يتم التحميل...

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله-2

2013

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله

عدد الزوار: 251

س: خصومكم قالوا إنكم أتيتم بالانتحاريين وقد أصبحوا على جدار السفارة الإيرانية، وبذات الوقت فجرتم الوضع كما يحصل في طرابلس، لأن الإثنين هم مسؤولية ونتيجة لتدخلكم في سوريا. ما هي قراءتكم، ماذا يحصل، إن كان في طرابلس أو على مستوى التفجيرات المتنقلة؟
ج: الآن في التقييم، يعني الذي في العادة يحكونه - كما تفضلت "سمعتم خصومنا" – من فترة يوجد، مثل ما يقولون، شماعة يعلقون عليها كل شيء "تدخل حزب الله في سوريا". حسناً، أن هذا أدى إلى الفراغ. يعني قبل تدخل حزب الله في سوريا هم كانوا معترفين بحكومة؟ معترفين بمؤسسات؟ معترفين بواقع سياسي موجود في البلد؟ قبل تدخلنا في سوريا كان كل شيئ معلق على شماعة أخرى هي "سلاح حزب الله". نحن ما زلنا من عام 2005، يوم يظهر موضوع سلاح المقاومة، الآن يظهر موضوع التدخل في سوريا. لا الأول هو سبب حقيقي ولا الثاني هو سبب حقيقي.

حسناً، عندما نأتي إلى الأحداث التي تحدث الآن، أنا عملت مراجعة، كلنا كلبنانيين مهتمين بالذي يحدث في طرابلس ويجب أن نهتم. حسناً، يوجد أحداث حصلت في 2008، يمكن أن يقول أحد إن لها علاقة بتداعيات 7 أيار. حسناً، في 2011 عندما حصلت الأحداث لم يكن هناك أحداث في سوريا وحصلت معارك في طرابلس. 2012، كان حزب الله تدخل في سوريا حتى أقول هذه من تداعيات تدخلنا في سوريا. قبل تدخلنا في سوريا في 2013 حصلت عدة جولات في طرابلس. يعني، قبل تدخلنا في سوريا كان يحصل جولات من القتال في طرابلس، موضوع طرابلس لوحده، لكن أنا أستشهد به، أن هذا من آثار ونتائج ومعلولات تدخل حزب الله في سوريا، حسناً، المعلول لا يسبق علته، النتيجة لا تسبق السبب. حسناً، هذه جولات وقتال كان يحصل في الماضي، في 2013، 2012، 2011، 2008، قبل تأسيس حزب الله، قبل 1982. موضوع طرابلس، موضوع لوحده يحتاج نقاش. من أبسط الأمور أن نأتي ونقول لماذا يحصل هكذا في طرابلس، لأن حزب الله تدخل في سوريا.

أيضاً، عندما نذهب إلى الملفات الثانية، تشكيل الحكومة، الإنتخابات النيابية، الآن الإنتخابات الرئاسية قادمة، بكل الملفات يرجعونه إما إلى تدخل حزب الله في سوريا أو إلى سلاح حزب الله. وصل مثلاً، من جملة الأمور المبكية المضحكة، مبكية لأنه يوجد أناس وشهداء وضحايا مثل موضوع العبّارة الإندونسية، ماذا صدر من بعض نواب الشمال، أن الذي يتحمل مسؤولية العبارة الإندونسية وسقوط شهداء طلاب رزق هو سلاح حزب الله. الآن سلاح حزب الله هو الذي يعطل إنماء الشمال، يمكن أن تأتي وتقول لي أن سلاح حزب الله حمّل البقاع والجنوب مسؤولية أنكم تدعمون المقاومة فنحن نعاقبكم. حسناً، في الشمال لماذا ليس هناك إنماء، الحكومات المتعاقبة كانت تحت سيطرتكم، الإدارة كانت عندكم. أنت لم تقم بالإنماء في الشمال، أنت حرمت أهل الشمال وأفقرت أهل الشمال، اضطروا أن يهاجروا، فأبسط شيئ أن تقول سلاح حزب الله.

في 25 أيار 2000 عندما خطبت في بنت جبيل، أنا ماذا قلت للدولة؟ لا طلبنا تغيير طائف، نحن منتصرون وألحقنا أول هزيمة باسرائيل بدون قيد أو شرط. لم أقل أريد أن أغير الدستور وأريد الطائف وأريد الدولة أو سلمونا السلطة مثل "شارل ديغول" أو أريد حصة في السلطة، لم أتطرق إلى هذا الموضوع أبداً، قلت لهم أريد شيئين، لبنان يوظف هذا الإنتصار، المناطق الحدودية تأتي الدولة وتستلمها من أجل أن تحافظ على أمن الناس، ونريد المناطق المحرومة "تعملولها" إنماء وذكرت بالإسم البقاع عموماً بعلبك، الهرمل، وعكار. ويأتي من يقول لك، العبّارة الإندونيسية سببها حزب الله.

حسناً، اليوم إذا أمطرت الدنيا وطافت الشوارع، (يكون السبب) حزب الله، إذا يوجد فنان في مكان في العالم ركب على دراجة – مثل ما قالوا لي منذ يومين – وتوفى، لم يتهموا حزب الله فاستغربت أنا "14 آذار لم يتهموا حزب الله". لذلك، أنا لا أعتقد أن ما يجري في لبنان أنه بسبب تدخل حزب الله في سوريا وإنما هو بسبب منهجية تسير في المنطقة منذ سنوات، بسبب مشروع كبير موجود في المنطقة، ذهبنا إلى سوريا أو لم نذهب إلى سوريا هذه الأمور كانت ستحصل بل أكثر من ذلك.
أحد الأخوان مرة قال هذا الشيء وأنا أؤيده، لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان بدل الثلاث سيارات (تم تفجير) ثلاثين سيارة وثلاثمئة سيارة. لو سيطرت هذه الجماعات المسلحة على المناطق الحدودية مع لبنان لحدثت حرب أهلية في لبنان ولقدمت على المناطق اللبنانية عشرات بل مئات السيارات المفخخة ولسقط مئات وآلاف الشهداء. الذي قمنا به نحن حتى الآن هو العبرة بالنتائج، بالعواقب، نحن قللنا من الخسائر، قللنا من تداعيات الوضع السوري على الوضع اللبناني، هذه الحقيقة يجب أن نكون منصفين.

هذا الذي يتعلق طبعاً بتفجيرات الضاحية.
تفجير السفارة هو موضوع آخر. أنا رأيي موضوع السفارة ليس له علاقة بتدخل حزب الله في سوريا، له علاقة بالهجوم على إيران، باستهداف إيران، بالحرب على إيران، من قبل من يعلن العداء لها، من قبل من كان يوصفها عدواً من عام 1979، ويثقف في العالم العربي والإسلامي، يثقف في المساجد وفي المعاهد الدينية وفي المدارس والجامعات وفي وسائل الإعلام على أنها عدو. نتيجة هذه الثقافة يكون الكلام التي تفضلت وسألتني عنه هو كلام "الوليد بن طلال"، هذه نتيجة ثقافة عمرها 30 سنة.

حسناً، اليوم بعض الفروع التي تحمل فكر القاعدة، أنا قناعتي وتحليلي أنه يتم تشغيلها من قبل المخابرات السعودية.

تفجير السفارة، إذا تقول لي بالمعلومات، أقول لك نحن نصدق بعد كشف شخصية الإنتحارين نصدق البيان الذي صدر وتبني كتائب عبدالله عزام للعملية. الآن تقول لي من الجهة التي تقف خلف الإنتحاريين والعملية في السفارة، أقول لك كتائب عبدالله عزام. هذا ليس إسماً وهمياً، لأنه عادة ممكن أن يستخدموا أسماء وهمية، هذه جهة موجودة في الفعل لها أميرها وأميرها سعودي ولها قياداتها وأنا قناعتي أنها مرتبطة بالمخابرات السعودية، والمخابرات السعودية هي التي تدير هذا النوع من الجماعات في أكثر من مكان في العالم، في باكستان يوجد هكذا أناس، في أفغانستان يوجد هكذا أناس، في العراق يوجد هكذا أناس. مثلاً في العراق، أنا أعتقد أن عدداً كبيراً من التفجيرات التي تحصل في العراق تقف خلفها المخابرات السعودية، تمويلاً من المخابرات السعودية، تحضيرها وموادها وتحريكها والتحريض عليها وإدارتها من قبل المخابرات السعودية، لأنه يوجد هدف إسقاط الحكومة العراقية بأي ثمن، حتى لو أدى إلى ألف شهيد في كل شهر في العراق، حتى لو أدى إلى حرب طائفية في العراق، حتى لو أدى إلى تحطيم أشلاء العراق، هذا قرار سعودي.

طبعاً الأخوة الإيرانيون هم دولة، هم أحرار، كلامي لا يلزم أي جهة في إيران.

س: غريب، لا يوجد فريضة إتهام إسرائيل لحلولك؟
ج: لا أحد يقدر أن يزايد على حزب الله في العداء مع إسرائيل، هذه الجماعات مرتبطة، كثير منها مرتبط، يوجد أناس مستقلون وهذا فكرهم والذي جاء بهم السعودية.
ثانياً، القاعدة من أسسها؟ أسستها المخابرات الأميركية والمخابرات السعودية والمخابرات الباكستانية، هم الذي أسسوا تنظيم القاعدة، بعد ذلك "شي فلت من إيدهم وشي بقي تحت السيطرة". أنا قناعتي أنه يوجد جماعة من هذا النوع، تحمل فكر القاعدة، جماعات موجودة لها هياكل موجودة، وخصوصاً الذين قادتهم سعوديين هم على صلة بالمخابرات السعودية، وتفجير السفارة له علاقة بهذا الصراع، له علاقة بالغضب السعودي من إيران بسبب الفشل، والمملكة العربية السعودية بإدارتها السياسية خطأها أين؟ أنها تحمّل إيران تبعات فشل مشاريعها هي، يعني المشاريع السعودية في المنطقة. لماذا تحمّل إيران المسؤولية، أنتم تصطدمون، أنتم في العراق مصطدمون مع الناس، في سوريا مصطدمون مع الناس، في لبنان مصطدمون مع الناس، في أفغانستان مصطدمون، في باكستان مصطدمون مع الناس، هذا مشروع ليس له أفق. أنا هذا فهمي لموضوع تفجير السفارة.

س: في المقابل هناك تفجيران في طرابلس في 23 آب الماضي وهناك اتهام واضح لجهات سياسية قريبة منكم، ما هي معلوماتكم عن ما يحصل على مستوى تفجيرات طرابلس؟
ج: ليثبتوا هذا الموضوع. أولاً، نحن أول من أدان وبشدة تفجيرات طرابلس، وهذا ليس من باب المجاملة، أنا، الله سبحانه وتعالى يشهد وأخواني يعلمون، يوم التفجيرات في طرابلس كنت أشد حزناً لست أبالغ ولا أجامل كنت أشد حزناً من تفجيرات الرويس وبئر العبد، لماذا؟ نفس الأشلاء هنا وهناك لكن الواضح أنه يوجد من يريد أن يأخذ البلد إلى فتنة مذهبية لها أول وليس لها آخر، لماذا؟ لأن قبل أي دليل، قبل أي معطى، قبل أي مؤشر، "طلعت" أصوات في طرابلس تتهم حزب الله بأنه هو من يفجر رداً على تفجير الرويس، وهذا ما يريده من يريد تخريب لبنان والحرب الأهلية في لبنان. طبعاً، يوجد قيادات وعلماء وشخصيات سياسية في طرابلس بعضهم أصدقاؤنا والبعض ممكن أن يصنفهم أحد في دائرة الخصوم، هؤلاء قالوا أن حزب الله ليس له علاقة وأنا أشكرهم على هذا الموقف، لأن هذا الموقف يدل على عقل ورصانة وحكمة وأن الشخص من المفترض أن ينتظر المعطيات.
أولاً، هذا مدان وبكل لحظة مدان وأي تفجير يستهدف المدنيين هو مدان، أين كانوا هؤلاء المدنيين وأين كان من يصنع ويضع المتفجرات.
ثانياً، الإتهامات.

جاءوا من اليوم الأول، أعلنوا قبل أي تحقيق أن النظام السوري هو الذي وضع المتفجرات، هذا إتهام سياسي. حسناً ألحقتم أن تدققوا وتحققوا وأن تجمعوا المعطيات وأن تجمعوا الكاميرات وتعتقلوا ؟ بعد ذلك، أوقفوا "الشيخ الغريب"، يوجد كارثة في لبنان أستاذ "جان"، كارثة اسمها أن الشخص يوقف، بعد ساعة، ساعتين، "الله أعلم مظبوط قال هيك بالتحقيق ما قال هيك" تراه في وسائل الإعلام. من الذي يسرب، المعتقل الذي يسرب!!! الجهاز الأمني الذي يعتقله هو الذي يسرب. ويتبين في الساعات الأولى أن الشيخ الغريب هو الذي وضع المتفجرات في طرابلس، والجهة التي ينتمي إليها أصبحت هي المتهمة. ولذلك اعتقلوا سماحة الشيخ هاشم منقارة، وأنا أقول لك أكثر من ذلك، لولا أن أصدقاء وحلفاء الشيخ هاشم منقارة لم يتدخلوا كان التهم "ركّبوها" على الشيخ هاشم، والهدف هو إذلال كل حلفائنا وخصوصاً - لا تؤاخذني بهذه التقسيمات- في الساحة السنية، أنه نحن نتهمكم، نحن نكسركم، نحن نأتي بكم إلى السجون، وإن لم ينفع نحن نقتلكم كما حصل مع الشيخ سعد الدين. بعد ذلك، يقولون إن الشيخ غريب ليس له علاقة، ليس هو من وضع المتفجرات، لكن هو لديه معلومات أو سمع أو قال له أحد ذلك، حسناً، إنه لا زال في السجن. ماذا يعني أن تتهم شخصاً بأنه فخخ سيارة وقتل نساء وأطفالاً ومدنيين وهدم المساجد، " أنو هيدي سهلة ومرئت"، لا أحد يتحمل مسؤوليتها مثلاً، الجهاز الأمني أو الجهات الأمنية أو القضائية إذا يوجد التي سربت هكذا معطيات.

