"شهر رمضان" ربيع القرآن
رمضان
في خطبته التي وجّهها رسول الله صلّى الله عليه وآله للمسلمين لدى استقبال شهر رمضان المبارك يقول: "....ومن تلا فيه آية من القرآن, كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور". شهر رمضان شهر ربّ العالمين, وهو أشرف الشهور وأعظمها, شهر تُفتح فيه أبواب السماء, وأبواب الجنان, وتغلق فيه أبواب النيران
عدد الزوار: 170بسم الله الرحمن الرحيم
"شهر رمضان" ربيع القرآن
المناسبة: شهر رمضان
في خطبته التي وجّهها رسول الله صلّى الله عليه وآله للمسلمين لدى استقبال شهر رمضان المبارك يقول: "....ومن تلا فيه آية من القرآن, كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور".
شهر رمضان شهر ربّ العالمين, وهو أشرف الشهور وأعظمها, شهر تُفتح فيه أبواب السماء, وأبواب الجنان, وتغلق فيه أبواب النيران.
وقد تشرّف هذا الشهر بنزول القرآن فيه, فاختصّه الله بالصيام, ولا يعقل شرف فوق شرف كتاب الله عزّوجل, وقد ورد في الأخبار أنّ الكتب السماويّة من صحف إبراهيم عليه السلام, والتوراة, وزبور داوود عليه السلام, والإنجيل, والقرآن نزلت في هذا الشهر.
ففي الكافي عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال: "نزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أوّل ليلة من شهر رمضان، ونزلت التوراة لستِ مضين من شهر رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشر خلون من شهر رمضان، وأُنزل الزبور لثمانِ عشر خلون من شهر رمضان، وأنزلَ القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان".
ولتلاوة القرآن وتدبّر آياته موقعيّة وميزة خاصّة في هذا الشهر الكريم, وبهذا الاعتبار فإنّ من الأعمال المهمّة والواجبات التي ينبغي أن نلتفت إليها في ليالي شهر رمضان وأيّامه أن نعود إلى كتاب الله, حتّى لا تشملنا الشكوى التي يبثّها رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم القيامة, والتي يخاصم بها الناس جميعاً على رؤوس الأشهاد, حيث تكون الأفواه مطبقة ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ﴾ والأصوات خاشعة, والأبصار شاخصة, ففي تلك اللحظات الرهيبة التي ينتظر فيها كل فرد حسابه, وصحيفة عمله, ينطلق رسول الله صلّى الله عليه وآله ليشكو إلى الله هجران الناس لكتابه العزيز, كما ورد في القرآن الكريم وقال الرسول صلّى الله عليه وآله: ﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.
فيخاطب الله تبارك وتعالى كتابه المهجور بقوله: "وعزّتي وجلالي, وارتفاع مكاني, لأكرمنَّ اليوم من أكرمك, ولأهيننَّ من أهانك".
وهذه الشكوى ستنالنا حتماً يوم القيامة, وسيكون رسول الله صلّى الله عليه وآله خصيمنا ما لم نعمل على رفع مهجوريّة القرآن من حياتنا.
ولكي نرفع مهجوريّة القرآن لا بدّ من البدء بالخطوة الأولى التي هي تلاوته وقراءته في كل يوم, لنزيل صدأ القلوب, وقساوتها, وقد عبّرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله عن هذه الحقيقة بقوله: "إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد, فقيل: يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال: "تلاوة القرآن".
فضل تلاوة القرآن في الروايات:
- خير ونور: فعن النبي صلّى الله عليه وآله قوله: "نوّروا بيوتكم بذكر القرآن... فإنّ البيت إذا كثرَ فيه تلاوة القرآن كثرَ خيره..".
- محاربة الشيطان: وعن النبي صلّى الله عليه وآله قوله: "ليس شيء أشدّ على الشيطان من القراءة في القرآن نظراً".
- خيار الناس: "فعن النبي صلّى الله عليه وآله قوله: "خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه".
- تخفيف العذاب: "فعن الإمام الصادق عليه السلام: "أنه قال: "من قرأ القرآن في المصحف متّعَ ببصره وخفّفَ عن والديه وإن كانا كافرين".
- باب للبركة ومحلّ للملائكة: عن الإمام علي عليه السلام: "البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته, وتحضره الملائكة, وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين