتادون استاذ غسان على الهزائم، تأتي وتهديهم نصراً، ليسوا معتادين كواحد تضعه في هواء عليل وجو طيب وجلسة حلوة يمرض، لأنه ليس معتاداً، عام 2000 أهديناهم النصر، هناك ناس رفضوا، وعام 2006 أهديناهم النصر فقالوا لا هذا ليس نصرا.

بن جدو: منذ الأيام الأولى؟

السيد نصرالله: وهم "زعلانين" لما تود ان تنتصر وتهديهم نصرا.

بن جدو: فيما يتعلق بإيران سماحة السيد، معروف علاقتكم وأنتم أعلنتم اكثر من مرة بانكم تتلقون دعما منهم خلال الحرب، هل إن هذا الأمر حصل واستمر؟
السيد نصرالله: لا أذكر خلال الحرب لم ننقل سلاحاً اثناء الحرب من إيران لم نكن محتاجين.

بن جدو: لم تكونوا محتاجين.

السيد نصرالله: لا، لا، لم نكن محتاجين، ما كنا نريده سورية كانت تؤمنه، لذلك تركز النقل في زمن الحرب من إيران على عناصر الصمود، موضوع المهجرين، اللاجئين، المواد الغذائية، الخيام، الإستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، نحن كنا جاهزين قبل الحرب لم نكن محتاجين لخط من هذا النوع.

بن جدو: سماحة السيد نحن سنتحدث عن الجانب السياسي ولكن أريد ان اختم فيما يتعلق بالجانب العسكري، وأنا أتحدث عن الإخوان، القيادة التي كانت إلى جانبك في الحرب، عند مناقشة مخاض القرار 1701 انتم اجتمعتم بالشورى كاملة وإتخذتم القرار آنذاك ببعض النقاط ولم يكن القرار 1701 قد صدر خصوصا فيما يتعلق بانتشار الجيش وبعض القرارات الإستراتيجية الكبرى. ولكنني كأنني فهمت سماحة السيد بأنه ايضا عندما اتخذ ذلك القرار أتاكم من بعض أركان قيادتكم العسكرية مَن طالبكم بأن لا تقبلوا بهذا القرار قائلاً اعطونا فرصة ونستطيع أن ندمر القوة العسكرية الإسرائيلية، هذا ليس فقط احتمال، ولكن أقول إن هذا الأمر طلب منكم ولكنكم رفضتم، لماذا رفضتم؟"

السيد نصرالله: الحقيقة لم يعرض على الشورى، عُرض علي ق 2013-08-01