وصلنا إلى هؤلاء الشباب في جبل محسن. أمس سمعت أحد المسؤولين يقول إن النائب السابق علي عيد متهم بوضع السيارة، من اتهمه، آتني بقضاء اتهم النائب علي عيد.
الذي فهمناه من القضاء والذي قيل أيضاً في الإعلام، أنه يوجد اتهام لسائق الأستاذ علي عيد أنه نقل فلاناً وهرّبه إلى سوريا. لنفترض أن السائق يتكلم الصدق وليس تحت الضغط، يكون السيد علي عيد هو من يتحمل مسؤولية تفجير سيارتين، طيب من الممكن مرافقي أن ينقل أحد ويوصله إلى الحدود أنا ليس لدي علم، يمكن أنا ليس لدي علم أن هذا الشخص متورط بتفجير أو غير متورط بتفجير، أريد أن أقول أن الدليل أصغر بكثير من حجم الإتهام والمدعى.

س: من الذي يحسم بهذا الموضوع أليس القضاء، وهم يرفضون أن يمتثلوا أمام القضاء...
ج: الناس في لبنان لها حق أن تقلق، نتيجة تجارب سابقة....
دائماً نذهب إلى تجربة الضباط الاربعة، رُكّب عليهم تُهمة غيّرت وجه المنطقة، هم وعيالهم، وكل من يدعمهم، وأصدقائهم، وأحبائهم كلهم، إتُهموا وسُجنوا، وبعد ذلك كانوا سُيعلقون على أعواد المشانق بتهمة باطلة.
ومن الذي كان يُسيّرها؟ كان يُسيّرها أجهزةٌ أمنية رسمية، وأيضاً القضاء اللبناني "مشى" في هذا الموضوع بشكل أو بآخر، والغطاء السياسي وأمور أخرى..

لماذا نتكلم فقط عن الضباط الأربعة؟ هذا الشيخ الغريب، ما زلنا نتحدث في قصة جديدة، هل يوجد أحد يخاف أو يقلق بأن يُسلم نفسه إلى فرع المعلومات؟ هذا حقه الطبيعي.

يمكن أن يأتي هذا الشخص ويقول لك: أنا يا أخي إذا جاءت مديرية المخابرات لتحقق معي، هذا يطمئنني، يوجد أناس يقولون لك كلا، أنا أطمئن إلى فرع المعلومات أكثر من أطمئن إلى مديرية المخابرات، بالنهاية أنظر، أولاً أُخذ كثيراً بالسياسة، يعني وُظف التفجيران في إتهام سياسي واضح.

بالمقابل عندما حدث تفجير بئر العبد، نحن لم نتهم أحداً، حتى إننا لم نتهم إسرائيل، ليس لدينا دليل، لم نتهم أحداً، بقينا ساكتين إلى تفجير الرويس، لأنه خلال شهر، الشهر الفاصل نحن وصلنا لمعرفة، ليس فقط نحن، بل الأجهزة الأمنية الرسمية عرفت، أن الذين لديهم علاقة بموضوع بئر العبد هم فلان وفلان وفلان، ومن أين أتوا بالسيارة، ومن خطط، وماذا فعلوا، وأين تم تفخيخ السيارة، ومن له علاقة بالتفجير.

لذلك أنا جئت وقت تفجير الرويس، وقلت: الذين فجروا بئر العبد تكفيريون، وهؤلاء أعتقد إنهم نفس الجهة، يعني بنينا على أساس ثابت.

في المقلب الآخر كلا، تم الذهاب إلى الإتهام إلى النهاية، وبدأ يترتب عليها مساق، وبعد قليل مِمّن ينتقم أولياء الدم؟ من عمال، وفلاحين، وناس عاديين، جاؤوا من جبل محسن، هذا ما شاهدناه قبل مدة.
إذا فُتح هذا الباب، يعني كل الناس يصبح لديها أولياء دم، راح البلد، خرب البلد.

يوم التفجيرين الانتحاريين في السفارة الإيرانية، الانتحاريان هما: واحد من أهل صيدا، سكان صيدا، وواحد من سكان العاقبية(البيسيرية)، هل تعرض أحد لأهلهم بسوء؟ كلا، لماذا؟ ألا يوجد أولياء دم، كلا، لأنه يوجد قيم، وأيضاً يوجد "ولا تزِر وازرة وزرَ أخرى".

ما ذنب أهله؟ ما ذنب أقاربه؟ ما ذنب الحي، ما ذنب القرية؟ ما ذنب المخيم الذي هو ينتمي له؟ إذا كان هناك شخص ابن مخيم، مثلاً: لو خرج أحد من مخيم عين الحلوة وفعل شيئاً، ما ذنب المخيم؟ هل نحمّل المخيم المسؤولية؟ هل نحمل مدينة صيدا المسؤولية؟

أنتم تحملون طائفة بكاملها مسؤولية.

لنفترض أن هؤلاء هم المتورطون، هل تحمّل الطائفة بكاملها؟ هل تحمّل منطقة بكاملها؟ تحاصرها، وتمنع أبناءها حتى أن ينزلوا إلى أعمالهم وإلى دكاكينهم وتطلق النار على أقدامهم، والناس كلها تنظر! هذا الأمر غير معقول.

لذلك الأهم الآن في موضوع طرابلس هو الذهاب إلى الحل، الآن حتى لا نحمل بعض المسؤوليات هنا وهناك، الحل هو والذي الآن بدأ، والذي هو سليم، رغم أنك تلاحظ مثلاً، المنطقي جداً ونحن لم نتدخل في شيء، يعني لا رئيس جمهورية، لا رئيس وزراء، لا وزير دفاع، نحن لم نتدخل في شيء، نحن دائما نقول الدولة هي من يجب أن تتحمل مسؤوليتها وإيجاد حل، كيف؟ لا نعرف، لكن عندما خرج "نقل كلام" أمس حول تحويل طرابلس إلى منطقة عسكرية، "قامت القيامة"، تم تخوين الرئيس ميقاتي، بات الحديث أن هذا يستهدف أهل السنة والجماعة، بات الرئيس ميقاتي خائناً، أضطر هو ومستشاريه أمس للتوضيح، إنه كلا، لم نعلنها منطقة عسكرية ولم نعلنها منطقة طوارئ، وإنما وضعنا الأجهزة الأمنية تحت إمرة الجيش اللبناني.

ولكن بقيت لعدة سنوات منطقة بعلبك الهرمل منطقة عسكرية تحت إمرة الجيش، وقُتل العديد من الناس على الحواجز، وأطلق عليهم النار بالخطأ، والعديد من الناس قتلوا بالخطأ في المداهمات، من أهالي القرى من البقاع، من بعلبك والهرمل، ولم يخرج أحد ليقول إن هذا الأمر يستهدف الشيعة..

الوضع في الشمال وصل إلى مرحلة خطيرة وبات متفلتاً، ويمكن أن تكون له تداعيات على مستوى الساحة اللبنانية بأكملها، من يقدر أن يحل هذا الموضوع؟ الدولة.

