كلامه في الإمام الحسن بن عليّ عليه السلام
مقتطفات من كلمات الشيخ حسن المعتوق
لم يكن خافياً على الإمام الحسن عليه السلام ما كان يُحاك حوله من المؤمرات في صفوف جيشه الذي كان أكثره على صلة بمعاوية لأنّه مؤلّف من عناصر شتّى قد ساعدت معاوية على خلق الشغب في صفوفه،
عدد الزوار: 264
- لم يكن خافياً على الإمام الحسن عليه السلام ما كان يُحاك حوله من المؤمرات في
صفوف جيشه الذي كان أكثره على صلة بمعاوية لأنّه مؤلّف من عناصر شتّى قد ساعدت
معاوية على خلق الشغب في صفوفه، وسهلت له السبيل لشراء الضمائر الرخيصة التي كانت
أقوى في يد معاوية من سلاح الحديد والرجال.
- لقد صالح الإمام الحسن عليه السلام كما صالح جدّه في صلح الحديبية، وقعد لما فقد
الأنصار كما قعد أبوه من قبله لمّا فقد الأنصار يوم السقيفة ويوم الشورى.
- تضحية الإمام الحسن عليه السلام في سبيل الحقّ لا تقلّ أثراً عن تضحية الإمام
الحسين عليه السلام، بل لولا تضحية الإمام الحسن عليه السلام بالصلح لما كانت تضحية
الإمام الحسين عليه السلام ولما بقي الإمام الحسين عليه السلام أو أحد من آل عليّ
ليثور بجانب الحقّ على الباطل. والإمام الحسن عليه السلام بالصلح شهيد الحقّ كأخيه
الإمام الحسين عليه السلام، ولو أنّ جسمه سلم من جراح المعركة، لكن قلبه لم يسلم من
جراحها، وإنّما حمل الجراح بقلبه صبراً وإباءً حتّى تقيّأه في الطشت قطعة قطعة.
- الإمام الحسن عليه السلام بقعوده، قد فتح باب الميدان للإمام الحسين عليه السلام.
بينما في ظرفه هو، كان أكثر أنصاره متخاذلين، وأكثر جيشه من المنافقين. ومعاوية
الداهية قد أخذ زمام المبادرة، فدعا الإمام الحسن عليه السلام إلى الصلح، والجيش
قادم يومذاك، من ثلاث معارك، قد ملّ الحرب، فلمّا سمعوا بكلمة الصلح، تخاذلوا
وتواكلوا.
- أمّا الإمام الحسن عليه السلام، الذي لم تسمح له ظروفه بالثورة المسلّحة، فقد
جرّد سلاحاً خاصّاً هو الصلح، ففضح به معاوية وبني أميّة قاطبة، وأثبت للرأي
العامّ، أن بني أميّة قد ساروا في جاهليّتهم الحديثة، ينسجون على منوال جاهليّتهم
القديمة. حتى إذا وصل الدور إلى يزيد وطفح الكيل، فحينئذٍ أصبحت القضيّة لا تحتمل
سوى الثورة؛ لأنّ يزيد قد أعلن الكفر صراحةً.
- ما امتنع الإمام الحسن عليه السلام عن الشهادة، وإنما الشهادة هي امتنعت عليه، ما
ضنّ بنفسه، أو بخل بنفسه، وما قيمة الحياة في نظر أهل البيت لولا أنّهم في الحياة؟
قيمة الحياة بهم فهل يلتمسون الحياة؟ ما قيمة الحياة لولا أنهم فيها؟ وما قيمة
السلطة لولا أنّها ميدان لخلافتهم في الأرض؟ والخلافة كالنبوّة، لا يمكن أن تأخذ
سبيلها في الأرض إلاّ بالأنصار المخلصين الذين لم يتيسّروا في أيّام الإمام الحسن
عليه السلام، كما تيسّروا للحسين عليه السلام.
- النبي صلى الله عليه واله يشير إلى قعود الإمام الحسن عليه السلام، كما يشير إلى
قيام الإمام الحسين عليه السلام، حيث يقول صلى الله عليه واله: "هذان ولداي،
إمامان قاما أو قعدا"، والمعنى أنّ إمامتهما ثابتة في حالتي القيام والقعود.