الحضّ على التديّن
عاشورائيات
فما على المسلمين في هذا الجوّ المشحون بالغيوم، إلاّ أن يستعيدوا إلى أذهانهم، صورة حيّة من صور هذه الذكرى، ويستفيدوا من معطياتها، لخوض المعركة مع العدوّ الذي اعتدى على مقدّساتنا، واستلب منّا حريّتنا وكرامتنا.
عدد الزوار: 249
- فما على المسلمين في هذا الجوّ المشحون بالغيوم، إلاّ أن يستعيدوا إلى أذهانهم،
صورة حيّة من صور هذه الذكرى، ويستفيدوا من معطياتها، لخوض المعركة مع العدوّ الذي
اعتدى على مقدّساتنا، واستلب منّا حريّتنا وكرامتنا. علينا أن نخوضها معركةً فاصلة
بالعرق والدم والسلاح، مع العدوّ الغادر الذي لا يعرف السلام القائم على العدل،
والحريّة والمساواة. والمسلمون اليوم، يطالبهم دينهم في شتّى بقاع الأرض أن يكونوا
أقوياء، وأن يحاربوا مواضع الضعف من نفوسهم، حتّى لا يهنوا ولا يستسلموا ﴿وَلاَ
تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾1.
- ونخوض معركة المصير ضدّ أعداء الله والإنسانيّة، أن يهاجر كلّ منّا إلى نفسه
ويسألها ماذا قدّمت لخوض هذه المعركة؟ وبماذا ضحّت في سبيلها؟ علينا أن نأخذ من
معطيات هذه الذكرى، ما ينفعنا في حياتنا الحاضرة. والجدير بالمسلمين اليوم، أن
يمثّلوا نفس الدور الذي مثّله أولئك، بالفناء في ذات الحقّ الذي ترجموه إلى أعمال
قائمة على الوفاء لدين الله، وأن تعيش تلك المبادئ والقيم في نفوسهم وأفكارهم، ولا
سيّما وهم يخوضون معركة المصير ضدّ أعداء الله والإنسانيّة.
- أمامك أيّها الشابّ طريقان: طريق الخلود والبقاء، وطريق الزوال والفناء. والشباب
الواعي سوف يجعل من الإمام الحسين عليه السلام قدوة صالحة فلا يختار غير طريق
الحسين، طريق الحقّ والعدالة والعزّة والكرامة، وأمّا الشباب الذي لا يفكّر بأكثر
ممّا تمليه عليه ملذاته وشهواته فقد آثر أن يسلك طريق يزيد.
- إنّ حادثة الطفّ مدرسة تخطّ للأجيال المتعاقبة نهجاً وحبّاً يعمره الإيمان الصادق
وتتمثّل فيه قصّة هي رمز للبطولة والإباء لا تجد لها مثيلاً في تاريخ الأبطال
الأباة، فقد أخرجت للناس نموذجاً فريداً في عالم التضحية، تلك التضحية التي خرقت
بمعجزاتها سنّة الحياة وقلبت سلّم التطوّر وراحت تهزأ بالخطوب وتسخر بالحياة إذا
ساد فيها الظلم وانتشر الجور.
1- آل عمران, 139.