أكثر من ذلك، أصلاً هذه المجموعات المسلحة أنا معلوماتي ولكنني لم أكن أتكلم ولكن تفاجأت أمس بما نُقل حتى لا أحمّل ذمتي عن سماحة مفتي الشمال الشيخ الشعار، عن علاقة المجموعات المسلحة بالأجهزة الأمنية. صحيح، لماذا نختبئ وراء إصبعنا، أنا أعرف، والرؤساء يعرفون، وعدد من القيادات السياسية في البلد يعرفون، نعرف ليس تحليلاً أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعلى مدى سنوات، هي التي تدفع الأموال للمجموعات المسلحة، وهي التي تدفع لهم موازنتهم، وهي تعطيهم السلاح، وهي تنقل لهم ذخيرة بسيارات قوى الأمن الداخلي، حالياً لا أعرف إذا كانت لا تزال (تفعل ذلك) أم لا، أنا لا أعرف الآن، وذلك في الثلاث أو أربع سنوات الماضية، منذ سنتين أو ثلاث، وبميزانيات من داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
إذا كانت هذه الأموال من ميزانية الدولة فهذه مصيبة، وإذا كانت هذه الأموال قد جاءت من دولة إقليمية، كيف دخلوا إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ووصلوا إلى هنا؟

لا يقدر أحد أن يدعي أنه لا يستطيع أن يمسك الشارع، نحن أصدرنا بياناً وحمّلنا قوى الرابع عشر من آذار مسؤولية، هذا شارعها، وهي قادرة على أن تمسك هذا الشارع.

غير قادرة على مسكه مئة بالمئة؟ أقبل.

لكن 80%، 90%، كلا لا أقبل، ونحن نفس الأمر، أنا أقول لك يمكن أن يفلت أحد أحياناً، أو أن يعلن أحد تشكيل جناح عسكري هنا مثلما حدث في مرحلة من المراحل.
مثلاً في مرحلة من المراحل، إذا قلت لك، أنا حزب الله وحركة أمل، فلتت الساحة من يدي 100%، هذا الأمر لا يحصل.
لكن أن تفلت الساحة 10%، 15%،20% ممكن، لكن أكثر!؟ كلا، هذا غير منطقي، يعني في حال نحن ندّعي هذا الأمر فهذا غير منطقي، وهم نفس الشيء.

الحل:
اولاً: ان تأتي الدولة وتمسك الوضع الأمني.
ثانياً: تشكيل خيلة أزمة.
ثالثاً: تشكيل إطار، إذا كان لبنان بحاجة لطاولة حوار، أنا أعتقد أن طرابلس والشمال تحتاج إلى حوار.

لا يكفي أن يجتمعوا لوحدهم مع وزير الداخلية أو رئيس الحكومة أو عند سماحة المفتي، والطرف الآخر مستبعد من أي نقاش، ومن أي حوار، كل أطراف القضية يجب أن تجتمع، وتجلس، ويقال: لدينا خطوط التماس، ولدينا التفجيران، لا أحد يقول إنه يجب أن نقطع عن التفجيرين، لدينا الإستنابات القضائية، لدينا التوتر، لدينا الخطاب الإعلامي، لدينا اللغة التي يتحدث بها الجميع.. كيف نستطيع أن نعالج هذا الموضوع؟

ولكن هذا مَن يجب أن يفعله؟ الدولة هي من يجب أن تفعله، لا يوجد طرف قادر بأن يذهب إلى الشمال ويتكلم مع هذا الفريق وذاك الفريق، ويلمّ الموضوع، الدولة هي المعنية بأن تفعل هذا الشيء.

س: سماحة السيد هل ما زال هناك إمكانية لتشكيل حكومة قبل الإنتخابات الرئاسية؟ هل يوجد إنتخابات رئاسية وكيف تقرأونها؟ ومن هم الذين ترشحونهم؟
ج: كل لحظة ممكنة. الصيغة التي طرحت أخيراً 9 – 9 – 6 هي صيغة منطقية ومعقولة وشرحت حيثياتها بشكل كامل وتحفظ حقوق الجميع، وتعطي شراكة للجميع. هذا أمر متاح.

س: البعض قال كان فريق الحريري وافق على هذه الصيغة إنما أحد الخطابات التي ألقيتموها بشكل مرتفع السقف هو الذي نسف قبوله فيها؟
ج: هذا الخطاب الذي يتحدثون عنه، أنا كنت خلاله هادئاً جداً، وأظن باحتفال مستشفى الرسول الأعظم، وتحدثت عن 9-9-6 كخيار معقول وهذا مناسب الآن للبنانيين وتعالوا لنتفاهم ونلم.. ما كنت أصعّد. وكان واضحاً كنا موافقين على صيغة 9-9-6. هذه حجة، إذا أراد أحد أن يحل مشكلة البلد فهل نتيجة أني تحدثت بخطاب مرتفع "فرضاً" يقوم بتعطيل البلد؟ إذا حل مشكلة البلد بتشكيل حكومة وبالتالي إذا شكلنا الحكومة ترتفع الموانع التي لديهم لعمل مجلس النواب وتعود طاولة الحوار ونحضر لانتخابات رئاسية، هذا كله يتعطل تحت حجة أني في يوم من الأيام ألقيت خطاباً وعليت"الدوز" قليلاً. فأنتم يا أحبتي كل يوم تخطبون وتعلون "الدوز" ولا يستطيع أحد أن يجاريكم. لا ليس منطقياً. الصحيح، وهذه معلوماتي، أن الفريق الآخر والأساسيين فيه وليس أجمعهم وإنما أغلبهم ومن هم قادرون على الحسم، هم موافقون على 9-9-6، ولكن هناك من قال لهم لا تشكلوا حكومة الآن، انتظروا.

س: من يستطيع أن يقول لهم؟
ج: السعودية.

س: بانتظار ما بعد 22 كانون الثاني وإمكانية تغيير أي شيء في الموازين ؟
ج: ممكن. هم غير مستعجلين على شيء. السعودية في لبنان ليست مستعجلة على شيء.

س: في المنطق هم يقولون أنه ليس لديهم مصلحة بالبقاء في الفراغ، لأن هناك حكومة سموها حكومة حزب الله؟
ج: لذلك العقل اللبناني للفريق الآخر موافق على حكومة 9-9-6، لأن هذا الأمر يعطيهم أكثر من 9 في الحكومة عملياً، ويتسلمون وزارات أساسية بينما هم الآن خارج السلطة. حتى نحن اليوم لسنا داخل السلطة، وكل ما يحصل هو تصريف أعمال. تشكيل حكومة على قاعدة 9-9-6 المصالح الوطنية فيها واضحة جداً ومصلحة الفريق الآخر واضحة جداً، ولكن المنع خارجي.

