أنصار الإمام الحسين عليه السلام
عاشورائيات
كثير ممّن استشهدوا مع الإمام الحسين عليه السلام، ما مرّت عليهم فترة طويلة صحبوا فيها الإمام الحسين عليه السلام حتّى نقول إنّهم شاهدوا الأنوار الإلهيّة، فإقتبسوا من تلك الأنوار حقيقة الدين.
عدد الزوار: 414
كثير ممّن استشهدوا مع الإمام الحسين عليه السلام، ما مرّت عليهم فترة طويلة صحبوا
فيها الإمام الحسين عليه السلام حتّى نقول إنّهم شاهدوا الأنوار الإلهيّة، فإقتبسوا
من تلك الأنوار حقيقة الدين. ففيهم من كان نصرانيّاً مثلاً، وفيهم من سمع موعظة
فأثّرت فيه، فمثلاً نجد أنّ سعيد بن مرّة التميميّ الذي كان في مجلس يزيد بن مسعود
النهشليّ، حين يسمع القصّة ببساطة، يذهب، ويترك زوجته وينطلق إلى كربلاء.
إنّها نفوس مستعدّة مهيّأة لدعوة الحقّ، وهذه المجالس لها أثر كبير في تلك النفوس،
فلا تعلم في أيّ لحظة تدرك العناية والرحمة الإلهيّة، فإذا به يتحوّل في لحظة واحدة
من جانب إلى جانب.
لقد كانت كلّ قطرة من دم الإمام الحسين عليه السلام، قنبلة في عرش الملك الأمويّ.
وكلّ قطرة دم أريقت على أرض كربلا، هي شعلة تنير دروب الحياة. لذلك كان لها هذا
النغم الأبديّ الخالد الذي تُردِّده الأجيال تلو الأجيال، ويدفع الإنسان للثورة على
الطغيان والإنحراف ويحفزه للنهضة من أجل العدالة والإنصاف.
إنّ الحقّ لا يتقيّم بالنصر الآنيّ، وإنّما يتقيّم بالنصر الأبديّ، والنصر الأبديّ
لا يكون لغير الحقّ، والنصر إنّما يكون للقضيّة التي تبقى ببقاء الحقّ. ومن هنا ذكر
الحسين عليه السلام خالدٌ، ولن يفنى الحقّ الذي ارتوت عروقه بدم الحسين بن عليّ
عليه السلام.
إنّ الغاية لا تبرّر الواسطة في نظر الإمام الحسين عليه السلام. فالغاية إذا كانت
شريفة، لا يجوز التوصّل إليها بكلّ وسيلة. لذلك لم يلجأ كغيره، إلى الدعايات
الكاذبة، والشعارات المضلِّلة. إنّه يريد الوصول إلى الحقّ، لكن لا من طريق الباطل،
ويريد إقامة موازين العدل، لكن لا من طريق الجور.