س: لأكمل منطقهم هم يقولون أنه ليس لديهم أي مصلحة في الفراغ إنما أنتم لديكم مصلحة في الفراغ للوصول إلى فوضى كاملة تؤدي إلى تغيير النظام، اسقاط الطائف وإرساء نظام بمعادلات جديدة هو الذي تحدثتم عنه عندما دعيتم إلى مؤتمر تأسيسي جديد في لبنان؟
ج: أولاً بالنسبة لموضوع المؤتمر التأسيسي، أنا يومها تحدثت في مناخ أن هذا العالم العربي، اليوم يوجد ربيع عربي، وكله يقوم بإعادة النظر وينشئ مجالس تأسيسية وينتخب مجالس تأسيسية، وظاهر لدينا وجود أزمة نظام في لبنان. يا إخوان تفضلوا لنشكل مجلساً تأسيسياً بناءً على توافق وعلى إجماع، وكل الأطراف تكون موافقة ويجتمع هذا المجلس التأسيسي ويناقش أزمة النظام، وهذا لا تستطيع أن تحله طاولة الحوار. هذا هو الطرح، لم آت وأحمل سيفاً على أحد و قلت له نريد أن نعمل مجلساً تأسيسياً. في اليوم الثاني، قامت القيامة، كما هي العادة، كبس أزرار قامت القيامة. لم يبقَ أحد في الفريق الآخر إلا وأدلى بدلوه: أنتم تريدون تغيير النظام.. أنتم تريدون إسقاط الطائف... أنتم تريدون أن تصنعوا وتفعلوا. اجتمعت أنا والأخوة وأجرينا تقييماً، وهذه أول مرة أقولها، أخذنا قراراً بعدم الحديث عن الموضوع مجدداً. هل تحدث أحد من حزب الله بالمؤتمر التأسيسي؟ لا، لم يتم الحديث عنه ولو بكلمة واحدة. أنا لم أتحدث عنه مرة ثانية وإنما هي مرة واحدة فقط. لماذا اتخذنا هذا القرار؟ لأننا عندما تحدثنا عن فكرة مؤتمر تأسيسي تحدثنا على قاعدة توافق لبناني، فإذا كان هناك فريق كبير من اللبنانيين لا يريد ذلك، فقد انتهى الموضوع. لا يحتاج الأمر إلى هذا التعظيم.

نعود إلى موضوع الفراغ. هذه الحكومة من أسقطها؟ هل نحن أسقطناها!! (أسقطها)الذي ضغط على الرئيس ميقاتي ووضعه أمام خيارين إما تنفذ هذا الأمر أو تستقيل، وكان قبلها هناك ضغوط وضغوط، ويأتي وقت تقال فيه الأمور بالأسماء. أصلاً هذه الحكومة عندما شكلت، ألم يحصل اجتماع لقوى 14 آذار ودعوا المجتمع الدولي إلى مقاطعة الحكومة اللبنانية، حكومة الرئيس ميقاتي، وسموها من وقتها حكومة حزب الله؟ من الذي كان يدفع للفراغ؟ الآن، هم منذ البداية قاموا بتسمية الرئيس تمام سلام، وصحيح القول إنه لم يسألنا أحد قبل تسميته، نحن أعطينا علماً، هل تريد وضوح أكثر من هذا؟ لم يستشرنا أحد ونحن قمنا بتسمية الرئيس تمام سلام. سموا هم والأستاذ وليد جنبلاط سموا تمام سلام ثم جاؤوا وتحدثوا معنا. حصلت مداولات في فريقنا وخرجنا بنتيجة قبلنا بالتسمية على قاعدة تشكيل حكومة وحدة وطنية، والرئيس تمام سلام أعود وأكررها "ما يزعل مني" لأن الواقع أنه من 14 آذار، لكنه شخص نحترمه ونقدره ولا توجد مشكلة. قبلنا برئيس حكومة هم سموه، أكون أنا أريد الفراغ! لاحقاً وفي موضوع تشكيل الحكومة، لم نطالب بنصف الحكومة وإنما قلنا كل فريق يأخذ بحسب حجم تمثيله النيابي. تمثيلنا النيابي أكثر من 9-9-6، ثم قبلنا بـ 9-9-6، أنت التي تعطل تشكيل الحكومة فيكون أنا الذي أريد الفراغ!

عندما ذهبنا إلى موضوع الانتخابات النيابية، تداولنا في فريقنا، لم يكن هناك وجهتا نظر من بعيد إلى بعيد، نحن تناقشنا جيداً، مع الجنرال عون مع الوزير فرنجية مع بقية القوى والشخصيات السياسية في فريق 14 آذار نحن طبعاً والرئيس بري، الكتل النيابية الموجودة، وبحثنا هل نستطيع أن نجري انتخابات أو لا نستطيع. قانون الانتخاب، أيدنا القانون الأرثوذكسي، وللأسف الشديد، حصل تضييع وقت في هذا الموضوع على قاعدة أمل وحزب الله معكم أو ليسوا معكم؟ أصدرنا بيانات نحن معكم. فقيل عندما نأتي للانتخاب لن نكون معهم، فقلنا لهم: نقسم أيماناً مغلظة عندما تصل النوبة للتصويت للقانون الأرثوذكسي نحن سنصوت وقد أدى هذا الأمر إلى "زعل" جزء من حلفائنا. لم يستطيعوا أن يصلوا إلى قانون فهل نكون نحن الذي عطّلنا قانون الانتخابات؟!.

جرى الحديث عن إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين. وضع البلد صعب، هنا، أقول لك: نحن كنا مع فكرة، ولسنا وحدنا،هنا، كان هناك نقطة خلاف هل أن البلد يتحمل إجراء انتخابات أو لا يتحمل إجراء انتخابات؟ أولاً كان هناك مشكلة في القانون، ثانياً في الإجراء في الإدارة في الوضع الأمني في الوضع النفسي في الوضع الإعلامي والسياسي، فذهبنا إلى التمديد، فلماذا ساروا بالتمديد إذا كانوا يعتقدون أن التمديد فراغ. مثلاً العماد عون يستطيع أن يقول التمديد فراغ لأنه كان ضد التمديد، لكن لماذا هم يقولون عن التمديد فراغ، فأنتم صوّتم وقبلتم بالتمديد، وفي الحقيقة لم نطلب نحن التمديد ولم نطرحه. طرح علينا وقبلنا.

س: حاولوا نسف التمديد عبر المجلس الدستوري؟
ج: ماذا تسمي هذا الأمر، مراهقة سياسية؟ هناك فريق سياسي يذهب بأجمعه إلى مجلس النواب ويصوت على التمديد وفي الأسبوع الثاني غيروا رأيهم. هل تستطيع أن تقول لي إنهم اجتمعوا جماعة 14 آذار وعملوا مراجعة وتبين لهم أنهم مخطئين أم أن هناك جهة قالت لهم أنتم مخطئون وضربتهم على يدهم فذهبوا وحاولوا التعطيل من خلال المجلس الدستوري. إذاً اتهامنا بالفراغ هو غير صحيح.
رئاسة الجمهورية، نحن مع إجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها وتفضلوا لنجري الانتخابات الرئاسية، ما المشكلة في هذا الموضوع، يجتمع مجلس النواب وينتخب الرئيس.

س: ما هو موقفكم من هذا الاستحقاق؟
ج: أولاً نحن مع أجراء انتخابات في موعدها، هذا بالنسبة لنا أصل. ونحن جاهزون لكل شكل من أشكال المساعدة لانجاح هذا الاستحقاق في موعده.
نحن بالنسبة لنا، فريقنا بأطيافه المتنوعة خصوصاً من له تمثيل نيابي، لم نجتمع ونتناقش فيما بيننا كيف نتعاطى مع هذا الموضوع كلنا يريد الاستحقاق الانتخابي وهذا محسوم في فريقنا السياسي.

س: أفهم الكل ضد التمديد؟
ج: أنا لم أسمع في أذني هذا الموضوع، لكن هذا هو المناخ العام الموجود. نحن مع أن يلتقي فريقنا مع الأخذ بعين الاعتبار كل الظروف الشخصية والأمنية ونجلس ونتناقش كيف سنتعاطى مع هذا الاستحقاق، ليس على قاعدة أن نجري الانتخابات أم لا، فنحن نريد أن نجري انتخابات. أنا مثلاً عندما يعقد هذا الاجتماع، أنا مع فكرة أن يتبنى فريقنا مرشحاً واضحاً للانتخابات الرئاسية، أي أن نقول نحن كفريق مرشحنا هو فلان ونقوم لأجله باتصالات وعلاقات ولقاءات، العمل السياسي والنيابي والإعلامي، وندعو الفريق الآخر ونقول لهم هذا هو مرشحنا ما هو نقاشكم وما هي ملاحظاتكم هل تقبلون أم لا تقبلون هل تريدون ضمانات. أنا لست مع أن يكون فريقنا متلقياً في هذا الأمر، ينتظر ماذا يحصل ويقول موقفه، أنا مع أن يكون فريقنا السياسي مبادراً، يجتمع على مرشح ويعمل بجد من أجل إيصال هذا المرشح إلى رئاسة الجمهورية.

س: هل تعتقدون أن طاولة الحوار يمكن أن تساهم بحلحلة ما في هذه المسائل، أو لم يبقَ لها مكان؟
ج: نحن بشكل دائم مع انعقاد طاولة الجوار. نفس أن تجلس الناس مع بعضها وتسلم على بعضها تتحدث مع بعض، وصلت إلى نتيجة أم لم تصل هذا يعني أن الناس لا تزال تتحدث مع بعضها البعض، هذا يريح البلد ويفتح باباً للتواصل وينهي القطيعة. من المؤسف جداً. مثلاً في الوضع اللبناني نحن لسنا مع قطيعة مع أحد، لكن الآخرين ذهبوا إلى القطيعة. هذا الذي يقول لك أنا لا أجلس على طاولة الحوار إذا جلس عليها حزب الله! على مهلك. لكن بالنسبة لي إذا أتيت أجلس وإذا لم تأت أجلس. أنا على قناعة أننا نحن اللبنانيين لا مناص لنا إلا أن نتحدث مع بعض ونتحاور مع بعض ونتفاهم مع بعض ونتواصل مع بعض سواءً وصلنا إلى نتيجة أم لم نصل. القطيعة لا تؤدي إلى مكان.

س: يريد أن يجلس معك لكنه يريد أن يتحدث بسلاح المقاومة ما هو رأيك؟
ج: فليتحدث بكل شيء، فهذا موجود تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية، لكن إذا أنت عن حق مشكلتك هي في موضوع سلاح المقاومة فأنا قد كنت حليفك في الانتخابات عام 2005 لم تضع علي شرط سلاح المقاومة وإنما على العكس مشيت معي في هذا المناخ. وأنا شريكك في الحكومة وفي الحكومات المتعاقبة هذا ذكر، هناك أناس تحفظوا معهم حق أن يقولوا نحن تحفظنا، لكن الفريق الأساسي كان موافقاً. أنا أعتقد الموضوع الأساسي هو كما ذكرت لك قبل قليل "شماعة سلاح المقاومة" لكن تعال وأعطهم السلطة في لبنان فهذا الموضوع يجدون له حلاً ومخرجاً.

س: هم لا يقولون فقط سلاح المقاومة، وإنما وهج السلاح أو ما سمي فائض القوة الذي برأيهم تتم ترجمته في الحياة السياسية وآخر مثل على ذلك جرى الحديث عنه في جامعة القديس يوسف؟
ج: أي أحد يستطيع أن يرتب اتهاماً عريضاً، لكن عندما نذهب إلى الوقائع، أنا أشكرك أنك ذكرت موضوع الجامعة اليسوعية، وإن كان هذا الأمر تفصيل لكنه يهمني لأن الوقائع هي التي تحكم على الأحداث.
وعلى الإستنتاجات هناك طلاب مسجلون في الجامعة ودفعوا أقساطاً طويلة عريضة ويحملون عائلاتهم كلفة الذهاب للدراسة في هذه الجامعة، وأنا أحب أن أقول لك: نحن حزب الله لم ندفع قرشاً واحداً لأي طالب في الجامعة اليسوعية، أنا إذا كان لدي أموال لا أعطي منحة في الجامعة اليسوعية أنا اساعد طلابي للذهاب والتسجل في الجامعة اللبنانية، لأن أهله لا يكون معهم حتى رسم التسجيل. هؤلاء من أموالهم من أهلهم من عائلاتهم ذاهبون للتعلم والدراسة.
حسناً، هناك جو في البلد منعكس في كل الجامعات، تحدث إنتخابات، الكل يدعي أنه فاز بالانتخابات، أنا الآن ليس دوري أن أكون حكماً. يدخل الناس ويرون شعاراً ما مكتوباً على الحائط ورسمة القلب، مباشرة يتهم حزب الله وتقوم القيامة وهذه إهانة للرموز وهذا إحتلال للجامعة وهذا تغيير لهوية الجامعة وهذه هوية الجامعة، بشير الجميل، قامت القيامة، علىماذا؟
أنا ربما حكيت لك قبل قليل، "كنت فاتح التلفزيون" وأعمل في مكتبي، رأيت أحد النواب، قامت قيامته، أنا لم أكن رافعاً الصوت قلت ربما هناك شيء، بعد قليل رأيت أحد الزعماء السياسيين قامت قيامته، رفعت الصوت وفهمت أن هناك مشكلة في اليسوعية، وأنا ليس لدي علم أن هناك مشكلة في اليسوعية، وأننا نحن وضعنا خطة للسيطرة على اليسوعية؟ حسناً هل ذهبتم وأجريتم تحقيقاً حول من كتب؟ أنا لا أقبل أنا رسمياً أقول لك لا اقبل أن يساء إلى أي رمز من رموز اللبنانيين "مين ما كان يكون" حتى لو كان لدي موقف سياسي منه أو لدي تقييم مختلف له، إذا كان هذا يسيء للآخرين لما تمارسه مين ما كان يكون ومين ما كنت تكون؟
هل ذهبتم وأجريتم تحقيقا من الذي كتب. بعد قليل يصدر اتهام واضح وصريح لأبناء طائفة معينة، للشيعة أي طلاب الشيعة، لاحقاً لحزب الله، بالتحديد تركز الهجوم بهذا الإتجاه. على أي أساس؟ على أي معطى.
حسناً، حصل ما حصل، رد الفعل، طريقة الممارسة، أنا شعرت في تلك اللحظة أن هناك من يود أخذنا للحرب الأهلية في لبنان.

س: لهذه الدرجة؟
ج: نعم، ألم ترَ الخطاب واللغة، وهذه اللغة ما زالت مستمرة ولم تتوقف. أنا احساسي وأقول لك بصراحة وكنت أنتظر مناسبة لأتحدث بهذا الموضوع الآن مناسبة لأقول أنا شعرت في الجامعة اليسوعية هم لا يطلقون النار علينا نحن، بل يطلقون النار على التيار الوطني الحر وعلى العماد عون بالتحديد، وسأقول لك لماذا.
يا اخي نحن قبل التفاهم الذي جرى بين حزب الله والتيار الوطني الحر، نحن وقوى الرابع عشر من آذار كنا بالإنتخابات سويا وفي الحكومة معا، كنا حليف الحليف وليس حليفاً مباشراً حليف الحليف ولا يوم من الأيام وكنا في الحكومة سويا أحدهم قال لي إن هناك مشكلة اسمها لاسا، أصلا أنا لم أكن أسمع ولا أعرف، بهذه البساطة، أنا جداً شفاف، الآن يخرجون ويقولون انت لا تعرف أن هناك مشكلة، لا أنا لم أكن اعرف أن هناك مشكلة اسمها مشكلة لاسا، عقارات، شخصياً لا أعرف.
لم يتحدث أحد منهم بشأن لاسا ولم يتحدث أحد منهم معنا بأفقا والعاقورة، ولم يتحدث أحد ويسلط الضوء إن حصل مشكل شخصي بين شيعي ومسيحي في منطقة جبيل، أبداً، حبايب وأصحاب وحليف الحليف وكل شيء تمام.
متى بدأت تفتح كل هذه الملفات وتظهر؟ بعد التفاهم. أنا للشهادة وللتاريخ أقول إن أول واحد وأول شخصية سياسية، زعيم مسيحي يتحدث معي بقضية لاسا هو العماد عون، أول شخص تحدث معي بقصة العاقورة هو الوزير سليمان إفرنجية. هم لم يتحدثوا معي، لاحقا استفاقوا. أنا افهم كل الحديث بموضوع لاسا، وأفقا، والعاقورة وهي مشاكل أعتق منا، أعتق من حزب الله والتيار الوطني الحر هذه مشاكل قبل أن أخلق أنا.

س:عمرها قرن.
ج: قبل أن أخلق أنا، في لحظة من الحظات تثار جميعها ورميت في وجه من؟ ليس في وجه حزب الله، في وجه التيار الوطني الحر في وجه من تتفاهم معه مسيحيا. موضوع اليسوعية ذات الأمر. هناك غضب من نتائج الإنتخابات في اليسوعية، غضب من مَن؟ غضب من التيار الوطني الحر. هم يبحثون عن أي مشكل لأخذ الأمور باتجاه آخر. اذهبوا ابحثوا عمن كتب هذا الشعار على الحائط. بالنهاية هناك كاميرات، من الآن ومن قناة الo t v أتعهد لك: إذا كان كاتب الشعار من حزب الله أنا أسلمه للسلطة، أنا اسلمه للقضاء اللبناني ليعاقبه. لا يعاقبه لأنه كتب شعاراً بل يعاقبه لأنه يؤسس لفتنة مذهبية، أنت تهدد السلم الأهلي في الجامعة اليسوعية لكن إذا تبين أنه من غير حزب الله يجب أن يعتقل. مين ما كان يكون. "هذا هو حجم الموضوع".
أنا فهمي هذا هو.

س: سيد سأسلم بالقراءة التي تفضلت بها وأن هذا استهداف للعماد ميشال عون، هل هذا يعني أن هناك مشكلة بينكم وبين الوجدان المسيحي، لذلك يمكن أن يطلق النار بواسطتكم أو مجرد إثارة العصبية الطائفية والمذهبية؟
ج: لا إثارة العصبية هم ماذا يريدون القول له يقولون له هذا حليفك انظر ماذا يفعل. هذه الجامعة اليسوعية. يا أخي نحن لا نود أن نحول الجامعة اليسوعية إلى جامعة إسلامية ولا نريد السيطرة عليها. هناك شباب الله سبحانه وتعالى منعم على أهلهم أو يستدين أهلهم، أحبوا إرسالهم للدراسة هناك، إذا استطعنا في يوم من الأيام إنشاء جامعة بمستوى الجامعة اليسوعية سيذهبون للدراسة هنا ولن يذهبوا للدراسة في الجامعة اليسوعية.
مصلحة البلد، مصلحة اللبنانيين جميعاً مسلمين ومسيحيين، مصلحة الجامعات أن لا يحدث فيها فرز طائفي. عندما يصبح الخطاب بهذا الاتجاه، بعد قليل سنقول هؤلاء غرباء ما الذي أتى بهم إلى هنا؟ نعم أنا احب أن أؤكد لك نحن ليس لدينا اي مشروع وأي استهداف لا للجامعة اليسوعية ولا لغيرها. شبابنا الطلاب ذاهبون للدراسة، يهمهم أن يكونوا محترمين كباقي الطلاب ليس أكثر ولا أقل.
بني على موضوع صغير معركة طويلة عريضة هدفها ليس هنا، ليس في الجامعة اليسوعية، هدفها في مكان آخر، وأنا أحب أن اقول: لك طالما اصبحنا في الختام هي ليس فشل الفريق الآخر بالإنتخابات خصوصا مسيحيي الرابع عشر من آذار، كل الرابع عشر من آذار بالجامعة اليسوعية، هو نتيجة فشل خياراتهم السياسية في لبنان والمنطقة.

س: وخياراتكم انتصرت؟
ج: طبعاً.

س: لذلك قلتم لهم الزمن الآتي ليس زمنكم؟
ج: نحن خياراتنا تنتصر.

س: كيف ستتعاملون معهم وهل ستبنون البلد من دونهم؟
ج: نتعامل، لا، نحن في الحكومة السابقة، الرئيس ميقاتي بقي شهراً وشهراً ونصف، ثم قلنا له خذ راحتك، نحن نريد حكومة وحدة وطنية، عرض الرجل نفسه عليهم، وللإنصاف في ذلك الوقت وهم يستطيعون القول "لا" "يصطفلوا" لكن أنا أعرف منه أن حزب الكتائب في ذلك الوقت كان يود المشاركة في الحكومة، لكن الغضب في مكان ما في الرابع عشر من آذار منع الدخول للحكومة.
نحن كنا من دعاة حكومة الوحدة الوطنية، يومها سُئلنا: هل تقبلون بهذه الحكومة أن يحصلوا على الثلث الضامن قلنا حقهم الطبيعي الحصول عليه حقهم الطبيعي. وفي المستقبل وفي كل وقت نحن مع الشراكة في لبنان ولا أحد يستطيع إلغاء الآخر ولا يستطيع أحد اقصاء أحد ولا يستطيع أحد إدارة البلد بمفرده لأن مشاكل البلد ضخمة.

س: طالما ذكرت حزب الكتائب بين هلالين، كيف تفسر دعوة السفير الإيراني للرئيس الجميل إلى العشاء في الوقت الذي الرئيس الجميل ونجله النائب سامي الجميل يشنون حملة على حزب الله وسلاح المقاومة؟
ج: لا مشكلة، هذه السفارة الإيرانية وليست مركزاً لحزب الله، سفير وسفارة، ومن الطبيعي أن يكون لديه علاقات مع الجميع، ويتواصل معهم، و"العشوات" تعرف هي واحدة من دبلوماسية العزائم.

س: طالما في دائرة الاتهامات هذا آخر اتهام ننقله لكم: هل لديكم مشروع أكبر من لبنان؟
ج: لا ليس لدينا مشروع أكبر من لبنان.

س: ما هو مشروع حزب الله في لبنان؟
ج: نعود للوثيقة الأخيرة أعلنتها قبل سنوات وبقيت ساعة ونصف اقرأها والنص موجود، هذا مشروعنا الحقيقي الآن لديكم ناس، بعض مسيحيي الرابع عشر من آذار، يأتي بنص قيل افترضنا عام 82 و83 لي وانا لا أنكر نعم طبيعي.
يومها عند المسيحيين كان هناك ناس يتحدثون عن التقسيم وعند المسلمين كان هناك ناس يتحدثون عن الجمهورية الإسلامية. أليس صحيحاً.

س: صحيح
ج: طيب أجلب لك أقوالهم، هم يتحدثون عن الشراكة والوحدة الوطنية وخطابهم كان تقسيمياً، خطابك كان غيتو كانتونات، خطابك كان فوق كل اعتبار وتحت كل اعتبار. طيب أنا في مرحلة من المراحل، نتيجة الجو الذي كان موجوداً ونحن حركة شابة وتعرف الحركة الشابة تتأثر إيديولوجياً أكثر من الواقع السياسي. هذا الكلام القديم الذي ينبش الآن وينشر في الإعلام حتى يحرج الحليف المسيحي، هذا لنا وليس علينا، هذا معناه أننا أناس واقعيون وناس نتطور وناس ندوّر الزوايا وناس نأخذ ونعطي وناس نسمع وناس نتأثر وإن جلس أحد ناقشنا وحاورنا وأبرم معنا تفاهماً يستطيع أن يؤثر على خطابنا وعلى قناعتنا وعلى مواقفنا وسلوكنا، هذه لنا وليست علينا.
نحن في لبنان مع دولة حقيقية، مع شراكة حقيقية من كل الأطياف، مهما سميتهم، شرائح سياسية، طوائف، أتباع مذاهب، سمّ ما شئت.
نحن مع شراكة حقيقية ونحن مع دولة يشارك فيها الجميع.

س: ومع نهائية الكيان كما هي مقولة الإمام موسى الصدر؟
ج: نحن مع نهائية الكيان كما أعلن سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير ورفيقيه.

س: أكيد الوقت ينتهي.
ج: يوم بعد يوم يظهر صحة كل اتجاه سياسي يأخذ باتجاه نهائية الكيان في لبنان، بهذه في فريقنا نقاش وربما يكون هناك إيديولوجيات أخرى لا توافق على هذا الكلام، لكن أنا أحب أن أقول لك: حزب الله ينضم إلى حركة أمل وينضم إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر ويؤمن وأنا اعلن هذا في هذه الليلة أيضاً يؤمن بنهائية الكيان اللبناني، إلا إذا أتى يوم من الأيام وكان اللبنانيون يودون إلغاء هذا الكيان يصبح هذا شأنهم، نحن لا نستطيع أن نفرض شيئاً على اللبنانيين.

س: هناك ممارسات كثيرة ترتبط بشخصك الكريم منها رفض تناولك حتى في أي برنامج تلفزيوني، بأي أمر، هناك نوع من التقديس الذي يصل لحالة من الاعتراض ربما الغير سلمي. ما رأيك بهذه؟
ج: أولاً ساتحدث بالمباشر، واحد يقلدني أنا كشخص ليس لدي مشكلة أما أن يسيء لي أو لكذا مرفوض لأنه مرفوض الإساءة لاي أحد. مرة هناك تمثيل بلا إساءة، لااعتراض على أصل التمثيل لا اعتقد أن هناك داعياً للاعتراض على أصل التمثيل. نعم إذا كان هناك إساءة من الطبيعي الناس تعترض على الإساءة. طيب نعود لليسوعية هي جملة كتبت حبيب الكذا وقلب، أما كادت الدنيا تخرب لو لم يكن هناك عقلاء و"لمّوا" الموضوع والناس كانت على وشك التظاهر وكبار القوم تحتاج لمن يهدئهم. في المقابل نحن لدينا ناس تتأثر كما أولئك يحبون فلان وهولاء يحبون فلان، هناك ناس افترض انهم يحبونني ولا يقبلوا أن يقلدني أحد أو يرفضون الإساءة لي، مع ذلك أنا أدعوهم وأنا ولا يوم من الأيام طلبت من الناس أن تنزل إلى الشارع حتى في المرة الأولى التي حصلت قبل عدة سنوات أنا خبرت لاحقا أخبرت بالتمثيل وبرد الفعل. أنا اليوم من منبركم أقول: أنا أدعو المحبين وجمهورنا ومن يؤيدنا: لو تكرر هذا الأمر أن لا يكون هناك أي رد في الشارع، لا في النبعة ولا في برج حمود ولا في الضاحية ولا على طريق المطار ولا في أي مكان من الأمكنة.

إذا كان لأحد اعتراض نذهب ونعترض قضائياً. هناك باب في القانون، نذهب ونعترض قضائياً. نعم نحن نتمنى أن لا يُساء لنا وان لا يساء لغيرنا، لكن لا نقبل بالإساءة ولا نقبل أيضاً. وأنا شخصياً أتمنى عليهم هذا. رد الفعل في الشارع هو رد فعل غير صحيح وغير مناسب وأيضا يصبح مسيئاً بعناوين واعتبارات أخرى.

س: صاحب السماحة إنتهى الوقت أنا اجدد الشكر والتشرف بهذا اللقاء على هواء الـOTV ومعنا شخصياً.أعود وانقل لك كل الدعاء والسلام والتأكيد على الأمل والرجاء بالتواصل بشكل دائما. لا أعرف إن كنت تحب أن تختم باي كلمة.
ج: تحدثنا ساعتين.

س: ثلاث ساعات.
ج: ثلاث ساعات.

بالختام إذا سمحت لي الليلة عند المسيحيين ذكرى الشهيدة بربارة، هذه الشهيدة التي من أجل حريتها وإيمانها بدلت وجهها واستشهدت حفاظاً على حريتها وكرامتها في هذا الوقت هناك راهبات ربما رفيقات لبربارة ربما يكنّ عرضة لنفس المصير، وهناك اسقفان الاسقف اليازجي والأسقف إبراهيم ربما يكونان عرضة لنفس المصير، نذكرهم وندعو ان كل انسان يعود لوطنه حراً وكريماً.

شكرا لكم.

شكرا مجددا سماحة السيد.

2012-12-05